قصة إبراهيم في سورة الصافات (الجزء الأول)
ذكرت قصة إبراهيم عليه السلام في سورة الصافات في الآيات من 83 إلى 111.
تحكي هذه الآيات الكريمة دعوة إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه لدين التوحيد وتحطيم الأصنام التي يعبدونها من دون الله.
(وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ)
كان الكلام قبل هذا عن سيدنا نوح عليه السلام، وذكر الله تعالى أنه أهلك قومه بالغرق جميعا إلا من آمن منهم.
ثم يخبر الله تعالى قصة أخرى من قصص الأنبياء: وإن إبراهيم من قوم نوح عليهم السلام
(إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ)
أي بقلب مؤمن خالص لله خال من الشرك وعبادة الأوثان.
(إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ)
كان إبراهيم يدعو قومه لدين التوحيد وكان أبوه مشركا، فكان يتعجب من الأصنام التي يدعونها ويقول لهم: ما هذا الذي تعبدون من دون الله؟
(أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ)
أتعبدون من دون الله آلهة مزيفة مكذوبة؟
(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
فما تظنون أن الله سيفعل بكم إذا رجعتم إليه وأنتم تشركون به؟
(فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ)
كان قوم إبراهيم عليه السلام يستعدون للخروج في يوم عيد لهم، ولم يكن إبراهيم يحب الذهاب معهم فنظر إلى النجوم نظرة وهو يفكر في حيلة لكيلا يخرج معهم.
(فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٞ)
ثم فكر أن يتعلل بالمرض فقال: إني مريض ولن أتمكن من الذهاب معكم فاخرجوا أنتم.
(فَتَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ مُدۡبِرِينَ)
فتركوه وخرجوا إلي عيدهم.
(فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ)
وبمجرد ذهاب القوم عنه أسرع إلى الآلهة التي يعبدونها ورأى كمية الطعام المقدمة لهم كقرابين. فقال لهم ساخرا: لقد أتوا لكم بالكثير من الطعام فلماذا لا تأكلون؟
(مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ)
لماذا لا تتكلمون ولا تجيبون على من يسألكم؟
(فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡيَمِينِ)
فجعل إبراهيم عليه السلام يضرب هذه الأصنام ويهشمها بيده اليمنى.
(فَأَقۡبَلُوٓاْ إِلَيۡهِ يَزِفُّونَ)
فرجع قومه بعد أن انتهوا من عيدهم وجاءوا إليه مهرولين، يسألونه عن كسر هذه الأصنام.
(قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ)
قال إبراهيم عليه السلام محاولاً إعادة عقولهم إلى رؤسهم: هل تعبدون صنما صنعتموه بأيديكم؟
(وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ)
في حين أن الله تعالى هو الذي خلقكم جميعا وهو أحق بالعبادة.
(قَالُواْ ٱبۡنُواْ لَهُۥ بُنۡيَٰنٗا فَأَلۡقُوهُ فِي ٱلۡجَحِيمِ)
فغضب منه القوم وقرروا إحراقه، وقالوا ابنوا له بناء وأشعلوا فيه النار ثم ارموه فيه وانتصروا لآلهتكم التي كسرت.
(فَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِينَ)
أراد القوم أن يقتلوه إبرهيم بالحرق ولكن الاه رد كيدهم إلى نحورهم وجعل النار بردا وسلاما عليهم وصيرهم خاسرين في الدنيا والآخرة.
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ)
قال إبراهيم عليه السلام بعد أن يئس من إيمان قومه إني مهاجر وتارك خذا المكان لعل الله يهديني إلى ما فيه خير دنياي وآخرتي.