قصة ماشطة بنت فرعون

قصة ماشطة بنت فرعون

0 المراجعات

من هي ماشطة بنت فرعون؟
كانت ماشطة بنت فرعون من النساء الصالحات، فهي امرأةٌ تعيش مع زوجها في زمنٍ كان فرعون الحاكم فيه، وعاشت هي وزوجها في ظلِّ فرعون، فقد كان زوجها مقرب منه وكانت تعمل في بيته خادمةً ومربيةً لبنات فرعون، فمن حسن أخلاقهما وصلاحهما مَنَّ الله -تعالى- عليهما بالإيمان هي وزوجها، فلم يمضي كثيرًا على إيمانهما إلّا وقد علم فرعون بإيمان زوجها فقتله.


آمنت ماشطة بنت فرعون برسالة سيدنا موسى -عليه السلام-،[٦]فبعد قتل فرعون لزوجها قامت بإخفاء إيمانها بالله -تعالى- عن الجميع، وبقيت تعمل ماشطةً لبنات فرعون لتستطيع الإنفاق على أطفالها الخمسة وإعالتهم، فكانت تطعمهم وتحميهم كما تطعم الطيور فراخها وتحميهم من أي خطر.
 

قصة ماشطة بنت فرعون.
كانت ماشطة فرعون تُمشّط شَعْرَ إحدى بنات فرعون، فوقع المشط من بين يديها، فقالت بشكل لا إرادي: "بسم الله، تَعِسَ من كفر بالله"، في ذلك الوقت كانت ابنة فرعون تستمع لحديثها، فقالت لها: هل لديك ربٌ غير أبي؟ فقالت ماشطة بنت فرعون: إنه ربي ورب أبيك، ورب كل شيء هو الله -عز وجل.

صُعِقَتْ ابنة فرعون بما قالته ماشطتها، فذهبت مسرعةً تخبر أباها بما قالته، وعند سماعه الخبر غضب فرعون غضبًا لم يشهد له ذلك من قبل، وذلك لعلمه بوجود من يعبد الله في بيته، فأمر بإحضارها فقال لها: من ربك؟ فأجابته قائلة: ربي وربك الله، وبعد ذلك أمرها فرعون بالرجوع عن دينها وقام بتهديدها بالحبس والتعذيب، فلم تكترث لتهديده وبقيت على موقفها.

الثبات علي الدين 

بعد رفض الماشطة لأمر فرعون بالرجوع عن دينها، أمر الجنود بملء قِدْر من النحاس بالزيت وجعله يغلي، فأوقفها أمام القِدْر فتقدمت نحوه مُسَلِّمَةً أمرها لله -تعالى-، وأرادت الشهادة، ولكن قبل نزولها بالقِدْر أراد فرعون زيادة عذابها وذلك بإحضار أطفالها إلى غرفة التعذيب، فلما رأوها توجهوا نحوها يبكون فقامت بضمهم وتقبيلهم وأرضعت أصغرهم.

أمر فرعون بإحضار أكبرهم ودفعه في الزيت وهو ينظر للجنود ويستغيث بهم ويتوسل لفرعون بإطلاق سراحه، وكان يحاول الفكاك منهم والهروب، ولكن باءت محاولاته بالفشل، وكل هذه الأحداث كانت تمر أمام أعين أمه التي تودعه بدموعها بعد أن عجز لسانها على الكلام، وما هي إلا لحظات معدودة حتى ألقي الصغير في الزيت فَحُرق جسمه في الزيت وطفت عظامه، وفرعون يضحك.

قام إخوته بتغطية عيونهم من شدّة هول المنظر، بعدها أمرها فرعون مرةً أخرى بالكفر لكي يعفو عن البقية، فأبت وبقيت على دينها فأمر بابنها الثاني وبعدها الثالث ثم الرابع، وهي صامدة حتى جاء دور الرضيع، انتزعوه من بين يديها، فبدأ الصغير بالبكاء والصراخ فانهارت الأم ودموع الرضيع تملأ يديها، وكادت أن تغير رأيها من أجل صغيرها.

تثبيت الله -تعالى- لها
وقال لها: "يا أماه اصبري فإنك على حق"، ثم ألقوه في الزيت حتى طافت عظامه الصغيرة مع عظام إخوته، ثم أقبل الجنود عليها ليلقوها في الزيت المغلي، وقبل إلقائها قالت لفرعون: أطلب منك حاجة، وهي أن تجمع عظامي مع عظام أطفالي وتدفنها في قبرٍ واحد، فألقى بها الجنود لتستشهد في سبيل الله.
 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة