قصة سيدنا يوسف عليه السلام: عبر ودروس من القرآن الكريم
تُعدّ قصة سيدنا يوسف عليه السلام من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، وتستعرض رحلة طويلة مليئة بالتحديات والإيمان بالله، وهي واحدة من القصص التي تحمل العديد من الدروس والعبر. تبدأ القصة في سورة يوسف، وتحتوي على تفاصيل مثيرة تعكس حكم الله وعدله.
رؤيا يوسف وصدمة البداية
بدأت القصة برؤيا رآها يوسف عليه السلام، حيث رأى في المنام أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له.
قال تعالى:"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَءَايتُ فِي الْمَنَامِ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَءَايتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (يوسف: 6).
حسد الإخوة وبيعه عبداً
أثار الحسد في قلوب إخوة يوسف، فقرروا التخلص منه. ألقوه في بئر ثم باعوه لعمال قافلة.
قال تعالى:"فَجَاءَتْ قَافِلَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" (يوسف: 19).
اشترى عزيز مصر يوسف عليه السلام وعاش في بيته، قد حاولت زوجة العزيز إغواءه واتهته بمحاولة الاعتداء عليها عندما رفض مطالبها.
قال تعالى:"وَاسْتَبَقَا الْبَابَ قَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا عِندَ الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (يوسف: 25).
سجن يوسف وشرح الأحلام
سُجن يوسف بسبب اتهام المرأة، وداخل السجن فسر أحلام زملائه. وفيما بعد، فسر حلم الملك عن سبع بقرات سمان وسبع بقرات هزيلات.
قال تعالى:"يُحْشَرُ النَّاسُ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَن يَخْرُجُ مِنْهُمْ سَيَفْلِسُ" (يوسف: 46).
خروج يوسف من السجن وارتفاعه إلى المناصب العليا
بفضل تفسيره، أصبح يوسف عليه السلام وزيراً، وبدأ في تنفيذ خطة لتخزين الطعام خلال سنوات الجدب. عندما جاء إخوته لشراء الطعام، تعرفوا عليه لكن لم يعرفوه.
قال تعالى:"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الْبَأْسُ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِنَا الْكَيْلَ وَصَدِقْنَا" (يوسف: 88).
الاعتراف والمصالحة
عندما كشف يوسف عن هويته لإخوته، ندموا على فعلتهم، وطلبوا منه المغفرة.
قال تعالى:"قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَنَا أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَ أَخِيهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف: 91).
في النهاية، جمع يوسف شمل عائلته وأكرمهم، وعاشوا في مصر بسلام.
قال تعالى:"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذِهِ تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" (يوسف: 100).
قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي قصة صبر ووفاء وتفاؤل. تظهر كيف أن الإيمان بالله والاعتماد عليه يمكن أن يقود الإنسان إلى تحقيق النجاح بعد الصبر على الشدائد.