قصص الأنبياء: أيوب عليه السلام - ج٢

قصص الأنبياء: أيوب عليه السلام - ج٢

0 المراجعات

- بينما كان يجلس بمنزله يصلي و يتضرع لربه دخل عليه خادمًا مفزوعًا ينادي فيه .. لقد هاجمنا اللصوص فقتلوا منا الكثير و سرقوا الماشية، بكل هدوء قال أيوب عليه السلام "إنا لله وإنا إليه راجعون" و باليوم التالي نزلت صاعقة من السماء وقت شتاء، فحرقت الأرض بمحاصيلها، فما كان من أيوبًا سوى أن قال "إنا لله و انا اليه راجعون"؛ و باليوم الثالث ما كان سوى للمصائب أن تكتمل لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام كعادتهم كل شهر فلم توقفهم مصائب اليومين السابقين عن عادتهما فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا، و لما وصل الخبر لأيوبًا كان يَشكر ريه و يصلي له و لكنه ظل شكورًا لربه يستحي من أن يدعو ربه الفرج !

- طلبت زوجته منه أن يدعو ربه فيفك عنهم الكرب الشديد و البلاء العظيم، فقد كانت معه صابرة، و لكن رفض أيوبًا ذلك و قد استعصم، فقد إستحى من "الله" أن يطلب صفحًا أو فرجًا، بعد بلاءًا منه !.

- حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب، لكي تنال كل هذه المصائب جمعاء؟ .. 

 

- فما كان من أيوبًا سوى أن يستعيذ منه بالله فيفر إبليس اللعين من أمامه، و ما كان من أيوب إلا أن إزداد طمأنينة و شكرًا لله !.

-بسم الله الرحمن الرحيم { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } {ص/41}

 

- لما كان أيوبًا صبورًا، ظهرت بجسده بعضًا من الأعراض الجلديه و التي مع الوقت انتشرت فتملكت من جسده كاملاً ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بهما ، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، و قد اختلف العلماء في تعريف ذلك المرض الذي ضرب جسد النبي "أيوب" و لكن الثابت أن جسده كان بالكامل تحت تأثيره، ما عدا قلبه و لسانه يرددان ذكر ربه !.

-ففقد الأصحاب وخافوا من أن تنقل لهم عدوى فابتعدوا عنه جميعًا، و لم يتبق له سوى صديقين يتحدثان معه من بعيد، و يومًا ما قال أحدهما للٱخر بأنه لابد و أن أيوبًا قد أذنب دنبًا عظيمًا و إلا ما نال من هذا الإبتلاء العظيم شيئًا، فسمعهما أيوب عليه السلام فناجى ربه قائلاً، والرجلان يسمعان، اللهم ان كنت تعلم انى لم يكن لى قميصان و أحد ما أعلم بأمره قد بات عريانًا و أتبع.. اللهم ان كنت تعلم انى لم ابت ليله شبعانا وانا اعلم مكان جائع، و قد أصابه كلامهما عنه بجزعًا كبيرًا و حزنًا عظيمًا سكن قلبه، و لكنه ظل يستحي أن يطلب من الله فرجه أو كرمه و فك كربه عليه، فظل وحيدًا و ما كان أحد يخدمه إلا زوجته الوفية عليها السلام ..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة