أهمية الأحاديث النبوية الشريفة في كتابة التاريخ

أهمية الأحاديث النبوية الشريفة في كتابة التاريخ

0 reviews

لا يخفى على أحد أن دراسة الحديث كانت النواة الأولى للعلوم الإسلامية، فهي الأصل الذي تشعبت منه هذه العلوم المختلفة وتطورت عبر الزمن. 

وتعد أهمية الأحاديث النبوية الشريفة لموضوع التدوين التاريخي من المواضيع التي حظيت باهتمام الباحثين، نظرا للترابط والتأثير بين أساليب المحدثين وأساليب المؤرخين. ونلاحظ أن معظم المؤرخين المسلمين الأوائل كانوا في الأصل علماء حديث قبل أن يكونوا مؤرخين، مثل ابن إسحاق، والواقدي، والطبري. وقد كتبت العديد من الأبحاث والدراسات لتوضيح وإبراز هذه العلاقة، ولتأكيد دور الحديث في التأثير وتسجيل التاريخ.

 اشتهر ابن حزم بكونه من العلماء المسلمين المجادلين لمن خالفهم من العلماء من أصحاب المذاهب الأخرى، استناداً إلى العهد الذي أخذه الله على العلماء من عباده، ليبيننه للناس ولا يكتمونه. وفي هذا الصدد يقول مؤرخ الأندلس ابن حيان . ولهذا الشيخ أبي محمد مع يهود لعنهم الله ومن غيرهم من أولي المذاهب المرفوضة من أهل الإسلام مجالس محفوظة، وأخبار مكتوبة؛ وله مصنفات في ذلك معروفة، من أشهرها في علل الجدل كتابه المسمى: “ الفصل بين أهل الأراء والنحل”.

والذي يهمنا، هو اهتمام ابن حزم بالأحاديث النبوية الشريفة، واستخدامها في توثيق الأحداث التاريخية.

ولا بأس أن نشير إلى غرازة علمه في فقه الحديث أيضاً، حيث ألف فيه كتاباً كبيراً أسماه بكتاب " الإيصال إلى فهم الخصال الجامعة لجمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام وسائر الأحكام ؛ على ما أوجبه القرآن والسنة والإجماع". وقد أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في مسائل الفقه، والحجة لكل طائفة وعليها، والأحاديث الواردة في ذلك( طه، 1986م: 87).

إن منهجية ابن حزم ودقته العلمية، يعترف بالإشكال، ويقرر أنه لا يمكنه البت بالنص حينما لا يكون واثقاً بشأن أي النقلين أصح، وهو : “ أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم النحر أبمنى أم بمكة ؟؟”

يقول: لعل" غيرنا يلوح له بيان ذلك. فنم استبان له ما أشكل علينا منه يوماً فليضعه إلى ما جمعناه ليقتني بذلك الأجر الجزيل من الله تعالى ومع ذلك فما نيأس من أن يشرق لنا وجه الصحيح.

وكانت الأحاديث النبوية هي مصادره الرئيسة في تأليف الكتاب، وهو طبعا يعتمد على سلسلة الرواة، الذين يتسلسلون إلى من رأى وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقوم بعمل من الأعمال أثناء تلك الحجة. ويوضح ابن حزم فضل شاهد العيان وأهميته في كتابة التاريخ بقوله:" ... وللزائر فضل مشاهدته وعلمه على ما لم يشاهده غيره ...". وهو يورد في بعض الأحيان أكثر من حديث واحد للدلالة والبرهنة على ما ذكره في تاريخه لهذه الحجة. كما يشرح بعض المناسك في أثناء إيراده الأحاديث وهو يذكر عدة أحاديث، أو حديثاً واحدا لتأييد كلامه، حتى ولو للفظة واحدة، مثلا يقول:" إنما أدخلنا هذا الحديث؛ لهذه اللفظة فانتظرها بأعلى مكة حتى جاءت"، أي أنه لا يريد أن يبقى أي جزء من كلامه دون إسناد إلى نص من الحديث. ويشرح أحياناً، ويوضح أسماء بعض الرواة ويعرفهم كما يورد الحديث أكثر من مرة، ولكن برواة آخرين تثبيتاً لقوله.

المرجع:

طه، عبدالواحد ذنون، (1986م)، أهمية الأحاديث النبوية الشريفة في كتابة التاريخ دراسة تطبيقية على منهج ابن حزم الأندلسي في كتابة حجة الوداع، مجلة رسالة الخليج العربي، مكتب التربية العربي لدول الخليج، س6، ع17. 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
Al-Fattany Beauty Channel Pro
achieve

$0.47

this week

articles

1506

followers

535

followings

6627

similar articles