السلطان نور الدين

السلطان نور الدين

0 المراجعات

كان السلطان نور الدين يجلس مرة يسمع الحديث النبوي الشريف كعادته…  وسمع في المجلس حديثا فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقلد السيف….  فتعجب وسأل هل كان النبي حقا يتقلد سيفه بينما جنودي يجعلون السيف في الوسط ؟!!! 


 

فلما كان من الغد شوهد يتقلد السيف هو وكل جيشه تشبها بالنبي صلى الله عليه وسلم. 

وتقلد السيف بجعل حمالته على الكتف خلف الظهر بدلا من حمله بالوسط كما بالصورة …  وفي حمله على الظهر يعطي حرية اكثر في الحركة والمناورة. 


 

وفي هذا التصرف يظهر حرص نور الدين على تطبيق السنة النبوية وافعال النبي صلى الله عليه وسلم. 

ويعلق ابن قاضي شهبة على هذه الحادثة فيقول :

 "رحم الله هذا الملك الذي لم يفرط في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الحالة.

 بل لما بلغته رجع بنفسه ورد جنده عن عوائدهم اتباعاً لما بلغه عن نبيه صلى الله عليه سلم فما الظن بغير ذلك من السنن. 


 

ومن حبه للشهادة ان قال له يوماً قطب الدين النيسابوري:

 بالله يا مولانا السلطان لا تخاطر بنفسك؛ فإنك لو قتلت قتل جميع من معك وأخذت البلاد، وفسد المسلمون؛ فقال له : 

اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب مع الله، ومن هو محمود؟ 

ومن كان يحفظ الدين والبلاد قبلى غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود …  قالها احتقارا لذاته ؟ 

قال فبكى من كان حاضراً رحمه الله". 


 

سمعه احد رفاقه يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير. 

ارسلت زوجته رسول إليه  تطلب زيادة في مخصصاتها المالية، يقول الرسول :

 "فلما قلت له ذلك تنكر وأحمر و جهه ثم قال :

 من أين أعطيها، أما يكفيها مالها؟

 والله لا أخوض نار جهنم في هواها !!

 إن كانت تظن أن الذي بيدي من الأموال هي لي فبئس الظن!! 

إنما هي أموال المسلمين، ومرصدة لمصالحهم، وأنا خازنهم عليها فلا أخونهم فيها، ثم قال : 

لي بمدينة حمص ثلاث دكاكين ملكاً قد وهبتها إياها فلتأخذها!!


 

 قال الرسول :

 وكان يحصل منها قدر قليل، نحو عشرين ديناراً وقد كان نور الدين من فقراء الشام رغم انه السلطان . 

لا تقارنوه بحكام زمانكم حتى لا تموتوا قهرا.

دخل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى المسجد ذات يوم فرأى صبيّ يبكي بكاءً مريرا، وحول الصبي جماعةٌ من الرجال يحاولون إسكاته، فلمّا رآه يبكي، قال له: "ما بالك يا صبي؟!"

فقال الصبي: "يا مولاي؛ إنّ هؤلاء الرجال الذين تراهم خرج أبي معهم في سفر وكان أبي صاحب أموال،  وأخذهم معه للتجارة، فعاد هؤلاء الرجال ولم يعد أبي معهم، فلما سألتهم عنه قالوا: مات! ، فسألتهم عن تركته -من الأموال-، فقالوا: ما خلّف شيئاً، فلما اشتكيتهم إلى القاضي استحلفهم فحلفوا له وأطلقهم!"


 

فقال علي: "لأحكمنّ بحكم ما حكم إلا داوود -عليه السلام- .."


 

ومن ثم دعاهم جميعاً ونظر إلى وجوههم، وقال: "انبئوني بما فعلتم بوالد هذا الصبي" ، فقالوا له بصوت واحد: "مات!"

ففرّق علي بن أبي طالب بينهم، وأوقف كل رجل منهم في جهة من المسجد، ثمّ دعا بكاتبه وقال له اكتب، ومن ثم قال للناس على حده "إذا رأيتموني كبّرت فكبّروا معي كلكم!"


 

ومن ثمّ دعا بواحد من المتّهمين، وقال له: "أخبرني في أي يوم مات أبو الصبي؟" ، فقال الرجل: "في يوم كذا وكذا وشهر كذا وكذا ووقت كذا وكذا.." فقال علي: فمن غسّله؟" ، قال الرجل: "فلان"


 

فلما سأله عن كل هذا كبّر علي -رضي الله عنه- وكبّر الناس معه كما أمرهم! ، فارتاب الباقون من الرجال لما رأوا وسمعوا التكبير، ولم يشكّوا أن صاحبهم قد أخطأ بحديثه .


 

فأمر علي بسجن الرجل الذي سأله، ومن ثم دعا بالآخر، وقال له: "قد علِمتُ بما صنعتم به .." ، فقال الرجل على الفور: "يا أمير المؤمنين ما أنا إلا واحد منهم، ولقد كنت والله كارهاً لقتله!"

فاعترف الرجل، وأقرّ بما فعله هو وأصحابه بوالد الصبي، ولما دعاهم واحداً واحد، أقروا بالقتل جميعاً؛ ظناً منهم أن صاحبهم الأول قد اعترف لمّا سمعوا التكبير ..


 

فانكشفت الحقيقة بتلك الحيلة الذكية، وعاقب علي -رضي الله عنه- المجرمين بفعلتهم الشنيعة، وشفى غليل الصبي على والده

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

37

متابعين

14

متابعهم

40

مقالات مشابة