
قصة النبي آدم عليه السلام
قصة النبي آدم عليه السلام
آدم عليه السلام هو أول مخلوق على الأرض وأول إنسان كرّمه الله، حيث نفخ فيه من روحه. كان آدم نبيًا من أنبياء الله تعالى، ويجسد أبناءه عبر التاريخ حتى يرثوا الأرض وما عليها بكل ما يتسم به الإنسان من قوة، نسيان، وقلة عقل. في السطور التالية، سنروي قصته بتفصيل.
ما الذي كان موجودًا قبل خلق الكون؟
قبل خلق الكون، كان الله وحده، ولم يكن هناك أي شيء سواه. أول ما خلقه كان القلم، ثم اللوح المحفوظ الذي كتب عليه. بعد ذلك، بدأ الله في خلق المخلوقات، بما في ذلك السماوات والأرض وما يتبع ذلك.
متى خلق آدم عليه السلام؟
وفقًا للأحاديث النبوية، كان ترتيب خلق المخلوقات كالتالي: خلق الله التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والأشجار يوم الاثنين، والمكروبات (مثل الأذى والجراثيم) يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، وبث الدواب يوم الخميس. أما آدم عليه السلام، فقد خُلق بعد العصر يوم الجمعة، ليكون آخر المخلوقات في آخر ساعة من ساعات الجمعة بين العصر والمغرب.
خلق الملائكة والجن وإبليس
قبل خلق آدم، خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة، وهي كائنات نورانية تسبح بحمد الله وتستغفره دائمًا. وقد ورد في الحديث الصحيح أن الملائكة خُلقت من نور، بينما خُلق الجن من نار، وأما آدم فقد خُلق مما وُصف له.
بعد خلق الملائكة، تم خلق الجن من مارج من نار، وهو ما يُعرف بطرق اللهب. في القرآن الكريم، يقول إبليس: "خلقتني من نار"، بينما يذكر الله: "والجان خلقناه من قبل من نار سموم". وهذا يوضح أصل خلق الجن، حيث إن إبليس، لعنه الله، ينتمي إليهم. وقد ورد في الآية: "إن إبليس كان من الجن"، ويشير الحسن البصري إلى أن إبليس لم يكن من الملائكة ولو للحظة واحدة.
**من كان يسكن الأرض قبل آدم عليه السلام؟**
قبل خلق آدم عليه السلام، كانت الأرض مأهولة بالجن الذين ارتكبوا الفساد وسفكوا الدماء. فأرسل الله إليهم جندًا من الملائكة، الذين قضوا عليهم قبل خلق آدم بألفي عام، وطردوهم إلى جزر البحار، التي كانت تُعتبر مراكزهم الرئيسية. وقد وردت في الأحاديث الشريفة إشارات إلى أن إبليس، وهو رئيس الجن، له عرش على الماء في مكان ما على الأرض.
**رسالة آدم عليه السلام**
يقول الله سبحانه وتعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
تبدأ قصة خلق آدم بحوار عظيم بين الله والملائكة، كما ورد في القرآن الكريم: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة". وهذا يعني أن الله سيخلق مخلوقات تتكاثر في الأرض وتقوم بإعمارها.
أما الجن، فهم أقل شأنًا من أن يعمروا الأرض، ويُعتبرون أقل عقلًا من أن يقوموا بذلك، حيث يصفهم العلماء بأن أعقلهم يشبه عقل طفل في العاشرة من عمره.
تساءلت الملائكة: "هل ترغب في خلق كائن يفسد في الأرض ويسفك الدماء، بينما نحن نُسبح بحمدك ونقدس لك؟" فأجاب الله: "إني أعلم ما لا تعلمون".
لم يكن تساؤل الملائكة اعتراضًا، بل كان استفسارًا، إذ إنهم عباد مكرمون لا يعصون الله فيما يأمرهم ويفعلون ما يُطلب منهم. جاء تساؤلهم بعد أن شهدوا ما فعله الجن في الأرض بعد أن منحهم الله حرية الاختيار، مما أثار مخاوفهم من أن يفسد البشر في الأرض.
