
لا للمستحيل أمام الثقه بالله والسعة واليقين 💞
السعي وراء المستحيل والإصرار على تحقيق الأحلام
الإنسان خُلق في هذه الدنيا ليعمر الأرض، وليجعل لحياته قيمة ومعنى. لم يُخلق كي يعيش مجرد أيام متكررة لا هدف لها، وإنما خُلق ليجاهد نفسه ويواجه التحديات، ويسعى إلى أن يكون له بصمة خاصة تميّزه عن غيره. ومن أعظم أسرار النجاح أن يكون لدى الإنسان إيمان عميق بأن المستحيل ما هو إلا كلمة نستخدمها حين نتوقف عن المحاولة، أما حين نثق بالله ونبذل الجهد ونتوكل عليه، فإن المستحيل يصبح ممكنًا، والصعب يصبح سهلاً.
قد يقول الناس من حولك إنك ضعيف، أو يحاولون إحباطك بكلمات جارحة مثل: "لن تستطيع"، "أنت غير قادر"، أو "هذا فوق طاقتك". لكن الحقيقة أن هؤلاء لا يعرفون ما بداخلك، ولا يرون القدرات التي أودعها الله فيك. فإذا سمعت مثل هذه الكلمات، لا تجعلها تخترق قلبك، بل قُل لنفسك: "أنا أسمع المستحيل وأصدقه، لأني واثق أن الله لا يخذل من توكل عليه".
الثقة في الله هي سر النجاح
الثقة في النفس ضرورية، لكن الأهم منها هو الثقة بالله عز وجل. فالله سبحانه يقول:
> "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" [الطلاق: 3]
أي أن من يضع ثقته واعتماده على الله، فإن الله يكفيه، ويسدده، ويفتح له أبوابًا لم يكن يتخيلها. عندما يكون عندك يقين بأن الله معك، فإنك تستطيع مواجهة كل العوائق دون خوف. قد تسقط يومًا وتتعثر يومًا آخر، لكنك سرعان ما تنهض أقوى مما كنت، لأنك تعلم أن عون الله لا ينقطع، وأن الفرج قريب مهما طال الانتظار.
الإحباط لا يعني النهاية
قد يأتيك الإحباط من أقرب الناس إليك: صديق يستهزئ بأحلامك، أو قريب يقلل من شأنك، أو حتى زميل يُشعرك بأنك لا قيمة لك. لا تحزن لذلك، بل اعلم أن السبب الحقيقي وراء إحباطهم هو أنهم يرون فيك قوة لا يرونها في أنفسهم. يرون أنك قادر على الوصول لأهداف عظيمة، فيحاولون كبحك بكلمات محبطة. لكن المؤمن القوي لا يتزحزح، ولا يسمح لكلمة أن تهدم ما يبنيه.
قل لنفسك دائمًا: "أنا أقوى مما أظن، والله معي، ولن أترك حلمي يضيع بسبب كلام الآخرين".
المثابرة سر الوصول
النجاح ليس خطوة واحدة، ولا قفزة سحرية توصلك للحلم فجأة. النجاح طريق طويل يحتاج إلى جهد وتعب وصبر. قد تسهر الليالي، وقد تمر عليك لحظات يأس تظن فيها أن كل ما تفعله بلا فائدة، لكن الحقيقة أن كل خطوة صغيرة تقرّبك من هدفك.
حين تشعر بالإنهاك، ذكّر نفسك: "لم يبق إلا القليل، الحل قريب، أنا على وشك أن أصل". هذه الكلمات البسيطة ستُعيد إليك طاقتك، وتجعلك تواصل المسير حتى تصل إلى ما تريد.
المستحيل يصبح ممكنًا بالعمل الجاد – مثال توماس إديسون
ولكي ندرك أن الفشل ليس نهاية، يكفينا أن نتأمل في قصة المخترع الشهير توماس ألفا إديسون. فقد كان معلموه يصفونه بأنه "أغبى طالب في المدرسة"، حتى إنهم قالوا لوالدته: "ابنك غير قادر على التعلم". بل وصل الأمر إلى أن يرفضوه من المدرسة، ما جعله في موقف صعب كان من الممكن أن يفقد فيه ثقته بنفسه.
لكن والدته آمنت بقدراته، وظلت تدعمه وتشجعه حتى يثق في نفسه. ومع موهبته وإصراره، رفض الاستسلام لتلك النظرة السلبية، وقرر أن يُثبت أن كل ما قيل عنه خطأ. بدأ محاولاته المستمرة ليخترع المصباح الكهربائي، ولم ينجح من أول مرة، بل بعد آلاف التجارب الفاشلة. ومع كل فشل، لم يتوقف، بل كان يعتبره خطوة تقرّبه من النجاح.
وفي النهاية، نجح إديسون في اختراع المصباح الكهربائي الذي ينير الدنيا كلها اليوم، والذي لا يخلو منه بيت في العالم. ولو أنه استسلم في البداية لكلام الناس، لما كنا اليوم ننعم بهذا النور.
هذه القصة تعطينا درسًا عظيمًا: أن الفشل ليس عيبًا، وأن الإصرار والثقة بالله ثم بالنفس قادران على تحويل المستحيل إلى ممكن.
الثقة بالنفس مع الاستعانة بالله
الثقة بالنفس وحدها لا تكفي إذا لم تكن مقرونة بالاعتماد على الله. فأنت قد تمتلك الذكاء والموهبة، لكنك تحتاج دائمًا إلى عون الله وتوفيقه. لذلك اجعل شعارك في الحياة:
"أثق بالله أولاً، ثم أثق بنفسي التي خلقها الله قوية قادرة على الإنجاز".
وحين تتردد أو تشعر بالضعف، تذكّر أن الله هو المعين، وهو القادر على أن يحوّل المستحيل إلى ممكن. بالدعاء، والصبر، والاجتهاد، يتحقق ما تراه بعيدًا.
الثبات وعدم التراجع
من أهم أسرار النجاح أن تثبت على الطريق، وألا تسمح للمصاعب أن تكسرك. أحيانًا تكون العقبات مجرد اختبار من الله ليرى مدى صدق نيتك في السعي وراء حلمك. فإذا صبرت وثبت، كافأك الله بالنجاح والفتح العظيم.
قال تعالى:
> "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" [الشرح: 6]
وهذه الآية كافية لتزرع في قلبك الأمل، فكل عسر وراءه يسر، وكل مشكلة وراءها حل، وكل طريق مظلم له نهاية مضيئة.
اجعل حلمك رسالة حياتك
لا تجعل هدفك مجرد رغبة عابرة، بل اجعل حلمك رسالة تعيش من أجلها. حين يكون لك هدف عظيم تسعى إليه، تصبح كل تفاصيل حياتك لها معنى. تصبح كل خطوة تخطوها، وكل تعب تتحمله، جزءًا من رحلتك المباركة نحو النجاح.
الخاتمة: تستطيع بالثقة بالله
في النهاية، تذكّر دائمًا أن حياتك هدية من الله، وأن الله أودع فيك طاقات ومواهب لم تكتشفها كلها بعد. لا تسمح لكلمة "مستحيل" أن توقفك، ولا تجعل كلام الناس يحدد مستقبلك. اعمل، اجتهد، وواصل السعي، وسترى أن ما كنت تظنه بعيدًا صار قريبًا بين يديك.
قل لنفسك دائمًا: "سأصل، سأحقق حلمي، لأن الله معي، ولأن المستحيل لا وجود له أمام إرادة مؤمنة صادقة".
---