المهدي المنتظر: المنقذ الذي يعيد العدل في آخر الزمان

المهدي المنتظر: المنقذ الذي يعيد العدل في آخر الزمان

4 reviews

 

منذ فجر الإسلام، والناس يتساءلون عن آخر الزمان وما يحمله من أحداث جسام، وعن الشخصية التي بشّر بها النبي ﷺ بأنها ستملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا، وهي شخصية المهدي المنتظر.
فالمهدي ليس خيالًا ولا أسطورة، بل ورد ذكره في أحاديث صحيحة وحسنة رويت عن النبي ﷺ، واتفق أهل العلم على ثبوتها.

من هو المهدي المنتظر

المهدي رجل من نسل النبي ﷺ، من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما، اسمه يوافق اسم النبي، واسم أبيه يوافق اسم أبي النبي ﷺ. قال رسول الله ﷺ:

"المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، ملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين" ( رواه أبو داود وصححه الألباني).

فهو رجل صالح، عابد، ليس نبيًا ولا معصومًا، لكن الله يُهيئه ويصلحه في ليلة واحدة، فيجعله قائدًا للأمة الإسلامية في زمن كثرت فيه الفتن واشتد فيه البلاء.

زمن ظهوره

يظهر المهدي في آخر الزمان، في وقت يكثر فيه الظلم، وتضعف فيه شوكة المسلمين، وتتوالى الفتن. حينها يبايعه الناس عند الكعبة في مكة، رغمًا عنه، إذ لا يطلب الإمارة ولا يسعى للحكم، وإنما يفرضه الواقع وتقدير الله له.

روى الحاكم عن النبي ﷺ أنه قال:

"يُبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه".

مكان خروجه وبداية بيعته

يخرج المهدي من المدينة إلى مكة هاربًا من طلب الناس له بالبيعة، فيلحقون به في مكة، ويجبرونه على البيعة عند الكعبة بين الركن والمقام. وهذه البيعة تكون بداية عهده وظهوره العلني.

صفاته الخَلقية والخُلقية

من نسل النبي ﷺ من أهل بيت فاطمة رضي الله عنها.

اسمُه كاسم النبي ﷺ: "محمد"، واسم أبيه كاسم أبي النبي ﷺ "عبد الله".

أجلى الجبهة: أي واسع الجبهة.

أقنى الأنف: أي في أنفه دقة مع طول قليل.

عادل رحيم: يملأ الأرض عدلًا بعدما ملئت ظلمًا.

زاهد في الدنيا: لا يطلب الحكم، بل يُكرَه على البيعة .

 

ماذا يحدث في عهده 

 عودة العدل

أول ما يظهر من أثره أنه يملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا. فتعود الحقوق إلى أهلها، ويُقام العدل بين الناس، وينتشر الأمن في الأرض.

 الفتوحات العظيمة

في عهد المهدي تقع فتوحات كبرى، ويجتمع المسلمون تحت رايته، ويقاتلون أعداء الله. ومن أعظم الفتوحات فتح القسطنطينية (إسطنبول اليوم) مرة ثانية على يد المهدي وجنوده، كما ثبت في بعض الأحاديث.

 نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

من أعظم الأحداث في زمن المهدي نزول سيدنا عيسى عليه السلام من السماء، فيلتقي بالمهدي، ويصلي خلفه، إقرارًا بأن المهدي إمام هذه الأمة، وليُظهر الله فضل أمة محمد ﷺ.

 قتال الدجال

في عهده يخرج المسيح الدجال، فيكون البلاء الأعظم على وجه الأرض. وبينما يستعد المسلمون لمواجهته، ينزل عيسى عليه السلام ليقتله، فيتحقق وعد النبي ﷺ في الحديث:

"لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية" (متفق عليه).

 رخاء الأرض

يعم الخير في الأرض، وتُخرج الأرض بركاتها، ويكثر المال حتى يُعطى الرجل المال الكثير فلا يقبله من غناه. قال النبي ﷺ:

"يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيا" (رواه الحاكم).

المدة التي يحكمها المهدي

الأحاديث دلت على أن مدة حكم المهدي تكون سبع سنين، وقيل: تسع. وخلال هذه السنوات القليلة، يعيد الله بها للأمة قوتها ووحدتها وعزتها.

 

هل ذُكر المهدي في القرآن؟

لم يُذكر اسم المهدي صراحة في القرآن، لكن العلماء فهموا أن بعض الآيات قد تشير إلى زمانه أو معناه، مثل قوله تعالى:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص:5].

عقيدة أهل السنة في المهدي

أهل السنة والجماعة يؤمنون بخروج المهدي المنتظر في آخر الزمان، على ما جاءت به الأحاديث الصحيحة. وقد ألف العلماء في ذلك كتبًا خاصة مثل كتاب: البيان في أخبار صاحب الزمان لابن كُثير، وكتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر الهيتمي.

الرد على من أنكر المهدي

بعض الناس أنكروا فكرة المهدي، لكن رد عليهم العلماء بأن أحاديث المهدي متواترة المعنى، رويت عن أكثر من ثلاثين صحابيًا، ومن جحدها فقد جحد السنة الصحيحة.

خاتمة

المهدي المنتظر ليس شخصية غيبية أسطورية كما يظن البعض، بل هو رجل من نسل النبي ﷺ، يخرجه الله في وقت الفتن ليعيد العدل، ويجمع كلمة المسلمين، ويُمهّد الأرض لنزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ولأحداث آخر الزمان العظام.
والواجب على المسلم أن يؤمن بما صح عن رسول الله ﷺ، وأن يستعد لهذا اليوم بالعمل الصالح، لا بانتظار الأحداث دون استعداد.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

6

followings

12

followings

0

similar articles