
في رحاب الأضحى: سيدنا محمد ﷺ قدوة في التضحية والرحمة
سيدنا محمد ﷺ وعيد الأضحى: قدوة في الإيمان والتضحية

يأتي عيد الأضحى المبارك، حاملاً في طيّاته معاني عظيمة من الإيمان، والتضحية، والرحمة، والتقرب إلى الله، وكلها قيم تجسدت في حياة سيدنا محمد ﷺ، نبي الرحمة، وخاتم المرسلين، الذي كانت حياته كلها تضحية من أجل تبليغ رسالة الإسلام، وهداية البشرية إلى النور.
صلة النبي ﷺ بعيد الأضحى
عيد الأضحى هو تذكير بقصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حين أمر الله إبراهيم برؤيا أن يذبح ابنه، فاستجاب بكل طاعة، ورضي إسماعيل، فجاء الفداء من السماء. وقد أكّد النبي محمد ﷺ إحياء هذه السنة، فكان يضحي بكبشين أملحين، أحدهما عنه والآخر عن أمته، مبيّنًا أن الأضحية ليست مجرد طقس، بل تعبير عن الطاعة، والتقرب إلى الله، والرحمة بالفقراء والمساكين.
النبي ﷺ... معلم الرحمة يوم العيد

كان رسول الله ﷺ يحرص على أن يكون يوم العيد يوم فرح وسرور، لا سيما للأطفال والنساء والضعفاء. وكان يقول: "إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا"، وكان يخرج إلى المصلى، ويحث على التكافل والتراحم، ويوصي المسلمين بأن يُدخلوا السرور على قلوب الناس.
وفي حجة الوداع، التي وقعت في موسم الحج، قال خطبته الشهيرة يوم النحر، التي أرست مبادئ العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وقال فيها: "يا أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا...". فكان يوم عيد الأضحى أيضًا مناسبة لنشر أعظم قيم الإسلام.
الاقتداء بالنبي ﷺ في عيد الأضحى
في زمن كثرت فيه المظاهر وقلّت المعاني، نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نستلهم من سيرة النبي ﷺ كيف نجعل من عيد الأضحى مناسبة للعودة إلى القيم الأصيلة: الصدق في النية، والتقرب إلى الله، والرحمة بالخلق، وصلة الأرحام، والعطاء للمحتاجين.
فلنُحيِ العيد بروح محمدية، نغسل فيه قلوبنا من الضغائن، ونغرس فيه بذور المحبة، ونسعى فيه لجبر القلوب المنكسرة، كما كان يفعل الحبيب المصطفى ﷺ، الذي كان يفرح بفرح أمته، ويحزن لحزنهم.
كل عام وأنتم على خُطى الحبيب ﷺ
في عيد الأضحى، نتذكر أعظم قدوة عرفها التاريخ، ونجدد العهد على أن نكون ممن يحبونه حقًا باتباع سنّته، وتحقيق رسالته في الحياة: أن نكون رحماء، مؤمنين، أوفياء، مضحين من أجل الحق والخير.