أحكام سجود السهو

أحكام سجود السهو وسيلة تصحيح الصلاة

تُعد الصلاة في الإسلام ركن مهم وهي ثاني أركان الدين، وهي الوسيلة الأساسية التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ولهذا السبب، كانت الصلاة محاطة بأحكام دقيقة تهدف إلى تحقيق أعلى درجات الخشوع والتركيز، ومع ذلك، قد يسهو المصلي أثناء أداء الصلاة، سواء بزيادة أو نقصان أو شك في أركانها وواجباتها، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه شرع  سجود السهو  كوسيلة لتصحيح هذه الأخطاء.

 مفهوم سجود السهو

سجود السهو هو عبارة عن سجدتين يؤديهما المصلي لتعويض خطأ أو نسيان قد وقع أثناء الصلاة، ويُشرع هذا السجود سواء كان الخطأ زيادةً، أو نقصًا، أو شكًّا في أفعال الصلاة أو أركانها، السهو حالة طبيعية قد يتعرض لها الإنسان نتيجة انشغاله أو غفلته، وحتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد سها في صلاته وعلَّم الأمة كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، مما يُظهر أن السهو ليس علامة على ضعف الإيمان بقدر ما هو جزء من الطبيعة البشرية.

أنواع سجود السهو 

تتعدد الحالات التي يُشرع فيها سجود السهو، وقد تم تقسيمها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

1. السهو بزيادة يحدث عندما يضيف المصلي شيئًا زائدًا إلى الصلاة عن غير قصد، مثل أن يسهو ويزيد ركعة أو سجدة، في مثل هذه الحالة، يُشرع له أن يسجد سجدتين للسهو بعد السلام لتعويض هذه الزيادة، مثال ذلك: إذا صلى المصلي خمس ركعات في صلاة الظهر بدلًا من أربع، فهنا يتطلب منه سجود السهو بعد السلام.

2. السهو بالنقصان يحدث عندما ينسى المصلي شيئًا من أركان الصلاة أو واجباتها، إذا نسي المصلي ركنًا من أركان الصلاة مثل الركوع أو السجود وتذكر بعد أن قام بفعل آخر، فإنه يجب عليه أن يعود لإتمام الركن الناقص ثم يسجد للسهو قبل السلام، أما إذا نسي واجبًا مثل التشهد الأول، فيكفيه أن يسجد للسهو قبل السلام.

3. السهو بالشك يحدث عندما يشك المصلي في عدد الركعات التي أداها، مثل أن يشك هل صلى ثلاثًا أم أربعًا، في هذه الحالة، يجب عليه أن يبني على اليقين وهو الأقل، ثم يُكمل صلاته ويسجد للسهو قبل السلام. مثال ذلك: إذا شك المصلي هل صلى ركعتين أم ثلاثًا في صلاة المغرب، فإنه يبني على أنه صلى ركعتين ويكمل الصلاة ويسجد للسهو.

كيفية أداء سجود السهو

سجود السهو في الصلاة عبارة عن سجدتين مثل سجود الصلاة، ويختلف توقيته حسب نوع الخطأ:

1. سجود السهو قبل السلام إذا كان السهو بسبب نقص أو شك، يُشرع سجود السهو قبل أن يُسلم المصلي من صلاته، أي أنه بعد الانتهاء من قراءة التشهد الأخير، يسجد سجدتين للسهو ثم يعود ليقرأ التشهد مرة أخرى ويُسلم.

2. سجود السهو بعد السلام ذا كان السهو بسبب زيادة، يسجد المصلي للسهو بعد أن يُسلم من صلاته، فيسلم أولًا، ثم يسجد سجدتين للسهو، ثم يُسلم مرة أخرى.

 أحكام السهو في الصلاة

تتعلق أحكام سجود السهو بعدة جوانب، وهي:

1. حكم سجود السهو يختلف حكمه حسب نوع السهو، فإذا كان السهو في ركن من أركان الصلاة أو واجب من واجباتها، يُعتبر السجود للسهو واجبًا، وإذا تركه المصلي عمدًا دون عذر، كانت صلاته غير صحيحة، أما إذا كان السهو في سنن الصلاة، فيكون سجود السهو سنة وليس واجبًا.

2. الجمع بين السهو إذا اجتمع أكثر من سبب للسهو في الصلاة، مثل السهو بالنقص والزيادة في آن واحد، يكفي أن يسجد المصلي سجدتين للسهو مرة واحدة لتعويض جميع الأخطاء.

3. السهو في صلاة النافلة سجود السهو مشروع في الصلاة النافلة أيضًا، إذ قد يحدث السهو في الصلاة التطوعية كما يحدث في الفريضة، في هذه الحالة، يُشرع سجود السهو بنفس الطريقة، ولكن إذا كان السهو في أمر غير مؤكد مثل سنن الصلاة، فقد يُعفى عنه.

4. سجود السهو للجماعة في صلاة الجماعة، إذا سها الإمام في صلاته، وجب على المأمومين متابعته في سجود السهو، أما إذا كان السهو من المأموم دون الإمام، فلا يشرع للمأموم السجود للسهو لأن الإمام يتحمل عنه تلك المسؤولية.

 فائدة وأهمية سجود السهو

يُعد سجود السهو من مظاهر رحمة الله بعباده وتيسيره في أداء العبادة، فهو يعطي للمسلم فرصة لتصحيح الأخطاء غير المتعمدة التي قد تقع أثناء الصلاة، مما يمنع وقوع الإثم ويسمح للمسلم بأداء عبادته بخشوع وسلام، كما يُظهر سجود السهو أن الشريعة الإسلامية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الإنسان القابلة للخطأ والنسيان، وتفتح له باب التوبة والتصحيح دون تعقيد.

أحكام سجود السهو تُبرز رحمة الله وتيسيره في الشريعة الإسلامية.