قصة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه صاحب الخندق

قصة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه صاحب الخندق

0 reviews

ان لم تكن احدى حسناتي فاغفر بها احدى سيئاتي يا ربي لف رائحه بخور نادره تملا انفه وهمهمات من ادعيه مهموسه تملا  اذنيه لكن قلبه الليلى يملاه الشك شاب باهر العود صحيح الجسم دائم التامل له حواجب غزيره مقرونه توحي بالقوه وبين حاجبين تقطيب تشكو في صمت شكوى النفس للنفس حركه الشك التي تبحث عن اليقين

 

 في تحسس ودبيبها ينزل على قريه جي القريبه من اصفهان بامبراطور فارس يحمل رائحه عيد النوروز الذي فرغوا من الاحتفال به واخذ دهاقين القرى وحكام كامها ايامها يجهدون الناس في جمع اثمان الهدايا الاجباريه التي تقدم لكسره فرقد القريه في احضان التل ككائن انهكه التعب وعلى التل يقع بيت النار معبدهم المقدس الذي خرج منه هذا الشاب المجوسي لتوه واخذ يهبط التل في انفه رائحه بخور وفي اذنيه ادعيه مهموسه وصوره لخدام المعبد وقد اخفوا افواه هم باربطه وهم يقودون النار في الهيكل المظلم حتى لا تلوث انفاسهم طهارتها عندما استقرت اقدامهم على الارض

 

احس كانه وصل الى شيء القى نظره على الاشياء من حوله فراى بين وحداتها تفاهما كان مفقودا من قبل واحس كان هذا النجم يومض في السماء يخاطب هذا الحجر الملقى على الارض ليس هناك شيء منفصل عن شيء وكل المخلوقات تواكبت في وضع واحد كتناسب الانغام في اللحن وقف متاملا كانه نسي المشي والقى نظره على بيت النار فوق التل فاحس غربته هذا هو الشيء الوحيد المنفصل عن كل ما حوله وكانما اتفقت الكائنات جميعا على خصامه نزل عليه الليل اشد ظلمه وكانما الفجر على بقيه الاش اياء واحس الشاب ان قلبه ينبوع لكل هذا فمنه صدرت اشاره حاره في معناها غيرت نظرته للكون فهو منذ بلغ رشده وهو يبحث عن الله وقاده اليه هرابه المجوس وقالوا له انه هنا علموه وتركوه يعلم الناس مثلما علموه وقدم النبات المقدسه للنار العظيمه الكائن الابدي المطهر في نظرهم ها هو ذا فجاه ينظر الى الحجر والنجم ويلحظ بينهما تفاهما وتناسقه ويشعر ان سر التفاهم نبع من قلبه ويرى الليل جاثما جدا على معبد النهار عند ذلك تاوه الشاب اهه تحمل غايه اسرار لذه الوصول وكل الام جهد البحث فيها عباده مثل الصلاه وخشوع مثل الركوع وتحيه لوجه عظيم عرفه ثم اجد السير نحو داره هذا الشاب ابن دهقان القريه كان ابوه مشغولا منذ ايام في جمع الضرائب وثمن

 

الهديه التي قدمت لكسره ابوه رجل قصير غليظ شديد الوطاه على الناس كثير الحب لابنائه لم يكن في حياته شيء اغلى ولا اعز من هذا الابن لم يكن يناديه باسمه بل كان يناديه دائما يا انا والانسان لا ينادي نفسه علنا لذلك كان يحبه قدر ما يحب الدنيا مضافا اليها نفسه وعندما يهل عليه يقبل حاجبيه المقرنين يقف على اطراف اصابعه لان ابنه كان اطول منه وفي اغوار عينيه السوداوين كان يرى كل مقدس وشيء مثل هيكل النار ذي الظلام والوهج في بيت المجوس على قمه التل ولقيته امه التي خاطبته بتحيه ابيه هل جئت يا انا ولم يرد الشاب بل سال اين ابي ردت في اهمال امراه تنادي الجواري

 

فيحمل اليها اكثر مما تطلب لعله يجول في المزرعه ولم ينتظر بل ولاها ظهره وخرج لم يكن يدري لماذا يبحث عن ابيه ولم يكن يدور بظنه انه يبحث اليوم عن خصم عزيز وفي ساحه الدار راى فرسا عربيا اشتراه ابوه في احدى رحلاته الى الجزيره فهم ان يركبه ولكنه اعرض واثر ان يذهب ماشيا الى ابيه عند اطراف المزرعه سمع على بعد صهيل حصان جامح وضجيج غضب وكان الصوت صوت ابيه يهدر ويتدفق ثم ينقطع من الجهد ولم تكن هذه الاشياء قليله ولا نادره فقد كان من اقصى الدهاقين في الاقليم لكن الشاب يحس الليل بان شغاف قلبه شديد الشفافيه غير قادر على لمسه وعندما قارب موقعه سمع صوت جلد ورجلا

 

يصرخ وصوتا يز في الهواء يصاحب كل هذا صهيل الحصان ثم خوار الخنازير وتقدم الشاب من ابيه الذي كان يجلد رجلا ومد يده اليه ضارعا ابي فتوقف الرجل عما كان فيه ثم هتف وهو يلهث واطرافه ترتعد هل هل جئت يا انا هدف الشاب بينه وبين نفسه وهو يهز راسه وعيناه تفيضان بالدم اخطات لم يعد اسمي كذلك اصبحت رجلا غيرك ورجلا غير نفسي بل ربما كنت نفس هذا الرجل الذي تجلده كل هؤلاء المساكين في جلدي اصبحت احس وقع السياط عليهم وتاوه تلك الاهه التي تحمل سر اسرار الوصول وكل الام البحث عباده مثل الصلاه وخشوع مثل الركوع وتحيه لوجه عرفه كان صوت ابيه المتقطع لا يزال يصل

 

اليه في ظلمه الليل لماذا لماذا لا ترد علي يا انا وهاجا خوار الخنازير كانها تحتج على جلد راعيها وتقدم الشاب من الرجل المنزوي عند باب الحظيره واحتضنه ففاحت منه رائحه سماد وروث ولاذا الرجل بين احضانه كانه لمس انسانا لاول مره تراجع الدهاق مذعورا ادرك عمق الخطر الذي اتاه ابن الشاب الذي يلبس الحرير وهو يحتضن راعي الخنازير ثم همس ماذا فعلت يا لا لست انا وقطع نداءه وصاح بصوته الاجش انك انت شخص جديد لا اكاد اعرفك ماذا فعلت ولماذا تجلدها مات اليوم تحت يده ثلاثه خنازير فماذا لو مات هذا الرابع انه لا يدخل في العدد يا لانه

 

انسان وحرك الدهقان صوته في الهواء واحتار في من يضرب وخيل اليه انه على وشك ان يهوي به على وجه ابنه الشاب الذي لم يعد انا واحس كان كفيه كان تاقا بطتين على شيء عزيز وسقط ثم ركب حصانه وركض كانت رائحه الراعي تملا انف الشاب بعدما اوى الى حجرته وكان بينها وبين رائحه بخور المعبد تطاحن ظاهر وتعادلت الرائح تان بعد فتره ثم تفوقت رائحه الانسان وخفق قلب الشاب خفقه حار لها ففي نفس هذه الليله راى اشاره التوافق بين النجم الذي يتوهج في السماء والحجر الملقى على الارض ها هو ذا الانسان في ادنى درجاته يدخل في دائره التوافق عندئذ بدت لهما علم حجرته بوجه غريب

 

فوسائل المخمل واواني الفضه وملابس الحرير والسيف الاثري المحل بالجواهر المعلق على الحائط كل هذا لم يعد يرى فيه الوجه العظيم الذي عرفه بل لمسه الحنو للراعي وصيحه العدل في وجه الظالم وتراجع صوت الضحق والتعبير الجديد الحي الذي ملا وجدانه في الناحيه الاخرى من الدار بات الاب يتقلب في فراشه فلما اصبح الصباح والتقى الوجهان راى الابو على وجه ابنه حيره يقضى حيره من يبحث عن شيء كان واثقا من انه موجود ثم اختفى فجاه وكانت عين الشاب تبحث عن ابيه في وجه ابيه تبادلت القلوب لغه التنافر فلم يستطع الاب ان يناديه يا انا بل القى اليه فورا بامره ان

 

يذهب الى الضي ليرى ما اذا كانت هناك خنازير قد ماتت اليوم وصدع الابن بالامر ومشى لم يكن راعي ليله امبارح موجودا بل كان هناك رجل غيره على وجهه تعبير يعذب النفس لانه يصف العذاب بالصمت الوجه العكسي لسكون النشوى وصمت اللذه فكان ان سائس الخيل اعدته الحركه والخيلاء والنظافه فقد بدا راعي خنازير كمخلوق يتطور الى الوراء حتى اوشك ان يكون خنزيرا لكن وجهه يروي قصه عذاب تالم لها الشاب واحس ان كتب المجوس الخمسه والادعيه والنار المقدسه والطقوس التي ناء بها لكثرتها لم تفعل لهؤلاء شيئا وانهم يخاطبون الهه تتصارع وكانها في صراعها

 

مشغوله عن سعاده الناس راى الشاب جراحا مثل راح البارحه على وجه راعي اليوم وان لم يكن مجروحا فمشى يضرب في الخلاء غير عارف الى اي وجهه يسير والشمس غائمه ورياح متوسطه الهبوب تداعب صدرته واطراف سراويله الواسعه وتلفه بشيء ما وجهه الساهم وبين حين وحين كان ينظر الى السماء هناك اكداس من السحاب الاشهب والرمادي بينهما وديان من الرقعه الزرقاء شعر الشاب ان روحه تمشي في هذه الوديان وانها ترى في نهايه الوادي جنه خضراء عندها ناس مجتمعون ملابسهم غير ملابس الفرس وتقاليدهم غير تقاليدهم على وجوههم تعطش شديد ومعرفه اعظم بالوجه العظيم الذي عرفه امس امس البارحه مساء

 

والليل يهبط على القريه والمعبد الذي هجرته نفسه يبدو وكان الليى نام عليه والفجر يلون كل الكائنات بلون فضي احس بحاجه الى البكاء فبكى من شوق مبهم يخالطه وعد غامض باللقاء واحضان في رحابه الابديه ودفء الحياه كلها بكل انواع الدفء دفء الريش والزغب الشمسي والقلب والحب احس الدفء فعلا في اوصاله ونشط هبوب الريح فحمل الى اذنيه نشيدا كد يحار في مصدره اول الامر لكنه سرح ببصره في كل اتجاه حتى عرف مصدر النشيد وسار اليه ودخل على ناس هناك وخيل اليه انه يرى شيئا خيرا مما كان يراه في معبد النار هناك نسي نفسه حتى انقضى اليوم كله لم يحث فيه بتاتا

 

بحاجه ماديه لا طعام ولا شراب احساسه الروحي خدر كل الحواس وتحولت كل الطاقات الى خدمه الروح فالعين تبصر وترى ما وراء الاشياء والاذن بدات تسمع في الاصوات نبره جديده وكل طرق المعرفه نبعت من القلب وعادت اليه واصبحت الحواس الاصليه خدما عاديين فلم يشعر بجوع ولا ضما كان الجسم الطيني الاصل في منتصف الطريق الى الشفافيه والاستغناء مثلما يتصل باصل الوجود ومصدره ومدبره ومسير الافلاك فيه ودخل الليل مره اخرى وانصرف الشاب عائدا الى داره قطع نفس الطريق وقلقت الام واشعلت في الدار كلها نار القلق وبكت الاخت موران الحسناء لان شقيقها لم يعد وهي تعلم ان

 

خلافا قد نشب بينه وبين ابيه ليله امس وان الاب حرك الصوت في الهواء ليله به وجه انا لكن كفه خذلته وبدا الاب يقلق وبعث في طلب الابن ناسا من الاتباع لكنهم فوجئوا والليل متقدم بدخول الشاب وعلى وجهه ايات من الجهد دقت الام لها صدرها جلس الرجل الغليظ وحوله زوجته وبنته ينظر الى الشاب السمهري العود نظره جباره فيهما من الاتهام اضعاف اضعاف كثيره فهو في نظر ابيه الليى غير ذلك الذي ولده اين كنت يا انت اطرق الشاب ماليا ثم رفع راسه وراى الابو حاجبيه المقرنين الذين طالما وقعت بينهما قبلاته فدق قلبه بالحب العاتب ثم بدا الشاب يتكلم مررت على رعاه الخنازير كما امرت

 

وماذا وجدت هناك وجدت شيئا لم تعرفه يا سيدي لم يسمع كلمه ابيه ولكنه تناسى وعاد يسال ثم ماذا وجدت الله في كل مكان سرت فيه جلجلت ضحكه الاب الفض حتى جفلت بوران من صخ بها ثم سال الاب ووجدته عند الخنازير نعم انه رب المساكين وجدته على صوره جديده على صوره الحق ليس في النار التي حرمتم على الشمس ان تراها وليس في الشمس التي غلبتها النار على سلطانها في المعابد ليس في شيء من هذا وجدته في الام الانسان ليله امس ثم الدعوات الضارعه اليه في السماء فتح الابو فمه ثم نسيه مفتوح وصوت اقرب الى همس الفحيح يخرج منه بلا اراده عينا الاب تسالن الابن من جديد في

 

عجب خائفا متحفزا جبار ماذا قلت يا مجنون هناك على بعد عشره اميال رايت النصارى يصلون فدخلت عليهم فاعجبني ما يقولون وبصوت جبار صاح الابو الغليظ يا دعوه باطل انهم يعبدون ما لا يرون ونحن نعبد ما نرى توسلا به الى ما لا نرى هل تضحك يا مغرور لقد كنت حجه مجوس وفخر هرب ذاتهم كفاك يا بوران الغاليه اتي اغلظ قيد من الحبال ضعه في يدي ورجلي من كنت اناديه انا واجهش الرجل بالبكاء بعد ان تركه وذهب الى النار المقدسه في البيت وسهر الى جانبها حتى نهايه الليل اما الشاب فقد بقي مقيدا في حجرته

 

وكلما دخل عليه ابوه راى على وجهه ايات نادره ايات معرفه قد تبدو العين معها زائغه لكن الوجه مستنير مثل استناره القمر بنور الشمس نراه وان كنا في الظلام ودخلت عليه بوران تبكي ومعها طعام فاعرض عنها فجلست الى جواره فاحت منها رائحه السكينه وان احس بوضوح احساسا كانه جديد انها من عبده النار ولاحت له عيناها الفارسان المكحول التان وهما ما اجان بالدمع مثل بحيره سوداء وفاحت من حجرته رائحه حب انساني على عظمته وقوته بدا جاثيا تحت اقدام حبه الجديد الذي اخذ عليه العقل والقلب واختصب ضحكه وقال بوران ان ملكه الصين المكحوله بكحل فارس

 

هذا الذي في عينيك لتسجد لك ان راتك قالت ودموعها تصل الى ثناياها وهي تبتسم ماذا قلت يا اخي ان كنت تحبني حقا فارجع عن الدين الذي دخلت فيه اجاب مهموما هم الذي يود ان تجمل النعمه الجديده ناسا يحبهم اه يا بوران الغاليه ليتك يا حبيبتي تشعرين بما اشعر به الجنه الان في داخلي ذراعاي خلفي وقدماي موث قان والراحه تملا القلب عيني وراء افق يا بوران هناك صلاه ذات اجنحه ترتفع باصحابها الى السماء وهناك صلاه كسلاسل المينا تشد السفينه الى الارض احل وثاقك والقى جزائي هتف بصوت كانه ات من عالم بعيد لا تفعلي فالقوه التي حلت وثاق القلب ليست عاجز يا

 

بوران عن ان تحل وثاق قدم ثم ابتسم دامعا وتركت له الطعام وخرجت لانه رفض يدها دخل الليل فجاء ابوه القى عليه نظره واطفا النور واغلق الباب وانصرف وسكنت القريه ليست فيها الا انفاس الرياح ثم اخذ البرق يلمع وليس هناك صوت مطر لكن الرعد يدمدم على ارتفاع عظيم كجبال من الحجاره ياتي صداها الى الارض وشعر الشاب كان شيئا قديما يتداعى لكنه على قدمه ض فذكر معبد النار على التل واركانه الثمانيه وابوابه المتعدده وصوت الهاون الذي يدق نبات الهوم المقدس ليرش على ارضه واخذت جبال الاحجار تتداعى من جديد ثم لمع البرق دخل شعاع منه الى حجره الشاب فوقع

 

على الحائط المقابل للنافذه فلمع السيف الاثري في ترف وهتف الشاب في نفسه كانما ذكر شيئا يا مخلص الاسرى وصمم على ان يصل اليه على الرغم مما في ذلك من مشقه ومخاطر وهو حين يزحف موثقا حتى يصل الى الحائق فهو لن يستطيع الوصول اليه الا عن طريق الرجلين ها هو ذا وميض البرق يتوالى واخذ السيف يرسل بويضه كانه ينادي الاسير وصل الى الحائط ووضع عليه رجليه واحتال وهو يقف على راسه قليلا في ان يجعل القيد بين الحائط والسيف ساعده عوده الطويل على ان يصل بقيده الى مقربه من حماله السيف ثم ارتمى بكل قوته الى الناحيه المضاده فانخلع السيف من الحائط وانغرى في

 

الارض صلصل في الظلام حركه سيف وحيد ثم خرست فايقن انه وقع على شيء لين عندئذ تنفس الصعداء فقد كان ممكنا ان ينغمس السيف في جسمه ولكن القوه التي احلت وثاق قلبه غير عاجزه عن حل وثاق رجله اتكا بظهره للحائط وجلس صامتا قلبه يخفق بسعاده غريبه منتظرا ان يدله السيف بنفسه على مكانه وعاد البرق يلمع فراى موقع السيف زحف اليه حتى لمسه بقدمه وهو مغروس في الارض فانطوى عليه وجعل ذقنه فوق مقبضه فثبتت في الارض قوته الفتيه بعدئذ اخذ يحك القيد في السيف وانبعث في الظلام صوت معدني ينشر كتانا كان له في اذن الاسير صدى الاناشيد والصلوات وشعر ان المشقات

 

اعظم الابواب التي تؤدي الى الله وان الذين يعانون المشقه في دنياهم محسوبون على الله في اخرتهم البرق يلمع فوقع ضوء على اواني الفضه فاحس وهو منغمس في قطع الحبال ان هذا السيف الاثري كتب له ان يخدم الله على طول المدى ولو انهم قالوا عنه انه كان في يد قاطع طريق وان احد اجداده ظفر به وقتله واخذ سيفه هذا تنهد لكما عاش السيف ليكفر عن سيئات غير محسوبه عليه بل على اليد التي كانت تحركه ثم ندت منه تنهيده ارتياح لقد انقطع الحبل وها هو ذا يشعر بان قدميه قد حرتا وشعر فيهما بقوه عاتيه قيل اليه انه قادر على ان يضرب الجدار باحدهما فيدعى

 

وانه قادر على الجري بهما حتى الشام موطن الدين الجديد والذي دله عليه النصارى حين سالهم عن موطن دينهم وتاوه الشام اه الشام لابد من الذهاب هناك ولو كلفني ذلك حياتي وشعر ان مسقط راسه ليس في هذه القريه بل هناك في ارض عرفها قلبه وان لم ترها عينه كان القلب ولد فيها هناك سيجلس تحت ظل الله وليس قدره في يديه القويتين ولا عند ابيه ذي الجاه المال والسوه لم يعد يرى الله في شيء مما حوله الا في بريق هذا السيف اما بقيت ما راه فكانه في خصام مع الحقيقه المطلقه تلك التي لمس قلبه ريشه من جناحها [موسيقى] الابيض ووقف منتصبا وسط الحجره ثم اولى

 

ظهره للسيف وجعل يحك وثاق يديه فيه بحركه متمكنه فسقط على الارض وجه اليه الشاب كلمه عتاب يا سلاح الله ثم رقد على الارض والتقط السيف بين قدميه وقذف به مصوبا نحو باب الحجره فانغ نهايته في الخشب فسار اليه هناك غمسه في الخشب اكثر واكثر بظهره القوي وجعل يحك وثاق يده في حده حتى تحررت يداه من القيد صفق بهما في الظلام ثم نزع السيف من الباب وقبله يا سلاح الله واحتضنه كانه ولده ثم فتح النافذه والقى نظره على القر [موسيقى] النائمه قرر ان يغادر الدار قبل انبلاج الصبح وشعر بفرحه العوده وانقضاء الغربه مع طول الطريق وقله الزاد لكن في القلب

 

قوه اعظم وهناك شوق مبهم يخالطه وعد غامض باللقاء واحضان في رحابه الابديه ودفء الحياه كلها بكل انواع الدفء والريش والزغب والشمس والحب ومن الصندوق الكبير المطعم باغلى الاصداف اخذ كل ما يملك من ذهب نقود عليها صور وثنيه لكن ذلك لا يضر فكما ان سيف قاطع الطريق بدا في خدمه الحق فان النقود ستفعل ذلك انها خدعه في حرب مقدسه مر على حجره بوران فدعا لها وتصور راسها الصغير على وسائد القطيفه وبخور من الاعواد المقدسه احرق في حجرتها وحلمها بالجاه على حساب المساكين فدعا لها اما ابوه وامه فكانه ماتا وهو صغير ولم يرى لهما صوره وعند نهايه الدهليز نادى الله

 

وفي خلفيه الدار باب سري مفتاحه في قفله وفي جيب مسحور في اسفل القفل لا يعلمه الا ثلاثه فكان في الباب قفلا بلا مفتاح سار اليه الشاب ملات روحه رائحه وداع ووعد اما الوداع فكان صامط بلا دمع ولا كلام واما الوعد فكان في غموض عبير البستان لكنه يؤكد العوده لكن كيف وانفرج الباب الثقيل بلا صرير كانه في عونه ثم رده خلفه وقابلته اخر ظلمات الليل وفطن الى نفسه ها هوذا في ملابس اولاد الدهاقين حرير وقطيفه وفي جيبه نقود ذهبيه وضحك وهو يضع كفه على فمه حتى لا يسمع صوته حين اكتشف ان السيف معلق في كتفه الله فارس بلا حصان ومعه سيف اثري

 

محلى بالجواهر وعاد يهمس بضحكه ويقول في نفسه ليست خطى اليوم من صنعي وحدي بل احس بقوى علويه لها الملكوت جعلت هذه المتناقضات في مظهري [موسيقى] ومشى كان خطواته من هذه اللحظه اشبه بحركه الماخوذ يوم نشعر بان ارادتنا متصله بما هو اسمى من العصب المادي فكانها صوره من شعاع عكسته مراه وهكذا كان ولذلك سار نحو حظيره الخنازير ودق الباب لم يسمع صوت انسان ولا حيوان في الداخل ولم تكن الروائح المنبعثه من الحظيره في انفه تحمل حديثها القديم بل حملت سرا اخر خاصا بها اذ وصلت اليه هو هو وحده وكذلك تدرك

 

الاشياء عاود الدق رد عليه صوت مذعور في شبه صراخ نعم يا سيدي وهرول الداعي وهو يردد الرد افتح يا سيدي ووقف الرجل خلف الباب مذعورا مذهولا يده لا تقوى على ان تلمس المزلاج احد الناس ناداه بسيده راعي الخنازير هذا وفي صوت من ناداه رنه صدق احس معها الراعي انه سيد حقا وكانما لذ له ان يستعيد ما حدث ضم يريد صهريجا باكمله ليرويه فعاد يسال في مراوده من من بالباب افتح يا سيدي ففتح الراعي فمه ونسي ان يفتح الباب ابن الدهقان هذا ليس معقولا يا اله النور هل انا لك ان تنتصر على اله الظلام وفتح الباب فدخل الشاب وقال للراعي هذه الملابس لم تعد تناسبني خذها

 

واعطني ملابسك وخذ من المال ما شئت لا تقاطع ولا تمانع فان السيف الذي تراه معي بدا يعمل اعمالا خارقه وقد كان من قبل في يد قاطع طريق فلا تجعله يرتد الى اصله ايها الراعي وانا اعلم انك لن تلبس هذه الملابس ولكن ممكن ان تبيعها لا تخف فليس لي علاقه بها منذ الان اصبحت ضيقه علي جدا احس انها تخنقني ولا تذكر انك رايتني لانك ان فعلت ستموت بسيوف كثيره ان الله قد امتحنك ب ايها الراعي لا شك انك رجل طيب فسارع ونفذ كان الرجل يسمع صوتا غريبا شخص يعرفه صوت ينكره فبدا الشاب في خلع ملابسه لكن الراعي سارع واحضر له حله كان قد جهزها

 

للعيد جديده نظيفه واخفى ملابس السيد في مكان ما حتى يثوب الى رشده واخذ الشاب قبل ان يرحل احدى الخرق ولف بها مقبض السيف المحلى بالجواهر ثم ودع الراعي ومضى يبس الخبز الذي يحمله وهو في انتظار القافله التي ستاتي من الجنوب ليركب معها الى الشمال حيث سيلتقي هناك با سقفه دينه الجديد كان معه رجلان من النصارى ملاما الخوف من ان يعرف امرهما وهما يدلان ابن الدهاق على الطريق وجعل الشاب يتامل اعينهما القل وهو يقول في نفسه انك اذا اصبحت انت والذي تحبه كلا واحدا فانك لن تحس بوجودك خارجه ومن اجل ذلك فلن يكون لك كيان مستقل فانت اذا لا

 

تخاف ثم هتف في سر لك انني ريشه غير محدده في الجناح العظيم الذي يظل الكون لك انني ريشه مكرره تقع من الجناح في ل مكان منه فاصبحت هي الظل المستظل فكيف اخاف وعندما سمعوا حداء القافله خرجوا من الكهف ولما راى الشاب نور الشمس يملا الوادي الذي يسكنه المسافرون شعر كانه ولد من جديد وكان الدروب التي تحمل السجادية به صاحباه وتركاه وعادا الى القريه هناك سمعوا نبا اقشعرت له الابدان نبا سبقهم كانما ليكون في استقبالهم وهو ابن الدهقان قد مات اجتمع ناس من الفلاحين عند بيت النار على التل وسار بعض الاغنياء وعلى وجوههم

 

ايات كدر لوقوع مثل هذا الحادث لمثل هذا الشاب اما الاب فقد احس باس يخالطه فتور مستريح اسى من دفن عزيز عليه عز عليه ان يعذبه المرض او يلوثه العار لذلك فانه عاش في حزن صامت لا يسال ولا يجيب اما بوران فقد مزق الحزن نفسها حتى ودت لو انها صاحبته حيث كان ولحق بها ما لحق به هناك على حدود ارض ابيه وجدت ملابسه ملوثه بت م وفي الصدريه المزركشه الارجوانيه طعنات سيف قاطع الصدريه والحزام في مكان والسراويل في مكان ابعد وسيف مكسور وبقع دم على الاحجار المنثوره والمؤدى طريق واعر تنهض بعض القمم على بعد منه وتف بعض الكهوف افواهها على

 

جنباته وفي بيوت النار صلوات وفي قلوب اهل الدار احزان وكل الذي حدث بفعل الاب اخذ طقما من ملابس ابنه وفعل به هكذا واحس بعدها راحه موهومه راحه من دفن ابنه حقا ونجا من العار اما الراعي فقد كان بما عنده يعلم السر وكان يذهب من وقت لاخر الى حيث هذه الملابس المخبوء ليقبلها ويشم فيها رائحه الانسان لم تكن السعاده التي في قلب الراعي اقل كثيرا من السعاده التي ملات قلب الش والقافله تسير نحو نهر دجله دخل عليهم الليل فتلت النجوم واخذ شاب يغني في مؤخره القافله كان عربيا جميل الصوت متوسط العمر بهيه طلعه وسمع الشاب غناءه فسحر لم يعرف بعض الفاظه لان

 

العربيه التي تعلمها من اصحاب ابيه الذين كانوا يفيدون من ارض الجزيره وما بين النهرين لم تكن تسمو كثير الى ما يتغنى به الشاب لكن الوله كان يفوح من كلماته مثل نبات لا يعرف اسمه لكن رائحته تخاطب الفتى شيء كهد ل الحمام او لغه الموسيقى وشعر الشاب برغبه في ان يكون الى جواره فتاخ حتى سار ازاءه وبادله الحديث بداه ابن الدهقان قائلا له ان صوتك اشجاني ما اسمك ايها العربي اها اسمي سهيل هل ترى اسمي بين النجوم ورفع العربي وجهه الى السماء وتبسم انظر ان سهيلا يرتفع هناك ناحيه اليمين ايها الفارسي ان صوتك في الظلا يبدو وكانه يحمل رنه العظمه ما اسمك اسمي

 

اسمي ابن دهقان هكذا فقط هكذا فقط حسنا وصمت قليلا ولماذا انت مسافر بسبب الحنين لكن وطنك ليس الشام بل انت من فارس غير ان من احبه في ارض غير ارضي تمايل العربي وهو راكب وكانه سكر بشيء واخذ يغني للحب عادت نبرته اكثر رقا ورطب بحته نداوه الدموع وعندئذ بكى الشاب وكف العربي عن الغناء وسال رفيق سفره هل قلت شعرا في من تحب رد عليه صوت مشروخ فيه الاسى والرضا والشوق والبر والاستعداد الممن لحمل المشقات قلت فيه شعرا صام هل تعرف نظرات العباده حين ترى العين من تحب ولا تراه في وقت واحد هل سمعت اذنك ذات لي صو ثم فتشت عن مصدره فتحيرت وانت سعيد حين ادركت ان

 

اذنك سمعت قلبك ايها الفارسي اذهلتني ما سمعت قط مثل هذا الكلام اتينا البلاغه واوتيت الحكمه فمن تحب يا ابن الدهقان حبي جديد قديم لا اول له ولا نهايه لانه عبير ذلك المحبوب رد العربي بعد تامل ايها الفارسي انك تتكلم عن دين اليس هذا حقا بلى انه حق وهل انت فرح به بل انا ثمل به ما دينك ايها العربي ضحك العربي في حرج وعاد يغني يا حبيبتي عندما يسالونني عن ديني فابتسمي لهم عندما يرون بريق الندى على ثناياك يا بيضاء سيكفرون بالاصنام حتى عبده النجوم والكواكب سيسجل لعينيك في ليل شعرك الاسود الحياه والموت في كفيك كاسان متعتان

 

بالسكر وعندما يسالونني عن ديني فابتسمي لهم يا حبيبتي وصمت ولم يعد يسمع الا جرجره الدواب على الطريق وعندئذ قال الفارسي في نفسه انه وثني لكنه شعر نحوه بحب مضطرد واحس كان علاقه عميقه الجذور تنبت الان على شغاف [موسيقى] القلب وهاهو هو ذا نهر دجل يلمع لعين المسافرين والشمس تفرش الشط باشعه لينه والفارسي يتامل وجه العربي والعربي يتامل وجه الفارسي وهما واقفان متجاورين كانهما صديقان منذ اعوام كان النهر في ابان فيضانه والسفينه الكبيره راسيه على الشط والحلون دائب الحركه هناك صناديق يستعصي حملها على الرجال فتقدم اليه الفارسي مساعدا راوا

 

منه العجائب كان سيفه الاثري في يد العربي يحملق في حده بعدما اخرجه من غمده الجديد وعندما فرغوا من شحن السفينه قدموا اليه بعض الدراهم فرفضها ان معه نقود وهو منذ اليوم عازم على الا ياخذ اكثر مما يحتاج وقد عرف بوضوح حدود حاجاته واذا كان البناؤون لا ياخذون اجرا على اقامه احد بيوت النار في بلاده التي تركها خلفه فكيف ياخذ هو اجرا على انه ساعد على السير بسفينه يركبها في سبيل الله واكل العربي والفارسي من طعام واحد عندما بدا شاطئ عاصمه الي ساسان المدائن يبتعد قليلا قليلا كان النهر عالي الماء وربان السفينه مجوسيا فسمعه الفارسي وهو

 

يتمتم بادعيه المجوس وخيل اليه ان السفينه ستتعرض للخطر وما لبث ان سمع ادعيه تنبعث من بعض النصارى جنب احد الصواري ثم انتشرت الاشرعه فما لبث ان سمع صديقه العربيه ينادي اسما عرف انه اسم صنم عندئذ اجت في نفسه خاطره عجب لها واحس ان الله لابد ان يجري بها مقاديره واذا كانت كل الطرق تؤدي اليه فليس معنى ذلك ان الخسيس منها يؤدي الى الله والفكره العظيمه لا تاتي الا نتاجا لاحساس عظيم يسبقه ارهاص عظيم يهيئ النفس لهبوط الفكره كما تتجلى الطبيعه لمقدم [موسيقى] الربيع في الليله التاليه كان النهر ثائرا وكفى ركاب السفينه عن الكلام كانهم يرون

 

الموتى تحت كل موجه وكان الفارسي يقول في نفسه ربما جئت لالقى الله في النهر انني الان على يقين من انه خارج بيوت النار هو هناك ايضا على الجبل المجاور وفي السهل الذي يطل عليه ذلك الجبل وهو هنا في النهر فربما جئت لقاه هنا وتبسم لنفسه عندئذ جاءت من العربي تنهيده فقال له الفارسي وهو يربت كتفه غني يا سهيل لماذا كففت عن الغناء ضحك سهيل قائلا وهل هذا وقت الغناء يا حديد القلب الغناء دعاء فلو كنت محبا لمن تغني له لغيت ساعه المخاطر ليكن غنائك عباده لا شهوه نادي اسم صنمك فهمهم سهيل به على استحياء فقال له الفارسي مالي لا اشم من

 

ندائك رائحه حقيقه لا تظنني يا اخي اسفه الهك ولكني اسفه ضحاله العلاقه بينك وبينه الان لو كان حاميك ما اخافك النهر انظر واسمع فلو تصورت انك تعبد هذا النهر كبعض الهنود ربما لم تخف من الغرق فيه ولو عبدت الها تسع مملكته السماوات والارض ما خفت من شيء في الارض الا مما لا يرضى هو عنه غني يا سهيل ان كنت تحب صنمك فغني له في المخاطر بقلب مطمئن الا تسمع همهمه مجوسي ان فكه يرتعش من الخوف من اله الظلام وضع الفارسي واخذ النهر يمرجح السفينه واخذ النوتيه ينزحون من السفينه الماء الذي اندفع اليه ولم يلبث الفارسي النهض وتبعه العربي ففعلا مثلما يفعل

 

النوتيه ولم تلبث ساعه الخطر في هذه المنطقه الشديده الانحدار ان انحسرت وبدا على الافق ذلك اللون البنفسجي الساخر وول الليل وكان الجهد الذي اخذ من الركاب كلما اخذ ولم يكن مع الفارسي ملابس غير التي بللها الماء لكن العربي البسه بعض ثيابه حتى جف ثوبه المبلل واخذا ياكلان معا طعاما بعضه من المدائن وبعضه من بلح الجزيره ولما هدات الخواطر اخذ سهيل يغني وهو يبتسم يا حبيبتي عندما يسالونني عن ديني فابتسمي لهم عندما يرون بريق الندى على ثناياك يا بيضاء سيكفرون بالاصنام عندئذ ضحك الفارسي والعربي في نفس واحد وقال الفارسي في سهوم وفمه على مقربه من

 

اذن سهيل سهيل نعم يا صديقي انت مصدر طمانينه عظيمه سهيل ابحث عنها تجدها انها ليست بعيده المنال سهيل في داخل كل واحد منا نوع من الحشرات السامه ولن يستطيع قتلها الا ذلك الذي تسكنه لانه ادرى باحجار ومساربها وبعد ان يفعل ستنزل الطمانينه حيث كانت هذه العشرات قل يا سهيل نعم انك تتوسل بالصنم الى الله صحيح لا احد يقينا فان كنت تعبد الله لانه خلقك فاهر بالصنم ان يعبدك لانك خلقته وليس العكس مالك صامتا انك لا تجد اليقين حسنا هذا خير وانا مع يقيني اشعر انني ابحث عن شيء فبعض اليقين مرحله ليقين اعظم الا ترى ان المجوسيه والوثنيه والالهي في هذه السفينه

 

يظن كل منهم الان ان الهه هو الذي نجاه من الغرق وليس ذنب الاله العظيم ان ينسب الجهال بعض اعماله الى ما لا عمل له سهيل اطعمني من تم لجزيره العرب تمره واحده فاني اجد لطعمها حلاوه في نفسي قبل فمي لست ادري لماذا رد سهيل في همس يا صديقي الفارسي لقد وصلت بي الان الى مرحله كنت جاوزتها من قبل مرحلتي الا اؤمن بشيء وقد عذبني عليها ابي وكان يصطحبني قهرا الى بيت الاصنام هناك اقف فاردد ما يقولون غير ان القلب لا يمكن ان يعيش هكذا قلب لا صلاه له انه لن يكون الا كبعض الازهار التي رايتها في بساتينك تشبه العيون ولا ترى وقبل ذلك فهي لا رائحه لها

 

اه لا تحزن يا سهين ولكن لا تنسى نفسك عند مدينه امد قرب نهايه النهر اختلفت الطريق بالصديقين واصبحت القاف قفله قافلتين فسار الفارسي مع النصارى وسار سهيل مع بعض صاحبه وكانت الرحله بريه منذ الان تعانقا وفي عينيهما دموع وقال الفارسي عندي شعور عليه ظل اليقين انني سالقاك يوما ما ربما كان المنى على هيئه شعور لعله الحنين يا صديقي كما تعلم لقد تركت خلفي اشياء كثيره يا سهيل لا اراني نادما عليها ولا شاعرا بالحنين اليها وراي اب وام واخوه وجوهر وذهب وارض ورقيق ومركبات يا عربي وسلطه ومكانه ورائي في ارض ساسان كل ما تشتهيه نفس لكني لا احن

 

