لماذا امتنع النبي عن اكل لحم الارنب رغم انها حلال؟
حكم لحم الارنب و لماذا امتنع النبي ان ياكله؟
أحل الله لنا الطيبات من الطعام من أصناف كثيرة، وعرفنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بعض ما حرم علينا، ولكن يثير البعض من حين لآخر بعض المعلومات الغير مضبوطة أو التي فهمت خطأً دون الرجوع إلى أهل العلم فيحدثون الاضطراب في المجتمعات ويشتتون الناس.
ومن بين تلك الأمور مسألة أكل لحم الأرنب، والتي يقول البعض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأكلها وقال بعد ما قدمت له: "إنها تحيض"، ولم يستطيع هؤلاء أن يفرقوا بين ما يقوم به النبي لطبيعته البشرية مثلما فعل عندنا عرض عليه أكل "الضب" فرفض وأوضح أن نفسه تعافه لأنه لم يكن موجود في بيئته، ما بين ما حرمه النبي تشريعًا كتحريم أكل الميتة ولحم الخنزير وغيرهما.
وربما حدث سوء الفهم لدى هؤلاء لما روى عن الإمام الترمذي عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما تقول في الأرنب؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا آكله ولا أحرمه" قال: فقلت: ولم يا رسول الله؟ قال: "إنى أحسب أنها تدمي" أي تحيض.
وكلام النبي واضح في هذا الأمر بأنه لا يحرمه ولكنه لا يأكله لسبب أخر غير التحريم وهو أن نفسه تعافه.
ومع ذلك هناك العديد من الروايات والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تناول لحم الأرنب، فروى الإمام البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أنه صاد أرنبًا، وأتى بها أبا طلحة فذبحها وربعث بوركيها وفخذيها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتى بها النبي فقبله.
وفى صحيح البخاري في كتاب الهبة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قبله وأكل منه. ولفظ الإمام أبي داود: كنت غلامًا حزوَّرًا فصدت أرنبًا فشويتها، فبعث معي أبو طلحة رضي اللّه عنه بعجزها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحزور - بتشديد الواو وتخفيفها - المراهق .
وقد سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "هى حلال" وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان عن محمد بن صفوان أنه صاد أرنبين فذبحهما بمروتين -حجرين براقين- وأتى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بأكلهما.
وقد أكل الأرانب من الصحابة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ورخص فيها أبو سعيد الخدري وعطاء وابن المسيب والليث وأبو ثور وابن المنذر.
فلا داعي بأن نشغل الناس بأمور لا طائل من ورائها إلا إثارى الجدل والبلبة في المجتمع، لمجرد سوء فهم وعدم التفرقة بين ما حرمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم تشريعًا، وبين ما امتنع عنه لأمر أخر كعدم اعتياده عليه أو أن نفسه تعافه.