الشيخ محمد متولي الشعراوي

الشيخ محمد متولي الشعراوي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about  الشيخ محمد متولي الشعراوي

 الإمام المجدد: محمد متولي الشعراوي (1911 - 1998)

يُعتبر فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أو كما لُقب بـ "إمام الدعاة"، واحداً من الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً وشعبية في العالم العربي والإسلامي خلال النصف الثاني من القرن العشرين. تميزت حياته بالعطاء العلمي والدعوي، وترك بصمة لا تُمحى في قلوب وعقول ملايين المسلمين بأسلوبه الفريد والمبسط في تفسير القرآن الكريم.

 النشأة والمسيرة العلمية

وُلد الشيخ الشعراوي في 15 أبريل 1911م بقرية دقادوس، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية بمصر. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، ثم انتقل إلى الثانوي. ظهر نبوغه في الشعر والأدب وحفظ المتون منذ صغره. تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1940م، وبدأ مسيرته العملية بالتدريس في المعاهد الأزهرية.

تنقل الشيخ الشعراوي بين عدة مناصب، منها التدريس في السعودية، ثم أصبح مديراً لمكتب شيخ الأزهر، ثم عمل في الجزائر. كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته هي توليه منصب وزير الأوقاف وشؤون الأزهر في مصر عام 1976م، حيث أحدث ضجة إيجابية بجرأته في الحق وعمق رؤيته.

 التفسير بلغة القلوب

العمود الفقري لشهرة الشيخ الشعراوي وتأثيره هو تفسيره للقرآن الكريم. كان تفسيره يتميز بعدة خصائص جعلته يصل إلى كل بيت:

الأسلوب السهل الممتنع: ابتعد عن التعقيدات اللغوية والفلسفية، واستخدم لغة يومية بسيطة وواضحة، مما جعل التفسير في متناول العامي والمتخصص على حد سواء.

الربط بالواقع: لم يكن تفسيره مجرد شرح لغوي، بل كان يربط الآيات بقضايا الحياة المعاصرة، ويقدم حلولاً ومنظوراً إسلامياً للمشكلات الاجتماعية والأخلاقية.

العمق الروحاني: كان يركز على الجانب الإيماني والروحاني، مما يلامس القلوب ويزيد من خشوع المستمع.

"خواطري حول القرآن الكريم": اشتهرت برامجه التلفزيونية التي قدم فيها تفسيره، وكانت تُبث على نطاق واسع وتحظى بمتابعة جماهيرية غير مسبوقة، مما أكسبه لقب "إمام الدعاة".

 مواقف وآراء خالدة

لم يكن الشيخ الشعراوي مجرد مفسر، بل كان مفكراً وناقداً اجتماعياً جريئاً. عُرف عنه شجاعته في قول الحق وعدم خشيته من نقد السلطة أو الظواهر السلبية في المجتمع. كان له مواقف واضحة في قضايا الأمة، وكان يدعو إلى التمسك بالهوية الإسلامية الصحيحة والوسطية في الدين.

 الإرث والتأثير

توفي الشيخ الشعراوي في 17 يونيو 1998م، لكن إرثه لا يزال حياً. يمكن تلخيص أهمية إرثه فيما يلي:

المكتبة الإسلامية: ترك وراءه موسوعة ضخمة لتفسير القرآن، بالإضافة إلى كتب ومقالات في الفقه والعقيدة.

تجديد الخطاب الدعوي: قدم نموذجاً للداعية الذي يجمع بين العلم الشرعي والقدرة على مخاطبة الجماهير بأسلوب عصري ومؤثر.

انتشار الوعي الديني: ساهم بشكل كبير في إعادة المسلمين إلى مائدة القرآن، ونشر الوعي الديني الصحيح بطريقة محببة.

1. الحياة المهنية والمناصب الأكاديمية

لم تقتصر مسيرة الشعراوي على الدعوة والوعظ فحسب، بل كانت حافلة بالمناصب الأكاديمية والسياسية التي أثرت تجربته:

الفترةالمنصب / المحطةالتفصيل
1943 - 1950التدريس في المعاهد الأزهريةعمل مدرساً للغة العربية والشريعة في معاهد طنطا والإسكندرية والزقازيق.
1950 - 1963العمل الأكاديمي في السعوديةسافر إلى السعودية للعمل أستاذاً للشريعة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتعرف خلال هذه الفترة على أطياف واسعة من العالم الإسلامي.
1964مدير مكتب شيخ الأزهرعُين مديراً لمكتب فضيلة الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون (شيخ الأزهر حينها).
1966 - 1970التدريس في الجزائرعمل أستاذاً زائراً ورئيساً لقسم اللغة العربية في جامعة قسنطينة بالجزائر، واشتهرت محاضرته عن "معجزة القرآن" في هذه الفترة.
1976 - 1978وزير الأوقاف وشؤون الأزهرتُعد هذه الفترة هي الأبرز سياسياً، حيث تميز بجرأته في مجلس الوزراء ومناقشاته المباشرة والصريحة، وكان أول من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء بنك فيصل الإسلامي في مصر.
بعد 1978عضو في المجالس العلميةتفرغ للدعوة بعد استقالته، وأصبح عضواً في مجمع البحوث الإسلامية ورئيساً لتحرير مجلة الأزهر.

2.  أبرز محطات التفسير و"الخواطر"

البرنامج التلفزيوني "خواطري حول القرآن الكريم" كان ظاهرة دعوية فريدة:

الانطلاق: بدأ تسجيل وعرض هذه الخواطر التفسيرية في سبعينيات القرن الماضي واستمرت لأكثر من عقدين.

المنهج التفصيلي: لم يكن الشيخ يقدم تفسيراً لكل كلمة، بل كان يركز على "اللمسات البيانية" أو "الخواطر" التي تضيء المعنى وتكشف عن الإعجاز القرآني في اختيار الألفاظ والتراكيب.

مثال: تفسيره لوجوه الاختلاف بين استخدام كلمتي "الإيمان" و"الإسلام" في آيات مختلفة، وكيف أن كل كلمة جاءت في موضعها الدقيق.

المنظور الإيماني: كان يركز على استخراج الأحكام التكليفية والآداب الربانية من الآيات، محولاً النص القرآني إلى منهج حياة عملي.

التأثير: بفضل البث التلفزيوني، تحول الشيخ الشعراوي إلى مُعلم ديني عائلي، حيث كان تفسيره يُجمع أفراد الأسرة من مختلف المستويات التعليمية حول الشاشة.

3.  من أقواله المأثورة وفلسفته

تميزت أقواله بحكمتها وعمقها الشديد في مواجهة قضايا الإيمان والقدر والمجتمع:

عن الرزق: "لا يقلق من كان له أب، فكيف يقلق من كان له رب؟"

عن القدر: "إذا حار أمرك في شيئين.. ولم تدرِ حيثُ الخطأ والصواب.. فخالف هواك، فإنّ الهوى يقود النّفس إلى ما يُعاب." (دعوة واضحة لاتباع العقل والشرع).

عن الظالم: "لا تجزع من جراحك، فإما أن تكون خيراً وإما أن تكون أجراً."

فلسفته في الدعوة: كان يؤمن بأن الدعوة يجب أن تقوم على اليسر والتبشير لا التعسير والتنفير، وكان يرى أن الدين جاء ليخدم الإنسان ويسعده، لا ليعقده ويشقيه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed saleh تقييم 5 من 5.
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.