اليها لكني ايها العربي اشعر وكان شيئا في دمك يجري في عروقي تاوه سهيل اه ليدعو كل منا الهه بان نلتقي مره اخرى جلج ضحكه الفارسي ساخره لن نلتقي ايها الصديق اذا كان الهنا واحدا تعال اقبلك ثم افترقا على الطريق وبعد قليل من الزمن وسواد القافل التين لم يغب عن العيون كان الفارسي يجري في اتجاه العربي من جديد وكان العربي بالتالي يجري في اتجاه الفارسي التقيا والعلق يتصبب منهما فتبادل سيوفه والقبل فقد كان كل منهما قد نسي سيفه مع صاحبه ثم فطنا الى ذلك عندئذ قال العربي لصديقه الا ترى ان هذا وعد جديد باللقاء رفقتك السلامه يا

 

صديقي اه يا رب رايت كثيرا من عبادك على رقعه فسيحه من الارض قليل منهم يعرف الطريق الي وكثير منهم عاش يدور في حلقه مركزها نفسه ومحيطها شهواته ان نورك الذي يغطي السهل والجبل غير بعيد عن بطون الكهوف ونفوس المخطئين ها انا ذا احس يا ربي انك تختص بعظيم اسرارك كل الذين يبحثون عنها كانك تسعى الى من سعى اليك وتنسى من ينساك يت كثيرا ممن لا يعرفون حقيقتك يخدعون الناس عنك وقد بكيت عندما رايتهم يوهمون الناس انهم واقفون ببابك ياذن ويمنعون فبكيت من اجل اء المحرومين اكثر من الذين

 

حرموهم لانك لن ترضى عمن يسمحون لغيرهم بان يبيعو رضاك وكلهم عبادك ها انا ذا سائر في طريقي اليك مره رابعه ركبت ومشيت وجعت وعطشت وبدت في العراء وليس هذا منا عليك يا الهي ولكنه صلاه في قدس محرابك فاقبل صلاتي واهدي خطواتي هذا ما كان الفارسي يهتف به وهو يرى على البعد مشارف مدينه عموريه بعدما ترك ناصبين وبعدما اقام بها مده من الزمن كانت نفسه مليئه بالقلق في هذه المره وهذه هي ارض الروم التي يظنها خاتمه مطافه بعد ان ترك ارض الشام سائرا على طريق يلمع باثار المطر شاق يرتفع بشكل غير تدريجي وحدائق اللوز والبندق والاعناب تنتشر في

 

بقاع متفرقه والشمس تلقي بشعاع بين غلالات الضباب على الجبال فتعطي الوان الطيف على القمم وعين المسافر ماخوذه وقلبه مشتاق ولم يلبث ان مر على دسكره من الدساكر اي قريه صغيره من المنتشره في الاقليم فلقى رجلا انيق الهيئه يقود حصانا ليس عليها سرج وفي فمه شيء يمضغه وفي يده بقيه منه لم يعرف ما هي واستوقف المسافر بنظره من عينيه القويتين كانتا لم تتاثر بعشاء السفر وان بد جسمه ضاويا الى حد ما ووقف الرجل وهو يمضغ وعيناه تستجوب المسافره في غير موده عندئذ سال المسافر اين تقع صومعه لست اعرف شيئا عن الصوامع انا اريد سائ سل الخيل فتعال ان شئت

 

والتقت العيون بعد ذلك في تحد مثل ضربات السيوف فقد شعر الفارسي انه اتهم بالتسول ولم تفارق عيناه وجه الرجل حتى شل حركه فمه توقف عن المطغ وفجاه وثب الى ظهر حصانه العاري وركض به ترى مما خاف ووصل المسافر طريقه فقابله احد الرعاه معلقا مخلاه في عصا سائرا يترنم ولما استوقفه بنظراته حملق الراعي في عينيه وحاجبيه المقرني وساله المسافر اين تقع صومعه فقاطعه الراعي سرعه شديده واتجه الى ناحيه الشرق واخذ يشير على بعد فرسخ واحد ستجد تلا عليه كنيسه قديمه وبعد ان تترك التله والكنيسه ستجد سهلا صغيرا فيه صومعه السيد العابد وهمهم امنحنا اللهم

 

بركاته لم يكن احد على مقربه من المكان ولم يكن على مسكن العابد علامه تدل عليه الا الوحده والتفرد واحس المسافر بعظمه التوحد في هذا المكان الذي يشبه القطعه الخضراء بين التلال المحيطه وعدل من هدامه شيئا ما اذا صح هذا التعبير والقى نظره الى السماء وتقدم من الباب بخطا مشتاقه المكان بقيه من بناء تداعى من الخلف وبقى جزؤه الامامي والجزء الخرب يعادل تسعه اعشار المساحه والباقي العشر وهناك في الخلف اثار سور بني على ال طراز الروماني كما ان الباب يومئ الى نفس الطراز وعلى المدخل غموض ذكر الطارق بشيء جعله يبتسم من ارض كسر الى ارض قيصر وهي

 

في الحقيقه ارض الله دق الباب بقبضه قويه لكن لا احد يرد وسكت وعاود الدق لكن الصمت ظل مطبقا فجعل الرجل يقول في نفسه اعوذ بك من دعوه بلا رد ومن عين بلا نور ووقف يتلفت ومضت على ذلك فتره خالها في طول الدهر لكنه احس كان حركه وراء الباب فوقف جامدا وتحرك مزلاج ثم انفتح الباب حتى التصق بالجدار وجاءه صوت خيل اليه انه لم يسمعه لان عينيه كانتا مشغولين بمال الوجه الذي فتح الباب وكان الصوت يقول بنبره وانيه مرتعشه هل جئت انني في انتظارك اخذ قلبه وخطا نحو الداخل ولم يرد بل تنحنح كانما ليشعر من امامه بانه موجود وشعر الطارق بضه شديده على طوله العملاق

 

ولو ان العابده في ضه تكاد تبلغ الغايه ورعه ان سبقه الى حيث يجلس مشيرا له بيده ان يقفل الباب ويتبعه ورعاه ايضا انه شبه مكفوف خطواته وانيه لا صوت لها كان قدميه في حذاء من القطيفه رقبته من الخلف ناحله وشعره محلوق كما اتفق وعوده يبدو كانه صب في قالب مستطيل من فرط التساوي في النحافه خيل الى الضيف انه يمانع نفسه التي تنازعه من ان يتقدم اليه ويحمله على كفه كي يصل به الى مجلسه لكنه ظل يتبعه في صمت حتى دخل حجره ذات نافذه لها قضبان من الحديد تطل على الجزء المخرب من المبنى وقد فرشت بفراش من الصوف الخشن ذي لون واحد وفي ركنها مدفاه

 

من النحاس وفي ركن اخر كتب وحشاي على الارض اه كنت بانتظارك فتقدم منه وقبل كتفيه وجبينه ثم ساله حقيقه انك كنت بانتظاري لكن من اخبرك ان هذه تحيه القدوم لكل من يدخل قطع العبد عليه حديثه بضحكه طيبه وذقنه المدبب يلامس صدره لان الذيات الى هنا لا بد انه لاقه ولذلك فانا في انتظار مستمر لكل من يطرق هذا الباب اهلا بك يا بني منين انت قادم حديث طويل مثل الطريق يا سيدي مالك ضجرا قليقا مستعجلا نهايه الطريق لا يزال امامك شوط اخر فتح الضيف عينيه في وجل فقال العابد عندي دائما طعام لاثنين فهل تاكل انا جائع يا سيدي الى ما

 

هو اسمى من الطعام وهل انت عابر سبيل لا كنت في نصيبين مقيما مع عابد هناك فلما حضرته الوفاه دلني عليك وقبلها كنت الموصل وقبل الموصل كنت عند احد النصارى في الشام وها انا ذا جئت لاقيم معك مرحبا بك ولكنك جئت والشمس تغرب ليت الله يمد قليلا من عمري الخيرات كثيره ستزرع معي الخرائب في مؤخر دار وتجني معي العنب وتنسج مع الصوف وتلتقي بالرواد ولكن ايها الف فارسي كيف حال كسر صديق النار يعبدها وياكلها ويجري لهيبها في عروقه فيطفش قصدي هذا حاله ستتحول وانت

 

كذلك شعر الفارسي بخوف عندما سمع هذه الكلمه وان كان في قراره نفسه يبحث عن التحول هاهو ذا قد امضى بضع سنين في خدمه الاساقفه والاحبار لكنه يحس بالضما والجوع زاد تطلعه الروحي بفعل ما لقيه من تناقضات فالعباد والاحبار الطيبون اوحو اليه بشيء ابقى واشمل واعم كاد القلب يلمسه وان لم يعرف موضعه اما غيرهم ممن اكلوا اموال الناس بعد ان جمعوها للفقراء فقد وقفوا بقلبه على باب نظام جديد لم يكن في الحقيقه حلم الفارسي وحده بل كان حلم كل من كان له قلب قال في نفسه خطوتي وراء اشواقي فاين المستقر يا ربي وضحك العابد كانما سمعه ورفع صوته قائلا للضيف هل معك

 

سيف ارمي سيفك قدمه اليه دهشا فتحسس العابد حده وهو باسم كانه يتحسس وجه الذي غاب عنه وعاد ثم رده اليه قائلا له لقد تغيرت ارضه وتغير غمده واكبر ظن ان هذا سيحدث لصاحبه انني خائف يا سيدي من نفسك التي ستفقدها او نفسك التي ستجدها قص علي حكايتك في [موسيقى] بلادك ولما فرغ الفارسي من قصته بدا عليه من الجهد والتاهب ما احس به العابد كان جالسين على حشيه مشتركه كبيره محشوه بالقش فتحسس العابد كتف الشاب العريضه وقال له قم بنا لاريك معالم المكان ونفذ الى الشمال من بقيه باب في نهايه دهليز طويل تفوح منه رائحه رطوبه

 

كانما كان في قديم الزمان مدخلا لسجن وعند الباب من الشمال تقع رقعه كبيره من الارض منبسطه تقريبا وفي نهايتها ارفع مكان منها بئر عميقه وحبل دلو وبجانب كل هذا بعض ادوات الزراعه بعض شجره عنب واشجار من فواكه وخضروات لا تجد من يرعاها كان يجولان معا في هذه المزرعه التي تكاد تبلغ في مساحتها بضعه فراسخ مربعه العب امامه وهو يتبعه كانه يدله على طريق واحس الفارسي برغبه شديده في ان يعمل بهذه الادوات مثل رغبته تماما في ان يصل الى الحقيقه المطلقه التي يقطع في سبيلها اركان الارض لم يلبث الرجلان ان وقفا الى جوار البئر وجاء صوت العابد

 

وانيا الامه اسقي هذه الخضراوات واعد الى الداخل لنتناول طعامنا معا وايذا رايت انك لن تخلص في عملك قبل دخول الظلام فتوقف عند الغروب وستجدني هناك قد اوقدت المصباح واعددت العشاء يا ولدي ثم تركه وسار يتدحرج خطواته لا تسمع وهيكله لا يكاد يرى تبعه الفارسي ببصره وخيل اليه انه في حلم هذا الرجل الذي طبقت ه الافاق تقتحمه العين لاول نظره لكنه ان يتكلم تغير الموقف مال الفارسي على الماء واخذ ينزح وكان يتامل وهو يجري في لجج فضيه متتابعه نحو ارض المزرعه الصغيره التي تقيم اودى النفس الكبيره واخذ يوازن بينها وبين مزرعه ابيه التي يملاها العبيد ثم مال

 

يسال نفسه وهو يحملق في اعماق البئر لماذا لم يرحلوا كما رحلت فمز صغيره بها حر واحد اغصب من مزرعه كبيره سكانها عبيد اخذ يتصور افواجا من الناس قد ملاهم العزم الذي يملا قلبه خارجين من ارض كسر ليتركوه وحيدا فيها عندئذ لن يستطيع كسر ان يكون الظالمه لان الظلم لا يعيش الا على المظلومين وتنهد وزقزق فوق راسه طيور لم يسمع مثل صوتها قبلا وفرغ من عمله والشمس لا تزال على مقربه من الافق فعاد ادراجه قطع الدهليز الطويله مره اخرى في ظلام لا يخيف ووصل الى حجره العابد فلما احس واقع خطواته من بعيد هتف هل تعبت بل انتهيت من العمل تنهد الشيخ قوه

 

اه نفحه من قوه الله حسنا تعال مكان الى جانبي فان الليل هنا شديد البرد ولكن قبل ان تجلس ناولني هذا الغطاء الصوفي نشره العابد فاذ به قسمان ملفوف بعضهما في بعض بحيث يمكن فصلهما ان وفد عليه وافد ليكو غطائين وفصلهما الفارسي وقال له الشيخ هذا غطائك كان نور مصباح ينتشر في المكان هادئا ورائحه لحم تنبعث من قدر على نار في ناحيه من الدهليز الاخر قام العبد فجهز عشاء بنفسه من اللحم والخضراوات والفاكهه ولما قال له الفارسي اترك لي خدمتك سيكون كل شيء بيننا قسمه العمل والثمره لكن لن ابذل اكثر من طاقتي ولن تبذل اكثر من طاقتك وسترى اني اكل من زرع

 

يدي والبس من صنع يدي ال والعباده شيئان مباشر في نظري لا وساطه فيهما تقدم وخذ طعامك ومنذ غد سنزرع معا وننس معا ونعض الله معا لم ياكل الفارسي طعاما اشهى من هذا لم تكن الاواني لامعه لا فضيه ولا ذهبيه كالتي تركها في ارض فارس لكن طعامها كان غنيا لم يكن الخبز طريا ولكنه طري بالماء ثم وضع على النار فصار ذا نكهه وجعلا يتحدثان وهما ياكلان قال الشيخ سترى هنا ناسا يمرون اثناء عبورهم علينا وستسمع احاديث جديده لكن يا سيدي ما الذي اتى بك الى هنا في هذه البقعه وحدك اه ان لذلك قصه سوف تع اعرفها لكن علينا قبل ان ننام ان نجلس

 

ساعه الى المنسج فهو مصدر رزق لي هلهم معي في حجره اخرى كان منسج وخيوط من الصوف شدت للعمل كلها من لون واحد والى جانب المنسج قطعه صغيره فرغ منها وعرف الفارسي انها مده للبيع غطاء صوفي من لوح واحد خشن غليظ يمكن ان يكون في كوخ احد الرعاه او الفلاحين وانكب العبيد على المنسج وجلس الفارسي يراقبه خيوط السدا ممدوده وبينها يجري البد خيوط اللحمه باصابعه المروقه بلا ادنى مشقه وعيناه قريبتان جدا من الخيوط كانه يقرا عليها مكتوبا وفي جو المكان رائحه صوف ورطوبه وارض مزروعه وتوابل وعرق لكن هناك رائحه تغطي كل هذا وتطفو عليه هي رائحه الفكر

 

والتامل كان الصمت الذي يغلف الاشياء مهيئا لان ينطق بحكمه لم تسمعها البشريه من قبل احس الفارسي باستقرار قلبي لا مثيل له وجعل يوازن بين هذه الاقامه وما سبقها من اقامات فشعر بما شعر به النائم حين ينقلب تلقائيا على الجنب الذي يريحه بحركه حلم وهو لا يدري تنهد الشيخ وقال للفارس كنت على وشكي ان اخرج صباح الغد لابيع هذا الغطاء فعليك اذا ان تفعل ذلك في السوق القائم على مقربه من المدينه امرك يا سيدي فقال العابد مبتسما وهو يضغط الخيوط ه الاصف لك الطريق ان مثلك لا يضل سمع الله منك لكني اود ان اسمع قصتي ان شاء الله سيدي تعالى اولا واعمل بيدك

 

هاتها مرر الخيط هكذا ثم هكذا ثم اضغط وباستمرار العمل نحصل على غطاء وبعد ساعه من الزمن عادا الى الغرفه الاولى كان الجو قد تغير وبدات ريح لينه تحف بالاشجار واوقد الفارسي لهما مدفاه وجلس امامها وشرع العابد يقول انت خير ايها الشاب فعض الفارسي شفته استعما واستنكارا لا تعجب فانت قد تركت ارضك واهلك والمراكب والعبيد وخرجت تبحث عن الحقيقه لانك لم تجد الحقيقه في شيء مما حولك لم تجدها في بريق الذهب ولكنك ربما ستجدها فوق راس نخله وانت تحصد او تحت اقدامها وانت تزرع وستجد تلك الحقيقه المطلقه الكبيره التي هي الله او الطريق

 

اليه ستجدها في الحب لا في الحرمان ستجدها في ابن ترعاه لترعى غيره من عباد الله وفي زوجه تحبك وتخلص لك وتخلص لها وفي هذه الارض زرع الفضائل الارض لا تلغي من الانسان شيئا بل تعترف به طينا ونوراني ويكون في كلت الحالتين عبدا طيبا من عبيد الله ناوله الشيخ قدحا من شراب دافئ واخذ لنفسه قدحا لاحظ الفارسي ان اصابع الشيخ ترتجف وان ذكرى انسانيه عميقه استيقظت في داخله فعرف ان الطريق الى التجرد وعر ساد صمت قدسي بين اثنين يسال كل منهما صاحبه ويدله في وقت واحد عن الطريق الى الله وبعد رشفات من الشراب الدافئ الذي ملات رائحته المكان ابتسم

 

العابد اليك اذا قصتي التي سالني عنها ناس كثير ولكنني لم اقصها الا على قليل من الذين ارتاح اليهم قلبي كان ابي صيادا لم يبحث قط عن لؤلؤه كان يصيد اردا انواع السمك كان يحب كل شيء في الدنيا حبه لذاته فكان يحب الصيد الكثير لكي يجعله اميرا على الصيادين ويحب امي لانها صوره منه مع اختلاف الجنس يحب البحر لانه زرعه لرغباته ويحبني انا ابنه الوحيد لانه يريد ان ارث عرش رغباته اما انا فكنت احبه بلا تفكير لاني كنت ابن 15 ع عاما وفي يوم من الايام ركب ابي قاربه

 

ومعه امي ونزلا للصيد معا في اسبوع وامتنع فيه الناس عن نزول البحر وانتظرنا فلم يعد دع من شماته الناس فيه يا بني فلو كان عضوا من الجسم ما شمت الجسم فيه لكن القصه قصتي صرت انام في الكوخ وحدي وكان بعض طيبي القلوب يواسوني بالسهر معي حتى اطلب اليهم العوده لكن بعد ان يعودوا احس بانني على وشكي ان اسمع خطواتهم واشم تلك الرائحه المالوفه التي تنبعث من ملابس الصيادين وتطول فتره الاحساس هذا دون ان يقطعها شيء انتظار عجيب نهايته لا شيء فاحس وكانني سقطت من اعلى الجبل فانهض من الكوخ وقد اخذني الدوار قد فقدت الوعي

 

