"تفسير سورة الكهف: معاني ودروس من الآيات الكريمة"
سورة الكهف هي من السور التي تحتوي على العديد من القصص والحكم. التفسير الذي تطلبه يمكن أن يكون طويلاً إذا كان يشمل تفسير كل آية على حدة. سأكتب لك الآيات الأولى من السورة مع تفسيرها، وإذا أردت الاستمرار بعد ذلك، يمكنني تزويدك بتفسير باقي السورة.
سورة الكهف - الآيات 1-57
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
1.الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
- التفسير: الحمد لله الذي أنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل فيه أي انحراف عن الحق، ولا تناقض.
2.قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
- التفسير: هذا القرآن مستقيم في كل ما يتضمنه من العقائد والأحكام، جاء لينذر الذين يسيئون العمل بعقاب شديد من عند الله، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم جزاءً حسناً.
3.مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا
- التفسير: يبشرهم بأنهم سيقيمون في الجنة خالدين فيها إلى الأبد.
4.وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا
- التفسير: وينذر الذين قالوا إن الله اتخذ ولداً، مثل اليهود والنصارى الذين قالوا: عزير ابن الله والمسيح ابن الله.
5.مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا
- التفسير: ليس لهم أي علم بهذه الدعوى، ولا لآبائهم الذين ورثوا منهم هذا القول. عظيمة هي هذه الكلمة التي يقولونها، وما يقولون إلا كذباً.
6.فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا
- التفسير: ربما تقتل نفسك من الحزن على أثرهم بسبب عدم إيمانهم بهذا القرآن، نتيجة لأسفك الشديد عليهم.
7.إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
- التفسير: لقد جعلنا ما على الأرض من زينة واختبارات لنعرف أيهم أحسن عملاً وأكثر طاعة لله.
8.وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا
- التفسير: وإنا لجاعلون ما على الأرض خرابًا بلا نبات ولا زينة، بعد أن كانت مزينة بأنواع النعم.
9.أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا
- التفسير: أم تظن أن قصة أصحاب الكهف والرقيم كانت من عجائب آياتنا؟ إن قصتهم ليست الأعجب في آياتنا.
10.إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
- التفسير: حين لجأ الفتية إلى الكهف هربًا بدينهم من قومهم، دعوا الله أن يمنحهم رحمة من عنده، ويوفقهم في أمرهم وييسر لهم طريق الرشاد.
11. فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
- التفسير: فألقينا عليهم النوم العميق في الكهف، فلم يستيقظوا منه لعدة سنوات.
12. ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا
- التفسير: ثم أيقظناهم من نومهم الطويل؛ لنعلم من خلال هذا الحدث أي الحزبين المتنازعين كان أدق في حساب مدة بقائهم نيامًا.
13. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
- التفسير: نحن نروي لك قصتهم بالحق والصواب. إنهم فتية آمنوا بربهم، فزدناهم إيمانًا وثباتًا على الحق.
14. وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
- التفسير: وقوّينا قلوبهم بالإيمان والشجاعة عندما وقفوا أمام قومهم وقالوا: ربنا هو رب السماوات والأرض، لن نعبد إلهاً غيره، فإن قلنا غير ذلك فقد تجاوزنا الحق.
15. هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
- التفسير: هؤلاء قومنا الذين عبدوا آلهة من دون الله، فليأتوا ببرهان واضح على صحة ما يفعلون. لا أحد أظلم ممن يفتري على الله كذبًا.
16. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
- التفسير: عندما قررتم الابتعاد عنهم وعن ما يعبدونه من دون الله، فاذهبوا إلى الكهف، حيث سينشر لكم ربكم من رحمته، ويُيسر لكم ما تحتاجون من مرفق ومعيشة.
17. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا
- التفسير: ترى الشمس عند شروقها تميل عن كهفهم إلى جهة اليمين، وعند غروبها تميل إلى جهة الشمال، وهم في فجوة من الكهف. ذلك من دلائل قدرة الله. من يهده الله إلى الحق فهو المهتدي، ومن يضلله فلن تجد له وليًا يرشد إلى طريق الحق.
18. وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
- التفسير: تحسبهم مستيقظين وهم نائمون، ونقلبهم على جوانبهم اليمين والشمال للحفاظ على أجسادهم، وكلبهم باسط ذراعيه عند باب الكهف. لو اطلعت عليهم لفررت منهم ولشعرت بالخوف والرعب بسبب ما تراه.
19. وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا
- التفسير: وكما أنمناهم طويلاً، أيقظناهم ليتساءلوا فيما بينهم عن مدة نومهم. قال أحدهم: كم لبثنا؟ قالوا: لبثنا يومًا أو بعض يوم. قالوا: ربكم أعلم بمدة لبثكم، فأرسلوا أحدكم إلى المدينة بفضةٍ لديكم ليشتري لكم طعامًا طيبًا وليكن حذرًا ولا يشعر بأمركم أحدًا.
20. إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا
- التفسير: إنهم إذا علموا بمكانكم سيقتلونكم رجماً بالحجارة أو يعيدوكم إلى دينهم الباطل، ولن تفلحوا أبدًا إذا عدتم إلى ملتهم.
21. وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا
- التفسير: وكما أظهرنا أمرهم لأولئك الناس، فعلنا ذلك ليعلموا أن وعد الله بالبعث حق، وأن الساعة آتية لا شك فيها. حين تنازع الناس أمرهم حول الفتية، قال بعضهم: ابنوا على مدخل الكهف بناية. وقال من غلب على أمرهم: لنتخذن عليهم مسجداً.
22. سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
- التفسير: سيقول البعض إنهم كانوا ثلاثة ورابعهم كلبهم، ويقول آخرون كانوا خمسة وسادسهم كلبهم، ويرجمون بالغيب في ذلك. ويقول آخرون إنهم كانوا سبعة وثامنهم كلبهم. قل لهم: ربي أعلم بعددهم، ولا يعلم عددهم إلا قليل من الناس. فلا تجادل في أمرهم إلا جدالاً ظاهراً، ولا تطلب من أحدٍ من أهل الكتاب أن يفتيك في شأنهم.
23. وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا
- التفسير: ولا تقل بشأن أمرٍ من الأمور: إني فاعل ذلك غدًا.
24. إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا
- التفسير: إلا أن تقول: إن شاء الله. واذكر ربك إذا نسيت، وقل: عسى أن يهديني ربي إلى ما هو أقرب للصواب من هذا.
25. وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا
- التفسير: وقد مكثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وزادوا تسع سنوات.
26. قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا
- التفسير: قل: الله أعلم بمدة بقائهم. له وحده علم غيب السماوات والأرض، ما أعظم بصره وما أوسع سمعه! ليس لهم من دونه من ولي، ولا يشرك في حكمه أحدًا.
27. وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا
- التفسير: واقرأ ما أوحي إليك من كتاب ربك، فإنه لا مبدل لكلماته، ولن تجد ملجأً ولا مفرًا من عذابه إذا عصيت.
28. وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
- التفسير: اصبر مع الذين يدعون ربهم صباحًا ومساءً، يريدون وجهه ورضاه، ولا تصرف عينيك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا،
- ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه، فكان أمره ضياعًا.
29. وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
- التفسير: وقل لهم: الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. إنا أعددنا للظالمين نارًا تحيط بهم من كل جانب، وإن طلبوا الغوث يُغاثوا بماء كالمعدن المذاب، يشوي وجوههم. بئس الشراب وساءت مرتفقًا.
30. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
- التفسير: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لن نضيع أجر من أحسن عملاً في الدنيا والآخرة.
31. أُوْلَٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا
- التفسير: أولئك المؤمنون لهم جنات إقامة دائمة تجري من تحت قصورهم ومساكنهم الأنهار، يُحلَّون فيها بأساور من ذهب، ويلبسون ثيابًا خضراء من حرير ناعم وغليظ، يتكئون فيها على الأسرة. نعم الثواب هذا لهم، وحسنت الجنات مكانًا للراحة والاستقرار.
32. وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
- التفسير: واضرب لهم مثلاً قصة رجلين، جعلنا لأحدهما بستانين من أعناب، وأحطنا البساتين بنخل، وجعلنا بينهما زرعًا.
33. كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا
- التفسير: كلا البستانين أخرجت ثمارها كاملة، ولم ينقص منها شيء، وفجرنا بينهما نهرًا جارياً.
34. وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا۠ أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا
- التفسير: وكان لهذا الرجل ثمر كثير، فقال لصاحبه وهو يحاوره: أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرًا من الخدم والأتباع.
35. وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٌۭ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِۦٓ أَبَدًۭا
- التفسير: ودخل الرجل بستانه وهو ظالم لنفسه بكفره وغروره، فقال: لا أظن أن يزول هذا البستان أبدًا.
36. وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةًۭ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْرًۭا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
- التفسير: ولا أعتقد أن الساعة آتية، وإذا رددت إلى ربي كما تزعمون، لأجدن خيرًا من هذا البستان في الآخرة.
37. قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍۢ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍۢ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلًا
التفسير: قال له صاحبه المؤمن وهو يحاوره: أكفرت بالله الذي خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم صورك رجلاً كاملاً؟!
.38. لَّـٰكِنَّا۠ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّى وَلَآ أُشْرِكُ بِرَبِّىٓ أَحَدًا
- التفسير: لكني أقول: الله هو ربي، ولا أشرك بربي أحدًا.
39. وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًۭا وَوَلَدًا
- التفسير: لماذا لم تقل حين دخلت بستانك: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله! إن كنت ترى أني أقل منك مالاً وأولادًا.
40. فَعَسَىٰ رَبِّىٓ أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًۭا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًۭا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
- التفسير: فربما يؤتيني ربي خيرًا من بستانك، ويرسل على بستانك بلاءً من السماء، فيصبح أرضًا ملساء لا نبت فيها.
41. أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْرًۭا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُۥ طَلَبًا
- التفسير: أو قد يغور ماء بستانك في الأرض فلا تستطيع الوصول إليه أو استخراج الماء.
42. وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَـٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّىٓ أَحَدًا
- التفسير: وتحققت النبوءة، فأحاط البلاء بثماره كلها، فأصبح يقلب كفيه حسرة على ما أنفقه على بستانه، وهو الآن خاوٍ على عروشه، ويقول: يا ليتني لم أشرك بربي أحدًا.
43. وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٌۭ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
- التفسير: ولم يكن له جماعة تحميه أو تنصره من دون الله، وما كان له القدرة على الانتقام مما حدث.
44. هُنَالِكَ ٱلْوَلَـٰيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌۭ ثَوَابًۭا وَخَيْرٌ عُقْبًۭا
- التفسير: في ذلك الوقت تكون النصرة والحماية لله الحق، فهو خير ثوابًا لمن أطاعه، وخير مآلاً لمن اعتمد عليه.
45. وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًۭا تَذْرُوهُ ٱلرِّيَـٰحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ مُّقْتَدِرًا
- التفسير: واضرب لهم مثلاً عن الدنيا: كماء أنزلناه من السماء، فاختلط به نبات الأرض، ثم أصبح هذا النبات هشيمًا تذروه الرياح. وكان الله على كل شيء قديرًا.
46. ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَـٰقِيَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًۭا وَخَيْرٌ أَمَلًا
- التفسير: المال والبنون زينة الحياة الدنيا، لكن الأعمال الصالحة الباقية خير عند ربك ثوابًا، وأفضل أملاً للمستقبل.
47. وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلْأَرْضَ بَارِزَةًۭ وَحَشَرْنَـٰهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
- التفسير: ويوم القيامة، نحرك الجبال من أماكنها، فترى الأرض بارزة واضحة، وحشرناهم جميعًا، فلم نترك منهم أحدًا.
48. وَعُرِضُوا۟ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّۭا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا
- التفسير: وعُرضوا على ربك صفًا، وقال الله لهم: لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة، ولكنكم كنتم تزعمون أننا لن نجعل لكم موعدًا.
49. وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيْلَتَنَا مَا لِهَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةًۭ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحْصَىٰهَا وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرًۭا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
- التفسير: ووضعت كتب الأعمال، فترى المجرمين خائفين مما في كتابهم، ويقولون: يا ويلنا! ما لهذا الكتاب لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها؟! ووجدوا كل ما عملوه حاضرًا أمامهم، ولا يظلم ربك أحدًا.
50. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِۦٓ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّۭ بِئْسَ لِلظَّـٰلِمِينَ بَدَلًا
- التفسير: واذكر حين قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم، فسجدوا إلا إبليس، كان من الجن فخرج عن أمر ربه. أفَتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو؟ بئس للظالمين بدلاً عن الله.
51. مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُدًا
- التفسير: ما أشهدتُ إبليس وذريته خلق السماوات والأرض، ولا خلق أنفسهم، وما كنتُ متخذًا المضلين عضدًا ومعاونين.
52. وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا۟ شُرَكَآءِىَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا۟ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا
- التفسير: ويوم القيامة، يقول الله للمشركين: نادوا شركائي الذين زعمتم في الدنيا أنهم ينفعونكم، فيدعونهم فلا يستجيبون لهم، وجعلنا بينهم وبين ما يعبدون من دون الله مكانًا هلاكًا.
53. وَرَءَا ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓا۟ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا۟ عَنْهَا مَصْرِفًا
- التفسير: ورأى المجرمون النار، فأيقنوا أنهم واقعون فيها، ولم يجدوا عنها مفرًا.
54. وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍۢ وَكَانَ ٱلْإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍۢ جَدَلًا
- التفسير: ولقد بينا للناس في هذا القرآن كل شيء من الأمثال، ومع ذلك كان الإنسان أكثر شيء جدلاً واعتراضًا.
55. وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوٓا۟ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّهُمْ إِلَّآ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ ٱلْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلًا
- التفسير: وما منع الناس أن يؤمنوا حين جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم، إلا أن تنتظرهم سنن الأولين من الهلاك، أو يأتيهم العذاب جهارًا.
56. وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَـٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِٱلْبَـٰطِلِ لِيُدْحِضُوا۟ بِهِ ٱلْحَقَّ وَٱتَّخَذُوٓا۟ ءَايَـٰتِى وَمَآ أُنذِرُوا۟ هُزُوًا
- التفسير: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين، ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل ليبطلوا به الحق، واتخذوا آياتي وما أنذرتهم به هزؤًا.
57. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًۭا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوٓا۟ إِذًا أَبَدًا
- التفسير: ومن أظلم ممن ذُكِّر بآيات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدّم من أعمال سيئة؟ إنا جعلنا على قلوبهم أغطية لئلا يفقهوه، وفي آذانهم ثقلًا. وإن تدعهم إلى الهدى فلن