لماذا  أسلم هؤلاء  ؟؟؟ ( 13 )  هى المصرية  Blanche...

لماذا أسلم هؤلاء ؟؟؟ ( 13 ) هى المصرية Blanche...

0 المراجعات

هي المصرية بلانش ناروز، المولودة عام ١٩٤٧م ، فى شبرا مصر لأبوين مسيحيين أنجبا من البنين والبنات ستة أفراد بلانش ثالث إنجاب للأب الموظف من الثامنة صباحاً إلى الثانية ظهراً بإحدى المصالح الحكومية ويعمل من الرابعة بعد الظهر كل يوم في احد من محلات الأقمشة الكبيرة بحي الأزهر. 

وتقول بلانش: كنت أراقب أبى مرهقا لدرجة كبيرة وما كنت أراه إلا سويعات في اليوم والليلة ومع ذلك كان أبي متمسكا بتعاليم المسيحية فذهابه إلى الكنيسة كان مقدسا 

وكثيراً ما كان يصطحب في كل مرة واحداً أو واحدة من الأسرة وكثيراً ما كنا نذهب جميعاً في المناسبات الدينية المعروفة والأعياد. ولأننا نعيش وسط مجتمع إسلامي بعاداته وتقاليده

 فكنا نحيا حياة ما شعرنا فيها بغربة أو بحاجة فالكل يعرف أننا أسرة كثيرة العدد والأب موظف حكومي ويحاول زيادة دخله بعمل إضافي 

 وكنا نجد العون بكل معانيه السامية من جيراننا المسلمين في كل مناسباتهم الدينية وفي غير المناسبات  

فأمي رغم أنها لم تتعلم إلا إنها كانت على  درجة عالية من الذكاء الاجتماعي الذي جعل الجميع يقدرون فيها مراعاتها لهذه الأسرة الكبيرة العدد ويقدرون في أبى كفاحه ليلا ونهارا من أجل حياة عادية لأسرته 

وتقول بلانش   : ولا أنسى يوم أن زلت قدم أمي وهى تعبر الشارع في الطريق إلى مسكننا  وسقطت على الأرض  وحملها جيراننا وأحضروا لها الطبيب

 وأوصى بتجبير ساقها لحدوث كسر مضاعف بالساق على أن تكون تحت الرعاية الطبية الكاملة مع الراحة التامة إلى أن يلتئم الكسر. 

وحملها أحد الجيران مع زوجته في سيارته إلى الطبيب المختص وتم إجراء «تجبيس». ساقها بعناية فائقة وكتب الطبيب روشته للعلاج وذهب العم عبد الرحيم واحضرها 

وعاد وزوجته بأمي إلى مسكننا وظل كل الجيران يحيطوننا بعناية غير عادية  فهذه تقوم بتنظيف المكان وهذه تقدم للقادمين الحلوى أو الفاكهة التي أحضرها الزائرون 

وهذه قامت لتطبخ وطلبت زوجة العم عبد الرحيم أم رمضان من الجميع ترك أمي أو أم ملاك كما كانوا ينادونها باسم أخي الكبير لترتاح وحددوا وقتا لزيارتها سويا بعد أن ترتاح وتنام جيداً 

وعاد أبى ليجد ما حدث قد حدث ووقف في ذهول يشكر الجيران على ما قدموه وكانوا يواسونه لأنه كان محبا لأمي جداً ولأول مرة أجد أبي يبكى لفرط كرم الجيران الذين رفضوا أن يدفع لهم أجر الطبيب وثمن الدواء وسمعتهم يلومونه على عدم تقديره للجيرة 

وقالت الخالة أم رمضان بالنص: جرى أيه يا أبو ملاك دا النبي وصى على سابع جار وأنت مش جار وبس دا أنت وعيالك أهل وأكثر من الأهل عيب يا راجل بلاش تعمل معانا كده. 