وانما اسير هكذا كما يمشي حيوان تقوده خطاه وفي كل ليله يحدث لي هذا في كل ليله اجد نفسي على شاطئ البحر وحيدا تنازعني الريح ثوبي وتبدد ني دائي وتكاد تخطف سمعي من صفير في اذني غير اني كنت اقف وقد سددت اذني بابهام يدي وصرت اصيح ونصف نظري الى السماء ونصفه الاخر الى البحر هل تدري ماذا كنت اقول كنت اقول ان كنت قادرا بحق يا الهي فلن تتركني وحدي اعد الي ابي وامي ساحضر هنا كل ليله حتى تفعل واتسعت عينا الارسي من الدهشه وكانت عين العابد مغرقه بالدمع وسمع الشيخ تنهد الشاب فتبسم

 

ومد يديه المعروفتين الى بقايا الجمر ليستد فئ ثم استطرد كانت الرعده تملا جسمي عقب كل نداء كنت اكرره بضع مرات حتى احس بقلبه انه فعلا قد وصل الى الله وانه قد اخذ في تدبير الامر فاعود الى الكوخ شبه محموم لكنني في الليله التاليه لا البث ان احس بالشوق كان شوقي يزداد ليله بعد ليله والخوف بنفس النسبه حتى شعرت انني اتمزق شيء يدفعني وشيء يردعني كلاهما قوي وانا صغير فكنت اخرج من كوخي باكي العينين مرتجف الاوصال لاذهب الى البحر وانادي من كل قلبي قال الفارسي في نفسه لابد ان يحدث

 

شيء فهو ارحم من ان يدعه يتمزق وعندئذ جاءه صوت العابد مسترسلا لم يرني احد ولم يسمع ندائي احد الا الله هو وحده الذي يدرك مع الفوات وميانه الذي لا يحيف يعفو عن السيئات فلو سمعن الناس لقالوا انني مجنون لكن المدى طال وان افعل ما افعل كلما سقطت تحت وطه الانتظار الذي لا يعقل ثم كانت الليله الاخيره كانت نشيطه الريح فلم ابالي شديده البرد فلم ابالي كثيره المخاوف فلم ابالي كان كل هذا باطلا والحقيقه هو ما اريده هو انني ساطلب من الله ان يعيد الي ابي وامي ما دام

 

قادرا وقفت على صخره لاحس انني مرتفع والدنيا ظلام والبحر تابع الموت وجعلت ابهام كل يد في اذن ونظرت الى البحر وهتفت باعلى صوتي ان كنت قادرا بحق يا الهي فلا تتركني وحدي اعد الي ابي وامي ساحضر هنا كل ليله حتى تفعل خيل الي ان صدى الصوت ملا المكان حتى رددته كل الكائنات فهو يعود الي من افواهها من بعيد وقريب من الجبل والشجر والموج والقوارب المقلوبه والرمل والسحاب ثم صمت كل شيء فجاه رايت ابي وامي يخرجان من الماء يخوضان الى الشاطئ كانما

 

كانا يستحمان لكنهما عندما اقتربا مني والماء يغطي نصفيه الاسفل ونصفه الاعلى عريان ظاهر سالاني معا بوجه خاطب وفي نفس واحد كانهما يلقيان شيئا حفظه هل تريدنا حقا فقلت باخلاص نعم والا لما فعلت هذا لقد سمع الله ندائي انه يسمع كل نداء ويعفو عن الجاهلين هل تود ان اخرج اليك حقيقه فاشرت بكفي ان نعم لان ريقي كان جافا ولساني لا يستطيع الحركه فتحرك نحوي فاذ بي ارى ما اصرخ منه واغمض له عيني قد رايت نصفهما الاعلى كما عرفته ونصفه الاسفل على هيئه الاسماك فصل ت ادعو الله باعلى

 

صوتي ان كنت قادرا بحق يا الهي فاعد ابي وامي الى البحر فلا استطيع ان اراهما يموتان مره اخرى على الارض كما يموت السمك ويكفينا ان نفقد الاحباب مره واحده في العمر فسبحا في البحر عائدين وشهقت كنت حين شهقت في كوخ احد الصيادين التقطي ذلك اليوم من جنب الصخره وانا اصارع ال وكان يسقيني شرابا دافئا مضافا اليه بعض اعشاب الجبل ومنذ ذلك اليوم وجدت في نفسي شوقا الى ادراك الحقائق الاساسيه في الوجود فتعلمت من الاحبار الذين رحلت اليهم ما تعلمت ولم تتزوج يا ابي ليس عن قصد قد مرئت حياتي بالعجائب اه الا ترى اننا قد قطعنا وقتا طويلا من

 

الليل وانت متعب من الرحله ان لنا ان ننام يا بني هذا الفارسي من السوق بعد ان باع الغطاء الذي فرغ العابد من نسجه وبعد ان اشترى من ثمان صوفا جديدا ومطالب اخرى كان البد في الحقل يعمل في السقي والعرق يتصبب منه عندما وضع الشاب ما اشتراه ذهب اليه وخطف الحبل منه وشرع يسقي جلس العابد على صخره غطاها الطحالب ونمت حولها اعشاب ذات ازهار واخذ يمسح بكميه وعلى فمه ابتسامه من يعرف سر الهموم التي لونت وجه الشاب وقال ماذا رايت في السوق يا فارسي رايت اناسا يا سيدي لا بد ان يكون اناسا فالله واحد انتفض الشاب حتى سقط الحبل من يده وهو الدلو الى قاع البئر فمد الشاب كفيه

 

الى العابد كاعمال وجهه دلائل البكاء وقال هامسا ابي ذلك ما كانوا يتنازعون فيه في السوق النصارى اختلفوا في امر دينهم وعادوا مفتونين فيه وهناك ناس عادوا الى الاوثان لان الاحبار والرهبان اقفلوا ابوابهم وافواههم على الحقائق وتركوا الناس يموجون ابي فرد الشيخ في يقين من يعرف امرا لا تجزع انزل الى قاع البئر وانتشل للدلو لكن انتظر حتى اربط في وسطك عبلا فاذا احسست ضيقا فهز الحبل لارفع الى اعلى هتف الفارسي في نفسه والا لماذا جئت اليك جئت لاهز الحبل فقد بلغ بي ضيق منتهاه ولكي ترفعني الى اعلى ثم اخذ الفارسي يسقي واخذ العابد يتكلم لندع امر الذين اختلفوا في

 

السوق لله فهو عما قريب سيتولى امرهم وسادك عن بقيه قصتي اعترفت الصيد بعد ابي مده ولكنني رايت ان السمك ارخص ما يصاد كنت احس ان في قاع البحر لا الئ وكنت اسمع عن صياض اللؤلؤ في البحار الدافئه فتمنيت ان اصل اليه حتى دفعني الحب الى ان اقف على ميناء ازمير يوما ما واسال عن سفينه تقصد نحو هذه البهار ونظر الرجل الذي احدثه الى قامه الضئيله وقال لي هل تريد ان تتعلم صيد اللؤلؤ فقبلت يده وصدره وكتفه وراسه وهو يبتسم لي وكان ضخم الجسم متين البنيان كانه جندي روماني خلع لتوه عده الحرب فاذا به يقهقه و يرفعني

 

بين ذراعيه مداعبا مثل دميه صغيره الفارسي يستمع والخضروات تنتعش بالماء وطيور مختلفه الانواع على احدى اشجار اللوز مائله باعناق تنظر الى بعيد وعندما رفعني احسست ان السماء قريبه مني ولما انزلني الى الارض احسست بثقل غريب في جسمي كانه زاد قنطارا وبعد اذ عاد يسالني هل لك احد سنستا هذن او لك احد ستهرب منه فاكد له ان لا احد لي فا استاذن منه ولا احد لي ساهرب منه ولكنني لي احد ابحث عنه فضحك الروماني وقد انست به اقلعت السفينه من الميناء والليل جاثم على الجزيره وانا صبي احمل الى البحاره والنوت ما يشاؤون وانقل ما يشاؤون من مكان

 

لمكان غير انني احسست بالخوف بعدما غابت الارض عن عيني عده ايام ولم اعد ارى في النهار الا نفس الحيتان وفي الليل اسماك تضيء كلهب يسبح كنت في كل ليله اه سوان جسم اسم ابي وامي تحت السفينه انهما في هذا البحر بلا ميراء ليسا سمكا كما صور لي خيال محموم لانجو من الشوق بل طينا ذاب في الماء احسست بهما كانهما معي وهكذا يمكن ان يحس المرء بالكائن الاعلى ثم سكت الشيخ ومد يده في صمط بعد ان قام عن الصخره وامسك بالحبل ليس بدل الشاب فمان لكنه شده منه بعنف عجب له الفارسي واشار الشيخ اليه ان يجلس هو حيث كان يجلس على الصخره بين الاعشاب واخذ

 

العابد يسقي ويحكي ضحك قبل ان يبدا وفي ضحى يوم اعلن الربان ان عاصفه في طريقها الينا وغطى السفينه هرج ومرج واخذت انا انظر الى الب كنت قد علمت ان البحار خدعني وان السفينه ليست في الطريق الى مصايد اللؤلؤ وانما هي في طريقها الى البندقيه لكن عندما توقعنا الغرق قلت في نفسي لا شك ان بحار الدنيا في الغرق سواء وانقلبت السفينه كنت اجيد العو والتقطت انا على سطح الماء احد الصناديق الكبيره وركبت عليه لكنني في طول هذه الفتره التي كنت فيها غلقا حيا كنت لا اذكر الا شيئا واحدا هو وقفتي على الشاطئ ودعائي اليه ان يعيد

 

ابوي الغريقين قلت في نفسي ها انا ذا في الماء الذي ذاب فيه وساذهب انا بدوري اليس هذا لقاء وربما التقينا في بطن الحوت اليس ذلك خيرا من بطن دوده رايت الله على ظهر كل موجه ومن خلال كل سحابه الى ان يسر لنا من نجانا وحملتنا سفينه كانت في نفس الاتجاه وسكت العابد ومسح عرقه بكمي قم بنا لنتقدم استريح وفي المساء جلسا الى المنسج واخذ الفارسي يعمل وكانه تعلم منذ شهور يض الله لا تكف عن العمل فلنكن صوره منه والشيخ يحملق بعينيه الكليل التين ويبتسم ثم قال له لكن السفينه التي نقلتنا كانت ذاهبه الى احد الموانئ

 

الغربيه ولما نزلنا هناك سمعت الناس يذكرون اسم روم ووقفت حائرا لا ادري ماذا اصنع وانا شاب قد تجاوز العشرين وسالني احدهم عن سبب رحلتي فلما قلت له انني كنت طامعا في ان اكون صيادا للؤلؤ قهقه وصفق وسلموني لعرس الميناء ذلك الذي رحلن الى مكان بعيد عن الميناء بعده فراسخ واقعا على سفح جبل مليء بالرهبان فاتخذ وي خادما لهم كنت اجلس مختبئا على مقربه من سمرهم رايتني اعشق ما يقولون كانوا يتناولون فلسفه القدماء ويتناقشون في التوراه والانجيل كلما اجتمعوا لطعام او حديث واحسست لقربي منهم بما هو نابع من ذاتي احسست ان كل الذين

 

شكوا او رفضوا او عددوا لم يهتدوا وان عقل الكون الطهور لابد ان يكون واحدا وما دام عقلا فلا بد ان تكون الوحدانيه من صفاته ولما راوني احوم حول مجالسهم شكوا في مدى معرفتي فلما سالوني اجبت ولما ناقشوني ناقشتهم فتبني اكبرهم وقبلني وهو يقول لي يا راهبا خارج الدير وقد تعلمت منه الكثير عند اذ توقف الفارسي عن العمل ونظر للشيخ قائلا له لقد سئمت في ارض فارس من صراع اله النور واله الظلام فرحلت ابحث عن الحقيقه وابكى عيني اليوم يا سيدي وابي اني رايت في السوق رجلين من النصارى يتصارعان احدهما يبيع خبزا والاخر يبيع نبيذ وقد ترك كل منهما بضاعته واعتدى على

 

الثاني فمزق بائع النبيذ خبز صاحبه واراق بائع البيذ نبيذ صاحبه فاصبغ الخبز بالنبيذ كانما اريق عليه الدم عندئذ اطرق العابد وساد صمت ثم سمع دقا على الباب ضق متواصل ملح قلق فقام الفارسي وفتح كان يحمل معه مصباحا وعندما وقع وجه الطارق على وجه الشاب تراجع الطارق وهو يهمس هل انا مخطئ الى هذا الحد وتلفت حوله يريد ان يقول ليس هناك صومعه اخرى فسارع الفارسي قائلا لا انه هنا وانا ضيف عنده ادخل كان رجلا في منتصف العمر كان عليه هيئه التجار وعلى سحنته الحزن والثوره دخل الى العابد في حجره المنسج والفارس ينير الطريق بالمصباح فلما وصل اليه جلس

 

متهالكا واخذ يتكلم وهو هائج افتني يا سيدي فاني ساز اني حزين القلب والعقل معا رد البد في اطمئنان كانما ليهون الامر معا هذا عجيب معا يا ابي لقد جئت اليك من الموصل حيث هناك يشتهر اسمك مرحبا بك لكن كيف تبكي ابني مات في مصر ذهب الى هناك يحمل من المنسوجات ليتجر فيه فقتل لقي ربه ان هناك فتنه يا ابي تقوم حول عباده العذراء نسينا حقيقه ديننا من هذا الذي سيضع الحد لهذا كله يا ابي قال العابد في همس السماء ثم اشار للفارسي وهذا شاب اخر يضرب في انحاء الارض حائرا يا بني انتم الاثنين لن يضع الله عباده هكذا لقد ايقظ المسيح في اتباعه الضمير

 

الانسان ملكوت الله فيكم لكنهم فتنوا وها هي ذي يا بني انتم الاثنين ترياني ان شريعه بني اسرائيل قد فقدت قيمتها في هذا الزمن ثم ها انتما تريان ان قوانين روما الارضيه قد نخرها السوس كما نخر عظام هذه الدوله والمسيح يا بني لم ياتي بشريعه ارضيه ما لقيصر لقيصر وما لله لله لا تبكي ايها الموصلي فهذه اراده الواحد وانتم في هذه ايام مفتونون والاحبار يعلمون ان الله لن يدعكم ولكنهم يكتمون الحق لا تبكي ايها الموصلي وخذ بيد الفارسي وتعالوا للعشاء ثم اكلوا وناموا رقد الثلاثه على

 

حشيه من القش وطرحوا عليهم الغطائين الذين كانا واحدا ملفوفا في الصباح احس الموصلي ان ابنه هناك بانتظاره في دك الذي يبيع فيه فقبل العابده والفارسيه ورحل موقنا بان نورا جديدا لابد ان يكتسح هذه الظلمات وبعد بضعه شهور قال الفارسي للعابد وداعن يا ابي لقد اشتريت بقره وعده رؤوس من الطان وساعيش وحدي في كوخ على مقربه منك ليخلي مكاني لتلميذ جديد سارعى واحلب اللبن واجز الصوف واغزل وانسجه علمتني كيف اسعى الى الله لكن انني رد العبد في ذبول ساقوله ما تريد ان تقول انك ستشعر بالحنين لو انك ستكون

 

قريبا مني لا تحزن فاعظم انواع الحنين هو ما يخلقه القرب ومن ذلك حب الله انت يا فارسي قد تركت اهلك منذ سنين فكيف حال حنينك الى من بعدت عنهم عندئذ اطرق الشاب كان الحنين اليهم صدى يتراجع مثل همهمه الهرابذة نفرات على شغاف القلب في انتظار مصدر الور واصل الحقيقه وما لقاء هذا العابدي سوى ارهاص لما يراد رد الفارسي وقد رفع راسه وصوته انني يا ابي اشعر وكانني والد لشاب مات وانا الوالد والشاب في وقت واحد كبرت وخرج مني انسان جديد بعدما مات في انسان كما تولد الخطوه من الخطوه فتحيي الثانيه

 

وتنتهي الاولى والسير الى الامام يا ابي الى منبع يشق قلبي لرشاش شربه واحده منه تطفئ الضماء الى الابد همهم العبد وكانه يخاطب شخصا بعيدا ستراه واستطرد الفارسي ها نحن اء في كل سقع ننتظر شيئا وان كانت الام تعرف معنا مناغاه ابنها الرضيع وتستجيب فالله احرى ان يعرف مناغاه قلوبنا صدقت ودعني ابي واخذه الشاب بين حضنه وقبل جبينه ولحيته ثم بكى وانصرف ومنذ هذه الليله وهو يستقل بحياته يرعى بالنهار ويغزل بالليل وينسج ويبيع ويشتري ما يحتاج ويتردد على العابد كل مساء فيقوم بحاجاته قبل ان يعود الى بيته ويستزيد من المعرفه يحس يوما بعد يوم ولو انه مقيم في

 

عموريه انه يسافر الى اين ذلك ما يحثه قلبه ولكنه لا يستطيع ترجمته في احدى الليالي دخل الفارسي على الشيخ فالفاء في فراشه والليل مخيم والمصباح لم يوقد فعجب الشاب لما حدث لكنه عرف ان الرجل قد اتعبته السنون اشعل النور وجلس تحت قدميه على فراش القش جاءت من العابد ابتسامه وانيه اما ان لك ان ترحل فرد في عجب الى اين يا ابي انك لم تصل بعد لن اخاف عليك من اشواقك فنار نور ستبيت في وف وتقيد اطرافك وتبقى روحك طليقه لهذا خلقت يا فارسي تحسس الفارسي قدمي العابد وسال متوسلا القيت الخوف في قلبي لا لا تخف فقد

 

جاء الاوان وتناقلت الركبان ما عرفه الاحبار وانكه هاي ايها الفارسي ان نهايتي قد قربت ماذا اقول يا ابي ليت نفسا رديه تفدي نفسا ذكيه اذا فدتك نفسي تبسم العابد وقال ستط ضماك فلا تخف يا فارسي عيناك تسالي الى اين ستذهب بعدي وان استكبرت امر موتي لكني يا بني لا اعرف احدا على مثل ما كنا عليه امرك ان تاتيه ولكن اسمع جيدا قد اظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفه يهاجر الى ارض ذات نخل بين حرتين فان استطعت ان تذهب اليه فافعل كاد الفارسي يصرخ ماذا تقول يا ابي

 

واطرق حاملا ذقنه فوق كفيه وهو جالس على حشيه القش عند اقدام العابد عندئذ شعر بشيء جديد شعر بان معالم هذه الارض غريبه لا تطاق وبلمسه من الحنين الى الذي حدثه الشيخ عنه واخذ يتصور النخل وتذكر توا ما قاله العابد ذات يوم حين كلمه عن الحقيقه لم تجدها في بريق الذهب ولكن ربما ستجد فوق راس نخله وانت تحصد او تحت اقدامها وانت تزرع ثم اخذ يقول في نفسه من ذا الذي يدلني على هذه الارض لم تعد ارض اللوز والاعناب وطنا لروحي اهن يا ربي ليتني استطيع حملك طوال الرحله القادمه وانت فوق راسي لتهديني الى هذه الارض لكن ما دامت خطواتي وراء اشواقي فانني لن اضل

 

وتنهد عندئذ سمع صوت الشيخ فجاه يقول له بقوه جديده يا فارسي خذ المصباح وقم معي فانني اشعر انني الان احسن حالا تعال الى حجره المنسج وجلسا هناك واخذا يغزل معا وعادت الى الشيخ حيويه طارئه كذلك الصحو الذي تفاجئنا به السماء بعد الغي واخذ يتحدث وامر الشاب ان يصنع له شرابا دافئا ووضع عليه بعض الاعشاب واخذ يشرب ثم قال للفارسي وهو يبتسم كانك غريب اليس كذلك فاطرق الشاب واستطرد العابد انا اعرف سرعه القلب حين يركض كحصان عربي يركض الى هناك واشار بعيدا وهو هنا واشار الى صدره مخلوق غريب هذا القلب يا بني فيه كل سر وهو ابو الجوارح فيه العين

 

والاذن والاكفاء يرى ويسمع ويجري اليس قلبك الان في رقض لا تخف يا فارسي ستلقى هذا النبي ستلقاه باذن الله قال الفارسي في سهوم وتبتل وخضوع دعني يا ابي كفاني ما احس الان فلا تشعل نار شوقي رد الاب وكانه لم يسمع شيئا له ايات لا تخفى فهل تحب ان تعرفها ثم همس اليه وسكت لكن بقيت على شفتيه ومضت نور كايات لا تخفى الحادث الاعظم همهم الفارسي ماذا قلت يا ابي ان رايته عرفته ان رايته عرفته كيف اعرف ما هو فوق طاقه البشر اها لا لن يفتن الناس في امره كما فتن

 

النصارى بشر يوحى اليه بشر مكمل سيعرفه قلبك يوم تلقاه يا فارس عندئذ تلثم الفارسي بسؤال هم ان يلقيه لكنه ما لبث ان عدل عنه احس الشيخ به فهدف يساله قل ولا تخف لست اريد شيئا اسالني قبل ان تسال عني فلا تلقاني اوجعت قلبي كنت اريد ان اقول لسيدي هل تتمنى ان تلقى هذا النبي عندئذ استنار وجه الشيخ وترك المنسج واعتمد على ذراعه وهو متكئ على خشبه وقال له لقد لقيته فعلا بايماني مقدما بظهوره وعبدت الله الذي سيدعو اليه لكن بقيه ايامي وقواي لن تمهلني حتى القاه اما انت يا

 

فارسي ان كنت موقنا انني اسديت اليك شيئا فاذكرني عندما تتملى عينيك طلعت اكمل انسان يحلم برؤيتها طائفه من البشر قبل ظهوره سيحل برؤيتها طائفه اعظم تراه في كل حق ونور عندئذ اكب الفارسي على يد الشيخ مقبلا دامعا غير انه ما لبث ان اخذ يده ليعتمد عليها وعاد به الى غرفته حيث سينام على حشيه القش وامره بان ينصرف ويعود اليه في الصباح قبل مشرق الشمس كان الفارسي في الطريق الى العابد ورذاذ من المطر يبلل الارض وعلى راس الفارسي غطاء من الصوف نسجه بنفسه وفي يده وعاء من الحليب من بقرته حمله الى السيد العابد كان الفارسي وهو في الطريق يتامل

 

معالم المكان فلم يجد شيئا يعرفه خيل اليه ان كل معلم قد غير موضعه فالكنيسه الصغيره القديمه لم تعد فوق التل كما عرفها اول يوم منذ سنين يوم جاء الى هنا والكهف الكبير لم يعد هناك بل في مكانه انبثقت اشجار وهذه الاكواخ كانها نبتت فجاه على السفوح وليس هناك مرعى اخضر وكان البقر والغنم ذئاب تبحث عن فرائس ما هذا هكذا سال الفارسي نفسه هذه الارض ليست موطن القلب منذ اليوم لقد اصبحت غريبا وواصل السير ورذاذ المطر يبلل غطاء اناء اللبن حتى اذا ما قارب باب العابد راه مفتوحا ملتصقا تماما بالجدار كانه قولوا للناس ادخلوا ودخل اولا الى حجره منامه فلم يجده فيها

 

تفاءل وكانت هناك نار خابيه وعلى الجمر وعاء صغير تفوح منه رائحه اعشاب غريبه تغلى مع الماء والغطاء منكوش مما يدل على ان صاحبه رمى به ونادى لم يجبه صوت فوضع وعاء الحليب على النار الى جانب و ء الاعشاب ورجح ان يكون العابد في المزرعه مادام انه نادى فلم يرد عليه فاخترق الدهليز في نصف وعي ولكنه عندما نفذ منه الى الباب المؤدي الى المزرعه راى المطر يشتد فنادى ثم ار حثيثا وذهب الى البئر فاذا الدلو مقلوبا وكل شيء يدل على التوقف ونادى وتفقد المكان ثم القى نظره على هذه البقعه الخضراء الصغيره التي حب فيها قلبه حتى وصل الى الله ثم نظر الى السماء

 

الرماديه التي تبشر بشيء اي شيء ثم هرع مسرعا الى الداخل مر بحجره نومه فاذا باللبن يفور ويراق على الجمر فرفعه ووضعه على الارض ثم رتب الفراش لم يكن هذا وقته لكنه كان قلقا مربوك ودلف الى الدهليز الاخر الذي يؤدي الى حجره المنسج وعند الباب راى ما جعله يقف [موسيقى] متجمدا راى الابا الذي احبه جالسا الى المنسج منكبا عليه جبهته على النسيج وفي يده صوف وفمه مقفل باصرار وعوده منطوي في طمانينه وقد فارق الحياه صرخ الفارسي ابي مت وانت تعبد مت وانت تعمل مت وانت مؤمن بالنبي الجديد ابي مت وانت ليس دهقان فارسي وما لا يقبله ويبلل وجهه بالدموع ثم

 

حمله الى فراشه وبعد هذا الحادث الروحي الفذ استطال الليل وشحب النهار في نظر الفارسي وكانت قدماه تغلبه في الذهاب الى هناك الى حيث كان سكن العابد ثم ما لبث ان تراخ قليلا ثم انقطع تماما عندما ذهب الى المكان فاذا به قد حول الى معصره للنبيذ وزحف الاهمال على المزرعه وانكسرت سواري عرائش العنب فانكبت على الارض عندئذ احس الفارسي ان هذا نداء له بالرحيل الى البقعه التي ترك فيها بقرته وغنمه حيث كان يرعى جلس على الارض في يمينه عصا يضرب بها حجرا امامه حركه لا اراديه كانها تعبير عن الهموم سمع الفارسي غناء انتفض له وذكره بحادث قديم حادث كان عارضا لكنه كان في

 

حقيقه امره عميق الاثر سمع حداء عربيا بصوت رخيم فكانما بعث من خلال نبراته رفيق سفره الاول سهيل العربي فضرب الحجر بعصاه فانكسرت العصا نظر الى نصفها الذي سقط والقى بسمعه الى الغناء حدثه قلبه ان شيئا ما سيقع لكن الركب لن يمر بجواره فجر هو حيث وقف عند الطريق الواسع واخذ الغناء ينصب في اذنيه ففاحت منه رائحه الجزيره ونظر الى قدميه الكبيرتين في نعله الخشن فخيل اليه انهما قدما طفل حن الى ملعبه هناك اها ارض ذات نخل بين حرتين اها وصدع فجاه صوت الحادي يقول يا نخل تحت ظلك الحبيب يا ليت في الظل من نصيب فديت ما اذ رايت طلعته رايت

 

بدر الليل يحكي صورته يا ليت لي في الظل من نصيب يا نخله تحت ظلك الحبيب وسكت الغناء وبدا سواد القافله ووقف الفارسي في الطريق وقد مد ذراعيه الى جانبيه كل في ناحيه ليستو قف الركب وهمهم المسافرون وخافوا وسارت بينهم حركه استعداد كتلك التي ياتيها الجنود بعد الاشاره الاولى لكنه ما لبثوا ان راوا من صباحه وجهه ونقاء نظرته ما جعلهم يؤمنون بطهاره قصده الشوق في عينيه والضما على شفتيه والتضحيه اقرب قرب الافعال الى قلبه ايها الحادي لقد اثرت اشواقي قفوا بالله عليكم وثقوا انني عبد لكم فجاه اصوات مختلطه ماذا تريد ايها الرجل ان لكم

 

سحنه قوم احبهم فجاءه صوت غليظ ولكنك لست منهم فرد الفارسي بنبره عاتبه ظلمتني اين وجهتكم بالله عليكم رد صاحب الصوت الاجش وكان رجلا طويل اللحيه يجري سواد شعراته في بياضها جن لجنب حت اكتست لو از وجهاتنا جزه العرب فماذا تريد منا امسك الفارسي بزمام ناقته وتبث به فلو انوه النيا جذبته من بين اصابعه لمات د ذلك وع الفارسي راسه الى الرجل وقال بصت سم الجميع انني اقيم هنا وليس هذا وطني يا سادتي انا من بلاد فارس لكن وجهتي جزيره العرب وانا املك اشياء تافهه وكثيره فهذه الاغنام وتلك البقر لي فخذوا كل هذا ساسقط واتركوني في الجزيره في اي مكان عامر وبعد

 

ذلك جزاؤكم على الله وما كاد الفارسي ينتهي من كلامه حتى سمع اللحيه يامر بان تناخ الجمال لتستريح حتى يعود اليهم هذا الرجل بما واعدهم به وبعد ان اولاهم ظهره وراوا صلابه اجلا وعظمه بنائه خافوا ان يكون له اتباع من شاكلته فما لبثوا انشدوا رحالهم وساروا كان الفارسي قد حمل امتعته التي لا تزيد على الغطاء والرداء وساق امامه ماشيته متجها الى حيث استراح الركب لكنه وجد المكان خاليا الا من اثار الرجال والجمال فتلفت في الافق وقلبه يبكي فما لبث ان را ظلالهم على فاخذ ضرب ماشيته بقسوه لم يحدها في نفسه سائقا نحو الركب وهو يصيح بهم ان انتظروا وكان

 

يتلفتون فلما را صدق قه انتظروه على الريق حتى وصل اليهم فارد واحد منهم خلفه ثم استانف الركب مسيره وعندما اقترب بلد باعوا املاك الفارسي واقتسموا ثمنها واعطوه نصيب واحد فشعر وهو ياخذ هذه الدراهمه ببهجه من وهبه الله العافيه فقد كان موقنا بان الطريق لن يطول وانهم سيحسن اليه مثلما [موسيقى] احسن كان السفر في اوله ممتعا ساع كانت القافله تسير ومعها مال الفارسي وكان الحادي لا يكف عن الغناء وبين الجماعه هرج ومرج يوحي بالسعاده وبعد ان قسموا الغنائم واخذوا ينفقون منها في كل بلد يمرون به ونفد كل ما اخذوا بدا الموقف يتغير واحس الفارسي

 

انه غير مرغوب فيه وانه قد سقط في فخ لكنه لجا الى الصبر والحيله وكان اول ما لقيه ان قال له الرجل الذي اردفه وراءه ان راحلتي قد تعبت انك اثقل من عشره الرجال اعطني سيفك هذا والا فترجل اجري ورائنا ان شئت شعر الفارسي بان كلمته عن السيف ليست في حقيقه امرها سوى سيف اغمد في قلبه ولم يكن في سيفه جوهر فقد كان السفر الطويل سببا في انه باعه قطعه قطعه واصبح مقبضه يحمل اثار الجواهر لكنه كان في حقيقه امره كسلاح يعادل روح الفارسي نفسها فرد على صاحبه دعك من السيف لكن انا مستعد ان اعطيك احدى بردت هاتين وتكفيني واحده رد رئيس الركبي بصوته الغليظ قائلا انت رجل

 

مغرور اما يكفي اننا احتملنا ك كل هذه المده من ارض الروم الى الشام وها نحن ائي قدمنا وادي القرى قال الفارسي في نفسه ليتني استطيع ان ابارك ثم هتف به اهذا هو وادي القرى اني ارى فيه نخلا انه واد مبارك رد الرئيس الركبي في تهكم خفي لقد اصبت عين الحقيقه لكن اعلم اننا قادمون بعد قليل على قبيله من اليهود تقيم في هذا الوادي وابي يرحمه الله كان قد اهر فيهم اي انهم اخوالي عندئذ ترامت الى ذن الشاب ضحكات منتصره من مؤخره الركب احس بعدها ان اشياء ضده قد دبرت بليل لكنه تحسس سيفه فنظر اليه اليهودي وقال له انك لكي تصل الى هنا فقد كان لابد ان تدفع الثمن يا بني لكن

 

نسينا ان نسالك ما دينك اعبد الله ضحك الرجل ضحكه تقع على الاذن مثل الصفا وانا اعبد الله انا اسالك ما دينك لو كنت تعبد الله حقا ما فعلت به هذا انت وصاحبك ان الذي يعبد الله حقا يحبه او يخافه او يرجوه في من خلق فهل انت تحب او تخاف او ترجو ايها السيد ماذا تريد ان ادفع لك لم يبقى معي شيء يباع سوى سيفي وثيابي وقد كنت طوال السفر اخدم الركب رجالا وجمالا ومستعدا للدفاع عن مصيره او انت متحذلق يا بني اما سالتك ما دينك دين ابراهيم الحنيف عم صمت وسادت همهمه اها من وقال الفارسي قل لي يا عماه بماذا تخيفني حملق فيه الاست خائفا يا فارسي لقد تحررت من كل

 

ما يوث الخوف يا رجل وها انت ذا ترى انني مستعد ان اتخلى عن ردائي وشملت امام سيفي فلا ثم بقيت النفس وليس لها الا مالك واحد هل تعرفه رد قائلا نعم اعرفه وهو انا حملق الشاب بعينين مذهول التين وهم ان يجرد سيفه فلمعت حوله سيوف تبلغ المئه فرجع لكنه ايق ان شيئا ما سيحدث وقال الرجل وهو يسبت اتجرد سيفك في وجوهنا ايها الجبان نحن قادرون ان نتركك هنا وحدك وننصر لتكون فريسه للسباع قبل مدخل الليل لكن ديننا يمنعنا من ذلك وهل يبيح لك دينك ان تنقض العهد وتاخذ من مسافر كل شيء حتى ثيابه لا تخف سندع لك الثياب

 

ولكني الان اترك الخيار لك فاما ان تنزل من على الراحله لتلقى المصير المعروفه هنا وحدك واما ان تعطينا ثمن نفسك وادفع لنفسك الفديه من نفسك لنقس بيننا هل تفهم همس وكانه في حلم فديه وانا اسير ايها الرجل بل انت رقيق سنبيع يا فر في هذه القبيله وها انت ذا في ارض اعجبك نخيلها كما راينا فهل تستطيع ان تفعل شيئا انبعث من جديد صوت الحادي حزينا وكانه هو وحده الذي لم يشارك في هذا الاثم يا نخيل تحت ظلك الحبيب يا ليت لي في الظل نصيب كان الفارسي يقول في نفسه وهو متمالك كل حواسه ومعنوياته وماذا يضير ما دمت في الطريق اليه ان المملوك لا يملك مرتين في وقت واحد ونفسي

 

ملك الله فهي في طلاقه الافق وحريه النسيم وماذا يفعلون بجسمي رقيق لست ارى في هذا تناقض يا ربي اه اين انت يا عابد عموريه لتقول لي ما رايك لست ارى تناقضا في ان اخدم عبدا واعبد الها ما دمت يا ربي قد كت تتبت علي ان ابكي في الطريق اليك كان الصمت مخيما على المجموع وقال ذو اللحيه مستانف حديثه ما رايك يا فارسي الرقيق لا راي له اصبت الحقيقه ولكن لم تقل كيف تعبد الله على مله ابراهيم حنيفا لست من المشركين ولماذا لا تكن يهوديا ولا نصرانيا اخباركم يعلمون معنى ما اقول فان كنت تعرف احدهم فاساله فتى متحذلق ه نحن اء قد وصلنا ثم رفع ذو اللحيه عقيرته واخذ ينادي

 

يا ابا يعقوب يا ام يعقوب يا يعقوب الغالي نحن اولئ قد عدنا وارتفع نباح الكلاب عندما نادى الاسماء الثلاثه وسعت اليه امراه هي ام يعقوب ورحبت به عرف الفارسي عندما راى انفها انها يهوديه حقا وان اخت القافله واجتمع الرجال حول المراه ووقف الفارسي بين الجموع وقد فرعهم بطوله نام الشعر واللحيه في غير نظام اشعث اغبر في عينيه معرفه ومعركه ويقين واخذته عين المراه فاحس بالخوف وسال الذ اللحيه عن من يكون هذا الشاب فاجابها بانه رقيق معروض للبيع وانه قد اختار زوجها ابا يعقوب ل شاريا له و فرح ووف هرولت راجعه عادت به بزوجها قميء مدبب

 

الراس من اعلى كان راسه بيضه مقلوبه وكان الفارسي ينظر الى الصحراء والجبال من حوله فلا يعرف شيئا الا انها ارض الله وجعل يرقب المساومه بين اليهوديين على الثمن وهو يبتسم اذ هو موقن بانهم يبيعون ما لا يملكون وان هذه النفس التي يتساوون فيها سيسترد صاحبها بلا ريب سيسترد الله ولم يلبثوا طويلا حتى تمت الصفقه وتركوه وانصرفوا عندما كان الفارسي يتبع ابا يعقوب الى داره كان غناء الحادي ي من الجنوب وانيا متها فتا اكثر حزنا واكتئاب يا نخيل تحت ظلك الحبيب يا ليت لي في القرب نصيب عده منازل صغيره متفرقه قائمه على السفح لجماعه من سيدهم ابو يعقوب يشربون

 

ويسقون من بئر شحيحه الماء لكن قوام معيشتهم في الحقيقه هي الرحلات الى الهند او اليمن لجلب البضائع او السيوف والاجار بها ولما اشترى ابو يعقوب هذا الرجل الفارسي وانصرفت القافله بدا يشعر بالندم واحس ولسبب لا يمكن ادراك سره انه انما اشترى لنفسه سيدا فلم تكن نظرات هذا الرقيق الذي اضناه السفر والسهر والغدر والجوع كثيره ولا ذليله بل كان يرى كانه احد الاحبار في اعماق عينيه السوداوين القاسيين اسرارا روتها التوراه عن تبدل الدنيا واشراق النور الجديد واراه مكانه حيث يجب ان يقيم بيت مستقل ان وقف كان السقف يلمس راسه وان تمدد كان الجدار يلمس قدميه عندئذ قال

 

الفارسي ماذا يريد رقيق اكثر من ذلك وتبسم واختلى ابو يعقوب بزوجته في الليل وبثها احساسه ماذا ترين في هذا الرجل يا امراه ثمنه بخس لو شئت بعناه بضعف ما اشتريناه به فلكها في صدرها فتاوه وقال ليس هذا قصدي ماذا ترين في روحه لا بنائه ماذا يلوح في عينيه اخاف منهما ذلك هو شعوري ساطفئ فيهما الشعله منذ غد فلا نعود نخاف وماذا ستعمل كلفه اشد عمل واطعمه اقل زاد واجني من وراء كل هذا ربحا كثيرا اخاف عليك ولكن افعل ما بدلك عند الصباح وقف ابو يعقوب عند البئر وصار يصرخ مناديا قومه والفارسي واقف الى