كما كانوا يشعرون بالقلق من احتمال تقصيرهم في عبادة الله، لذا قالوا: "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"، وكأنهم يتساءلون: “هل قصرنا في عبادتنا؟”
فأجابهم الله: "إني أعلم ما لا تعلمون".
ثم بدأ الملائكة يتحدثون فيما بينهم، مؤكدين أن ربهم يخلق ما يشاء، وأنه لن يخلق شيئًا إلا وكانوا أكرم وأعلم عند الله منه.
فما هو السبب وراء خلق آدم عليه السلام؟
عندما أراد الله تعالى خلق آدم، أمر بتربة من الأرض فتم رفعها إليه. وفقًا للحديث الصحيح، خلق الله آدم من قبضة أخذها الملائكة من مختلف أنحاء الأرض، مما أدى إلى تنوع ألوان وأشكال بني آدم، مثل الأبيض والأحمر والأسود، بالإضافة إلى اختلاف صفاتهم، حيث وُجد بينهم الطيب والخبيث، والسهل والصعب. هذا التنوع في أشكال البشر وألوانهم وطبائعهم هو نتيجة لاختلاف تكوين الأرض.
في البداية، كان بني آدم ترابًا ثم تحولوا إلى طين. يقول الله: "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين". الطين هو التراب المبلل، وعندما تم بلّه أكثر، بدأ يتماسك. ثم قام الله سبحانه وتعالى بتشكيله بيديه الكريمتين، كما ورد في الآية: "بما خلقت بيدي". لم يُفوض الله خلقه للملائكة، بل قام بذلك بنفسه عز وجل، فشكل آدم في هيئة تمثال وتركه فترة حتى أصبح صلصالًا أسود مصورًا كالفخار. ثم تركه حتى جف، فصار صلصالًا ذا لون أسود مع آثار الرماد، كما يُشير إليه قوله: "ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون".
في الحديث الشريف، يُذكر أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم دون أن ينفخ فيه الروح. وعندما رأى إبليس خلق آدم الأجوف، أدرك أنه مخلوق ضعيف يفتقر إلى القوة والامتلاء الداخلي. وقد خلقه الله بهذه الهيئة، وقد أوضحت الأحاديث ما فعله إبليس معه.
كيف كان شكل آدم عليه السلام بعد خلقه؟
تشير الأحاديث النبوية إلى أن الله خلق آدم بطول ستون ذراعًا، ومنذ ذلك الحين بدأ طول الخلق يتناقص. ويُقال إن جميع أهل الجنة سيكونون بطول آدم، إن شاء الله.
عندما مرت الملائكة على آدم وهو مخلوق من صلصال، انتاب إبليس الخوف من صلصلة جسده، لأنها تشبه الفخار. فقال: "لأمر ما خُلقت." ثم دخل من فمه وخرج من مؤخرته، مُخاطبًا الملائكة: “لا تخافوا من هذا، فإذا سُلطت عليه لأهلكنه، وإن سُلط علي لأعصينه.”
تعجب إبليس من خلق آدم، ومنذ تلك اللحظة بدأت عداوته تجاهه. ثم نفخ الله تعالى الروح في آدم عليه السلام.
عندما نفخت الروح في جسد آدم المصنوع من الصلصال، تحول إلى الصورة البشرية التي نعرفها اليوم.
فيما يتعلق بتفاصيل نفخ الروح، عندما دخلت الروح إلى رأس آدم، عطس، فقالت الملائكة: "قل الحمد لله"، فأجابه الله عز وجل: "رحمك ربك". وهذا يدل على أن الرحمة نزلت عليه قبل أن تكتمل الروح فيه. وعندما دخلت الروح إلى عينيه، نظر إلى ثمار الجنة، وعندما وصلت إلى جوفه، اشتهى تلك الثمار. وقبل أن تصل الروح إلى قدميه، شعر برغبة في تناول الطعام، فنهض مسرعًا نحو ثمار الجنة. ثم مسح الله على ظهر آدم، فخرجت من ظهره ذريته إلى يوم القيامة.