أنت بتشتمنا. نزلت كلمات خالتي أم رمضان على عقلي وقلبي نزولا جميلا هادئا كما نزلت على إخوتي جميعا ولم يذهب أبى إلى محل الأقمشة الذى يعمل به في حي الأزهر في موعده بل اعتذر لما حل بأمي من ظروف صحية طارئة وجلس إلى جوارها يندب حظه في أقاربه الأثرياء الذين لا يبتعدون كثيرا عن المكان الذي نعيش فيه. 

وفجأة حضر إلى دارنا صاحب المحل الذي يعمل به أبى في الأزهر في زيارة لأبي بمناسبة ما حدث لأمي وكان يحمل معه من خيرات الله ما فاض علينا وزاد علاوة على ما أعطاه له من نقود المواجهة الموقف وطلب منه مواجهة الموقف في شجاعة وصبر وإيمان ورفع الرجل يدية  إلى السماء داعيا الله سبحانه وتعالى أن تقوم أمي لتمشى على قدميها من جديد لترعى بيتها وأولادها 

وكانت دعوات الرجل صادقة تخرج من قلبه ولم تكن هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يزورنا فيها  فكثيراً ما كان يحمل من خيرات الله في المناسبات والأعياد الإسلامية 

وكذلك في المناسبات والأعياد المسيحية وكثيراً ما كان يقول الأب نحن إخوة ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أوصانا بكم يا قبط مصر فقد صاهر من مصر علاوة على أن إيماننا لا يكتمل إلا بالإيمان برسله وكتبه رسله السابقين وعلى رأسهم عيسى بن مريم الذى خلقه الله كما خلق آدم ليؤكد للناس قدرته على الخلق فهذا عيسى من رحم مريم وهذا آدم من رحم الأرض 

لقد فعل ذلك ليؤكد ألوهيته وربوبيته. وتقول بلانش: كان كلام الرجل صاحب متجر القماش بحي الأزهر ينزل على عقلي وقلبي في هدوء فأدخل لأقترب من الرجل 

وهو يتحدث فيغير الحديث بلباقة غير عادية ويسألني عن شقاوتي مع إخوتي وجيراني واجتهادي بالمدرسة 

وتقول وفى المدرسة في حصة الدين كانوا يجمعون الطالبات والطلبة المسيحيين في فصل واحد ليدرس لهم الدين المسيحي وكثيراً ما تخلفت عن حصة الدين المسيحي مفضلة الاستماع إلى حصة الدين الإسلامي وكان مدرس الدين الإسلامي يطلب منى الخروج كثيراً فكنت كثيراً ما استأذنه فى حضور حصة الدين الإسلامي

 وكان المدرس المسيحي غالباً لا يأتي أو إذا جلس معنا أى مدرس يحدثنا حديثا غير مقبول ويزرع في عقولنا كراهية المسلمين بلا أدنى سبب لذلك فكنت أغتاظ منه لأننا لم نر منهم غير الود والمحبة الحقيقية بالمدرسة والشارع والبيت حيث الجيران أفضل من الأقارب الأثرياء الذين كانوا يضنون علينا حتى بزيارة خالية اليدين مع أننا كنا نودهم لكننا من الفرع الفقير وزيارتنا عار عليهم. 

وتقول: تدرجت في تعليمي بتفوق ولم نشعر بفقرنا وعوزنا ذات يوم فقد كان الرجل الطيب صاحب متجر القماش بحي الأزهر يعتبرنا أولاده تماما فما نقص من عندنا زاد ولا تعرى لنا جسد ولا مات لنا مريض لأننا لم نستطيع أن نطببه فقد كان الكل حولنا من المسلمين 

وهذا كان يحدث مع غيرنا من المسيحيين وليس معنا بصفة خاص ولم يطلب منا أحد ذات يوم أن نعتنق الإسلام فسواء بسواء كنا نعيش لهم دينهم الذي نحترمه ونقدره ولنا ديننا الذي نحترمه ونقدره. إلا أننى شعرت بالإسلام في كياني يسرى في دمي فقد كنت أحفظ سور القرآن المطلوبة من زملائي بالمدرسة في حصة الدين وكنت أؤدي الامتحان فى الدين الاسلامي والدين المسيحي 

وكنت أنجح بتفوق في اختبارات الدين الإسلامي التحريرية والشفوية. وتقول المصرية بلانش ناروز وكنت أصوم رمضان وأسرتي تعرف ذلك 

وكان أبي يصوم رمضان أيضاً وقد عاش مسيحيا ومات مسيحيا ودفن في مقابر المسيحيين والذي تكفل به ذلك الرجل الطيب صاحب متجر القماش بالأزهر. 

