فضل ليله القدر والعبادات المطلوبه بها بالادله

بقلم \ عبدالرحمن جمال 

ليلة القدر: بركاتها وأحكامها وأعمالها

تعتبر ليلة القدر إحدى الليالي المباركة في الإسلام، وهي ليلة تحمل قيمة عظيمة وأهمية خاصة لدى المسلمين. تأتي هذه الليلة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويرتبط اسمها بالكرامة والعزة؛ إذ أنها ليلة تنزل فيها القرآن الكريم وتتحقق فيها الأمور العظيمة والقضايا الكبرى.

أصل اسمها وتأثيرها:

تعني كلمة "القدر" في اللغة العربية الكرامة والعزة، وقد أطلق على هذه الليلة لأن الله تعالى يقدر فيها أمور العباد ويقضي قضاياهم. يُعتقد أنها ليلة يُكتب فيها ما يكون في العام القادم من الأمور الخاصة بالإنسان من رزق ومصائب وأجل وغيرها، وهي ليلة تعتبر مقدرة لما سيحدث في العام التالي.

الأحكام الشرعية ليلة القدر:

تحظى ليلة القدر بأحكام شرعية خاصة بها، منها:

تحديدها: لم يُحدد يوم ليلة القدر بالضبط في السنة النبوية، ولكن يُقال إنها تواردت في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الفردية منها كالـ 21 والـ 23 والـ 25 والـ 27 والـ 29.

فضلها: تمتاز ليلة القدر بفضل عظيم؛ ففيها تُغفر الذنوب، ويُجاب الدعاء، وتُضاعف الأجور، وتنزل الملائكة، وتُكتب فيها الأقدار.

العبادات فيها: يُحث المسلمون على قضاء هذه الليلة في العبادة والذكر والدعاء والتضرع إلى الله. ومن العبادات المأثورة في هذه الليلة القيام بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والتسبيح والاستغفار والدعاء بشهر رمضان.

أعمال ليلة القدر:

توجد العديد من الأعمال التي يمكن أداؤها في ليلة القدر، ومنها:

الصلاة والقراءة: يُنصح بإكثار الصلاة والقراءة في هذه الليلة، خاصة من قراءة القرآن الكريم.

الدعاء والاستغفار: يُحث المسلمون على الدعاء والتضرع إلى الله بالمغفرة والرحمة والعافية، والاستغفار من الذنوب والخطايا.

التصدق: يعتبر التصدق في هذه الليلة من الأعمال المحببة إلى الله، فهو يُزيل الفقراء والمحتاجين.

الإحسان إلى الآخرين: يُشجع المسلمون على صلة الرحم وإحسان المعاملة في هذه الليلة، وتحقيق الوئام والسلام بين الناس.

هناك بعض الأحاديث التي رواها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»" رواه البخاري ومسلم.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" رواه البخاري ومسلم.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ" رواه البخاري.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري ومسلم.

هذه الأحاديث تشير إلى أهمية ليلة القدر في الإسلام، وتحث على الاجتهاد في العبادة والتضرع إلى الله في هذه الليلة المباركة، حيث أن الأجور تضاعف والذنوب تُغفر فيها، وهي فرصة لتحقيق الخير والبركة في الحياة الدنيا والآخرة.

إليك بعض الآيات التي تشير إلى فضل ليلة القدر في القرآن الكريم:

سورة القدر - الآية 1-3: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"

سورة الدخان - الآية 2: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ"

هذه الآيات تشير إلى أن ليلة القدر هي ليلة مباركة وخير من ألف شهر، وأن الله تعالى يُنزل فيها القرآن كهدى للبشرية، وتعد هذه الليلة فرصة لتحقيق الخير والبركة والقرب من الله، ولذلك يُحث المسلمون على الاجتهاد في العبادة والطاعة في هذه الليلة المباركة.

ختامًا:

إن ليلة القدر تعتبر ليلة مميزة في الإسلام، ويُعتقد أنها فرصة للتوبة والغفران وتحقيق الأجور العظيمة. تُحث المسلمين على استغلال هذه الليلة بالعبادة والذكر والدعاء، وترك السوء وتحقيق الخير والبركة في العبادة والأعمال الصالحة.

بقلم\ عبدالرحمن جمال