 

جواره فلما التفوا حوله راعهم منظر الرجل ولما علموا انه رقيق ابي يعقوب هناوه وباركوا ثم سالوه فيما جمعتنا فقال لهم هذه البئر لا يكاد ماؤها يقوم بحاجتنا من زرع وسقي وكثيرا ما يغيض ماؤها وقد عزمت بواسطه هذا الشاب ان اعيد حفرها وان ابني جوانبها بالحجاره وهذا يستلزم نفقات طائله فهل اتفقتم معي على ان اقوم بها وحدي نظير ان يدفع كل منكم ال000 درهم وتجادل وتطابق ومنذ هذه اللحظه عرف الرقيق عمله اليومي وبعد قليل قال لليهودي يا ابا يعقوب قل يا مولاي فانت رقيقي قال الفارسي بهدوء لا يقاوم هدوء كانه ضجيج العواطف ان لي سيفا دفنته في مكان اعرفه

 

استطيع ان اقاتل به 100 رجل وانا وحيد واموت دون ذلك سعيدا يا ابا يعقوب ولن اقول لك من كان ابي وماذا كان يملك فلم تعد هذه الاشياء مناط فخر في ضميري ولكني اقول لك يا ابا يعقوب ان لي مولا واحدا هو الذي من اجله بخلت بنفسي ان اريق دمها بين رجل مثل صاحبك هذا الذي باعني لك فهو قد باعني وستبني انت في يوم ما وانا احتمل كل هذا بصبر سعيد لانني بكل ذلك اشعر انني في الطريق الى من ارجو لقاءه ان لك في يدي هاتين عملا كثيرا ولك في ضميري كل وفاء لك مني عهد لا اخونه لان مثلنا لا يخونون العهد فانا رقيق طليق يا ابا يعقوب ذعر اليهودي ونادى ام يعقوب وانتحى بها وقص

 

عليها ما حدث فلكم مته في صدره بدورها وحذرته من هذا الشاب قائله له انه مثل عاصفه رعد اختبئ واتركها تروي الارض ولا تخرج اليها حتى لا يصعق ك برقها ومنذ هذه اللحظه والفارسي يحمل فاسا ويصعد الجبل لكي يكسر حجاره يبني بها جوانب البئر وعندما ضرب بذراعيه القويتين راس الصخره تطاير الشرر منها فتبسم واحس بسعاده لا يدرك مغزاها كانما اشعلت الفاس نورا كشف له معالم لم يرها من قبل على حوافها الجنه وبدا يعمل حتى اذا ما فرغ بعد شهور اخذ يرمي بالحجاره من فوق الجبل ثم نقلها الى البئر واخذ يحفر ويبني ويساعده في ذلك بعض الغلمان وكان رقيقا ليهودي اخر وجن الحي

 

من ذلك خيرات غنوا لها وسهروا ورقصوا وزاد مال ابي يعقوب بعمل رقيقه الجديد لكن حدث بعد عام واحد من اقامه الف بين هذا الحي من اليهود انعزم ابو يعقوب على السفر الى الهند لصفقه تجاريه فيها لؤلؤ وسيوف وتوابل فسهر يفكر انه اذا استصحب معه رقيقه هذا فانه لن يامن ما يحدث في الطريق فربما فر او ربما غدر به ان عيني القويتان تربط عدوه كانما هو مكبل بالاغلال ثم قال اليهودي في نفسه وان تركت فالله يعلم ما سيحدث في غيابي ولكن لماذا لا ابيعه لبعض اهل الحي في المساء التالي سع هو بنفسه الى اغنى رجل فيهم فلما دخل عليه واخبره خبر سفره وانه ينوي ان يبيع هذا الرجل الرقيق

 

وانه اختاره هو ليكون شاريا له تقلب اليهودي الاخر في جلسته وقال له بعد ان قبض على كف بكف هل تريد الحقيقه يا ابا يعقوب ان كنت تنشدها فمن حقك ان تبيعني انا رقيقا له وليس مثل هذه الروح تستعبد وليس يتغير جوهر المسك ان سميناه طينه يا ابا يعقوب انك في قراره نفسك تحس انه سيدك لماذا لا ترد حمل الاحجار وحفر وبنى وسقى بقوه تمدها قوه لا تدرك انت تخاف منه ولو عرضت بيعه على اهل الحي شركه ل هذا الرجل الصامت الذي يتطلع الى السماء كلما وضع الفاس وكف عن العمل في انتظار شيء فلا تسافر يا ابا يعقوب حتى تتخلص منه فهو سيدك وليس رقيق وان شئت تسال ابنك عن

 

احساسه نحوه قال اليهودي انا مصدقك كل ما تقول لكني لن اسافر حتى اقضي فيه براي ولم تمضي ايام حتى مرت احدى القوافل وهللوا وفرحوا عندما راوا الماء نزل رجل من يهود بني قريضه يسال عن ابي يعقوب فلما راه ابو يعقوب عانقه وظل يقبله في كل موضع من وجهه لانه راى فيه الخلاص فهو يعرف انه يملك ارضا ونخلا وغنمه وابلا وانه سيد في بني قريضه واختلى الرجلان اهلا ابك كعب كيف حال شعبنا هناك اهلا ابو يعقوب وكيف حال شعبنا هنا وجلسا ياكلان واخذ ابو كعب يقص على صاحبه قصه الرحله وان هذه اخر الرحلات في هذا العام وبينما هما يتحدثان اذ سمعا صوتا فخما

 

عزيزا ينادي صاحب الدار يا ابا يعقوب ساصنع لك منسج كالذي رايته في بلاد الروم وانسج لك صوف غنمك فتربح منه الكثير تلفت الضيف مذهولا وسال من هذا الرجل غمزه من كل جانب ثم صرفوا الفارسي لامر ما ثم قالوا انه رقيق اشتريناه من احدى القوافل عض الضيف شفته ثم سبابته وقال لصاحب الدار ما رايت مثل هذا تبيعني اياه تدلل ابو يعقوب وتاب وضحكت ام يعقوب كانها تستغرب الطلب لكن ما لب ان عرجوا على الامر اثناء الحديث وقبل رحيل القافله كان ابو يعقوب قد قبض ثمنا لعبده خمسه الاف من الدراهم نظر الفارسي الى اهل الحي الذين التفوا حوله يسالونه وهو يمتطي ظهر ناقه

 

الى اين الرحيل نظر اليهم نظره دامعه ليست على الارض التي تركها ولكن حنينا الى الارض التي هو ذاهب اليها وكانت البئر اخر ما وقعت عليه عيناه وبدات القافله في المسير واستتب لها الطريق واذا باحد الحداه يردد ما ردده الاول يا نخل تحت ظلك الحبيب يا ليت لي في الظل من نصيب ابتلت لحيه الفارسي بدمعه [موسيقى] ومرجعتش الرونق بالغ العمق كان اكثر من نور سماوي كان نورا وعطرا ومتعه روح وشيئا من دموع الرجل يصل الى فمه فيحس طعم الدم كانما شرب شيئا نادرا وقال في نفسه يد تسلمني الى يد حتى اقبل يديك هذا يقيني ايها النبي الذي امن به شيخ

 

عموريه هل انا في الطريق اليك وادي القرى كانه يحمل عطرك ثم رفع صوته ايها الحادي لماذا لا تغني الحبيب تحت النخل ايها الحادي قلها من [موسيقى] جديد هتف دون ان يشعر والقافله تدخل المدينه والنخل يهتز بريح لينه وعليه بقيه مطر والارض ذات الاحجار السوداء حولها تلمع به هذه والله ارضه واني ملاقيه هنا لم يكن الفارسي يدري ان صوته قد ارتفع حتى سمعه ابو كعب فمال اليه يعنفه وسال عمن تتكلم قال وكانه يخرج من نطاق فكرته عن رجل احلم بلقائه صديق ليتني اسمو

 

الى هذه المنزله انني واحد من عدد لا يحصى يحملون نفس الحلم لست فاهما قصدك هل قابلته وانت مسافر ثم افترق بكما الطريق ان لك ان تستريح يا فارسي سمع الله منك نحن قوم مجتهدون نحن اهل زرع وحرث نقيم فلا نبرح هكذا بنو قريضه وهم قومي وهذا ذبهم ولذلك ان لك ان تقيم واقام ينام في بنايه واسعه منعزله عن الحي تكدس فيها الحبال وادوات اصلاح النخيل وفي احد اركانها بقيه تمر فاسد فاحت رائحته فملات الهواء كان متعبا من العمل وتمدد على فراش من السعف وعليه غطاء من الصوف خشن جدا وسراج شحيح النور يضيء المكان على قدر طاقته والليل شديد البرد واخذ يفكر لم

 

يدري لماذا عادت به الافكار الى اول الطريق وتحسس الفراش وتذكر فراش في فارس وتلك المخاطر التي تعرض لها والطاقه الروحيه التي القى بها شيخ عموريه ثم تذكر بما يشبه الرفق اباه وامه واخته بوران ولمع في المكان منجل تحت النور الواهي واقتحمت المنظر بجملته لفه من الحبال المكومه بلا نظام وجرى احد الجرذان نحو السقف وعين الرجل ترقب كل شيء وفي قلبه حني وسال نفسه هل يتمنى ان يرى احدا من اهله ولم يجد جوابا كانما نادى في مكان لا شيء فيه يردد حتى الصدا واخذ يستعيد تفاصيل رحلته وهذا اليهودي الذي باعه لاخر وملامح شخصيه السيد الجديد ابو كعب هذا ان وقومه

 

الذين يسكن الان بين ظهرانيهم منذ بضعه شهور يمتازون بالجبن ليسوا اهل حرب همهم يزرع ويحصد ويبيع ويكنز واحس الفارسي ان ابا كعب رجل لين العريكه تمكن الاقامه عنده الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا نظر الفارسي الى سيفه فاحس بشوقه اليه كان معلقا على مقربه بين كومه ادوات الزراعه فنهض واتى به ولذ له ان يجلوه فاخذ يفعل وتلالا السيف كانه يحدثه عن ليله حرر يديه ورجليه من حبال كتان التي اوثقه بها ابوه الوثني فخيل للفارسي ان السيف قد حطم وثنا عندئذ ادناه من انفه وشم رائحته فاحت رائحه الصلب المعروف وملات خياشيمه فسال نفسه ماذا سيكون مصير

 

هذا السيف انه وقد خلى الان من الجواهر قابل لان يحلى بجواهر جديده يعلم الله ما نوعها وقام فعلقه تدلى نحو الحبال ورجع الى مرقده وتمدد نظر الى السقف وتنهد وقال في نفسه الى متى يا رب يطول الانتظار انا لست وثنيا ولست الان نصرانيا وها انا ذا في ارض اليهود ولست يهوديا كما تعلم كنت مع عابد احببته فيك واحببتك فيه ارتفع بمعرفته لك حدا كدت اراه فيه غير تابعا لنبي انه سبح في نورك شيخ عموريه الذي مات يا ربي هو المسؤول امامك عما قلت اليه وانا لست فريسه للشك فانا ارى في عذاب كل لحظه مرت بي ورقه خضراء تتفتح على شجره الحكمه حكمتك التي تخفى على الناس يا

 

ربي وانا الان فوق فراش من الخوص وتحت غطاء من الصوف وليس يهمني غطائي ولا فراشي بقدر ما يهمني ما تبسطه لي انت وما تسلبه علي فكل قطره دم وكل شهقه نفس ملكك واشواقي تقودني وخطواتي تتبعها وانا بانتظار النور قال ابو كعب للفارسي بعد عامين من اقامته انت رجل قوي لكنك تبخل بقوتك على مولاك فلم يرد علي ولكنه اشاح عنه بوجهه ونظر الى السماء على حين استطرد اليهودي انت تذكر يا فارسي يوم كنا في وادي القرى عند ابي يعقوب يوم دخلت عليه في اخر ايامك عنده وقلت انك تود ان تعمل له منسج وتنسج عليه صوف اغنامه فلماذا لا تفعل هذا عندنا لا باس يا ابا كعب سافعل

 

ولم تكن هذه الرغبه الا استجابه لالحا في استرجاع ذكريات خالت له في عموريه كانما كانت مع امه وابيه واحس الرجل انه محتاج لمثل هذا كثيرا لان المنطقه يغطيها الجذب بمعانيه كلها فليلا التي يقضيها مؤرقا كمسافر يبيت في انتظار دليل من الممكن ان يقطعها وشعر ان هذه البقعه من الارض ستكون بحكم معرفه الله لحاجاتها مهبط وحيي ووطن نبي وستكون هذه الرمال التي تنبسط حتى تلمس سفرتها زرقه السماء محجا لكل الامم وبدا اهل الحي من بني قريضه يتحدثون عن منسج ابي كعب وعن العمل الذي يقوم به رقيقه الفارسي وبدا الرجل يسهر واخذ يحاكي في عمله ما يفعله العرب في نسج الخوص وما

 

يفعله الفرس في نسج المطارف يد تعمل وعقل يفكر والزمن يجري في تشابه غير ان الفارسي كان يرى كل يوم قنطره لليوم الذي بعده يعبرها في حبور حتى ياتي اليوم الم عود والعمر يجري وقف الفارسي في مطلع الشهر على تل يهيب بالغنم ان تعود الى حظائرها فراى هلالا مولودا فتبسم واخذ يحسب عمره انه هنا في ارض يثرب منذ ثلاثه اعوام او اكثر وها هو ذا يدلف نحو ال3 وها هو ذا يكاد ينسى تاريخ ذاته هو حقيقه ذلك الطفل الذي ورد في فراش الخز والدي باج في ارض فارس وفرح بمقدمه الدهقان واقيمت لميلاده الصوات في بيت النار في القريه هز راسه وهو ينظر الى

 

الهلال وقطعان اغنام بني قريضه تنحسر وتتجمع في طريقها الى حظائرها وناقه شديده الحنين ترجع بصوت كانه نداء حبيب وهز راسه في كل عام يدفن الرجل منا ذاته في ذاته يدفن الاضعف لينبعث منه الاقوى او يدفن الاقوى لينبعث منه الاضعف وليس هناك ما يربط الاول بالثاني سوى للتذكر نعم صدقت يا شيخ عموريه وسلم عليه في الطريق احد الرعاه احس وهو يشد على كفه ان رابطه ما تربط بينهما من تلك العلاقات التي ينشرها الله بين البشر فيجعل المغتربين يحسون بالتاخير القامه ذكي القلب سريع الحديث في عيني قلق وجمال يتناسبان مع صغر سنه وقال للفارسي وهما في الطريق اريد ان اتعلم منك

 

يا عمي رد الفارسي بتواضع وماذا عندي لاعلم لمثلك لقد تحدث الناس عن اغطيه الصوف التي تصنعها يداك وما اسمك ايها الشاب اسمي حسان انا سمي شاعر المدينه حسان بن ثابت هل سمعته يا عماه ربما لا فتاوه الشاب وحملت اهته مدى لذه الروح انه يقول شعرا في النبي الجديد هتف الفارسي واحتضن الشاب ماذا تقول النبي الجديد ثم هتف في سره اه يا شيخ عموريه ليتك معي وحملت لالقاهرة [موسيقى] عنه اتركني فقد بعدت عنا الغنم ساعود اليك الليله لاتعلم واتحدث والسكينه تملا المكان والقلب سمع الفارسي طرقه على بابه ورائحه الحبال

 

والليل والتمر والصوف تفوح في المكان ودخل الشاب بادي السعاده واحتضنه الفارسي كانه ابن له لقيه بعد فراق ولاول مره منذ رحيله عن عموري احس باوس القربه وجلس هو وحسان الى المنسج في يدهما الخيوط وفي قلبهما الامل وقال الشاب دون مقدمات تركتهم يتجمعون هناك الاوس والخزرج وقد سماهم النبي بالانصار التقوا به عده مرات في القبه واسلموا وعلمهم من دينهم ما اسعدهم لم يعد بينهم حرب يا عمي وابن ثابت في الطريق اليهم ليقول اشعاره في الرسول الذي لا يزال في مكه حدثني عن الذين تبيعوه ضحك الشاب ضحكه من يستكثر على الصغير ان يخبر الكبير بشيء او

 

يعلمه اياه اما رايت ذات يوم جبلا تغطيه الشمس باشعتها هل تفرق الشمس بين السفح والقمه انها لا تفرق هذا هو دينه الجديد ثم اخذ يتلفت في انحاء المكان الذي يغطيه نور خافت حتى وقعت عيناه على شيء ما فوثب الشاب وقام وجاء به الناس في دينه سواسيه مثل اسنان المشط لم يبقى من لا يتبعه الا من يخافون على عرش او سلطان لا يستظل بظل الله مثل ابن ابي بن سلول ثم امسك بالصوف وجعلا يعملان ليله في ارض العرب اعادت الى الذهن ما كان هناك في ارض الروم ولكن الشاب كان متدفق الحديث كان يحث بفرحه من ملك شيء عظيم يزيد في عظمته ان يحدث الناس عنه كان قد ملا جيبه

 

تمرا واخذ ياكل ويتكلم والفارسي منصد كانه في حلم اه يا عماه لقد حفظت كثيرا من القران الذي انزله الله علي جاءا من مكه رجل يقر اياه ثم قرا وجاء من اقصى المدينه رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسالكم اجرا وهم مهتدون وكانت عيناه تدمعان وصوته ينفذ من يوط المنسج وعين الفارس على السيف المعلق خيل اليه انه يختال في قتال وان كان له غمد غليظ وتذكر يوم فقده وعاد اليه مع رفيق سفره فايقن ان ذلك لانه يريده الله وافق الشاب بعدما هوم براسه كانه نام ونظر الى الفارسي فاذا به ساهم عيناه تنظران الى بعيد وفيهما عمق لا يدرك له مدى عندئذ

 

ربت الشاب كتفه وهمس عمي هل انت نائم او مفكر همس الاخر نبي ماذا تقول في رجل امن بمحمد قبل لقياه وان كان مولى من موالي اليهود يخدم ارضهم ويرعى ماشيتهم نبي فلتاتي كل ليله تحت جنح الظلام بحجه انني اعلمك ولكن لتعلمني لاحفظ منك ما حفظته من القران ساشتري منك برخيص فلا تبخل علي بشيء بربك فتح الشاب فمه وهو لا يكاد يصدق وهمس هل انت مسلم وطو بذراعيه واخذ يقبله ثم قال بصوت خفيض لكن الا يشك بني قريضه في امري اذا ما استمر ترددي عليك لا تخف ساضع جهدي لاقدم لابي كعب من النسيج ضعف ما اعتاد ان ياخذ مني حتى يوقن ان هذا من عمل يديك لن انام ليلي لاغق عليه من متاع

 

الدنيا ما يريد وهذا لكي تلقاني فليس في قدرتي ان القى احدا هناك ما دمت رقيقا فهل تعاهدني يا حسان نفسي فداك فداى الحر الرقيق ان قيدا من الحديد يكبل جبل احد غير قادر في نظري ان يكبل نفسك العظيمه نحن بانتظار شيء فعلينا الا نحزن انا لك ان تعود الان فاني اخاف عليك وداعا واقفل الفارسي وراه باب حجرته ثم جلس الى المنسج يردد في همس ما حفظه من القران ويهتف بين لحظه واخرى وعندما ارى وجهه سيلقي قلبي عصى الترحال اما عقلي فسيف على عتبه المعرفه نعم هكذا يا ربي يا منزل القران على اكمل انسان هكذا حكمك ساخت فيض الحكمه من بين يديه وكان في قدرتك ان تجعل مولدي حيث

 

ولدت لكنك شئت لي قبل ان القاه ان تطهر نفسي في نهر عاصف التدفق نهر حياتي التي بدات في مزرعه وانتهت الى مزرعه وليس يكفي قلبي يا ربي ان اعبدك على دين محمد لكن ان تجعل مني احد جنود الاسلام وان تكرمني بمشقه جديده اجعلها وسيله اليك مشقه يثقل وزنها على وزني ما قد حملت في سبيل الناس من اليهود كانوا قنطره بي الى شاطئ الحكمه فالعبره بما نعبر اليه لا بما ندوس عليه ان اسباب دعائي لك ممدوده كحبل من الارض الى السماء لا اريد ان ينقطع حتى تقطع بيديك القادره حبل اسري اما اذا كان ذلك سبيلا لرضاك ونصره لدينك فلا تقطع ولتكن هذه ورقه جديده على شجره

 

حكمتك لم يشعر الفارسي ان المصباح قد تضاءل من حوله لان نور النهار كان قد تسلل من كل شق وكل خصاص وفرش حجرته المليئه بالصوف والحبال والتي يتدلى على احد حوائطها سيف من بلاد فارس عندئذ فتح الباب ليستقبل السماء مال والنخيل وفي احدى يديه منجل وفي اليد الاخرى طعام يكفيه يومه اصبحت حياته منذ ذلك العام في جلال اللحظات تنغمس فيها الروح في ابتهال مقدس فلا تشعر بامتداد الزمن واحس بان حياته جديره بان يعيشها بل وان يبخل بها على الموت ولاول مره يذكر الموت بخوف كم تطوق نفسه لمعرفه الصلاه الجديده وما اشد ضماه لان يؤديها وراء

 

النبي كان بنو قريضه في خوف دائم كانوا لا يفترون عن ترميم حصونهم وتجديدها لانهم يعلمون بما تكنه قلوبهم من عداوه للنبي العربي ولعلهم كانوا يطمعون ان يكون النبي الذي وعدت به التوراه منهم هم وراهم الفارسي وهم يعملون في حصونهم ما يعملون ودعوه الى ان يفعل لكنه قال لهم اني لا اعرف في هذا شيئا ليس لي الا الرعي والزرع ثم هتف في نفسه الله وحده هو الذي يعلم انني ربما اكون من جنود يهدمون هذا فوق رؤوسكم وانصرف الى النخل صعد نخله يجز جريدها وصاحب النخل جالس تحته امامه نار عليها وعاء فيه تمر ولبن والسماء في صفاء لا سرد نظر اليها الفارسي ونسي نفسه وحملق

 

في ابي كعب اسفل فاحس انه ضئيل قميء جدا في قماه الجرذان التي تسكن معه الحجره ولاحت له من فوق النخله منازل بني قريضه وحصونها ومن بعيد ايضا راى الحجره التي يسكنها خيل اليه ان نفسا من فاسه لم يخالطه هوائها قط كوطن غريب اتجه ببصره نحو الجنوب حيث تقع المدينه والطرق المؤديه اليها وعاد فنظر الى السماء راى طيورا تضام وتتجمع كانما سمع دعاء طائر تحبه وفي قلبه اليوم حبور واحس فوق ذلك بشيء مادي ان عينيه قادرتان ان تخترق الحجب وكانه يرى بلاد فارس من فوق النخل ويرى ناسا داخلين اليها وهو بينهم وتبسم وسمعه تف ابي كعب ينادي به يا فارسي لقد

 

نام احدهم على نخله ذات يوم فسقط فدق عنقه هل تسمع لم يرد عليه بل اخذ يعمل بالسكين في اصول الجريد ولم يلبث الا قليلا حتى راى رجلا من اليهود يجري نحو ابي كعب واحس ان حادثا قد وقع فكف عن العمل ونظر اسفل النخله وكانا في بادئ الامر يتهامسان فلم يسمع ما يقول لكن ابا كعب اضطرب وتراجع حتى انكف وعاء طعامه على الارض ثم ارتفعت الاصوات قال ابو كعب غاضبا وهو ينظر الى اللبن المراق اليس هذا فاللا سيئا انكم يا بني قريضه من اشهر الجبناء تصدقون كل شائعه وترون في كل اتجاه من قال لك هذا يا رجل رفع الثاني عقيرته صائحا فيه قاتل الله بني قيل انهم لا يتقصون عليه بقباء

 

وقد قدم من مكه ويزعمون انه نبي اما ابو كعب فخر جالسا واما ابن عمه الذي كان يحدثه فولى يجري كانه يبحث عن ملاذ اما الفارسي فقد اخذ يرتعد استق اسنانه ونضح عرقه اما القلب فقد كان له لغته الفريده كان في استعداد وخوف ليس من ذلك الخوف الغريزي المعروف ولكن كان مزيجا من رهبه واجلال وشوق يبلغ حد الضما وبلغ به حد انه كاد يرمي بنفسه من فوق النخله ولكنه نزل سريعا كانما نداء كل القلوب المحبه انصبت في اذنيه الان وارتاع ابو كعب حين داست اقدام الفارسي العاريه على فضل ردائه وهو جالس ينظر بحسره الى اللبن المراق ويتدبر ما قاله اليهودي عن مقدم النبي نظر ابو

 

كعب الى مولاه نظره رجل يتهم بالجنون رجلا اخر فقد كانت عيناه الفارسان تحت حاجبيه المقرنين في اتساع مخيف وفي سوادهما راى اليهودي شخصه كان الفارسي يلهث ويهتز صدره المفتوح اللابس قميصا من الشعر الاسود تحت قميصه الداكن وفي يده سكين و على كتفه حبل وفي ساقيه قدره على الجري بحيث تسابق الريح وبعد لحظات سال اليهودي ال جننت يا فارسي هل لدغتك عقرب ماذا ماذا كنتم تقولان لكزه اليهودي في جنبه لكزه قويه اودعها كل مخاوفه وحقده فهو يعلم ان النبي القادم الى المدينه رحمه للعالمين جاء ليمحو الذل والعوز والكبرياء الترف والفارسي احد الذين سعز دينه وكان لا يزال

 

واقفا بانتظار ابي كعب الذي ما لبث ان قال له مالك ولهذا اذهب الى عملك فصعد النخله من جديد واخذ يترنم بذلك الحداء الذي سمعه في وادي القرى يوم غدره اليهودي الاول وباعه لهذا الجالس تحت النخل كانهم يدفعون به من حيث لا يشعرون الى طريق الله جعل يترنم يا نخل تحت ظلك الحبيب يا ليت لي في الظل من نصيب ولما سمع الغناء ابو كعب جعل يتلفت ثم رفع راسه الى اعلى بعد ان عرف المصدر وقال للفارسي ليس تحت ظل النخل سوايا يا فارسي شكرا لك ما رايت عبدا يحب مولاه مثل حبك لمولاك هتف الفارسي من اعلى وبصوت صعد نصفه الى السماء وهبط منه الى الارض ما

 

قلت كلمه صدق يا ابا كعب سوى [موسيقى] هذه ملا وعاء من الخوص الجديد بايب انواع تمر المدينه ولبس ثيابه المغسوله ونظر الى سيفه المعلق وامد المباح بزيت جديد ويب كفيه بان فرك بينهما بعض الاعشاب العطره واقفل باب حرت والليل ساكن ثم خرج متسللا يد قبا حيث نزل المختار لم تمتزج اليقضه الحاده بالخدر الغامض في شعور انسان بقدر ما كان يمتزجان في شعور الفارسي وهو يحمل وعاء الخوص ويمشي تحت النجوم كان ينظر اليها فتغمض كانها تذكره ببعض قومه الذين عبدوها فاشح بوجهه ولم تنبح كلاب بني قريضه حين عبر ثم سار نحو قباء عندما هرب المكان الذي نزل فيه النبي

 

وقف في العراء ووعاء التمر تحت ابطه ونظر الى السماء وهتف يا من خصتني دون اهل بلادي بان ارى هذا النور اجعلني اهلا لان انظر اليه وكحل به عيني وقلبي ثم مضى وقف قريبا من مجلسه بطوله الفارع واجلا القويه وكان حول الرسول عدد من بني عمرو ابن ؤف والى جانبه الصدي ابو بكر لم يكن الفارسي يعرف اين النبي في الجالسين لكنه بعدما ادار عينيه فيهم وهم يتحدثون عرف الطلعه التي ترى بالقلب كان يتكلم في جلال ونبرات حديثه تخطوا للمسلمين وطنا جديدا ستشرق الشمس فيه لم يتقدم حتى سكت النبي عن الحديث وعندئذ خطا اليه احس انه يدوس بقدم عاريه

 

على ابسطه كسره ليلقى الرسول والمرئيات حوله مثل ستائر تهتز وكل حسه متجه الى محمد من جديد وقف مره اخرى واخذته عينا النبي احس بقوه رفعته ثم التقطته شعر انه في محتواها في حيزها بكل كيانه التلاشي مع الوجود في وقت واحد لكنه عاد يشعر بوجوده اكثر من تلاشيه عندما ابتسم النبي سائلا في رفق من الرجل تقدم وتلفت الحاضرون وعرفه بعضهم وتقدم ذلك الذي كتب الله عليه ان يسيح في الارض حتى يلقى نبيه وجلس بين يديه واضعا وعاء التمر الى جانبه جانب الفارسي وقال للرسول انا سلمان الفارسي اسم سلمان الفارسي فطرق الرسول مليا ثم رفع راسه

 

ونظر اليه ثم هز راسه وابتسم وكل ملامحه تدل على تقبل عظيم واستطرد سلمان انكم اهل حاجه وغربه وعندي طعام نذرته للصدقه فلما ذكر لي مكانكم رايتكم احق الناس به فجئت به واشار الى الوعاء فقال الرسول لاصحابه كلوا بسم الله وامسك هو فلم يبسط اليه يدا عندئذ هتف سلمان في نفسه رحم الله شيخ عموريه لقد زودني بعلامات اعرف بها النبي الذي كان ينتظره اللهم اني مؤمن به لكن هذه واحده فانه لا ياكل الصدقه بعد اذ تزاحمت الوفود على الرسول وتاخر الفارسي ليخلي السبيل لغيره وعاد الى مسكنه في الليل من جديد تمدد على فراش الخوص فاحس انه خشن

 

لماذا فكر فادرك انه منذ قليل احس وكانما وطات قدماه الحافيتين على بساط كسره فتبسم ظل يعاني ارق المشتاق حتى قرب النهار فخرج الى عمله ثم عرج على السوق واشترى من اطيب طعام المدينه وسار مره اخرى الى الرسول راى رجلا على هيئه مسافر هلل القوم وكبروا حين دخل عليهم ونهض الرسول وعانقه وفي عينيه حب وشكر وسال سلمان عن القادم فعرف انه علي كرم الله وجهه وكان قد تخلف في مكه حتى ادى عن الرسول الودائع ولحق به في قباء عندئذ تقدم سلمان وسلم ثم جلس بين يدي الرسول الذي نظر اليه واستطالت نظرته وقال له ايهن يا سلمان فطرق الرجل وهو يقول اني رايتك لا تاكل الصدقه وقد كان

 

عندي شيء احب ان اكرمك به هديه ووضع الطعام بين يديه فقال الرسول لاصحابه كلوا بسم الله واكل معهم عندئذ هتف سلمان في نفسه رحم الله شيخ ها موريه لقد زودني بعلامات ثلاث اعرف بها النبي الذي كان ينتظره وهذه والله العلامه الثانيه انه ياكل من الهديه قال سلمان وهو في الطريق الى بعض شانه حين لقى رجلا عرفه هل انت ابو ايوب خالد بن زيد لعلي غير مخطئ اذا قلت ذلك ولعلي غير مخطئ انا الاخر ان قلت انت سلمان الفارسي وقد عرفتك بقامته منذ جلست بين يدي رسول الله فاقبل سلمان على الرجل يل ثمه ويقبل يديه ويهمس هاتان اليدان التان حملتا رحل رسول الله عن ظهر ناقته

 

حين اناخت امام دارك فدخلت بالرحل بعد ان نزل الرسول في بيتك فقطعه الرجل قائلا هل انت مسلم يا سلمان فردد ايات من القران فدهش وساله ولماذا لا تجهر فقال سلمان قل لي قل لي اولا اين القى الرسول اليوم تعال معي اسرع وهناك في البقيع راى الرسول يتبع جنازه فسار حتى ادركه وكان حوله اصحابه وعليه شملت مؤتزرا بواحده مرتديا الاخرى فسلم عليه ثم عدل وتاخر لينظر اعلى ظهره وما هي الا لحظات حتى القى النبي بردته عن كاهله فقد احس بما يبحث عنه الفارسي فهتف سلمان في نفسه رحم الله شيخ عموريه لقد زودني بعلامات ثلاث اعرف بها خاتم المرسلين وهذه

 

والله هي الثالثه اذ قال لي سترى بقلبك حين تنظر بين كتفيه خاتم النبوه شهدت انك رسول الله حقا وصدقا وعندما دخل الليل ذهب سلمان الى الرسول كان في هذه المره شاعرا بانه سيلقي بكل اثقال نفسه بين يديه وعندما لاح بعوده الطويل على مقربه من مجلسه تبسم له النبي ابتسامه اعرض من كل ما قد لقيه بها من قبل كان نورها يقول له ان لك ان تجهر بما في قلبك وخاض الجميع الى حيث يجلس عليه السلام ومال على يديه يلثمها ناطقا بالشهادتين وعيناه تدمعان وفي كل قطره دم يذوب اعوام طويله من الشوق وربت الرسول على كتفه ليجلسه عندئذ انضم الى جنود الله

 

فارس من ارض فارس حمل عنه الرسول اثقال نفسه حين امره ان يقص عليه قصه حياته ففعل حتى اذا ما قال انه رقيق في بني قريضه امر النبي اصحابه ان يساعدوه ليتحرر وعن طريقهم سيدفع الفتيه غير ان سعاده الروح لم تكتمل لسلمان مره واحده فقد امتد زمن رقه عند بني قريضه عده سنوات دخل حسان ذات مساء وجلس على المنسج واخذ يردد على مسامعه ما سبق ان تناهى اليه عن انتصارات المسلمين في بدر فاخذ سلمان في البكاء عندئذ صعق الشاب فقال له سلمان وهو يجفف دمعه بكمه انك كنت وراء المسلمين لتزو بالنبال وكان ابوك في المقاتلين وامك كانت تواس الجر ومن ثلاث طرق يا بني دخل الى داركم رضوان

 

الله اما انا فانظر موقف من تدعوه يا عمي ففي هذه الحجره فارس وسيف وايمان الرق يمنعهم من العمل قال الشاب في تعطف شديد كل ذلك لميعاد لا تحزن يا عمي فليس يسرني ان اقول لك ما سمعته عن ابي من ان المشركين يجمعون فلولهم لينتقموا من المسلمين الطريق طويل يا عمي وفي العمر مجال باذن الله وانقطعت اخبار حسن فخرج سلمان يتحسس اخباره في فتره كان المسلمون في المدينه يعيشون في احزان ويتجهون الى الله ان يعيد اليهم افراح بدر موقنين ان ما حدث لهم في احد ليس الا امتحانا لايمانه علم سلمان ان الشاب قد جرح وان دماء ذكيه سالت على الرمل ولاول مره يحس

 

بكمد لا يعرف له وصفه في داخله اتركت قوتان كان تحتها اشبه باسد حبيث يحص ان الزئير في الحبس شكوى وانه لن يزار الا وهو طلق في هذه الليله اوى مبكرا الى مرقده وكانه دفن جمله احزانه ذلك الذي ولى ظهره لوطنه واهله والقى نظره غير دامعه على حجره ابيه وخرج اخذا بمدخل الطريق الى الله نام تقلب ويتلو القران فاذا بالباب يدق عليه وكان الطالق حسان ومعه رجل اخر لم يسبق لسلمان ان راه كان معه المبلغ الاخير الذي سيؤدى لابي كعب لكي يصبح حرا لا بل لكي يصبح الحر حرا لما سمع سلمان حديثهم تقدم الى الحائط ونزع السيف من على الجدار وتقلد ولما

 

سالوه عما يف فعل لم يجب فقد كان مدركا ان كل ما سيحدث انما هو في سبيل الله متشككا في نيات ابي كعب القرضي سار ثلاثتهم الى دار ابي كعب ودق سلمان الباب بقبضه يده القويه مدركا انه يطالب بمعنى الحياه لذلك شدد القبضه وردد الطرقه وجاء صوت مستكين ممطوط صالح للشكوى من امراه في الداخل من الطارق انا سلمان اريد ابا كعب حالا صمت قليل قالت بعده المراه ا انه نائم في الصباح يا سلمان في الصباح لا يا امراه فان معي ما سيجعله يقفز للقاء ماشيا على يديه لا على رجليه اذا ما اخبرته به جاءتهم ضحكه وانيه دراهم اذا ها نعم دراهم ولم يلبث ابو كعب ان خرج اليهم في

 

رداء نوم قديم وامامه امراته تحمل مصباحا فلما راى السيف على عاتق سلمان ذعر لكنهم سارعوا وابرز له المال فضحك اعذروني ما رايت سلمان يحمل سيفا قبل الليله عهدي به يحمل فاسا فقاطعه سلمان عرفتني منذ اعوام زارعا وستعرف مني في غد محاربا وسترى اي الرجل ين ابرع من الاخر قال ابو كعب بعد ان اخذ المال منهم ليس يعنيني الان منك الزارع ولا المحارب انصرف فانت حر فهم حسان بلط ولكن سلمان قال الفاس له والسيف لله ولكم معنا موعد يا بني قريضه فدتك نفسي يا رسول الله ها انت ذا تراهم في عددهم الضخم في شمال المدينه قريش وحلفائها يريدون ان يثروا لقتل بدر واحد

 

