قصة سيدنا موسى وملك الموت
موسى عليه السلام نبي كل حياته مليئة بالأحداث العجيبة والغريبة منذ ولادته حتى مماته، وكان موسى عليه السلام قد أيده الله تعالى وساعده في مواقف كثيرة منذ أن كان طفلا رضيعا وحتى صار رجلا وبعث نبيا، فقد كانت حياته مثلا للصبر والتحمل والجلد والإيمان القوي بالله تعالى، وكان موسى عليه السلام قدوة يجب على الجميع أن يحتذي به في حياتهم.
فقد روى النبي صل الله عليه وسلم لصحابته يوما قصة موسى عليه السلام مع ملك الموت عزرائيل عليه السلام، فقال النبي صل الله عليه وسلم بعث الله سبحانه وتعالى ملك الموت عزرائيل عليه السلام لكي يقبض روح موسى عليه السلام، فذهب ملك الموت كما أمره الله تعالى لموسى عليه السلام.
فتفاجئ موسى عليه السلام بوجود رجل غريب في بيته، ولما عرف أنه ملك الموت عزرائيل عليه السلام تفاجئ أكثر وكان رد فعل موسى عليه السلام أن ضربه على وجهه ضربة فقعت عين ملك الموت عزرائيل عليه السلام.
فعاد ملك الموت عزرائيل عليه السلام لله رب العالمين، وقال له لقد بعثتني يا الله لرجل لا يريد أن يموت فماذا تأمرني أن أفعل يا الله مع موسى عليه السلام، فأعاد الله تعالى عين ملك الموت عزرائيل عليه السلام كما كانت، وأمره الله تعالى أن يذهب مرة أخرى لموسى عليه السلام ويقول له أن يضعه يده على ظهر ثور ويجمع من شعر جسد الثور ما يقدر عليه، وعلى عدد ما يجمع من شعر جسد الثور سيعيش، أي أن سيعيش بمعدل سنة عن كل شعره من شعر جسد الثور.
عاد ملك الموت عزرائيل عليه السلام لموسى عليه لسلام، وقال له ما قاله الله تعالى له، فسأل موسى عليه السلام ملك الموت وماذا سيحدث لي بعد هذه السنين كلها التي سأعيشها، فقال ملك الموت عزرائيل عليه السلام ستموت يا موسى.
فعلم موسى عليه السلام أن الموت قادم لا محالة ولا مهرب من الموت، فدعا الله تعالى أن يقبض روحه الآن وان يقربه من الأرض المقدسة، مات موسى عليه السلام ودفن كما قال النبي صل الله عليه وسلم بجانب الطريق عند الكثيب الأحمر.
ولقد أختلف العلماء في أمر موسى عليه السلام عند رؤيته ملاك الموت، ولكنهم أجمعوا أن الله تعالى بعث ملك الموت لكي يختبر موسى عليه السلام، وأن موسى عليه السلام ضرب ملك الموت لأنه ظن أن رجل دخل بيته عنوة ودون استئذان، وكان عادة الناس قديما فقع عين من يدخل المنزل دون استئذان.
وقال الأمام النووي في هذا الشأن أن الله تعالى يختبر من عباده من يشاء، وأن موسى عليه السلام لم يخف من الموت أو لم يرغب أن يموت كما دعا بعض المغرضون.