أمر الله الملائكة وإبليس بالسجود لآدم
عندما خلق الله آدم، أمر الملائكة وإبليس بالسجود له، على الرغم من أن آدم كان في مرتبة أعلى من الملائكة لكنه لم يكن منهم. قال الله: "ولقد خلقناكم وصورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين". وعندما سُئل إبليس عن سبب عدم سجوده، أجاب: "أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين".
بعدما عصى إبليس، عاقبه الله بإخراجه من الجنة، فقال له: "اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها إنك من الصاغرين". فرد إبليس: "انظرني إلى يوم يبعثون"، فأجابه الله: "إنك من المنظرين". ثم قال إبليس: "بما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين". فقال الله: "اخرج منها مذمومًا مدحورًا، ولمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين".
المعصية الأولى في العالم ارتكبها إبليس.
وفي آيات أخرى، يصف الله عز وجل رد فعل إبليس عندما خلق آدم وأمر الملائكة بالسجود له: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس، قال أأسجد لمن خلقت طينًا (61) قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ، لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلًا (62) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفورًا (63) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعِدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا (64) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلاً (65) ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله، إنه كان بكم رحيمًا (66)".
آدم كان عالماً، وأكثر علماً من الملائكة.
عندما وقف آدم بعد أن نفخ الله الروح فيه، قال له الله تعالى: "اذهب إلى هذا الجمع من الملائكة". فتوجه إليهم وقال: "السلام عليكم"، وكان يتحدث باللغة العربية. فردوا عليه: "وعليك السلام ورحمة الله"، فقال الله له عز وجل: "هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك".
في القرآن الكريم، يُثبت أن آدم كان عالماً، حيث يقول الله: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)".
هذا يعني أن الله عز وجل عرض الكائنات على الملائكة وسألهم عن أسمائها، فلم يعرفوا. بينما أجاب آدم عليه السلام بالعلم الذي منحه الله إياه، مما أكد للملائكة أن آدم أعلم وأكرم منهم. وكان سجودهم له سجود تكريم وليس سجود عبادة.
عاش آدم عليه السلام في الجنة وحيدًا، مما جعله يشعر بالوحدة والملل. وفي أحد الأيام، بينما كان نائمًا، أخذ الله سبحانه وتعالى ضلعًا من أضلاعه من الجهة اليسرى، وصنع منه أول أنثى بشرية، وهي حواء. وعندما استيقظ آدم، وجد حواء بجواره، فسألها: "من أنتِ؟" فأجابت: "امرأة". فسألها: "لماذا خُلقتِ؟" فقالت: "لتسكن إليّ".
ثم سأل الملائكة آدم: "ما اسمها؟" فأجاب: "حواء". فقالوا: "لماذا سميتها حواء؟" فقال: "لأنها خُلقت من شيء حي".
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واستوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت لتقويمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج".
وكانت حواء أجمل امرأة خُلقت بين النساء في العالم.
وسوس إبليس لآدم ليقع في معصية الله.
عاش آدم عليه السلام في الجنة، حيث تمتع هو وزوجته حواء بحياة مرفهة، مع حرية تناول ما يرغبان فيه، باستثناء شجرة معينة. وقد حذر الله سبحانه وتعالى آدم من أن إبليس هو عدو لهما، يسعى لإخراجهما من الجنة التي لا يعرفان فيها الجوع أو العري أو العطش.
بدأ إبليس في وسوسته لآدم، وكان مسموحًا له بدخول الجنة لهذا الغرض. حاول إغراءهما بأن الشجرة المحظورة هي شجرة الخلد والملك. وعندما أكلا من تلك الشجرة، سقطت ملابسهما وظهرت عوراتهما، مما جعلهما يشعران بالخجل. فبادر آدم وحواء بقطع أوراق الجنة لتغطية جسديهما، وبدأ آدم يركض بعيدًا. عندها ناداه الله عز وجل قائلاً: "يا آدم، أتهرب مني؟" فأجاب آدم: "لا يا رب، لم أهرب منك، لكنني أشعر بالخجل من أن أراك في هذا الحال، عاريًا وعاصيًا".
وكانت حواء هي من تناولت من الشجرة أولاً، مما أغرى آدم.
أول من تناول من الشجرة كانت حواء، التي أغرت آدم ليأكل منها. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها"، فهي التي دفعته إلى المعصية.
وقد أخبرهما الله أنه نهاهما عن أكل تلك الشجرة، فاستغفرا الله فغفر لهما بعد أن قالا: "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". لكنهما قررا النزول إلى الأرض والعيش فيها.
وتوضح آيات القرآن الكريم ذلك:
**"ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلَا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (19) فوسوس لهما الشيطان ليُبدي لهما ما وُوري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20) وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين (21) فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين" (22)**
وَقُلْنَا يَا آدَمُ، اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ، وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا، وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35). فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا، فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ. وَقُلْنَا اهْبِطُوا، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ، وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36). فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37).
**نزول آدم وحواء إلى الأرض**
نزل آدم في الهند بينما نزلت حواء في جدة، واجتمعا في عرفات بمكة المكرمة، ثم بدأ الله عز وجل في نشر البشر. ويذكر الطبري أن حواء أنجبت لآدم أربعين ولدًا، حيث كان في كل بطن ذكر وأنثى، وكان أولهم قابيل وأخته كليما، وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث.
ومع مرور الوقت، بدأ البشر في التكاثر والتناسل، وكان نبيهم آدم عليه السلام هو من يعلمهم الدين، حيث كانوا جميعًا موحدين، ولم يكن بينهم أي مشرك. ويقول النبي إن أول الرسل هو آدم، الذي خلقه الله بيده، ثم نفخ فيه من روحه، وكلمه مباشرة دون واسطة أو وحي.
عندما هبط آدم من الجنة إلى الأرض، تعلّم فنون الحياة كافة، مما جعله عالماً ومكتفياً، حيث كان يعرف طرق الصناعة الأساسية مثل صناعة الحديد والنار والخشب والمنسوجات وغيرها، منذ بداية الخلق، على عكس ما يعتقده البعض.
**عمر آدم عليه السلام**
عاش آدم عليه السلام لمدة ألف عام، ورأى من أحفاده أعداداً هائلة قد تصل إلى 400 ألف. ومن بين أولاده كان قابيل، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة قابيل مع أخيه هابيل في كتابه الكريم.
**قصة قابيل وهابيل**
تدور القصة حول قابيل الذي كان يتميز بالخ roughness والشدة، بينما كان هابيل يتسم باللطف والحنان. كان قابيل يعمل في الزراعة، بينما كان هابيل يرعى الغنم، وهي مهنة تتطلب الرحمة والعاطفة تجاه الحيوانات. في تلك الفترة، كانت البشرية بحاجة إلى قوانين جديدة لتنظيم العلاقات، حيث كان الزواج من الأخت محظوراً اليوم، لكن الأمر كان مختلفاً في زمن آدم.
عندما هبط آدم من الجنة إلى الأرض، تعلّم فنون الحياة كافة، مما جعله عالماً ومكتفياً، حيث كان يعرف طرق الصناعة الأساسية مثل صناعة الحديد والنار والخشب والمنسوجات وغيرها، منذ بداية الخلق، على عكس ما يعتقده البعض.
