قصص عن الصدق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قصة النبي مع القبائل لوضع الحجر الأسود
نشب خلافٌ بين القبائل العربية التي تسكن حول الكعبة يومًا، وكان سبب هذا الخلاف رغبة كل واحدةٍ من هذه القبائل بنيل شرف وضع الحجر الأسود في مكانه في الكعبة بعد تجديد بنائها، وتفاقم الخلاف لهذا السبب بينهم، واستمر ذلك لمدة، حتى اقترح أمية بن المغيرة المخزومي عليهم أن يحكموا الأمر الذي يختلفون فيه لأول من يدخل عليهم باب المسجد الحرام، فوافقت القبائل على ذلك، وقعدوا ينتظرون ذلك الشخص الذي سيدخل عليهم الباب، فإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم يدخل منه عليهم، فلما رأوه صاحوا: "هذا الأمين"، وقد كان النبي محمد معروفًا بصدقه وأمانته، فاحتكمت القبائل بأمر الحجر الأسود إليه، ولما انتهوا، طلب إحضار ثوب، فلما أحضروه وضع الحجر الأسود فيه، وطلب من كل قبيلة أن تمسك طرفًا من الثوب، ثم يرفعوه معًا، ففعلوا ما طلب، وساروا به إلى مكانه، وهناك تناوله النبي الكريم ووضعه في مكانه، وانتهى الجدال بين تلك القبائل، وكل ذلك بفضل الأمانة والصدق الذي امتاز به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
قصة النبي وأمانته مع السيدة خديجة
عُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين قومه بالصدق والأمانة، حتى أنّ قومه كانوا يأتمنونه بسبب ذلك على أموالهم وحاجاتهم، وقد سمعت السيدة خديجة بنت خويلد عنه، وكانت خديجة رضي الله عنها من أصحاب النسب والحسب في مكة، وكانت أيضًا من أثريائها، كما كانت تعمل في التجارة، وترسل القوافل، فطلبت من النبي محمد أن يسافر بتجارتها إلى الشام، وقد وافق صلى الله عليه وسلم، ورافقه في الرحلة غلام لها اسمه ميسرة، ولما عادت القافلة من الشام، كانت قد حازت الأرباح الوفيرة، وأخبر ميسرة السيدة خديجة بنت خويلد عما شهده في الرسول الكريم من صدقٍ، وأمانة، وإخلاص؛ الأمر الذي جعل السيدة خديجة تعجب به، لطيب أخلاقه وصدقه، وقد تزوجت به، وكانت أول من آمن به، ونصرته، ونصرت الرسالة التي جاء بها.
أهمية الصدق
لا يقتصر الصدق فقط على قول الحقيقة، فمفهومه مرتبطٌ أيضًا بنبذ الصفات المذمومة؛ كالغش، والخيانة، والخداع، والفساد، والكذب، وغيرها، ويعتبر الصدق من الصفات والأخلاق التي دعا الإسلام لها، وحث أتباعه على الالتزام بها، وقد ضرب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لنا أروع الأمثلة والمواقف، والتي تثني على قيمة الصدق وأهميته، وتدعو إليه، وإلى عدم التخلي عنه أبدًا؛ الصدق من المنجيات، والتي تنجي الإنسان من عواقب الأمور، وهو من الصفات الحسنة، والتي تمنح صاحبها سمعة لا تزول أبد الدهر