قصة سيدنا الخضر من القرآن
كتب : عبدالوهاب السيد
للمتابع مقالات جديده اليك اللينك
https://amwaly.com/profile/ossuolc
من هو سيدنا الخصر ؟
سيدنا الخضر هو شخصية فريدة لها مكانة بارزة بسبب علمه وحكمته اللذين منحهما الله له. يعتبر الخضر عبدًا صالحًا أو نبيًا، ولعب دورًا مهمًا في قصة ذكرها القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث التقى بالنبي موسى عليه السلام في رحلة بحث عن العلم والحكمة.
أصل قصة الخضر في القرآن :
تظهر قصة الخضر في سورة الكهف، الآيات (60-82)، وهي القصة المعروفة باسم "قصة موسى والخضر". في هذه القصة، كان النبي موسى عليه السلام يبحث عن رجل لديه علم خاص من الله ليكتسب منه الحكمة. وقد أوحى الله لموسى أن هناك عبدًا صالحًا سيلتقي به عند ملتقى البحرين، وكان هذا العبد هو الخضر.
أحداث القصة
1. لقاء موسى بالخضر :
بعد بحث موسى عن الخضر، التقيا عند ملتقى البحرين. طلب موسى من الخضر أن يتبعه ليتعلم من علمه. وافق الخضر على ذلك بشرط أن لا يسأل موسى عن أي شيء حتى يشرح له لاحقًا، لأن أعمال الخضر قد تبدو غريبة أو غير مفهومة.
2. الأحداث الثلاثة :
- خرق السفينة : أول موقف غريب واجهه موسى هو عندما خرّب الخضر سفينة كانا يركبانها. استغرب موسى هذا الفعل وسأله لماذا فعل ذلك، لكن الخضر ذكّره بضرورة الصبر وعدم السؤال حتى يأتي التفسير.
- قتل الغلام : بعد ذلك، قام الخضر بقتل غلام صغير، وهو ما أثار استنكار موسى، حيث اعتبر أن هذا الفعل غير مبرر.
- بناء الجدار : في القرية التي رفض أهلها استضافتهما، قام الخضر ببناء جدار كان على وشك الانهيار دون أن يطلب أي أجر مقابل ذلك، وهو ما أثار استغراب موسى مجددًا.
3. التفسير :
بعد أن استنفد موسى فرصه للسؤال، قدم الخضر شرحًا للأفعال التي قام بها:
- خرق السفينة : كانت السفينة ملكًا لمساكين يعملون عليها في البحر، وكان هناك ملك ظالم يستولي على كل سفينة صالحة. لذلك، أراد الخضر أن يُعيب السفينة ليمنع الملك من أخذها.
- قتل الغلام : كان الغلام فاسدًا، وكان سيطغى ويؤذي والديه المؤمنين، فقتل الغلام كان رحمة لهما ومنعه من طغيانه.
- بناء الجدار : تحت الجدار كان هناك كنز ليتيمين في القرية، وكان أبوهما صالحًا. أراد الخضر أن يحمي الكنز حتى يبلغا اليتيمان سن الرشد ويستطيعان استرجاعه.
دور الخضر في الإسلام :
- العلم والحكمة : الخضر يمثل الحكمة الإلهية التي تتجاوز الفهم البشري. أفعاله قد تبدو غير منطقية أو قاسية عند النظر إليها من منظور عادي، لكنها تتوافق مع خطة إلهية أكبر.
- العلم الخاص من الله : الخضر هو عبد أعطاه الله علمًا خاصًا لا يملكه حتى الأنبياء، مثل النبي موسى. هذا العلم يمنحه القدرة على رؤية العواقب البعيدة التي قد لا يدركها البشر.
- الصبر والاختبار : درس مهم من قصة الخضر هو أهمية الصبر في التعامل مع الأمور التي لا نفهمها فورًا، خاصة إذا كانت جزءًا من حكمة أكبر تتكشف مع الزمن.
هل الخضر نبي ؟
هناك اختلاف بين العلماء حول ما إذا كان الخضر نبيًا أم لا. البعض يرى أنه نبي لأن الله أوحى له بأفعال معينة، بينما يرى آخرون أنه ولي صالح وليس نبيًا. ولكن بغض النظر عن هذه المسألة، فإن دوره كمصدر للحكمة الإلهية ثابت.
الخضر في التراث الإسلامي :
- الحياة الأبدية : في التراث الإسلامي، يُعتقد في بعض الروايات أن الخضر لا يزال حيًا، مستندًا إلى قوله بأنه "عبد صالح" مع العلم الخاص الذي منحه الله له. يروي البعض قصصًا عن ظهور الخضر في مناسبات معينة لأفراد معينين، وهو ما يُعرف بالكرامات.
- الارتباط بالمياه : في التراث الصوفي والإسلامي، يرتبط الخضر بالماء كرمز للحياة والخلود.