وبنو قريضه في المدينه من حلفائهم فدتك نفسي يا رسول الله ان رايا ان اقررت كان من سلاح الله والا فهو خاطره انسان هذا ما قاله سلمان للرسول وهو يتفقد المواقع حول المدينه ليصف جيش المسلمين في وجه الشرك وب بعد ان دخلت النساء والاطفال الى القلاع واقفلت الابواب وكانت المدينه محاطه بالجبال الا مدخلا واحدا كان المسلمون في قلق واخذ المنافقون يبذرون بذور الفتنه اقبل سلمان على النبي يقول له الفرس يحفرون الخنادق حول المدن لحمايتها من الهجوم زاد وجه الرسول اضاءه واشراقا وراى المسلمون ذلك على النبي فايقن ان الله اهدى اليهم من النصر وشمر رسول الله عن

 

سعديه الطاهرتين وامسك بالفاس وبدا حفر الخندق وتعال التهليل والتكبير من كل جانب حتى وصل الصوت الى النساء في الحصون فحاولنا ان يطلن ليعرفنا الخبر واخذ سلمان فاسه واخذ يحفر ارض المدينه وهو يذكر تلك الايام التي كان يكسر فيها الاحجار لليهود واخذ يهمهم بايات من القران قطعها عليه اول الامر صوت ندى غذي اعاد اليه ذكريات خاليه ابعد مدى من حوادث هذه الايام تلك الحوادث الفذه التي تهز قلبه كانما لتوقظه من ماذا من اليقظه حتى سبح سلمان في احساس لا يكاد يكون ارضيا اذ هو بين المسلمين وياخذ النبي بمشورته ما اعظم هذا الوسام الذي حظي به

 

وسام من نجوم السماء لكن صوتا نديا في الشوق ياتي من احد الذين يحفرون انه اها هو ذلك الوثني الذي كان يغني على نهر دجله يوم لاقيه في القافله الخارجه من فارس سهيل العربي انه هو ولا شك واحس سلمان ان فيضا الهيا عظيما يرفعه كما يرفع البحر السفينه ترك فاسه لحظه وسار اليه وكان قد وصل مهاجرا من قبل ذلك ببضعه ليال ونداه سلمان فرفع اليه وجهه وثب كل منهما الى الاخر يعانقه ويبكي وقلب كل منهما يتذكر مقاله سلمان لن نلتقي الا اذا كان الهنا واحدا يا سهيل وها هما اليوم قد التقيا على الاله الواحد ونبيهم يحفر معهم حول المدينه وبعد ذلك قال سلمان لصاحبه

 

هلما نحفر معا تعال الى جواري فانت فال طيب في حياتي يا سهيل ثم اقبل الليل والسكون في جبهه المشركين يخيم خائفا وجلا واذا كان العدد عظيما عددهم الذي ربطته خيوط من المصالح مثل نسيج العنكبوت اقبل الليل وان كان العدد عظيما عددهم الذي ربط ه خيوط من المصالح مثل نسيج العنكبوت اقبل الليل وفتح الخندق فمه حول المدينه مثل وحش اسود يرقد ان داسه احد اهلكه ونظر اليه المسلمون وايقن انه نصر من الله فلم يسع المهاجرون الا ان صاحوا ذاكرين الفضله لصاحب المشوره لسلمان سلمان منا ولكن الانصار راوا انفسهم احق بهذا فاذا كان المهاجرون قد اعتبروه في الاسلام

 

مهاجرا كان الانصار سكان المدينه اعتبروه مقيمه فهم مثل خزرجي او اوسي وهو انصاري فصاح ذاكرين الفضل لا بل سلمان منا وكان رسول الله يطوف بالمسلمين ليرى ما تفعله القلوب المؤمنه بالارض السلطه فسمع تها تفهم فاقبل حتى وقف في مكان وسط بينهم وقال بصوت هادئ سلمان منا ال البيت ولما سمع سلمان مقاله النبي احس بعراق نسبه وحضرته صوره الدهقان ابيه وهي تدخل في ظلام لا نهايه له لكنه شعر بنفس الشعور الذي داخله وهو يخطو الخطوات الاولى الى الرسول وهو في مجلسه بين اصحابه في قباء بعد الهجره بيومين اثنين شعر سلمان ان يديه التين الهبت الفاس شر

 

تهما تمسك باستار حريريه في قصر كسرا هذه المره شعرت يداه وفي المره السابقه شعرت قدماه الصدان الى النبي في مجلسه بانها تدوس على بساط كسرا بعد قليل ارتفع في سماء المدينه حول الخندق لغط المسلمين وهم يعملون وجاء حسان بن ثابت الانصاري فقال عده ابيات من الشعر الهب حماسه القلوب وعاد الى حيث يقف في حراسه القلاع التي بها نساء المسلمين واطفالهم واستتب الظلام وهم يعملون وفي هذه المره وقف سلمان متعبا يتصبب العرق منه كان هو وسهيل يضربان في صخره لا تريد ان تنكسر وكان لابد من كسرها واجتمع سعيدان فارسي وعربي تحت الرايه لكسر الصخره لكنها ابت عليهم كانت في عناد قلب

 

المشرك تحت ا جنح الظلام وتبسم كان يرى انها ستنكسر حتما وضع فاسه عليها ومشى يبحث عن الرسول وعندما مثل بين يديه اخبره بامر الصخره وهل يمكن توفيرا للوقت والجهد ان يدور الحفر حولها ويتركو في مكانها سار الرسول في صمت ثم وقف امام الصخره ونظر اليها كانت على هيئه حيه قصيره مقوسه غامضه لا يعرف اين راسها واين ذنبها وقد فالنبي امامها برهه ودع الله ثم طلب معولا فاتاه سلمان به وامر النبي اصحابه ان يبتعدوا عن مرمى الشظايا وسمى الله وضرب الصخره ضربه فجرت منها شرارا اضاء الليل حتى راى المسلمون وبينهم سلمان نواحي المدينه كلها ورعى المسلمين ان

 

سمعوا رسول الله يقول الله اكبر اعطيت مفاتيح فارس ولقد اضاء لي منها ق صور الحيره ومدائن كسر وان امتي ظاهره عليها وانكسرت الصخره من الضربه الثالثه واترك سلمان في خشوع وهو يقول في نفسه صدق الله ورسوله وراى في ظل الاطراق جيشا لجب يمشي في المستقبل من حيث يقف هو والمسلمون الان متجها نحو الشمال الشرقي الى حيث يعود سلمان الفارسي الى الارض التي فيها مهده د من الحرير والديباج انكره قلبه الذي ظل يضرب في الارض باحثا عن الحقيقه ها هو ذا السابع عشر للهجره والدنيا تغيرت قبض النبي الى الرفيق الاعلى

 

والخلافه اليوم على يد عمر والمسلمون معسكر الان على الشاطئ الغربي لنهر دجله والنهر في فيضانه يجري نحو الخليج بسرعه تدوخ كان سلمان الفارسي ورفيق سفره القديم واخوه في الدين الجديد سهيل العربي بين الجنود ينظران الى النهر ويذكر يوم ركباه نحو الشمال يوم كادت السفينه توشك على الغرق وركابها يبتهلون الى الله نظر كل صديق الى صديقه نظره حملت مجمل القصه ثم انصرف كل الى افكار اخرى اطرق سلمان لانه تذكر حادثا لا ينساه ذلك الذي وقع يوم الخندق يو بعثت الشراره من الصخره بيد النبي فبشر المسلمين بارض فارس خيل الى سلمان ان ضوءها لا يزال

 

ثابتا على الافق الشرقي مثل طلائع الشمس وتحت وهجها السماوي تاخذ عيو المسلمين ايوان كسر الابيض في مدائن الايوان على الشاطئ الاخر للنهر وقه سهيل العربي فجاه والمعسكر في سكون فنظر اليه سلمان الفارسي وابتسم في صمت لكنه ساله بعينيه عما اضحكه فقال سهيل واحده بواحده خيلنا خافت في اللقاء الاول من منظر الفيله فلما برقع الابل وجلنا ذعرت منها الفيله وعلى كل فقد قطعنا احزمه سروج الفيله فاسقط ركابها وضربنا بالنبال في اذانها خيل الله اقوى يا سلمان وعاد يضحك لكن سلمان لم يابه له فعارضه نوبه شديده من القلقي وساله سهيل ما بك يا

 

صديقي لا استطيع ان اصف يا سهيل ماذا تظن انني قائل لقد اخجلني الله اذ لم يترك لي رجاء الا حققه اريد ان اشعر دائما انني محتاج اليه فباح تياج اليه سندخل قصورا مترفين وماذا اقول لك يا سهيل ان ابا ذر الغفاري خوفنا من هذه المباهج لكن دره عمر تكسر باب كل باطل اني اسال نفسي يا سهيل الان وانا انظر الى دجل المتدفق الذي سنعبر حتما الى قصر كسره هل انا عائد الى وطني او هل انا قد تركت خلف ظهري وطني في المدينه انني اشعر ان وطني خلفي لقد وطات قدماي حافيتين الى الرسول في مجلسه فاحسست انهما تطي مقدما بساط كسره تراني يا سهيل هل سارى

 

احدا من اهلي اهلي بحكم انهم نسوني اخذت منهم اللون وليس اللون هو البناء كله ان محمد هو الذي بناني ماذا اقول يا سهيل لا شيء وبحسبه ما قلت دعني اذهب لسعد بن ابي وقاص لاساله ما ينتظر فقد جاء الي منذ قليل من اخبرني ان الفرس يجولون بكل ما يملكون في مدينه الايوان وترك سلمان صديقه واتجه حيث ينزل سعد وجعل سهيل يتذكر ما كان يفعله سلمان حين دخل المدائن الدنيا كان يقف بحصانه في كل مفترق طرق شاهرا سيفه ويخطب بالفارسيه فيلتف حوله الناس ليسمع سحر بيانه ليس غايه المسلمين ما في ايديكم بل غايه المسلمين ما في قلوبكم اننا نريد ان

 

تخرجوا من ضيق الدنيا الى سعه الاخره كنت ابن دهقان كسر كفرت بالشرك وتركت ارضكم وخرجت ابحث عن الله فهداني محمد اليه وها انا ذا عدت لا لابحث عن ارض ابي وحضائر ورقيقه فقد ذقت ذل الرق ولكنني عدت مع المسلمين ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى هذا ما كان يذكره سهيل العربي من بعض ما قاله سلمان الفارسي حين خاطب الفرس بلغتهم في الوقت الذي كان سلمان فيه عند سعد عاد سلمان بعد فتره وعلى وجهه علامات التاهب حاجبه المقرون بينهما تقطيب فارس عريق وشفتاه مضمومتان وصدره مفتوح ولم يكد سلمان يلقي بالخبر الى صاحبه حتى كانت تمامات وتهليل وتكبير تسري في صفوف

 

المسلمين وتقدم سعد بجواده الابيض كان في لون ايوان كسره وكان ذنبه يهتز في خيلاء وان كان سعد يتململ على سرجه لان جسمه كان مملوءا بالخراريج بقيه ما كان في القادسيه زمجر نهر دجلا وتكاسلا لكن سعد امر كل مجموعه من الفرسان ان تتضامن تجعل الرماح بينها مثل الاربطه حتى تقوى المجموعه على مقاومه الموج سبحت الخيل مجموعات مجموعات في مئات من الفرسان وكان سهيل في مجموعه سلمان وبين وقت واخر كان سعد يهتف في مقدمتهم سائلا اهناك غريق فتاتيه اصوات فرحه لا يا ابن ابي وقاص الا واحدا وانت شلناه فصاح سعد من هو فاجابه سهم سقط في النهر من جعبه احد

 

الفرسان فلم ندعه يغرق فيرد ابن ابي وقاص يا اتباع محمد انتم على حق فان سهما لله لا يغرق وفي خلال العبور ارتفعت اصوات بايات من القران ونادى احدهم باعلى صوت عندما بدا الشاطئ الشرقي في الدنو من المسلمين رباه اين انت يا ابن الخطاب لترى بعينيك وتتابعت الخيول ووقفت تنفض الماءع من على جلودها على الارض كما تفعل الطيور المبتله ونظر سلمان الى ما حوله تذكر ذلك المكان جيدا تذكر المدخل المشجره والحديقه ذات الازهار التي تطل عليها نوافذ الايوان ففي هذا المكان منذ الصبا الاول جاء مع ابيه الدهقان حاملا هديه الفلاحين الجبريه الى

 

كسره في احد اعياده وها هو ذا يتقدم مع المسلمين نحو المكان نفسه غير ان الرايه اختفت كانوا مقدرين ان تسبق اليهم فرسان المقاومه لكن سبق اليهم الصمت المخيم على المكان وفر يزد جرد واتباعه حاملا اولاده وما استطاع حمله من ماله ودقق البو سلمان هم اء جنود المسلمين يدخلون الايوان القباب تردد صدى هتافهم والتماثيل النادره كانها تنظر بعيون مذهوله وجوه سمراء وجنود شعث غبر زينتهم عقيدتهم وطيبهم دعائهم ولم يلبث المسلمون ان بهرت ابصارهم لكن سعدا تقدم بهم الى احد الاباء ليصلي لله شكرا ويقرا كم تركوا من جنات وعيون ثم اقبل سلمان على ابن ابي وقاس

 

وعانقه يقبله كانما هي تحيه للعرب في ارضهم الجديده قال سهيل العربي لصديقه سلمان ماذا تريد يا سلمان بعد ان اصبحت واليا على المدائن وبعد ان ولاك عليها عمر بن الخطاب وهو من هو حزما وقوه ونفاذ بصيره هذا في راي وسام جديد بعد الوسام السماوي الذي قلدك اياه رسول الله عليه الصلاه والسلام حين قال يوم الخندق سلمان منا ال البيت الا قل لي ماذا تريد بعد ذلك فطرق سلمان وكان جالسا تحت ظل شجره امام اصغر بيت في المدائن وهو يجد خوصا لياكل من كد يده فهو يوزع راتبه على المحتاجين اطرق ثم رفع راسه وقال لسهيل هلم معي الى الضيعه القديمه ضيعه والدي في

 

قريه جي الى حيث ولدت هناك يا سهيل تعال لترى موطن المجوس لترى اين داست قدماك وانا طفل وفي الطريق سنتحدث وركبا الى هناك كل على حصان ولم يكن معهما احد فما كان والي المدائن الجديد امتدادا لنظام كسرا بل هو دين جديد يخرج من الظلمات الى النور وكان سلمان يقول لصديقه والجواد متحاذق دان في مركبه هل تدري ماذا قال لي ابن ابي وقاص ان يمه الكبرى التي غنمها في هذه الفتوح ثوب واحد هل تعرف ما حقيقته يا سهيل انه ذلك الثوب الذي جرح وهو لابسه في غزوه بدر فيه بقعه من دمه وخرق من نبله مشرك سيقدمها بين يدي اعماله يوم لقاء الله وقد اوصى ان يكفن فيه هز سهيل راسه وقطب

 

حاجبيه كانما يسال نفسه ماذا فعل لكن سلمان استطرد اما انا فقد حصلت يوم موقعتي جلولاء على غنيمه نادره ره باكملها ره مملوءه بالمسك ساذهب دي في الماء ليكون حنطي يوم القى الله فما اعظم هذه الغنائم وسكت الصديقان كان وقع حوافر ثمانيه للجواد يدق على الطريق الصلب كدف يوقع لحنا مقدسه ثم استتب الصنت لحظات قال بعدها سلمان سهيل هل تعرف مما اخاف اليوم فاجابه صاحبه لا قل لي ماذا يخاف قلبك المؤمن اخاف ان يمتد بي الاجل حتى ارى المسلمين وقد فتنهم متاع الدنيا وزغ فها هذه الزخارف التي حولك يا سهيل لم يستطع احد ان يرى الله لكنها اليوم تحت ظل

 

الاسلام الفتي القوي تتحدث عن الله لان فيها حقا لكل مسلم ولكن يا سهيل انها يوم يستاثر بها القوي دون الضعيف والحاكم دون المحكوم فانها ستكف عن التحدث عن الله ستعود زخرف اخرس ذا لغه شيطانيه وسيقول الناس مقاله الرسول رحم الله ابذر اعن يا سهيل ما اجمل احتياجنا الى الله كل شيء يلهي حتى ننسى احتياجنا الى الله فهو قبيح لا يساوي شيئا فاهلا بالمكاره ما دامت هي طريق الى الله اه ليتنا نرى الراعي يا سهيل ربما لا يزال على قيد الحياه من ذلك الراعي من رعاه ابي القان رايته يجلده يوما فاحسست وقع الصوت على جلدي اخذت ثيابه بعد ذلك وهربت ودعوته

 

بسيدي فكاد يجن سيكون مسلما ان كان حيا فهو بحاجه الى دين السواسيه وربما وجدت عنده ثياب القديمه كت كار تاريخي تنهد سلمان وسبح في ذكريات لم يجرؤ على البوح بها فقد كانت صوره بوران اخته تطوف بخياله والان هذه يا قريتي التي هربت منها هتف سلمان بهذه العباره وكانه في حلم وصار على قدميه وحده في هذه المره تاركا سهيلا في مكان امين سيلقاه فيه ذهب يجري نحو المزرعه فاذا برجل قصير مس جالس عند باب الحظيره ولم يكن فيه خنازير بل كان فيه اغنام وعرفه سلمان من صوته حين سلم عليه ثم ذكره بنفسه وقال له لقد جئت مع جنود المسلمين وانا واحد منهم فاحتضنه الراعي

 

باكيا وقاده نحو الحجره القديمه التي لقيه فيها اخر مره وجلس معه يمسح على كتفيه وجنبيه بين لحظه واخرى كانه لا يصدق لولا الامارات التي حكاها سلمان له في ليله الفراق ثم حكى له الراعي ما عمله ابوه في ملبس له لسام بعد سفره ليعلن للناس مقتله خشيه العان واخبره ان والده قد مات وبوران تزوجت وانجبت وماتت فكفك سلمان دمعه كنت احبها واحب لها ان تدرك الاسلام اما امه فقد ماتت ايضا ودار ملك اخوته ولا يزالون على المجوسيه واستطرد الراعي اما انا فمسلم النور يدخل القلوب المخلصه كما تدخل اشعه الشمس والقمر من النوافذ المفتوحه قبلني يا بني وسفوح مني اليوم

 

رائحه غير رائحه الخنازير واحتضنه وهو يبكي وسار سلمان معه الى دارهم القديمه ولما لقيه اخوته انكروه لكنه شفقه عليهم من ان يجدوا ترك لهم الراعي ليعلمهم ثم يعود اليهم ان كانوا مسلمين وخرج توجه الى التل هناك حيث يقع بيت النار القديم ووقف والتف حوله قوم مسلمون ووقف احدهم فاذن طارت من على حائط معبد النار طيور كانت ساكنه فيه اتجهت الى السماء ولم تعد اليه ابدا عششت على قمه شجره خضراء في هذه اللحظه عاد الراعي الى سلمان فاخبره ان دارهم في القريه اصبحت دار اسلام فتقدم اليهم مطمئن القلب في صبيحه اليوم التالي كان سلمان متجها الى المدائن الى حيث يجلس من جديد

 

لينسج الخوص وياكل من عمل يده واخباره في المدينه تجعل ابن الخطاب يهز راسه عجبا من سلوك هذا الباحث عن الحقيقه

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

2

followings

1

similar articles