
عن ليلة الاسراء والمعراج لرسول الله ﷺ
عن ليلة الاسراء والمعراج لرسول الله ﷺ
إليكم احداث ليلة الاسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان حال رسول الله ﷺ قبلها وبعدها ووكيف كانت هذة الليلة عوضًا ومكافأة من الله لنبيه ﷺ.
في ليلةٍ مباركة من ليالي مكة، كان رسول الله ﷺ جالسًا في بيت أم هانئ بنت عمه أبي طالب بعد يومٍ مليء بالدعوة والصبر على أذى قريش. وبينما هو بين اليقظة والمنام، جاءه جبريل عليه السلام، فشق صدره الشريف وغسله بماء زمزم، وملأ قلبه إيمانًا وحكمة، وهيأه لرحلة عظيمة لم يعرف مثلها بشر.
🚀 بداية الرحلة – الإسراء
جاء جبريل عليه السلام لرسول الله ﷺ بالبراق، والبراق هو دابة بيضاء سريعة، أكبر من الحمار وأصغر من البغل، تضع خطوتها عند منتهى بصرها. ركبها النبي ﷺ، فانطلقت به من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس في فلسطين في لحظة خاطفة، كأنما طويت له الأرض.
دخل رسول الله ﷺ المسجد الأقصى، فوجد فيه جمعًا من الأنبياء، مثل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم، فصلى بهم صلى الله عليه وسلم إمامًا، ليعلن الله بذلك أن رسالته هي الخاتمة الجامعة لكل الرسالات السابقة.
🌌 المعراج إلى السماوات
بعد الإسراء جاء وقت المعراج، أي صعوده ﷺ إلى السماوات العُلا. رافق جبريلُ النبيَّ ﷺ حتى بلغ السماء الدنيا، فاستفتح الباب، فإذا بآدم عليه السلام يرحب به ويدعو له بالخير.
ثم عُرج به إلى السماء الثانية، فالتقى بعيسى ويحيى عليهما السلام، ثم إلى الثالثة حيث يوسف عليه السلام، وإلى الرابعة حيث إدريس عليه السلام، ثم الخامسة حيث هارون عليه السلام، والسادسة حيث موسى عليه السلام الذي بكى وقال: "يا رب، هذا الغلام الذي بُعث بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي".
وفي السماء السابعة، لقي إبراهيم عليه السلام مستندًا إلى البيت المعمور، وهو بيتٌ في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه أبدًا.
🌿 سدرة المنتهى واللقاء العظيم
ثم ارتفع به جبريل إلى سدرة المنتهى، شجرة عظيمة لا يعلم كُنْهَها إلا الله، هناك توقف جبريل وقال: "تقدّم يا محمد، فإذا تقدمتَ انت لاخترقت وإذا تقدمتُ انا لاحترقت". وهنا صعد رسول الله ﷺ وحده إلى ما وراء السدرة، حيث كلّم الله عز وجل عبده الكريم تكليمًا، وفرض عليه وعلى أمته الصلوات.
كان أول ما فُرض خمسون صلاة في اليوم والليلة، لكن موسى عليه السلام، الذي خبر ثِقَل الناس، نصح النبي ﷺ أن يسأل ربه التخفيف. فظل يرجع بين ربه وموسى حتى خُففت إلى خمس صلوات بأجر خمسين.
🕊️ العودة إلى مكة
بعد هذه الرحلة العظيمة، عاد رسول الله ﷺ إلى مكة في نفس الليلة. وفي الصباح قصّ على قريش ما حدث، فارتابوا وكذبوه، وقالوا: "نذهب إلى بيت المقدس شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، وتزعم أنك ذهبتَ ورجعتَ في ليلة؟".
لكن الله أظهر صدق نبيه؛ فقد وصف لهم المسجد الأقصى وصفًا دقيقًا، وأخبرهم بقوافل كانوا في طريق عودتهم، فجاءت كما قال ﷺ.
فقد كانت ليلة الإسراء والمعراج تثبيتًا لقلب النبي ﷺ بعد عام الحزن، وإشارة إلى مكانته العظمى عند ربه، وتكريمًا له برحلة لم ينل شرفها أحد من العالمين. وهي أيضًا دليل أن الصلاة عماد الدين، وأنها صلة بين العبد وربه، جاءت من فوق سبع سماوات.
حال النبي صلى الله عليه وسلم
• قبل الرحلة: كان النبي ﷺ قد مرّ بعام صعب جدًا يُسمى عام الحزن: ١- توفيت فيه السيدة خديجة رضي الله عنها، سنده الأول. ٢- وفقد عمه أبو طالب، حاميه أمام قريش. ٣- وتعرّض للأذى الشديد في الطائف حتى أدموا قدميه. في هذا الجو المليء بالآلام والابتلاءات، كان قلب النبي ﷺ مليئًا بالحزن، لكنه متمسكًا بالرضا بقدر الله، ومواصلًا دعوته بلا يأس. فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تكريمًا من الله وتثبيتًا لقلبه.
🚀 أثناء الإسراء: كان ﷺ في حالة طمأنينة عجيبة؛ لم يتردد ولم يتعجب مما يرى، رغم أن الرحلة ليست في طاقة البشر العادية. عندما ركب البراق، لم يُظهر خوفًا ولا قلقًا، بل كان مطمئنًا تمامًا، لأن قلبه معلق بالله. حين وصل المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء إمامًا، كان في قمة السكينة، لأنه يعلم أن الله اصطفاه ليكون خاتم المرسلين.
🌌 أثناء المعراج: كلما صعد إلى سماء أعلى، كان قلبه يمتلئ نورًا ورضا وسعادة بلقاء إخوانه من الأنبياء عند لقاء موسى عليه السلام وبكائه، أظهر النبي ﷺ تواضعًا شديدًا، فلم يتعالى بمكانته بل تقبّل مشاعر إخوانه الأنبياء بمحبة ورحمة. وعندما بلغ سدرة المنتهى، كان في حال من الهيبة والخشوع لا يمكن وصفه، لكنه لم يرتجف أو يضعف، بل كان ثابتًا مطمئنًا، يليق بمقامه العظيم.
🕌 عند تكليف الصلاة: لما فرض الله خمسين صلاة، أظهر ﷺ طاعةً مطلقة بلا نقاش.لكنه عندما سمع نصيحة موسى عليه السلام، كان رحيمًا بأمته، يرجع إلى ربه طالبًا التخفيف لا لنفسه بل لهم. وحاله هنا جمع بين العبودية الكاملة (قبول أمر الله بلا اعتراض) والرحمة العظيمة بأمته (طلب التخفيف).
✨ حاله عند العودة إلى مكة: رجع ﷺ بنفس الليلة، قلبه ممتلئ يقينًا وسكينة.في الصباح، لما كذبه الكفار وسخروا منه، كان ثابتًا لا يتزعزع. لم يغضب لنفسه، بل قال الحق بطمأنينة وترك البراهين تتكلم. وأما حاله مع المؤمنين فكان حال المربي، يغرس في قلوبهم أن الصلاة هي هدية من فوق سبع سماوات.
هكذا كانت رحلة الاسراء والمعراج لنبي الله ﷺ ورسوله فسلاما عليك يا حبيب الله. 🤍🖤