مالمروءة؟ قيل التغافل عن ذلة الاخوان
ماهي المروءة؟
إن المروءة هي كمال الرجولة، فالرجولة صفة ليست نوعا، الرجولة أن تكون صادق العهد ، وصاحب موقف، ولك بصمة في الحياة، فالمروءة هي صفة الشهامة واللجوء، فصاحب المروءة :(( هو من يفزع الناس إليه في حوائجهم ، هو من يعامل الناس فلا يظلمهم، وإن حدثهم لا يكذبهم، ويعدهم فلا يخلفهم، هو من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو من كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته، وهذا هو المسلم الحق)).
ماهي أوجه المروءة المتعددة؟
للمروءة أوجه متعددة وهي:
مروءة اللسان حلاوته
ومروءة الخلق سعته….للحبيب والعدو
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل : إنه يهودي؟ فقال: أليست نفسا.
فصاحب المروءة لا يشمت، فيعلمنا الحبيب صلي الله عليه وسلم (( لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)).
_ أما مروءة المال بذله في الإنفاق في سبيل الله.
_ ومروءة الجاه التواضع وعون المحتاجين، فمن مروءة الصديق رضي الله عنه ،انه حينما تولي الخلافة خطب في الناس فقال: أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتي آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف حتي آخذ الحق منه.
رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مررت علي المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعا دون خلق الله ماتوا
دخل سيدنا علي ابن أبي طالب بيته فرأي زوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما: تستاك بعود من أراك( السواك) فيقول غزلا:
حظيت ياعود الأراك بثغرها
أما خفت ياعود الأراك أراك
فمن المروءة أن تود زوجتك ، وتذكر دائما محاسنها، ونري السيدة فاطمة الزهراء صداقها، درع، تساند زوجها علي كافة ظروفه، فمن المروءة أن تقف الزوجة إلي جوار زوجها، ليس من المروءة أن يظلم رجل امرأة، ليس من المروءة أن تأخذ إرث إخوتك الإناث لمجرد أن زمام الأمور في يدك، ليس من المروءة أن تهين أحدا.
ليس من المروءة أن تستخدم قوتك أو مالك أو سلطانك ضد أحد.
لبس من المروءة أن تثأر لنفسك إذا مامكنك الله من أحد.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر فقال:(( إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت وهو قائم علي رأسي، فلم اشعر الإ والسيف صلتا في يده ، فقال لي: من يمنعك مني؟ قال: فقلت:((الله، فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يمنعك مني؟ فقال الأعرابي: كن كخير آخذ، فقال صلي الله عليه وسلم: أتشهد أن لاإله الإ الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك الأ أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلي سبيله، غذهب إلي أصحابه، فقال: قد جئتكم من عند خير الناس)).
فلم يثأر رسول الله صلي الله عليه وسلم لنفسه ممن جاء يقتله وكان يقدر، وفي فتح مكة ، حين جاء نصر الله والفتح ، وكان أهل مكة مجتمعين قرب مكة ينتظرون حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، بعد كل أنواع الأذي التي ألحقوها به صلي الله عليه وسلم، فقال: ماتظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيرا،أخ كرسم وابن أخ كريم، فقال صلي الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.