قصة لوط في سورة هود (الجزء الأول)
تحكي سورة هود قصة سيدنا لوط عليه السلام في الآيات (77-83) وإرسال وإهلاك الله لقومه بعذاب أليم.
(وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ)
كان قوم لوط يعصون الله تعالى بممارسة الفاحشة مع الرجال ولا يقربون النساء، وكان سيدنا لوط عليه السلام يدعوهم للكف عن ذلك كثيرا ولكنهم صدوه وأعرضوه وأرادوا إخراجه من القرية.
وحين جاء أمر الله تعالى، أرسل إلى سيدنا لوط ثلاثة من الملائكة في هيئة بشر لإهلاكهم ولكن سيدنا لوطاً لم يكن يعلم بهم.
يقول المفسرون أن إحدى بنات سيدنا لوط رأت ثلاثة رجال ذوو مظهر حسن، فخشيت عليهم من قومها، فطلبت منهم البقاء حيث هم وألا يقدموا إلى المدينة حتى تحضر أباها إليهم. عادت الابنة إلى سيدنا لوط وأخبرته بالخبر فساء وجهه وضاق ذرعا وأصابه الهم وقال إن هذا يوم عصيب بسبب خوفه من رؤية قومه لهؤلاء الرجال، ثم ذهب إليهم وطلب منهم أن يعودوا من حيث جاؤوا وألا يدخلوا القرية فإنها غير آمنة، ولكنهم أبوا وأصروا على المجيء، فأخبرهم أن ينتظروا حلول الليل ثم يتسللوا معا إلى داخل القرية.
في الليل دخل سيدنا لوط والملائكة الثلاثة إلى القرية وساروا حتى وصلوا إلى منزل سيدنا لوط عليه السلام دون أن يشعر بهم القوم، ولكن زوجة لوط أفشت إلى أهل القرية بوجود الرجال الثلاثة.
(وَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ)
علم قومه لأمر فقدموا مسرعين إلى منزل لوط عليه السلام، وقد كانوا يمارسون الفاحشة من قبل، وأمروه بإخراج الرجال الثلاثة لهم.
(قَالَ يَٰقَوۡمِ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ)
خاف سيدنا لوط كثيرا، وحاول منعهم، وقال: يا قومي إن كنتم تريدون الزواج فإليكم بناتي، هن طهر لكم وأنتم طهر لهن، واتركوا ما تفعلون من الفواحش.
(فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓۖ أَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلٞ رَّشِيدٞ)
اتقوا الله ولا تحرجوني أمام ضيوفي فإنهم قد نزلوا عندي آمنين، ألا يوجد منكم رجل عاقل يمنع الضيوف ويحميهم، ويرفض هذه الأفعال الشنيعة التي تقومون بها؟
(قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ)
قال قومه إنك تعلم يا لوط أننا لا نريد النساء وليست لنا شهوة أو رغبة فيهم.
(وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ)
وأنت تعلم جيداً أننا نريد الرجال، فأخرج لنا الذين عندك.