
نبي الله هود وقوم عاد الجبارون
بعد الطوفان الذي كان في عهد سيدنا نوح ماكان هناك أي كافر علي وجه الأرض ومر سنوات وناسيا أكثر الناس وصيه نوح بل إنهم عادوا الي عباده الاصنام وعادة الأرض تشكو من الظلام من جديد ذلك أن احفاد قوم سيدنا نوح صنعوا تماثيل لآبائهم وأجدادهم الذين نجاهم الله من الطوفان صنعوا تماثيل لهم ليتذكرون بها قيل إنهم لم يعبدوها في أول الأمر ولكن ظل الأمر هكذا وتوالد الأجيال فوقعوا في عبادة الأصنام مره اخرى فقد كانوا أول من عبدوا الاصنام في الأرض بعد عهد نوح وهم قوم عاد الجبارون وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول وكانوا عمالقة واقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم ولكن رغم ضخمة أجسادهم كانت لهم عقول مظلمة فقد آتاهم الله ما لم يأتي أحدا من العالمين حينها ولكن لم يفكروا في مصدر بهذه النعم فاقسي ما وصلت إليهم هذه عقولهم أن اتاخذو أصنام يعبدونها من دون الله فعاثو في الأرض فساداً فاذل القوي منهم الضعيف وبطش الكبير منهم بالصغير فدعاهم هود إلي الايمان بالله وحده فلم يسمعوا قوم هود الي نبيهم وقالوا في كبرياء نحن اقوى من علي الارض وأن هذه الأصنام هي التي تمدنا بالقوة وترزقنا فبدأ هود يحدث قومهم أن هذه الأحجار الذي تعبدونها يا قوم لا تنفع ولا تضرر وان الله عزوجل إله واحد وهو الذي خلقكم ورزقكم ومكن لكم في الأرض وأخذ هود يحدثهم عن الاخره ويوم القيامة وأنه اليوم الذي تعاد فيه جميع القضاية مره اخرى أمام الملك الخالق ويحكم فيها رب العالمينبحكمهم العدل وظل يحدثهم عن الإيمان بالبعث بعث الأجساد بعد الموت وعن الوقوف أمام الله للحساب ثم تلقي الثواب والعقاب ودخول الجنة والنار فقد حدثهم هود بكل هذا ولكنهم كالعادة كذبه ،قال الله سبحانه وتعالى:(وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخره واترفنهم في الحيوه الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون).
فقالوا اي يعدكم أن إذا متم وكنتم تراب وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون أن هي إلا حياة الدنيا نحيا ونميت وما نحن بمبعوثين وظل الملأ يتسألون أليس هذا النبي بشر مثلنا يأكل مما نأكل منه ويشرب مما نشرب منه بل لعله يأكل مما أقل مما نأكل فكيف يدعي أنه علي الحق ونحن على الباطل قال هود مذكران لهم أن الله يهلك الذين كفروا مهما كانوا أقوياء وقال له الكافرون من قومه ستنجينا إلهاتنا يهود فاستكبروا ورفضوا دعوته واتهامهم بالجنون وقالوا له أن لنراك في سفاهت قال يا قوم ليس بياسفاه ولكني رسول من رب العالمينفلم يندفعو الا اي موعظه ولا عبرة:(قالوا سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الوعظين&أن هذا إلا خلق الأولين&وما نحن بمعذبين&).
وكل ما مرت الايام زاد قوم هود استكبار وتكذيب لنبيهم هود:(قالوا يهود ما جئتنا ببينه وما نحن بتاركي إلهتنا عن قولك وما نحن بمؤمنين).
اي ليس مصدقين بنبوتك ورسالتك يهود ثم نصبوا إليه الجنون فقالوا:(إن نقول إلا اعترئك بعض إلهتنا بسوء قال إني أشهد الله وأشهدوا اني برئ مما تشركون).
فقد أعلن سيدنا هود برئته منهم وعبادتهم الباطلة وأترك أن العذاب واقع مما كفر من قومه فقد استعجل هولاء القوم العذاب فقالوا لنبيهم:(قالوا أجئتنا لنعبده الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا أن كنت من الصادقين).
فأمسك الله المطر عنهم ثلاثة سنين وبدأ الجفاف ينتشر في الأرض حينها فلم تعد السماء تمطر قطره واحده فأسرع قوم عاد إلي هود ليسألو ما هذا الجفاف فاخبراهم أن الله قد غضب عليهم وسينزل عليهم العذاب إلا إذا تابو وامنو وتركه عباده الاصنام فسخرو منه عندما أخبرهم بذلك وإذدات كفره وهنا وصلوا مع هود إلي طريق مسدود أنهم متكبرون فقد حق عليهم العذاب فقام هود يدعو ربه قالا:(قال رب انصرني بما كذبون&قال عما قليل ليصبحن ندمين& فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلنهم غثاء فبعدا القوم الظالمين).
وقد انتظر هود وقومه وعد الله الحق وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء ففرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم فرحين فتغير الجو فجأة من الجفاف الشديد والحر إلي البرد الشديد القارس وبدأت الرياح تهب وارتعش كل شيء وفي كل ساعة كانت برودته تزداد وبدأ قوم هود يفرون ويختبئون في الخيام فقطلعت الخيام واختبئوا تحت الأرضية فشدت هبوب الرياح وتطارت الأرضية وكانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من الجسد وتدمره لتكاد الرياح تلمس شئ إلا قتلته باذن ربه قال الله سبحانه وتعالى :(فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم&تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يري الا مسكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين).
فسخر الله سبع ليالي وثمانية ايام لم تري الدنيا مثلها أبدا ثم توقفت الريح باذن ربه ولم تعد باقي من قوم هود إلا ما يبقي من النخل الميت فقد هلكوا جميعاً ونجي الله هود ومن أمان معه وكانوا قليلة وهكذا طويت صفحه من صفحات الأمم الكافره فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ونصر الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين ونجأهم من العذاب الأليم.