شجرة الزقوم رمز العذاب الأبدي في القرآن الكريم

شجرة الزقوم رمز العذاب الأبدي في القرآن الكريم

0 المراجعات

طلعها كأنه رؤوس الشياطين شجرة الزقوم رمز العذاب الأبدي في القرآن الكريم 

يتساءل الكثير من الناس عن شجرة الزقوم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، فما هي شجرة الزقوم؟ وكيف وصفها في كتابه العزيز؟ وكم مرة ورد ذكرها في القرآن الكريم؟ ولماذا شبّه الله تعالى طلعها برؤوس الشياطين؟ كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في هذه المقالة. 

إن الدنيا دار العمل، والآخرة دار الحساب، وهناك ليس للإنسان إلا واحدة من اثنتين: إما إلى النعيم في جنات ونهر، وإما إلى العذاب في نار سقر، وكما ذكر القرآن الكريم أصناف النعيم ومنازل المؤمنين والصديقين، ذكر في المقابل أنواع العذاب الأليم للكفار والمنافقين.

وذكر من أنواع العذاب طعام الأثيم وهي شجرة الزقوم، حيث ورد ذكرها في ثلاثة مواضع مختلفة من القرآن الكريم؛ حيث تحظى بأهمية كبيرة في القرآن الكريم؛ توضيحًا لمدى خطورتها ورهبتها، كما يرتبط ذكر هذه الشجرة بسياق العذاب في الآخرة، وصفت في القرآن بأنها شجرة خبيثة تنمو في أسفل جهنم، طعامها مرٌّ كالمهل يغلي في بطون أهل النار.

وصف شجرة الزقوم في القرآن الكريم:

  • مكانها: تنمو شجرة الزقوم في أصل الجحيم، وهي أشدّ درجات النار عذابًا.
  • طعمها: ثمارها مرّة كالمهل، وهو زيت مغلي يُشبه الزيت الأسود، ويُسبب ألمًا شديدًا عند أكله.
  • مظهرها: تشبه ثمارها رؤوس الشياطين، ممّا يدلّ على قبحها وفظاعتها.
  • تأثيرها: تُسبب شجرة الزقوم عذابًا شديدًا لأهل النار، حيث تُشبه النار التي تُحرق بطونهم، ممّا يُضطرّهم إلى شرب الحميم، وهو ماء مغلي يُزيد من عذابهم.

لقد اختلف المفسرون في وصف شجرة الزقوم، ويتضح هذا من خلال التالي:

  • ﴿إن شجرة الزقوم طعام الأثيم﴾ شجرة الزقوم هي الشجرة التي خلقها الله في جهنم، وسماها الشجرة الملعونة، فإذا جاع أهل النار التجئوا إليها فأكلوا منها. (تفسير فتح القدير للشوكاني).
  • أنها شجرة تمتد فروعها إلى جميع محال جهنم (تفسيرابن كثير).
  • قال الواحدي: وهو شيء مر كريه يكره أهل النار على تناوله فهم يتزقمونه، وهي على هذا مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها. واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أم لا على قولين: أحدهما أنها معروفة من شجر الدنيا فقال قطرب: إنها شجرة مرة تكون بتهامة من أخبث الشجر. وقال غيره: بل هو كل نبات قاتل. القول الثاني أنها غير معروفة في شجر الدنيا. (تفسير فتح القدير للشوكاني).
  • وشجرة الزقوم مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها. قال المفسرون: وهي في الباب السادس، وأنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء، فلا بد لأهل النار من أن ينحدر إليها من كان فوقها فيأكلون منها، وكذلك يصعد إليها من كان أسفل. (تفسير القرطبي).
  • والزقوم: ثمرة شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم، يكره أهل النار على تناولها، فهم يتزقمونه على أشد كراهية، ومنه قولهم: تزقم الطعام إذا تناوله على كره ومشقة.(تفسير البغوي).
  • ﴿أم شجرة الزقوم﴾ اختلفوا في هذه الشجرة، فالأكثرون أنها شجرة لا يعرف لها مثل في الدنيا، وقال قطرب: هي شجرة مرة خبيثة تكون بتهامة، وقال بعضهم: نبت قاتل.
    وفي التفسير: أنه لما نزلت هذه الآية؛ قال أبو جهل: هل تعرفون الزقوم؟ فقال عبد الله بن الزبعري: نعم نعرفه؛ هو بلسان البربر الزبدة والتمر وأورد بعضهم: أنه بلغة اليمن فقال أبو جهل لجاريته: ابغي لنا زبدا وتمرا، فجاءت بذلك، فقال: هو الزقوم الذي خوفكم به محمد، فتزقموا؛ فأنزل الله تعالى ﴿إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم﴾ أي: في قعر الجحيم.(تفسير السمعاني).
  • إن شجرة الزقوم: أي الشجرة التي تثمر الزقوم وهي من أخبث الشجر ثمراً مرارة وقبحاً. طعام الأثيم: أي ثمرها طعام الأثيم أبي جهل وأصحابه من ذوي الأثام الكبيرة.( أيسر التفاسير — أبو بكر الجزائري).

المواضع التي  ذكرت فيها شجرة الزقوم في القرآن الكريم

وردت لفظة الزقوم في ثلاث مواضع وفي سور مختلفة من القرآن الكريم، هي:

•     ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نزلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ﴾. [الصافات: 62 - 66].

•     ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الأثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)﴾. [الدخان: 43 - 46].

•     ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣)﴾.[الدخان 51 - 53].

دلالات رمزية من ذكر شجرة الزقوم:

في وصف القرآن الكريم لشجرة الزقوم دلالات وإشارات رمزية لكي يستفيد منها المؤمن في زيادة أعمالها الصالحة، ويستفيد منها غير المؤمن في الابتعاد عن المعاصي والآثام، نذكر من هذه الدلالات الرمزية:

  • أنها رمز العذاب الأبدي : تُشير شجرة الزقوم إلى عذاب أهل النار الذي لا ينقطع، حيث أنّها تنمو في أسفل جهنم، وهي أشدّ درجات النار عذابًا.
  • كما أنها رمز للخطيئة: تُمثّل شجرة الزقوم الخطيئة والفساد، حيث أنّها تنمو في جهنم، وهي مكان العقاب للكافرين والمذنبين.
  • تعتبر رمزًا للظلم: تُشير شجرة الزقوم إلى ظلم الكافرين والمذنبين، حيث أنّهم يُعاقبون على ذنوبهم بعذابٍ شديدٍ لا ينقطع.
  • ورمزًا التحذير: تُمثّل شجرة الزقوم تحذيرًا للناس من الوقوع في الخطيئة، حيث أنّ عذاب أهل النار شديدٌ لا ينقطع.

دروسٌ وعِبَرٌ من شجرة الزقوم

يجب على الشخص المؤمن أن يستخلص الدروس والعبر من آيات القرآن الكريم، فالمؤمن عندما يتم تحذيره بذكر عذاب أهل النار وطعامهم وشرابهم، يعمل جاهدًا على فعل الصالحات وترك المنكرات حتى يتجنب الأكل من شجرة الزقوم وهو مخلد في نار الجحيم، من هذه الدروس والعبر:

  • ضرورة الإيمان بالله تعالى: تُؤكّد شجرة الزقوم على أهمية الإيمان بالله تعالى، حيث أنّ الكافرين والمذنبين يُعاقبون على ذنوبهم بعذابٍ شديدٍ لا ينقطع.
  • التحذير من عذاب جهنم: تُعدّ شجرة الزقوم تحذيرًا من عذاب جهنم، وبيانًا لشدّة هذا العذاب.
  • الترغيب في طاعة الله تعالى: تُذكّرنا شجرة الزقوم بأهمية طاعة الله تعالى، وأنّ عصيانه يؤدّي إلى عذابٍ أليم.
  • التوبة من المعاصي: تُحذّرنا شجرة الزقوم من التمادي في المعاصي، وأنّ التوبة من هذه المعاصي واجبةٌ لِتجنّب عذاب جهنم.

في الختام:

 تظهر شجرة الزقوم في القرآن كرمز قوي لِعذاب جهنم، وهي تحذيرٌ من الله تعالى للمؤمنين من التمادي في المعاصي، ودعوةٌ لهم للتوبة والرجوع إلى الله تعالى، ينبغي للمؤمن أن يتأمل في هذه الرموز ويسعى جاهدًا لاتخاذ الطريق الصواب في حياته سعيًا لتحقيق التقوى ، ويتجنب السلوكيات الضارة، والابتعاد عن الضلالات والسلوكيات الضارة والمعاصي.

المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم.

2- تفسير القرآن العظيم  - ابن كثير.

3- تفسير فتح القدير - الشوكاني.

4- تفسير البغوي.

6- تفسير الجامع لأحكام القرآن  - لقرطبي.

7- تفسير السمعاني.

8-  أيسر التفاسير - أبو بكر الجزائري.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة