الصحابي سعد بن معاذ الرجل الذي اهتز له عرش الرحمن
الصحابي سعد بن معاذ _ رضي الله عنه_ اسلم حينما كان عمره واحد و ثلاثون عامًا ، و توفي حينما كان عمره سبعة و ثلاثون عامًا ، فما الذي فعله في اسلامه حتى يهتز له عرش الرحمن حين موته ؟!!
ثبت عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أنه قال : "هذا الذي تحرك له عرش الرحمن ، و فتحت له أبواب السماء ، و شيعه سبعون ألف ملك لم يطئو الأرض من قبل ."
و قد ثبت و صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة حملت جنازة سعد بن معاذ قال ابن القيم _ رحمه الله _ أن سعد بن معاذ في الأنصار كان يعدل أبا بكر الصديق في المهاجرين - رضي الله عنهم و أرضاهم -
ميلاد سيدنا سعد بن معاذ :
ولد سيدنا سعد بن معاذ في يثرب ( مكة المكرمة حاليا ) سنة اثنين و ثلاثين قبل الميلاد و كان والده معاذ بن النعمان الأوسي و كانت والدته كبشة بنت رافع الخدرية .
و نشأ سيدنا سعد حتى اصبح سيدًا للأوس في يثرب قبل الهجرة.
إسلام سيدنا سعد بن معاذ :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل سيدنا مصعب بن عمير إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى لكي يبشر فيها بالتوحيد و الإسلام ، و نزل سيدنا مصعب في بيت أسعد بن زرارة و هو ابن خالة سعد بن معاذ
و حينما علم سعد بن معاذ بوجود الوافد من مكة فإذا به يذهب إلى بيت خالته حتى يدفع هذا الغريب مصعب بن عمير _ خارج حدود المدينة ، و لكنه لا يكاد يقترب من مجلس مصعب و يبلغ الجالسين و يأخذ مكانه بينهم ملقيا سمعه لكلمات مصعب حتى تكون هداية الله قد أضاءت روحه و نفسه .
و في إحدى مفاجآت القدر المبهرة و المذهلة ، يلقي زعيم الأنصار و سيد الأوس حربته بعيدًا و يبسط يمينه مبايعًا الرسول صلى الله عليه وسلم.
ما الذي فعله سعد بن معاذ في إسلامه :
كان سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه يمتلك صفة باهرة و هي صفة القلب الخالص لله سبحانه وتعالي فقد كان مستعدًا للتضحية بالسيادة و المال و حتى زوجته من اجل رضا الله
سعد بن معاذ في غزوة بدر
كانت المشاورة من الصفات البارزة عند رسولنا الكريم و حينما استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في غزوة بدر فأشارو عليه و لكنه أراد الأنصار منهم ، فقال له سعد بن معاذ : " و الله لكأنك تريدنا يا رسول الله “ فقال صلى الله عليه وسلم: " أجل" فقال معاذ : “ فقد آمنا بك و صدقناك ، و شهدنا أن ما جئت به الحق ، و اعطيناك مواثيقنا على السمعوالطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت ، فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، و ما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله "
و قد كان هذا دافعًا و تحفيزًا لرسول الله لخوض المعركة ضد اعداء الله
و حرص سيدنا سعد بن معاذ في المعركة على حراسة سيدنا رسول الله مع مجموعة من الانصار و كان مستعدًا للموت من اجل الرسول صلى الله عليه وسلم و من اجل الاسلام
حكم سعد بن معاذ لبني قريظة
حاول الأحزاب حصار المدينة المنورة و لما يئسوا من تحقيق أهدافهم عادوا خائبين إلى مكة المكرمة ، فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يتم ايقاف عدوانهم المتكرر ع المدينة ، فأمر أصحابه بالتوجه إلى بني قريظة فحاصروهم خمسة و عشرين يومًا و عندما يئسوا من فك الحصار عنهم نزلوا عند الرسول صلى الله عليه وسلم و طلبوا منه أن يجعل سعد بن معاذ حكمًا عليهم و قد كان حليفهم في الجاهلية و كان حينها مصابًا
وقد روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى سَعْدٍ فأتَى علَى حِمَارٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ المَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ، أوْ خَيْرِكُمْ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ، فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ، قَالَ: قَضَيْتَ بحُكْمِ اللَّهِ ورُبَّما قَالَ: بحُكْمِ المَلِكِ) .
استشهاد سعد بن معاذ
اصيب يوم الخندق بسهم في كاحله و كان جرحه يزداد سوءًا يومًا بعد يوم و ساعة بعد ساعة حتى توفاه الله .
و كان مصاب المسلمين في سعد عظيمًا، و لكن عزاءهم كان جليلًا حينما سمعوا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ".