
اساس فلسطين بالشريعه الاسلامية
فلسطين: الجذور التاريخية والحضارية في ضوء الشريعة الإسلامية
مقدمة
تُعد فلسطين من أقدم بقاع الأرض التي شهدت حضارات متعاقبة، وتحتل مكانة مركزية في التاريخ الإسلامي والإنساني. فهي الأرض المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وموطن الأنبياء، ومسرى النبي محمد ﷺ. في هذه المقالة، نستعرض الأساس التاريخي لفلسطين، الشعوب التي سكنتها، وأهميتها في الشريعة الإسلامية حتى يومنا هذا.
أول من سكن فلسطين
تشير الأدلة الأثرية إلى أن أول من سكن فلسطين هم "النطوفيون" في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، لكن أول حضارة ثابتة كانت للكنعانيين واليبوسيين، وهم قبائل عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية. سكن الكنعانيون السهول، بينما استقر اليبوسيون في القدس، مما جعلها تُعرف لاحقًا بـ"يبوس".
الاسم التاريخي لفلسطين
اسم "فلسطين" مشتق من "بلستيم" أو "Philistim"، وهم شعوب جاءت من البحر المتوسط واستقرت جنوب فلسطين بعد معركة مع رمسيس الثالث. اختلطوا مع الكنعانيين، وأُطلق على الأرض اسم "بلستين"، ثم "فلسطين".
فلسطين في الشريعة الإسلامية
في الإسلام، تُعد فلسطين أرضًا مباركة، وقد ورد ذكرها في قوله تعالى: > "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..." [الإسراء: 1].
وقد فتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظلت تحت الحكم الإسلامي قرونًا طويلة، مما عزز هويتها الإسلامية.
الوجود اليهودي في التاريخ القديم
لم يكن لليهود وجود في فلسطين قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وظهروا بعد الكنعانيين بقرون2. وقد أسس داوود عليه السلام مملكة في القدس، ثم انقسمت لاحقًا إلى مملكتي يهوذا وإسرائيل، وسقطتا تحت الاحتلال الآشوري والبابلي.
فلسطين تحت الحكم الإسلامي
منذ الفتح الإسلامي، أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة الإسلامية، وازدهرت حضاريًا وثقافيًا. وقد حافظ المسلمون على التنوع الديني فيها، واعتُبرت القدس ثالث الحرمين الشريفين.
أهمية دراسة تاريخ فلسطين
فهم تاريخ فلسطين من منظور إسلامي يعزز من الوعي بالحقوق التاريخية والدينية، ويُفند الادعاءات التي تحاول طمس الهوية الإسلامية للمنطقة. فالشريعة الإسلامية تعتبر الدفاع عن الأرض المباركة واجبًا شرعيًا، وحفظ تاريخها أمانة في أعناق المسلمين.
خاتمة
فلسطين ليست مجرد أرض متنازع عليها، بل هي قلب الأمة الإسلامية، ومهد الحضارات. ومن خلال دراسة تاريخها العريق، نُدرك أن جذورها أعمق من أن تُمحى، وأنها ستظل حاضرة في وجدان المسلمين حتى قيام الساعة.