الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم فى(دورة الماء)

الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم فى(دورة الماء)

0 reviews

                                 الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم 

---

*الإعجاز العلمي في دورة الماء في البر والبحر في القرآن الكريم*

القرآن الكريم كتاب هداية ونور، لكنه أيضًا كتاب علم أشار في آياته إلى حقائق علمية أذهلت العلماء في العصر الحديث، ومن أبرزها دورة الماء في الطبيعة، والتي شرحها القرآن بإعجاز بياني وعلمي قبل أن يكتشفها العلم الحديث بقرون طويلة. فقد تناول القرآن الكريم تفاصيل دقيقة عن نزول المطر، جريان الأنهار، تبخر الماء، تكوين السحب، وغيرها من الظواهر المرتبطة بدورة الماء، مما يؤكد مصدره الإلهي.

*أولًا: نزول المطر وتكوين السحب*

يقول الله تعالى:  
*"ألم تر أن الله يزجي سحابًا ثم يؤلف بينه ثم يجعله رُكامًا فترى الودق يخرج من خلاله"* [النور: 43].

تصف هذه الآية مراحل تكوين السحب بدقة مذهلة: يبدأ بتزجية السحاب أي تحريكه، ثم تأليفه وتجميعه، ثم جعله ركامًا، أي تراكب الطبقات فوق بعضها، ومن خلال هذا الركام ينزل المطر "الودق". هذه هي تمامًا المراحل التي توصل إليها علم الأرصاد في العصر الحديث، حيث ثبت أن الأمطار الغزيرة تنشأ من السحب الركامية التي تتكون من تجميع كتل من السحب الصغيرة بفعل الرياح.

*ثانيًا: التبخر والتكثف – دورة الماء*

قال الله تعالى:  
*"والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها"* [فاطر: 9].

كما قال:*"وأنزلنا من السماء ماءً بقدر فأسكناه في الأرض، وإنا على ذهاب به لقادرون"* [المؤمنون: 18].

تشرح هذه الآيات مفهوم *دورة الماء* الحديثة: الشمس تسخّن المسطحات المائية، فيتبخر الماء ويتكثف في طبقات الجو مكونًا السحب، التي تُساق بالرياح إلى أماكن معينة ثم تهطل على شكل مطر، ويخزن جزء منه في الأرض. القرآن لم يستخدم مصطلحات علمية، لكنه وصف الظواهر بدقة علمية عالية قبل وجود التكنولوجيا التي ترصدها.

*ثالثًا: الجريان والتوزيع – الأنهار والينابيع*

يقول الله تعالى:  
*"وجعلنا من الماء كل شيء حي"* [الأنبياء: 30]  
ويقول أيضًا:  
*"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فسلكه ينابيع في الأرض"* [الزمر: 21].

تشير هذه الآيات إلى مراحل حركة الماء بعد نزوله، حيث يسلك الماء طرقًا مختلفة: جزء يتبخر، جزء ينفذ في الأرض مكونًا الينابيع، وجزء آخر يجري في الأنهار والوديان. العلم الحديث يؤكد أن 70% من الأمطار لا تتبخر بل تدخل في التربة، وتغذي المياه الجوفية، والآبار، والأنهار. هذا التوزيع الدقيق كشف عنه العلم مؤخرًا، بينما عبّر عنه القرآن بجملة موجزة ودقيقة.

*رابعًا: الأمواج والبحار والظلمات*

من الإشارات المدهشة أيضًا في البحر قول الله تعالى:  
*"أو كظلمات في بحر لُجّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض"* [النور: 40].

هذه الآية تكشف عن وجود أمواج داخلية في أعماق البحار – وهو ما يُعرف اليوم بـ*Internal Waves* – وهي لا تُرى بالعين المجردة، واكتشفها العلماء فقط في القرن العشرين. كما أن البحر العميق لا تصل إليه أشعة الشمس، ما يؤدي إلى ظلمات متعددة، وهو ما وصفه القرآن بـ"ظلمات بعضها فوق بعض"، وهو وصف دقيق للواقع العلمي.

*خامسًا: توازن دورة الماء – المعجزة البيئية*

قال تعالى:  
*"وأنزلنا من السماء ماءً طهورًا"* [الفرقان: 48]  
و*"وأنزلنا من السماء ماءً مباركًا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد"* [ق: 9].

يشير القرآن إلى أن ماء المطر نقي "طَهور"، وقد أثبت العلماء أن قطرات المطر تتكون من بخار الماء النقي، الذي يتبخر من البحار، ويتخلص من الأملاح والملوثات، ثم يعود إلى الأرض نقيًا، وهو ما لا تفعله مياه الأنهار أو البحيرات التي تحمل الشوائب. هذه الحقيقة كانت مجهولة سابقًا، ولم تُكشف إلا مؤخرًا.

*سادسًا: الماء وأثره في الحياة والرزق*

قال تعالى:  
*"فأنزلنا من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نبات شتى"* [طه: 53].

ربطت الآية بين نزول المطر وتنوع النبات، وهو ما تؤكده العلوم الزراعية، حيث يعتمد تنوع النباتات على كمية ونوعية الماء وتوزيعه. كما أن دورة الماء تؤثر في الزراعة، المناخ، والاقتصاد، مما يجعلها أساسًا للحياة في البر والبحر.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

1

followings

8

similar articles