قصص ألاقوام البائدة الذين تجبروا في ألارض قصة هلاك قوم عاد
قص الله سبحانة وتعالى علينا في القران الكريم الكثير والكثير من قصص ألاقوام السابقين ممن كانوا قبلنا لأخذ العبرة والعظة فمنهم من مدحهم الله عزوجل ممن امنوا بالله تبارك وتعالى وصدقوا أنبيائهم و رسلهم عليهم السلام ومنهم من زمهم الله عزوجل ممن كفروا بالله تعالى و أشركوا به وكذبوا أياتة و رسلة فكان جزائهم أن عاقبهم الله عزوجل في الدنيا قبل ألاخرة وظل ذكر عذابهم وهلاكهم خالدا الى يومنا هذا وسيبقى الى قيام الساعة ليتعظ بهم الغافلون ومن هؤلاء كانوا قوم عاد أولئك الذين اعطاهم الله عزوجل بسطة في الجسم والقوة فكانوا يتخذون من الجبال بيوتا امنين ولكنهم كفروا بالله عزوجل وكذبوا انبيائهم عليهم السلام و استعجلوا العذاب فكان عقابهم أن أهلكهم الله عزوجل أجمعين وعذبوا العذاب الاليم .
قصة هلاك قوم عاد الجبارين :
بعد الطوفان العظيم الذي كان في عهد سيدنا نوح علية الصلاة والسلام ما كان يوجد كافر على وجهة الارض و مرت سنوات ومات ألاباء وألابناء ونسى أكثر الناس وصية نوح علية السلام بل أنهم عادو الى عبادة الاصنام والاوثان وعادت ألارض تشكوا من الظلام من جديد ذالك أن أحفاد نوح علية الصلاة والسلام صنعوا تماثيل لابائهم و ادادهم الذين نجاهم الله عزوجل من الطوفان العظيم صنعوا التماثيل ليتذاكروهم بها , وقيل لم يعبدوها في بداية ألامر هكذا وتوالت ألاجيا و الاجيال فوقعوا أبناء ألابناء في عبادة ألاصنام مرة أخرى ولا حول ولا قوة الابالله .
. فقد كانوا أول من عبدوا الاصنام في ألارض بعد عهد نوح علية السلام وهم قوم عاد الجبارين فأرسل الله عزوجل نبية هود علية الصلاة السلام اليهم ليأخذهم بأيديهم الى الايمان والتوحيد مرة أخرى , بعيدا عن الشرك وعبادة الاصنام وكانوا قوم عاد عربا يسكنون بالاحقاف في اليمن بين عمان وحضر موت وكانوا أعظم أهل زمانهم في قوة الاجسام والطول وكانوا عمالقة أقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم ولكن رغم قوة أجسامهم كانت عقولهم مظلمة فأتاتهم الله ما لم يأتي أحد من العالمين من قبلهم لكنهم لم يفكروا في مصدر هذة النعم فأقصى ما وصلت اليه عقلوهم أن أتخذوا أصنام اله يعبدونها من دون الله عزوجل فعاشوا في الارض فسادا فأذل منهم القوى الضعيف وبطش الكبير الصغير فدعاهم هود علية السلام الى الايمان بالله عزوجل , وحدة فلم يستمع قوم هود علية السلام الى نبيهم وقالوا في كبراياء نحن أقوى من على الارض , وأن هذة الاصنام من تمدنا بالقوة وترزقنا فبدأ هود علية السلام يحدثهم أن هذة الاصنام الذي تعبدونها من دون الله ياقوم لا تنفع ولا تضر أن الله عزوجل اله واحد وهو خلقكم و رزقكم ومكن لكم في ألارض .
. أخذ هود علية السلام يحدثهم عن ألاخرة ويوم القيامة وأنة اليوم التي تعود فية جميع القضايا مرة أخري الى الملك الخالق ويحكم فيها رب العالمين بحكمة العدل , وظل يحدثهم عن الايمان بالبعث بعث الاجساد بعد الموت وعن الوقوف أمام الله عزوجل للحساب ثم تلقي الثواب والعقاب و دخول الجنة والنار .
. فقد حدثهم هود علية السلام بكل هذا ولكنهم كذبوة قال الله سبحانة وتعالى ( وقال الملأ من قومة الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة و اترفنهم في الحياة الدنيا ما هذا الا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منة ويشرب مما تشربون ) وأستغرب قوم هود علية السلام أن الله يبعث من في القبور , وظل الملأ يتسألون اليس هذا النبي بشر مثلنا يأكل مما نأكل منة ويشرب مما نشرب بل لعل بفقرة يأكل أقل مما نأكل , قال هود علية السلام مذكرا لهم أن الله يهلك الذين كفروا مهما كانوا أقوياء وقال لة الكافرون من قومة ستنجينا ءالهتنا ياهود ومع كل ما بذلة هود مع قومة لهدايتهم الى الله وحدة الا أنهم أستكبروا و رفضوا دعوتة و اتهموا بالجنون و الكذب قالوا لة انا لنراك في سفاهة وان لنظنك من الكذبين , قال يا قوم ليس بي سفاهة و كني رسول من رب العالمين و أستمر هود علية السلام يذكرهم بنعم الله عليهم و أن الله جعلهم خلفاء في ألارض بعد نوح علية السلام .
. وأخذ هود ينكر عليهم ما يبنون من أصنام وكانوا يتخذون قصورا مشيدة يرجون بها الخلود في الدنيا كأنهم لا يموتون وعلى الرغم من كل ذالك فأنهم لم ينتفعوا بأي موعظة أو عبرة لان الله عزوجل ختم على قلوبهم فلم تعد تشعر بالحق الذي جاء بة هود علية السلام , من عند الله عز وجل بل أنهم قالوا لة ( قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ان هذا الا خلق ألاولين و ما نحن بمعذبين ) و أستمر الصراع بين هود و قومة وكل ما مرت ألايام زاد قوم هود أستكبارا وعنادا وتكذبيا لنبيهم علية السلام .
. فلم تكن دعوة هود علية السلام مصحوبة بمعجزات ليراها قومة فأرادو أن يطلبوا من نبيهم طلب ظن أنهم به يعجزونة عن دعوتة فطلبوا منة أن يأتي بمعجزة ليصدقوة قال تعالى ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي ءالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) أي لسنا مصدقين برسالتك ياهود ثم نسبو لة الخبل الجنون ولقد أستعجلوا هؤلاء العذاب فقالوا ( قالوا أجئتنا لنعبد الله وحدة و نذر ما كان يعبدو ءاباؤنا فأتنا بما تعدنا أن كنت من الصادقين ) .
. ولما أستعجلوا العذاب أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنوات وبدأ الجفاف ينتشر في ألارض حينها فلم تعد السماء تمطر قطرة واحدة فأسرعوا الى هود ليسألوة عن هذا الجفاف فأخبرهم أن الله عزوجل قد غضب عليهم وسينزل عليهم العذاب الا اذا تابوا و ءامنوا و تركوا عبادة الاصنام , فسخروا منه عندما أخبرهم بذالك , و أزداوتوا كفرا وعنادا و طغيانا وعنادا متكبرين فقد حق عليهم العذاب , فقام هود علية السلام يدعوا ربة عزوجل قائلا ( قال ربي أنصرني بما كذبون , قال عما قليل ليصبحن ندمين , فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين ).
. وأنتظر هود علية السلام و قومة وعد الله عزوجل وهو الوعد الحق و لا شك فبدأت الارض في الجفاف ولم تعد تمطر واكانت الشمس تلهب رمال الصحراء كأنها النار التي تستقر على رؤسهم وجاء يوم فأذا سحاب عظيم تملأ السماء ففرح القوم و خرجوا من بيوتهم فرحين وتغير الجو فجأة من الحر الى البرد القارص و بدأت الرياح تهب و أرتعش كل شىء على ألارض و أستمرت الرياح ليلة بعد ليلة وكل ساعة البرودة تزداد فبدأو يهربون و يفرون الى الخيام فقتلعت الخيام واكنت الرياح تمزق الملابس والجلد و تنفذ من الجسد و تدمرة فما كانت تلمس شىء
الا قتلتة بأذن الله عزوجل , فسخرها الله عزوجل عليهم سبع ليال وثمانية أيام ثم توقفت الرياح ولم يعد متبقي من قوم هود الا النخيل الميت فقد أـهلكهم الله جميعا قال تعالى
( و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما فترى القوم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية )
. ونجى الله هود علية السلام ومن معة وكانوا قليل وهكذا طويت صفحة من صفح ألامم السابقة فأخذهم الله عزوجل أخذ عزيز مقتدر و نصر رسولة هود علية السلام ومن ءامنوا معة من قومة .