قصص الصحابة | شهيدة البحر الصحابية أم حرام بنت ملحان الجزء الأول

قصص الصحابة | شهيدة البحر الصحابية أم حرام بنت ملحان الجزء الأول

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 

وعلى آله وصحبه أجمعين…

الصحابية الجليلة أم حرام بنت ملحان الأنصارية من بنى النجار هى أحدى النماذج التى فاض بها التاريخ الأسلامى بقوة إيمانهم وحفظهم للعهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد النساء التى كان لها دوراً لا يقل أهمية عن دور الرجال فى الدعوة إلى الله، وهى أخت الصحابية الجليلة أم سليم وخالة الصحابى الجليل أنس بن مالك وأخوها حرام وسُليم اللذين شاركا فى غزوتى بدر واُحد، و زوجة الصحابى الجليل عُبادة بن الصامت رضى الله عنهم أجمعين.

وقد أشتهر أخوها حرام بمقولته (فُزت ورب الكعبة) وكان ذلك يوم بئر معونةعندما تم طعنه بالرمح من ظهره وخرج من صدره وأدرك أنه ميت، أخذ الدم الذى يتفجر من جسده بيديه وبدأ يمسح به وجهه ورأسه ويقول: الله أكبر فزتُ ورب الكعبة، فزتُ ورب الكعبة، وأستشهد رضى الله عنه وكان ذلك فى السنة الرابعة للهجرة.

أما زوجها عبادة بن الصامت فقد عُرف ببطولاته وشجاعته فى الغزوات والفتوحات الإسلامية وكان أول من تولى القضاء فى فلسطين فى القدس الشريف.

أسلمت أم حرام الأنصارية رضى الله عنها بعد ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة القبائل القادمة من أنحاء الجزيرة العربية إلى الإسلام، وكان من بين من لقيهم من بنى أخوالة من بنى النجار عبادة بن الصامت زوج أم حرام وأخوها حرام بن ملحان، وحينها سمعت بعض آيات القرآن فشعرت بإنشراح صدرها فأسلمت هى وأختها أم سليم فكانتا من أوائل المسلمات فى المدينة.

عاشت أم حرام فى كنف زوجها عبادة بن الصامت رضى الله عنهما فأكتسبت منه الكثير من خصال الخير، وتمكنت من نشر دين الله، وأشتهرت بالورع والتقوى وكانت تخرج مع المسلمين فى الغزوات والمعارك تسقى الظمآى وتداوى الجرحى، وقد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث الشريفة.

كانت أم حرام وزوجها عبادة بن الصامت رضى الله عنهما يعيشان فى منطقة قباء على مقربة من المدينة المنورة، فكان رسول الله صلى الله وسلم يأتى مسجد قباء فيصلى فيه ويذهب عندهما لزيارتهما فقد كانت أم حرام رضى الله عنها خالته فى الرضاعة ومن بنى اخواله من بنى النجار، وكانت لها مكانه عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفى ذات يوم زار رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت وأم حرام بنت ملحان منزلهم، فلما حان وقت قيلولته وقت الظهيرة فرش له عبادة بن الصامت فراشاً فاضطجع النبى عليه الصلاة والسلام فنام قليلاً، ثم استيقظ وهو يضحك فسألته أم حرام ما يُضحكُك يا رسول الله؟

قال : (ناس من اُمتى عُرضوا على، غُزاةً فى سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوك على الأسرة أو مثل ملوك على الأسرة يشكُ أيهما قال، قالت فقلتُ : يا رسول الله، أدعُ الله أن يجعلنى منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع رأسه فنام ثم أستيقظ وهو يضحك، قالت فقلت:  ما يُضحكك يا رسول الله؟

قال: ناس من أُمتى عُرضوا على غُزاةً فى سبيل الله كما قال فى الأولى، قالت فقلتُ: يارسول الله، أدعُ الله أن يجعلنى منهم، قال: أنت من الأولين .

وهكذا بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها ستغزو فى البحر وستكون من الأولين الذين يغزون فى البحر.

فكانت امنيتها رضى الله عنها أن تكون من المجاهدين الذين يركبون البحر لنشر الدعوة لدين الله، فأستجاب الله لها وجاءت تلك الرحلة الموعودة… يُتبع.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

128

متابعين

87

متابعهم

66

مقالات مشابة