وكان أبي يدعو صاحب المتجر ليتناول الإفطار معنا في رمضان ولما كنت صائمة سعد الرجل بى تماماً وطلب منى ألا أعذب نفسى كما يفعل أبي لكنى كنت سعيدة 

وتمنى الرجل ذات مرة لو كنت مسلمة ليزوجني ابنه الذى يكبرني بعامين أو ثلاثة أعوام وما كنت قد رأيته ولا كان ابنه راني لكنى كنت أستمع إليه وانا سعيدة متمنية أن أكون واحدة من أسرة هذا الرجل. ومرت الأيام وكنت أشعر أننى مسلمة القلب والعقل وذهبت إلى دار الإفتاء بالأزهر وحكيت لهم ما أشعر به وبرغبتي في إعلان اسلامی 

و شهدت أمام لجنة من العلماء أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله وذلك بعد أن سئلت كثيراً عن الاسلام لكني أخفيت ذلك عن أسرتي وإن كانوا يعرفون أننى محبة وعاشقة للإسلام وقارئة لقرآنه ومصلية احياناً وكنت أفعل ذلك قبل إسلامي وكنت أفعله بعد إسلامي أيضاً و بإتقان شديد. 

وكنت آنذاك طالبة بكلية العلوم بالجامعة ومات أبي وأنا في السنة الثالثة وزارتنا أسرة الرجل الطيب صاحب متجر القماش لأول مرة نرى زوجته وأولاده وتصادقت معهم وأحبتني زوجته 

وطلبت منى زيارتها كثيراً  ووعدتها بالزيارة وقلت للرجل الطيب على موعد ليرسل لي سيارته أو يأتي ليأخذني وأسرتي نقضى معهم يوما بعيداً عن الأحزان التي تملكتنا لفراق ابي

 وفى الموعد ذهبنا في الصباح إلى بيت الرجل القريب من متجره وكانت له ابنة تصغرني قليلا فطلب منها التجول في خان الخليلي لأنى كنت أتمنى الصلاة بالحسين 

وجاءت الفرصة وانطلق أذان الظهر ولما اتجهت إلى المسجد كانت ابنة الرجل في ذهول وطلبت منها أن تكون أمينة على سرى ووافقت وشاركتني الصلاة التي لا يمكن أن أنساها أبدا 

فهذه أول مرة فى حياتي أصلى بمسجد وخلف إمام فكان لها مذاق جميل لا يمكن أبدا نسيانه رغم صلاتي بعد ذلك فى مساجد كثيرة وفي الكعبة والمسجد النبوي الشريف. 

وتقول بلانش ولما عدنا من صلاة الظهر حكيت لصديقتي ابنة الرجل الطيب قصتي مع الاسلام وطلبت منها أن تخفى ذلك عن أبويها وتتركني لأقول لهما ذلك. 

فقالت: لا أعدك بذلك ففرحتي بإسلامك لا تعادلها فرحة ولن تكتمل إلا بفرحة أبوي بك لأنهما يحبانك جداً وتتمني زوجة لأخي أحمد الذي يدرس الطب ويعيش في شقة أخرى وحده ليذاكر ونزوره يوميا لنلبى له طلباته حتى لا يشغل نفسه بأي شيء غير المذاكرة ولا أخفى عليك لقد تمثل لى أحمد شابا وسيما بهى الطلعة يشع نور الإيمان من وجهه كأبيه تماما تخيلته صورة من أبيه ما كنت قد رأيته من قبل. 

