فضل الذكر بعد الصلاة

فضل الذكر بعد الصلاة

Rating 5 out of 5.
1 reviews

المقدمة

الذكر بعد الصلاة عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من المسلمين، مع أنها من السنن الثابتة عن رسول الله ﷺ، وفيها من الأجر والثواب ما لا يُحصى. فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، فإذا ختمها المسلم بالذكر والدعاء كان ذلك سببًا لتكميلها وزيادة بركتها. قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء:103]. فالذكر بعد الصلاة هو امتداد لحضور القلب مع الله، واستمرار لروح العبادة.

أولًا: معنى الذكر بعد الصلاة

الذكر هو تسبيح الله تعالى وتحميده وتكبيره واستغفاره وقراءة القرآن والدعاء. والمقصود بالذكر بعد الصلاة هو ما ورد عن النبي ﷺ من الأذكار التي تُقال عقب التسليم، مثل الاستغفار، وآية الكرسي، والتسبيح والتحميد والتكبير. هذه الأذكار تحفظ الصلاة وتزيد في أجرها، وتجعل العبد في صلة دائمة بربه.

ثانيًا: فضل الذكر بعد الصلاة

مغفرة الذنوب
قال رسول الله ﷺ: "من سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" [رواه مسلم]. وهذا فضل عظيم لا ينبغي أن يضيّعه المسلم.

زيادة الحسنات ورفعة الدرجات
الأذكار بعد الصلاة تضاعف الأجر وتزيد في ميزان الحسنات، وهي من أسباب نيل رحمة الله ورضاه.

الطمأنينة والسكينة
قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد:28]. فالعبد حين يذكر الله بعد الصلاة يشعر بالراحة النفسية والسكينة الداخلية.

الحفظ من الغفلة
المداومة على الذكر بعد الصلاة تحفظ القلب من القسوة والغفلة، وتجعل المؤمن قريبًا من الله في كل حين.

اتباع السنة النبوية
النبي ﷺ كان يداوم على هذه الأذكار ويعلمها لأصحابه، فمن واظب عليها فقد اقتدى برسول الله ﷺ وحرص على هديه.

image about فضل الذكر بعد الصلاة
"مسلم يجلس في المسجد يسبح الله بمسبحة بعد أداء الصلاة"

ثالثًا: الأذكار المأثورة بعد الصلاة

الاستغفار ثلاثًا: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله".

قول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".

التسبيح والتحميد والتكبير: 33 مرة لكل منها، ويُختم بـ "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

قراءة آية الكرسي: فقد ورد أن من قرأها بعد الصلاة كان في حفظ الله حتى الصلاة التالية.

قراءة سور الإخلاص والفلق والناس بعد كل صلاة.

رابعًا: الأثر الروحي والاجتماعي للذكر بعد الصلاة

تقوية العلاقة مع الله: يظل العبد في ذكر دائم فلا ينقطع عن مولاه.

تربية النفس على الشكر: الذكر بعد الصلاة يعلم المسلم أن يحمد الله على نعمة العبادة.

بث روح الطمأنينة في المجتمع: حين يعتاد المسلمون الذكر، تسود بينهم السكينة والرحمة.

زيادة البركة في الوقت والعمل: لأن ذكر الله يجلب البركة ويبعد الشقاء.

خامسًا: نصائح عملية للمواظبة على الذكر بعد الصلاة

تخصيص بضع دقائق بعد كل صلاة لأداء الأذكار دون استعجال.

حمل مسبحة أو استخدام الأصابع للتسبيح، اقتداءً بالنبي ﷺ.

تذكير الأهل والأبناء بفضل الأذكار وتشجيعهم عليها.

قراءة الأذكار من كتاب مثل حصن المسلم لمنع النسيان.

الخاتمة

إن فضل الذكر بعد الصلاة لا يقتصر على نيل الأجر والمغفرة فقط، بل يمتد ليشمل حياة المسلم كلها، إذ يورثه الطمأنينة والراحة، ويجعله في معية الله دائمًا. ومن ترك هذه السنة فقد خسر خيرًا كثيرًا، ومن واظب عليها فاز بالقرب من الله ورضوانه. فليحرص كل مسلم على أن يختم صلاته بالذكر، ليكتمل له نور العبادة، ويكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

130

followings

40

followings

0

similar articles
-