**عمر آدم عليه السلام**
عاش آدم عليه السلام لمدة ألف عام، ورأى من أحفاده أعداداً هائلة قد تصل إلى 400 ألف. ومن بين أولاده كان قابيل، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة قابيل مع أخيه هابيل في كتابه الكريم.
**قصة قابيل وهابيل**
تدور القصة حول قابيل الذي كان يتميز بالخشونه والشدة، بينما كان هابيل يتسم باللطف والحنان. كان قابيل يعمل في الزراعة، بينما كان هابيل يرعى الغنم، وهي مهنة تتطلب الرحمة والعاطفة تجاه الحيوانات. في تلك الفترة، كانت البشرية بحاجة إلى قوانين جديدة لتنظيم العلاقات، حيث كان الزواج من الأخت محظوراً اليوم، لكن الأمر كان مختلفاً في زمن آدم.
في ذلك الوقت، كانت الشريعة تتيح لقابيل الزواج من أي أخت من أخواته باستثناء التوأم التي وُلدت معه، وكذلك كان الأمر ينطبق على هابيل. كانت أخت هابيل قريبة منه، لكنها كانت أقل جمالًا من أخت قابيل، مما جعل قابيل يرفض فكرة تزويج أخته الجميلة لأخيه، إذ كان يرغب في الزواج منها بنفسه، لكن ذلك كان محرمًا، وقد شدد آدم على هذا الأمر كونه نبيًا ورسولًا يحمل شريعة وقوانين.
غضب قابيل من شريعة آدم، وكان هناك قانون يتعلق بتقديم القرابين، حيث كانت تُعتبر هدية تُقدّم إلى الله سبحانه وتعالى، وتكون عادةً ذبيحة تُوزع على الفقراء أو الطيور. وكان هناك علامة على قبول القربان، وهي أن تأكله النار، بينما القربان الذي لا تأكله النار يُعتبر غير مقبول.
في يوم تقديم القرابين، اختار هابيل أفضل مواشيه وقدمها قربانًا لله، بينما قدم قابيل زرعًا رديئًا. وعندما جاءوا في اليوم التالي، وجدوا أن قربان هابيل قد قُبل، بينما لم تمس النار قربان قابيل، مما زاد من حنق قابيل تجاه هابيل. وسوس له الشيطان بفكرة قتل أخيه، فقرر أن ينفذ ذلك.
وهكذا، وقعت أول جريمة قتل في تاريخ البشرية. اقترب قابيل من هابيل وقال له إنه ينوي قتله، فرد هابيل بأنه إذا قام بذلك، فلن يدافع عن نفسه، وأن آثامه ستتضاعف بقتله له. وفي ليلة مظلمة، بينما كان هابيل نائمًا، اقترب قابيل منه وضربه بصخرة على رأسه.
احتار قابيل في كيفية التعامل مع جثة أخيه هابيل، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها موت إنسان. حمل جثة هابيل على ظهره وبدأ يمشي دون أن يعرف ماذا يفعل. بينما هو في حيرته، أرسل الله سبحانه وتعالى غرابين، فتقاتلا حتى قتل أحدهما الآخر وسقط الغراب الميت أمام عيني قابيل. بدأ الغراب الحي يحفر في الأرض، ثم دفن جثة الغراب الميت تحت التراب. من خلال هذا المشهد، تعلم قابيل كيفية دفن أخيه، فحفر في الأرض ووضع هابيل فيها ثم غطاه بالتراب.
شعر قابيل بالندم على ما فعله، لكنه لم يستغفر الله سبحانه وتعالى، مع أن التوبة النصوح تتطلب طلب المغفرة منه.
ترد القصة في سورة المائدة: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)".
**قابيل يفر مع زوجته بعيدًا عن آدم**
بعد أن قام قابيل بقتل هابيل، هرب من والده آدم وأخذ زوجته، واستقر في السهول بينما كان آدم يعيش بالقرب من الجبال.
انقطع قابيل عن آدم، وبدأت ذريته تتكاثر، لكن الفواحش انتشرت بينهم، ولم يعبدوا الله كما كان يُعلمهم آدم، مما أدى إلى انتشار الفساد في نسل قابيل.
توزع الناس إلى فئتين: فئة الشر مع قابيل، وفئة الخير مع آدم وأبنائه. عاش آدم لمدة 960 سنة، رغم أن عمره الكامل كان ألف سنة، حيث أُخذ منه 40 سنة وفقًا لعدة أحاديث نبوية صحيحة. يُروى أنه عندما خلق الله آدم، مسح على ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة سيخلقها سبحانه من ذرية آدم حتى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وميضًا من نور. ثم عرضهم على آدم، فسأله: "أي ربي، من هؤلاء؟" فأجابه: "هؤلاء ذريتك."
رأى آدم رجلًا من بين هذه الذرية أعجبه وميضه، فسأل: "أي ربي، من هذا؟" فقال الله: "هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يُدعى داوود." فسأل آدم: "وكم جعلت عمره؟" فأجابه: "ستين سنة." فقال آدم: "أي ربي، زد من عمري 40 سنة." فاستجاب الله لذلك.
عندما انتهى عمر آدم، جاءه ملك الموت، فقال له: "ألم يتبقَ من عمرك 40 سنة؟" فأجابه الملك: "ألم تعطيها لابنك داوود؟" وقد جحد آدم، فنسيت ذريته ذلك أيضًا، وبهذا أخطأ آدم، مما جعل ذريته تخطئ. وهذا يعني أن آدم لم يفعل ذلك عمدًا، بل نسي، ولذلك سُمي "إنسان" لأنه كثير النسيان.
**وفاة آدم عليه السلام**
توفي آدم عليه السلام، ولقصته في دفنه تفاصيل خاصة. قبل وفاته، أوصى ابنه شيث، الذي وُلد له بعد مقتل هابيل، حيث يعني اسم شيث "هبة الله". وقد عانى آدم من حزن عميق لفقدان ابنه هابيل. وفقًا لحديث نبوي صحيح، أنزل الله سبحانه وتعالى مئة وأربعة صحف، منها خمسون صحيفة على شيث، تحتوي على شرائع وتنظيمات. وقد علم آدم ابنه شيث معظم ما لديه من علم، لكنه لم يتمكن من نقله بالكامل.
**الملائكة تغسل آدم وتكفنه وتدفنه**
في حديث نبوي، يُروى أن آدم عندما حضرته الوفاة قال لبنيه قبل أن تُقبض روحه إنه يتوق إلى ثمار الجنة. فذهب أبناؤه للبحث عنها، لكنهم واجهوا الملائكة الذين كانوا يحملون الأكفان والحنوط وأدوات الدفن مثل الفؤوس والمساحي. سألهم الملائكة: "يا بني آدم، ماذا تريدون؟" فأجابوا: "أبونا مريض وقد اشتهى ثمار الجنة." فقالت لهم الملائكة: "ارجعوا، فقد حان وقت وفاة والدكم." وعندما رأت حواء الملائكة، تعرفت عليهم وهرعت إلى آدم، لكنه قال لها: "ابتعدي عني، فقد جئت من قبلك. اتركي لي ملائكة ربي عز وجل." ثم قبضه ملك الموت وغسلته الملائكة.
صلى الملائكة على آدم صلاة الجنازة ودفنوه، ثم وضعوا التراب عليه، وقالوا لبني آدم: "يا بني آدم، هذه هي سنتكم".
توفي آدم عليه السلام بعد حياة مليئة بالطاعة لله عز وجل، ولم يعصه إلا مرة واحدة عندما أكل من الشجرة، ولم يرتكب أي معصية أخرى طوال 960 عامًا قضاها على الأرض، وهو مثال وقدوة للجميع.
أما حواء، فقد توفيت بعد عام واحد من وفاة آدم.