وبمجرد دخولنا البيت هرولت ابنة الرجل لتهمس في إذن أمها بما حدث وأطلقت زوجة الحاج زغرودة طويلة وتابعتها بأخرى وهو في الطريق إلى تأخذني إلى أحضانها قائلة: ألف مبروك نهار مبارك. ألف مبروك وذهلت أمي لما حدث ولما عرفت وجمت قليلاً قائلة: الحمد الله. كنت أشعر أن ذلك سيحدث ذات يوم 

وكان أبوها يؤكد لي في كل وقت لكن لو عرف أخوها الكبير «ملاك»  بإسلامها ربما يفعل فيها مكروها  وبعد قليل حضر الحاج سعيداً وراح يهنئني بما أقدمت عليه ويهنئ أمي بي ولم تملك أمى إلا أن تقول الحمد الله وتكرر له ما قالته قبل ذلك ليقول الرجل الطيب: لقد كان شعور أبيها بذلك حقيقياً وكنت أشعر بها أيضا. 

وهمس الرجل في أذن ابنته لكني سمعته يطلب منها استدعاء أخيها الدكتور أحمد من شقة المذاكرة  وجاء أحمد كما تخيلته تماما وزاده الحياء إيمانا ووسامة وبارك لي

 ووقعت كلماته في عقلي وقلبي كما وقع هو تماماً. وتحدث والد الدكتور أحمد فى بساطة وعفوية أولاد البلد الطيبين قائلا لي ولأمي وللجميع بلانش عروسة أحمد أنا مستعد لعقد القرآن حالا ونظر كل الجالسين إلينا ونظرت إلى الرجل الطيب فإذا به شديد السعادة وإذا بحمرة الخجل تصعد إلى وجهنا إنا وأحمد . 

وسأل الرجل في بساطة إن كان هناك اعتراض منى أو منه ولم نرد. وتجهمت أمي وانخرطت في بكاء وطلب إخوتي الاعتذار عن عدم إكمال اليوم كما هو الاتفاق ونظرت أمي الباكية تطلب الخروج معهم وخرجنا جميعا ولم يكتمل اليوم الجميل بفرحته التي خصنا الله بها دون الناس في هذا اليوم الذي أخفق فيه قلبي وعرفوا بإسلامي. 

وتقول بلانش: لكن فرحتي لم تكتمل في هذا اليوم فلما عرف أخي الأكبر كاد أن يفتك بي لولا أن الله حال بيني وبينه وخرج أخي في هذا اليوم وتوعدني بالقتل 

وأخذتني أمي مساء إلى بيت الحاج والد الدكتور أحمد وقصت له ما فعل أخي وما ينتظرني منه فرحب الرجل بي ابنة له تعيش فى داره وتكون زوجة لابنه إن أردت وإن لم ترد هكذا قالت أمي 

 فقال الرجل لها في هدوء هي ابنتي وفى حمايتي بإذن الله وأنت أيضاً إن أردت البقاء معها على الرحب والسعة. 

لكنها أصرت على العودة إلى بيتها لترعى البيت الذي يحتاج فيه الأخ الكبير إليها لتهدئ من روعه وتثنية عن تهديده لي. وعشت مع الأسرة التي ارتاحت نفسي للبقاء معها ستة أشهر كاملة لم يدخل فيها الدكتور أحمد البيت إلا بعد أن يعرف أن والده موجود !! 

وتم عقد قراني على ابن الرجل الطيب صاحب متجر القماش وظل أحمد لا يدخل البيت إلا في وجود أبيه وأكدت فيه هذا الخلق الذى زاد قيمته عندي ولما تخرج ذهبت إلى شقة جديدة عروسا لها كل الحقوق عند زوجها عليها كل الواجبات لزوجها معززة مکرمة خلال شهر العسل أديت مع زوجى فريضة الحج وكنت قد تخرجت من كلية العلوم فخيرني بين العمل والبيت وترك لى حرية التفكير والاختيار لكني آثرت البقاء  بالبيت أربى أولادي على الإسلام وتعاليمه. 

وقد أنعم الله علينا بالبنين والبنات ولم أنسى أبدا أسرتي وإخوتي. فقد تصالحوا معي بعد سنوات عجاف مرت على بدونهم والد زوجي كان يطمئن عليهم. وبقى أن تعرف أن أخي ملاك هو الأخر هداه الله إلى الإسلام .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

185

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة