
قصة من اروع القصص الاسلامية العظيمة التى تعلمك درس عظيم في فضل العلم وأهله
عندما تمنى الوزير أن يكون راويةً لا وزيرًا
في زمن كانت فيه الكلمة سلطانًا ، والعلم عرشًا ، روى ابن العميد — الوزير الأديب وصاحب المقام الرفيع في الدولة — قصة تختصر فلسفة الحياة في لحظة نادرة من الانبهار .
قال : "ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها ، حتى حضرت مجلسًا جمع أبا القاسم الطبراني وأبا بكر الجعابي ".
ليس من السهل أن يتخلى رجل سلطة عن نشوة الحكم ، لكنّ ما رآه في ذلك المجلس كان شيئًا آخر ، شيء لا يُشترى ولا يُوهب ، بل يُكتسب بالتعب والجلَد واحتراق الليالي تحت ضوء السراج
كان الطبراني يغلب بكثرة حفظه وكأنما حفظ التراث في صدره ، يحمله كما تحمل الأرض كنوزها ، وكان الجعابي يغلب بفطنته ، حاضر البديهة يقتنص المعاني كما يُقتنص الطائر الحر في السماء .
ارتفعت أصواتهما ، لا خصامًا بل شوقًا للغلبة بالعلم ، وهنا قال الجعابي في لحظة ثقة :"عندي حديثٌ ليس في الدنيا إلا عندي!"
فقال له الطبراني بهدوء العلماء : “حدثنا به”، فروى الجعابي سنده وكان في آخره : “حدثنا سليمان بن أيوب...”، فابتسم الطبراني وقال : “ أخبرني سليمان بن أيوب نفسه ، ومني سمعه أبو خليفة الذي حدثك ، فاسمعه مني يعلو إسنادك”، هنا خجل الجعابي ، وهنا وقع التحوّل في قلب ــ ابن العميد ــ قالها وهو يبتلع حسرة الرغبة في المستحيل : "وددت أن الوزارة لم تكن ، وكنت أنا الطبراني ، فرحت كفرحه ".
فوائــــد من القصة :
🔹 العلم يَهزم السلطة إذا تزيّن بالحكمة .
🔹 هناك سعادة لا يعرفها أصحاب النفوذ اسمها "لذة العلم " .
🔹 ليس كل مجدٍ في القصور… بعضه في صدور العلماء .
🔹 عظمة الرجال تُقاس بما يتمنونه في لحظة صدق .
في هذه القصة درسٌ خالد : أن العلم إذا بلغ قمته قد يجعل الملوك يتمنون مقعد طلابه ويفتدون سلطتهم بسطرٍ من مسندٍ نادر لا يُكتب بالذهب بل يُتناقل بالقلوب .
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهـلون لأهل العـلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـا ً به أبــدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء.
Vous avez dit :