مسائل في الصيام

مسائل في الصيام

0 المراجعات

 مسائل في الصيام

فقه

فقه الصوم 
  • ما يفعل المسلم في رمضان:

يجب لمن أدرك شهر رمضان أن يستعد لصومه وأن ينوي فيه أن يصوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام وأن يصومه  حق الصيام كما قال تعالى -:{ يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}   ويمتثل ما حث عليه النبي ﷺ من صوم رمضان حين قال ﷺ  :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".  

ولا يتأتى له ذلك إلا بفقه الصيام وتعلم مسائل الصوم التي ذكرها الفقهاء في كتب الفقه وهذا واجب على كل مسلم ومسلمة كما جاء عن النبي ﷺ قال:" طلب العلم فريضة على كل مسلم ". وهو حديث حسن. أي: ومسلمة .يعني أن تعلم أحكام الصيام فريضة على المسلم و المسلمة .

ومن مسائل الصيام وأحكام الصيام التي تجب تعلمها ما يلي :

  •  يجب تبييت النية من الليل:

منها ا: النية وقد قال النبي ﷺ:" لا صيام من لم يبت النية من الليل". ويبيت النية من أول ليلة من ليالي رمضان.

  •   النية على نوعين :

النوع الأول : نية عامة .

النوع الثاني : نية خاصة .

فالنية العامة هي أن ينوي أن يصوم شهر رمضان كله بنية واحدة فهذه هي النية العامة.

والنية الخاصة هي أن ينوي كل يوم من أيام شهر رمضان بأن يبت النية كل يوم من رمضان.

وأيضا أن ينوي صوم رمضان المبارك الركن الرابع من أركان الإسلام.

 

  • المسألة الثانية :يحرم الأكل والشرب والجماع في نهار رمضان:

 

أن يجتنب الأكل والشرب  والجماع من طلوع الفجر الثاني ( الفجر الصادق ) إلى غروب الشمس من ذلك اليوم.

فمن أكل أو شرب أو جامع في نهار رمضان فقد بطل صومه وفسد وعليه القضاء إلا الجماع فإن عليه القضاء والكفارة بأن يصوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا أو عتق رقبة فهذه كفارة الجماع في رمضان فليحذر المسلم من مقاربة زوجته في رمضان فلربما تغلبه نفسه فيجامعها فيجب الحذر.

المسألة الثالثة: يجب حفظ الصوم من قول الزور و الرفث والجهل :

يجب أن يحفظ صيامه من اللغو والرفث والجهل فإن النبي ﷺ قال:" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل  فليس لله عليه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ". فإن المقصود من الصوم هو التربية والتهذيب وحصول التقوى وإلا لم يكن الصوم نافعا.

ومن حفظ الصوم حفظ البصر والسمع واللسان عن المحرمات كالاستماع إلى الغناء والنظر المحرم كمشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج المدبلجة التي فيها موسيقى ونساء كاسيات عاريات فإن هذه المسلسلات حرام في سائر الأيام وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر التجارة مع الله تعالى وكسب الحسنات الكثيرة فمن ضيع في شهر رمضان فقد حرم نفسه .

ومن حفظ الصيام حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والسب والشتم والطعن فمن فعل هذه المحرمات فقد جرح صومه جرحا عظيما ويكون صومه عن الطعام والشراب فقط .

  • المسألة الرابعة: مستحبات الصوم :

يستحب للصائم في نهار رمضان أن يستاك بالسواك ( عود الأراك) وهذا من السنة ولا يفطر الصائم بالسواك بشرط أن يكون السواك طبيعيا وليس له نكهة وإلا كان مفطرا إذا دخل إلى ريقه وابتلع النكهة التي تكون في السواك.

فيجب استعمال في نهار رمضان السواك الطبيعي.

ومن مستحبات الصوم : تعجيل الفطور كما قال النبي ﷺ:" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور". 

فيستحب لمن رأى غروب الشمس وغياب قرص الشمس أن يفطر ولا يتأخر لكن يجب عليه لمن كان في المدن ولم يرى غياب قرص الشمس أن يفطر من الناس ولا يتقدم ولا يتأخر عنهم بل يفطر مع اذان المغرب .

ومن مستحبات الصوم: 

الدعاء: فيستحب للصائم عند فطره أن يدعو بالدعاء الوارد عن النبي ﷺ وهو :" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"

ويستحب له أن يدعو بخيري الدنيا والآخرة فإن الدعاء مستجاب كما قال النبي ﷺ:" للصائم دعوة مستجابة عند فطره". 

ومنها الدعاء في حالة الصيام في نهار الصوم قال ﷺ :" ثلاث لا ترد دعوتهم ومنها... الصائم حتى يفطر". 

 

فقه الصوم

 

ومن مستحبات الصوم :

السحور:  فإن السحور سنة وقد قال النبي ﷺ:" تسحروا فإن في السحور بركة " وقال ﷺ :" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " والسحور هو الغداء المبارك .

ويستحب السحور بالتمر لقوله ﷺ :" نعم سحور المؤمن التمر "

ويستحب تأخير ويكره تقديم السحور في منتصف الليل أو قبل ساحة السحر بساعتين أو أكثر لمشابهته أهل الكتاب من اليهود والنصارى 

وعن زيد بن  ثابت رضي الله عنه قال:" تسحرنا مع رسول الله ﷺ  وقت السحر"  فسألت زيد كم كان بين السحور والصلاة قال قدر خمسين آية .

    ومن حكمة السحور أنه يعطي قوة للصائم في نهاره فيسهل عليه الصوم ويفرح به فيكثر بسببه الصوم وأيضا من حكمة السحور أنه يعطي قوة في النهار فيعمل أعمالا صالحة في رمضان من تلاوة القرآن والذكر وكثرة صلاة النافلة وغير ذلك من الأعمال الصالحة المستحبة في رمضان.وأيضا: المتسحر يحصل على فائدتين وبركتين البركة الأولى: القوة . الثانية: إتباعه النبي ﷺ في حثه  ﷺ  على السحور .

  • استحباب قيام رمضان ( صلاة التراويح):

صلاة التراويح سنة مستحبة مؤكدة ينبغي للمسلم الحرص على قيام رمضان  ولا يفرط فيه فإنه من ترك والتراويح فقد حرم نفسه خيرا كثيرا وإن كان قيام رمضان مستحبا .

قال ﷺ :" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

ومن مستحبات الصائم: كثرة الاستغفار والدعاء والذكر فإن هذه من المستحبات الصوم لا تنفك عن المؤمن الصائم الذي يصوم رمضان إيمانا واحتسابا ويريد أن يصوم حق الصيام.

  • يتأكد استحباب قيام ليلة القدر:

ومن المستحبات المتأكدة في رمضان هو الحرص على إدراك ليلة  القدر فإن إدراك ليلة القدر وقيامها والدعاء فيها من الخير العظيم وليلة القدر قد ذكرها الله تعالى في القران كما قال تعالى في سورة القدر -:{ إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر} 

ويستحب له الدعاء عند إدراك ليلة القدر بالدعاء الذي جاء من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله ما أدعو إذا أدركت ليلة القدر فقال :" قولي : اللهم إنك عفو تحف العفو فاعف عني ".

 

فقه الصوم


 

فليلة القدر شرفها عظيم فينبغي للمؤمن أن يحرص على إدراكها ونيل خيرها وعفو الله تعالى ومغفرته وتوفيقه وخبراته الدينية والدنيوية.

ومن مستحبات رمضان المبارك أن يحرص على قيام العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي ﷺ يحرص على قيام العشر الأواخر كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد المئزر واعتزل أهله وأحيا الليل ".

    ومعنى : شد المئزر  كناية عن الاجتهاد في العبادة والدعاء والتقرب إلى الله عز وجل ومعنى : اعتزل أهله يعني أنه لم يقربها بالجماع ومعنى : أحيا الليل يعني أنه قام الليل كله ولم ينم.

  • أحكام زكاة الفطر:

وأيضا: من الأمور التي يجب أن يتنبه لها في آخر أيام رمضان هي زكاة الفطر فقد قال العلماء رحمهم الله تعالى يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين لكي لا تفوته إخراجها فربما فاتته فصلى العيد ولم يخرج زكاة الفطر لمشاغل أو نسيان أو غيرها من الأمور.

 

  • تنبيه :

 

 زكاة الفطر تخرج طعاما ولا يجوز إخراجها نقودا كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من بر أو صاعا شعيرا أو صاعا من تمر على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد طهرة للصائم وزكاة على المساكين وأمر أن تؤدى قبل الصلاة". 

  • ختاما :

هذا ما ينبغي فعله للصائم في رمضان من العبادات الواجبة والمستحبة ويجب على المؤمن أن يحرص على ألا يخدش أو يجرح صومه لكي لا ينقص أجره أو يقل أو ربما يعدم اجر كليا .والصوم المجروح لا يليق أن يقدم إلى الله تعالى بل يجب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بصوم سليم.

    نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا للصيام حق الصيام والقيام حق القيام وأن يوفقنا لعمل الصالحات ونفع المسلمين.

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

    وكتبه 

 أبو عبد الله

 صابر ترزي

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة