قصص الأنبياء: نبي الله إسماعيل عليه السلام ج١

قصص الأنبياء: نبي الله إسماعيل عليه السلام ج١

0 المراجعات

درس قوي في كيفية تضحية الإنسان بذاته و ليس فقط سيدنا إسماعيل من ضحى وقت الذبيح، هناك أكثر من تضحية. 
 
 - التضحية الأولى ..

 - كان سيدنا إبراهيم عليه السلام مُتزوجًا من سيدتنا "سارة" فكانت عقيمًا لا تُنِجب، و كانت أمنية سيدنا ابراهيم مثله كمثال أي بشري بأن يكون أبًا، فبالنهاية، ما هم إلا بشرًا مثلنا فعلاً، و لكنهم بشرًا ذو خصائص خاصة، فَصَبِر و لم يعترض على إرادة الله عز وجل، حتى و إن بلغت "سارة" العجز فلم تعد قادرة على الإنجاب، فقدمت تضحية صعبة وقدمت له أن يتزوج من إمرأة تُنجب له الولد الذي يرجو .. 
 - تزوج سيدنا إبراهيم من "هاجر" المصرية، سيدة صالحةُ و أمينة كان قد وهبها ملك مصر لسارة و زوجها كخادمة و كانت أسيرة بالأصل، كان عمره ٱنذاك قد تجاوز الخمس و الثمانين،  ما صارت حاملاً بالنور النبوي، لقد حملت بسيدنا "إسماعيل" ( لذا يُلقب المصريين بأخوال العرب ) ؛ و سَعد الخليل أخيرًا فقد كرمه الله كرمًا لم يكن بالحسبان حيث بشره الله بأن "سارة" ستلد له "إسحاق" و أمر الله الخليل بالهجرة بهاجر و ابنها "إسماعيل" فأذعن ابراهيم لأمر ربه !. 
 - بسم الله الرحمن الرحيم { رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم} (الصافات:100-101)

 - التضحية الثانية .. 
 
 - اذعن ابراهيم لأمر ربه فهاجر بزوجته و ابنه البكر، فطاف بهما فكان لا يدري إلى أين يأخذهم، فأخذ كلما مر بمكانٍ فيه من الزرع و الماء قال "إلى ههنا يا ربّ؟ فيجيبه جبريل.. إمضِ يا إبراهيم ؛ حتى إذا ما بلغ بهم مكانًا لا زرع به و لا ماء، فقط حر الشمس و لا مكان يستظلوا به، و استقر هناك .. 
 - مكانًا مقفرًا لا دار و لا طعام و لا ماء به فقبل ابراهيم ولده و بكى عليه بُحرقة شديدة، فأراد ابراهيم أن يهم و يرحل فتعلقت به "هاجر" فلم يترك معهم سوى، قليلاً من الماء و الطعام الذي تزودوا به عند خروجهم بدء رحلتهم، فإنطلقت خلفه .. صاحت به: أين تتركنا يا ابراهيم حيث لا طعام و لا ماء، كان إبراهيم قد وجه وجهه أمامه و لم يلتفت لها فظل يناجي ربه في لحظات من اليأس فقد رق قلبه و لكنه لم يستطع تكسير أوامر "الله" ؛ حتى التفت إليها و قال بصوت حاني .. إن "الله" هو الذي أمرني بترككم هنا، فهو لن يضيعكم .. فردت هاجر بكل ثقة .. فإذن لن يضيعنا !.
- وصل ابراهيم بعيدًا قليلاً فغاب عن أنظار "هاجر" و بقلب باكٍ و عيون ثابتة تقاوم دعا ربه، بسم الله الرحمن الرحيم "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" 37 ابراهيم ..

 - التضحية الثالثة .. 
 
 - هاجر وحيدة، الصحراء كبيرة من حولها و السماء فوقها أكبر و حرارة الشمس تضرب رأسها و ابنها على كتفها، لا تدري ماذا هي فاعلة .. اليأس !. 
 - ظلت ترضع ابنها و تسقي نفسها و تسقيه من الماء الذي معها حتى انتهي. فضربهما العطش، فنظرت لإبنها الرضيع الذي يتلوى على الأرض تألمًا من العطش، لم تجد  شيئًا لتفعله سوى أن تخرب بناظريها عن ولدها الذي يتلبط بالأرض، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً ، فلم تر أحداً . فهبطت من الصفا و نزلت بطن الوادي فكانت يائسة ثم سعت سعى الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ، ونظرت و أيضًا لم تجد حيًا يُرزَق، فعلت ذلك سبع مرات ٱملة في أن يؤتها أي شيء .. لكنها لم تكن تدرك ..

  - الركن الشديد ..

 - لما اقتربت على جبل المروة ثانيةً بعد السبع مرات، سمعت صوتًا، صوتًا غريبًا لم تُصدق نفسها فهي مُجهدة للغاية، و لكنه صوتًا بلا شك، فهرعت نحوه تجري .. جاء جبريل عليه السلام فضرب الأرض بطرف جناحه عند موضع زمزم وبدأ النبع العظيم عند قدم اسماعيل عليه السلام. فهرولت نحوه تروي ذاتها و ابنها و تغرف من الماء بيديها فرحة، و هو يفور بعد أن تغرف و تقول " زم زم" و أتت الطيور لتشرب من الماء ..فلم يضيعهم الركن الشديد !. 
 - بسم الله الرحمن الرحيم .{ فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} (إبراهيم:37)

 - ٱل جرهم !. 

 - ظلت هاجر هكذا حتى ما إذا كان جماعة من أهل القبيلة العربية "جرهم" برحلة فوجدوا الطيور تحوم حول المكان ففطنوا لوجود الماء هناك، فنزلوا بها، 
- فقالوا : أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم . ولكن لتنتظروا ابراهيم عليه السلام، حتى إذا ما وافق فمرحبًا بكم، و لكن لا حق لكم في الماء عندنا، فقالوا : نعم .. 
 - حتى إذا ما أقبل ابراهيم، فوجدهم و قد نصبوا خيامًا  بعيدًا قليلاً فرحب بهم و أستأنس بهم !. 
 - كان أفراد القبيلة قدّموا لإسماعيل كثيرًا من الخراف، وضربوا له ولوالدته خيمة جميلة تقيهم حرّ الشمس صيفا وتحميهم من المطر شتاءً ..
 - شب الغلام وسط أهل "جرهم"فتعلم العربية، و كان أول من نطق بالفصحى بسن الرابعه عشر، و كان أول من ركب الخيل و كانت قبله وحوشًا فدعا ربه فسخرها له، و كان أول من رمى و استخدم القوس و كان والده ابراهيم ما يَمُر على مكة حيث مكانهم كل فترة حتى كان ذلك اليوم .. 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة