"قصه صبر سيدنا ايوب"

"قصه صبر سيدنا ايوب"

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

صبر سيدنا ايوب: مدرسه فى الايمان واليقين 

الصبر من أعظم القيم التي يدعو إليها الإسلام، وقد جسّد أنبياء الله هذه القيمة في حياتهم ليكونوا قدوة للبشرية جمعاء. ومن بين هؤلاء الأنبياء الكرام يبرز نبي الله أيوب عليه السلام، الذي خُلّد اسمه مقرونًا بالصبر، حتى أصبح يضرب به المثل في التحمل والثبات أمام الابتلاءات. في هذه المقالة سنستعرض قصة صبر سيدنا أيوب عليه السلام، والدروس المستفادة منها، وكيف يمكن أن نستفيد منها في حياتنا اليومية.

image about

أولًا: قصة ابتلاء سيدنا أيوب عليه السلام

كان أيوب عليه السلام نبيًا كريمًا أنعم الله عليه بالمال والولد والصحة، فكان يعيش في رخاء ونعيم. لكنه لم يفتن بتلك النعم، بل كان شاكرًا لله قائمًا بعبادته، يعين الفقراء ويحنو على المحتاجين. أراد الله أن يختبر صدق إيمانه، فسلب عنه المال والأولاد، ثم ابتلاه بمرض شديد في جسده، حتى أصبح عاجزًا لا يقوى على الحركة إلا قليلًا.
ومع كل هذه الابتلاءات، لم يترك لسانه حمد الله وشكره، بل كان يقول كما ورد في القرآن الكريم: ﴿رَبِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83].


---

ثانيًا: مظاهر صبره وثباته

الصبر على فقدان المال: لم يحزن أيوب على ضياع ثروته، بل علم أن ما عند الله باقٍ، وأن المال زائل.

الصبر على فقدان الأبناء: فقد أولاده الواحد تلو الآخر، ومع ذلك لم يجزع ولم يعترض على قضاء الله.

الصبر على المرض: ابتلي بجسده سنوات طويلة، ومع ذلك لم يخرج من لسانه إلا الدعاء والرضا.

الصبر على أذى الناس: بعض الناس ابتعدوا عنه وظنوا أن ما أصابه عقوبة، لكنه لم ينشغل بكلامهم بل ظل موقنًا برحمة ربه.

 

---

ثالثًا: استجابة الله لصبره

بعد سنوات من البلاء والامتحان، استجاب الله لدعاء أيوب عليه السلام، فقال تعالى:
﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 84].
فأكرمه الله بالشفاء، وردّ عليه أهله وماله أضعافًا مضاعفة، ليكون جزاءً على صبره وثباته.


---

رابعًا: دروس وعبر من صبر أيوب عليه السلام

1. الإيمان لا يتزعزع بالابتلاء: يعلّمنا أيوب أن المؤمن لا يقاس برخائه وإنما بثباته عند الشدائد.


2. الدعاء مع الصبر سبيل الفرج: لم يتوقف أيوب عن الدعاء رغم طول البلاء، وهذا دليل أن الدعاء يرافق الصبر.


3. اليقين برحمة الله: أيوب عليه السلام قال "وأنت أرحم الراحمين"، مما يوضح أن رحمة الله أعظم من أي بلاء.


4. عدم الجزع أو الاعتراض: المؤمن الحق لا يقول إلا ما يرضي الله، حتى في أقسى الظروف.


5. الابتلاء سنة من سنن الله: ما من نبي إلا وابتُلي، ولكن الحكمة أن يخرج المؤمن أقوى وأكثر يقينًا.

 


---

خامسًا: كيف نطبق صبر أيوب في حياتنا؟

عند مواجهة المشاكل المالية، نتذكر أن المال وسيلة وليس غاية، وأن الرزق بيد الله.

عند فقدان شخص عزيز، نصبر وندعو له بالرحمة، ونتذكر لقاء الآخرة.

عند المرض، نرضى بقضاء الله ونطلب الشفاء منه مع الأخذ بالأسباب.

عند مواجهة كلام الناس وظلمهم، نحتسب الأجر عند الله ونوقن أن الحق سيظهر.

 

---

خاتمة

إن صبر سيدنا أيوب عليه السلام ليس مجرد قصة تاريخية، بل هو منهج حياة نتعلم منه معنى الرضا والتسليم لله، والثقة برحمته مهما طال البلاء. لقد ضرب لنا أيوب مثالًا خالدًا في أن الصبر مفتاح الفرج، وأن بعد الشدة يأتي الفرح والرحمة. وإذا جعلنا صبره قدوة، سنجد الطمأنينة في قلوبنا، وسنعيش حياة ملؤها الإيمان والثبات على الحق.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

11

متابعهم

34

متابعهم

102

مقالات مشابة
-