فضل القران الكريم
القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية وأعظمها. يُعتبر القرآن دستور المسلمين ومرجعهم في شتى نواحي الحياة، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو أخلاقية. يتميز القرآن الكريم ببلاغته المعجزة وتفرده في الإعجاز اللغوي، مما جعله دليلًا قاطعًا على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة الدين الإسلامي. وفيما يلي نتحدث عن فضل القرآن الكريم من جوانب متعددة:
هداية البشر إلى الطريق المستقيم
أول ما يُذكر عن فضل القرآن الكريم هو كونه هداية للبشرية. يقول الله تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" (البقرة: 2). فالقرآن يرشد الإنسان إلى الصواب في جميع جوانب حياته، فهو نور يضيء له الطريق في الدنيا والآخرة. ويأمر القرآن بالقيم الفاضلة والأخلاق النبيلة، مثل العدل والصدق والرحمة، وينهى عن الفساد والظلم والكذب.
القرآن شفاء للقلوب
قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (يونس: 57). فالقرآن ليس مجرد كتاب يقرأ بل هو شفاء للقلوب والنفوس. القراءة المستمرة للقرآن تبعث الطمأنينة في القلب وتريح الإنسان من هموم الدنيا وضغوط الحياة. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن للقرآن تأثيرًا إيجابيًا على النفس البشرية، فهو يساعد في التخفيف من القلق والتوتر.
القرآن مصدر علم ومعرفة
يحتوي القرآن الكريم على علم واسع وشامل يغطي العديد من المجالات،رغم أنه ليس كتابًا علميًا بالمعنى المتعارف عليه اليوم، إلا أن إشاراته العلمية تتوافق مع ما توصلت إليه العلوم الحديثة في كثير من المواضع. هذه الإشارات العلمية تعد من أوجه إعجاز القرآن الكريم وتثبت أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من تأليف بشر. قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" (فصلت: 53).
القرآن يجلب البركة والرزق
القرآن الكريم يجلب الخير والبركة لمن يداوم على قراءته. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" (رواه مسلم). كما أن قراءة القرآن والعمل به تزيد من رزق الإنسان وتفتح له أبوابًا من الخير في الدنيا والآخرة. يقول الله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" (طه: 124). فالتعلق بالقرآن يضمن للإنسان حياة سعيدة وموفقة، بينما الإعراض عنه يؤدي إلى الضيق والتعاسة.
رفع درجات المؤمنين
من فضل القرآن العظيم أنه يرفع درجات المؤمنين في الدنيا والآخرة. فقد روى عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري). فالقرآن ليس فقط وسيلة للفوز بالجنة، بل أيضًا وسيلة للارتقاء في درجاتها. وقد جاء في الحديث الشريف أن حافظ القرآن يقال له يوم القيامة: "اقرأ وارقَ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها" (رواه أبو داود والترمذي).
القرآن وسيلة لتطهير النفس
القرآن يعمل على تطهير القلب والنفس من الذنوب والمعاصي، ويُعزِّز التقوى والإيمان في قلب المؤمن. يقول الله تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" (ص: 29). فالقراءة المستمرة للقرآن تدعو الإنسان إلى التفكر في معانيه والعمل بما جاء فيه، مما يعينه على التقرب من الله والابتعاد عن المعاصي.
القرآن شفيع لأهله يوم القيامة
من أعظم فضائل القرآن أنه يكون شفيعًا لأصحابه يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" (رواه مسلم). فهذا شرف عظيم لأهل القرآن، إذ أن القرآن لا يترك من يتمسك به وحده، بل يشفع له ويدافع عنه يوم القيامة.
الخاتمة
إن فضل القرآن الكريم عظيم لا يمكن حصره في كلمات قليلة. فهو كتاب هداية، شفاء، وبركة، ومصدر علم ومعرفة، ووسيلة للارتقاء في الدنيا والآخرة. وكل من تعمق في فهمه وعمل به يحقق سعادة الدنيا ويفوز بنعيم الآخرة. إن تعاهد المسلم لقراءة القرآن والعمل بما جاء فيه من أعظم القربات التي تقرب العبد من ربه وتحقق له الخير والبركة في حياته.