تجديد اليقين والثقه بالله 💞

تجديد اليقين والثقه بالله 💞

1 reviews

 


الثقة بالله وتجديد اليقين: طريقك إلى الطمأنينة والقوة

الإنسان في رحلته في الحياة يمر بمراحل صعبة، لحظات يظن فيها أن الدنيا أغلقت أبوابها، أو أن كل شيء ضده. لكن الحقيقة الثابتة أن الراحة والطمأنينة لا تأتي من الظروف ولا من الناس، إنما تأتي من الثقة بالله وتجديد اليقين فيه.

قال الله تعالى:
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]
يعني الذي يسلّم أمره لله ويثق فيه، الله يكفيه ويهيئ له الخير حتى من حيث لا يحتسب.


أولاً: الرضا باختيار الله

أحيانًا نتمنى حاجة من قلبنا، ندعو الله بها ليلًا ونهارًا، ثم لا تتحقق. هنا يجي الاختبار الحقيقي: هل سنرضى ونقول "ربنا اختار الأفضل ليا"، أم نزعل ونشعر بالظلم؟
الحقيقة أن الله لا يظلم أحدًا، بل كل تأخير أو منع وراءه حكمة ورحمة. ربما الشيء الذي تتمناه اليوم لو تحقق كان سيؤذيك غدًا، وربما ما تراه خسارة الآن هو في الحقيقة أعظم مكسب.

النبي ﷺ قال:
"عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن." [رواه مسلم]

فالمؤمن دائمًا رابح، سواء بالسراء أو بالضراء، لأنه واثق في اختيار الله.


ثانيًا: التفاؤل بالقدر

قد لا تدخل الكلية التي كنت تحلم بها، وقد تظن أن حياتك انتهت. لكن الحقيقة أن الله أعد لك مكانًا آخر فيه خير ورسالة خاصة بك. يمكن الكلية الأخرى تفتح لك باب رزق أفضل، أو تعرّفك بناس هيكونوا سبب سعادتك، أو تكتشف فيها موهبة ربنا وهبها لك.

الفكرة أنك تؤمن أن كل محطة في حياتك مش صدفة، بل اختيار إلهي. تخيّل نفسك قطعة شطرنج في يد حكيم عليم، يحركك لمكانك المناسب في الوقت المناسب.


ثالثًا: التعلّم من الماضي

الماضي مهما كان صعبًا، مش نهاية الطريق. بل هو تجربة تصنع منك إنسانًا أقوى.
قد تقول: "أنا إنسان ما حصليش حاجة كويسة"، لكن في الحقيقة كل حاجة عدت عليك كانت مدرسة كبيرة.

  • الغلطة اللي وقعت فيها علمتك كيف تتجنبها.
  • الصديق اللي خذلك خلاك تعرف قيمة الصديق الصالح.
  • الفرصة اللي ضاعت منك فتحت عينيك على فرص أكبر.

إذن الماضي ليس عدوًا، بل هو قدوة ودافع للمستقبل. المطلوب أن تترك ما يؤلمك خلف ظهرك، وتتعلم منه، وتبني حياة جديدة بإيدك وبثقة في الله.


رابعًا: الأيام الصعبة لا تدوم

الأيام الصعبة مهما طالت فهي تزول. المرض يزول، الهموم والمشاكل اللي خنقت قلبك بتزول، الخيبات اللي وجعتك بتخفّ مع الوقت. كل ده بيروح، لكن اللي يفضل معك هو:

  • قربك من الله.
  • يقينك به وثقتك في حكمته.
  • عزمك وإرادتك على التغيير وتحقيق المستحيل بإذنه.

وهنا سر القوة: أن لا تتعلق بزوال الظروف فقط، بل تتمسك بما يبقى معك للأبد، وهو علاقتك بربك.


خامسًا: الثقة في الناس أم الثقة بالله؟

أحيانًا نخدع في أقرب الناس، نعتبرهم أحباب وأهل، ثم نكتشف أنهم خانونا أو تركونا في منتصف الطريق. هذا الألم صعب جدًا، لكنه يحمل رسالة: لا تجعل ثقتك المطلقة في الناس، فالبشر يتغيرون ويضعفون.

المهم مش هو أن الناس تثق فيك، بل المهم أن تكون أنت واثقًا في الله. لأن الثقة في الناس قد تهتز وتنكسر، لكن الثقة بالله لا تهتز أبدًا.

اليقين بالله يعطيك راحة نفسية، ويفتح لك أبواب الحلول من حيث لا تدري. أما تعليق القلب بالبشر وحدهم، فهو طريق للخذلان والحزن.


سادسًا: قوة الإنسان في يقينه

الإنسان القوي ليس الذي لا يتألم، بل الذي يعرف كيف يستمد قوته من الله رغم الألم.
القوي هو الذي يواجه الدنيا مبتسمًا وهو جواه كسور، لكنه واثق أن الله معه ولن يتركه.

لما يكون عندك يقين أنك في يد الله، مش هتخاف من حاجة. حتى لو اتأذيت أو فشلت، هتقول: "دي محطة هتعدي، وأنا قادر أقوم من جديد بإذن الله."


سابعًا: الثقة في التغيير

الثقة بالله مش معناها الاستسلام السلبي. بالعكس، معناها أنك تؤمن أنك تقدر تغيّر حياتك بإيدك وبإذن الله.

قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]

يعني لازم تبدأ خطوة، وتجتهد، وتتعلم من الماضي، وتبدأ صفحة جديدة. الثقة بالله تعطيك طاقة، والإرادة تغيّر واقعك.


كيف تجدد يقينك بالله؟

  1. الذكر والدعاء: لما تذكر الله وتدعوه، قلبك يطمئن ويقينك يتجدد.
  2. قراءة القرآن: فيه قصص ناس مروا بابتلاءات وصبروا، وربنا نجاهم.
  3. التأمل في النعم: بدل ما تبص للي ناقصك، ابصّ للنعم اللي عندك، هتلاقي إن ربنا غمرك بخير كبير.
  4. الثبات عند الابتلاء: تذكر أن الابتلاء مش دليل على غضب الله، بل قد يكون دليلًا على حبه لك لأنه يطهّرك ويرفعك درجات.

الخلاصة

الثقة بالله وتجديد اليقين مش مجرد كلمات، دي حياة كاملة. حياة مليانة رضا وصبر وأمل.
لما تؤمن أن ربنا كتب لك الخير، هترتاح مهما حصل حواليك. ولما تقبل قضاء الله برضا، هتكتشف أن عندك طاقة تغيّر نفسك وحياتك للأفضل.

لا تدع الماضي يحبطك، ولا تسمح للفشل يكسرك. الأيام الصعبة تزول، والخنقات بتخفّ، لكن اللي يبقى معك دائمًا هو يقينك بالله.
ثق أن الله معك، وإن كان معك الله فلن يتركك أبدًا.


✦ في النهاية اجعل شعارك في الحياة:
"رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا."
حينها ستجد الطمأنينة تسكن قلبك، واليقين يضيء طريقك، والرضا يملأ حياتك.


🔹

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

7

followings

7

similar articles