
ملخص تفسير ايه٧٨ : ٨٣ من سورة البقرة

من آية ٧٨ إلى 82
{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( ٧٩) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) }
ملخص تفسير آية 78 -82 من سورة البقرة
الآية ٧٨
توضح لنا الآية أن منهم اميون أي لا يعرفون الكتاب إلا ما يقوله لهم أحبارهم هو الذي يعرفونه فقط.. وهؤلاء ربما لو كانوا يعلمون ما في التوراة..
من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم لآمَنوا به.. والكتاب هنا يقصد به التوراة.. وما هو الامي : الذي لم يعلم شيئاً من ثقافة وعلم في الوجود على إطلاقه هو الذي لا يكتسب شيئاً من ثقافة الوجود حوله
آية ٧٩
هذه الآية الكريمة جاءت في القسم الثاني من اليهود وهو المقابل للأميين.. وهم إما أميون لا يعلمون الكتاب.. وإما يعلمون ولكنهم يغيرون فيه ويكتبونه بأيديهم ويقولون هذا من عند الله.وكل هذا
ولذلك توعدهم الله تبارك وتعالى فقال: ويل لهم، وهي تعني الهلاك والعذاب.. وتستعمل للتحسر على غفلة الإنسان عن العذاب..وهذه الويلات يعني الحسرة وقت رؤية العذاب.وهم يريدون بذلك أن يشتروا ثمنا قليلا، هو المال أو ما يسمى بالسلطة الزمنية.. يحكمون ويكون لهم نفوذ وسلطان. ليأخذوا القليل وهو الدنيا والسلطة ويدفعوا ثمن هذا من منهج الله وحكم الله فتغيره وتبدله لتأخذ ثمنا وكل ثمن مهما بلغ تأخذه مقابل منهج الله يعتبر ثمنا قليلا. فساعة الكتابة لها ويل وعذاب.. يكسبونه هو ويل وعذاب.
آية ٨٠
وقالوا أن النار لن تمسهم إلا ايام قليله فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم
أن يقول لهم هل انتم اخذتم عهد من الله بهذا الظن وهو أن لا تمسهم النار إلا أيام قليلة فإن كان هذا حدث فإن الله لا يخلف عهده فإنهم يقولون على الله ما لا يعلمون
آية ٨١
و إنهم يكسبون السيئه و تحيطهم الخطيئة من حولهم فهؤلاء يدخلون النار
بل وأكثر من ذلك أنه سيكونون هم والنار كأنهم اصحاب
آية ٨٢
عندما يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.. العذاب والنار، يأتي بالمقابل وهو النعيم والجنة.. وذلك أن المقابلة ترينا الفرق.. وتعطي للمؤمن إحساسا بالسعادة.
. لأنه زحزح عن عذاب الآخرة، وليس هذا فقط.. بل دخل الجنة ليقيم خالدا في النعيم.. فمرور المؤمن فوق الصراط ورؤيته للنار نعمة لأنه يحس بما نجا منه.. فإذا تجاوز النار ودخل إلى الجنة لينعم فيها نعيما خالدا كان هذا فوزاً آخر..
آية ٨٣
أخذ الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل عهد الفطرة وعهد بالإيمان برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ويطلبون من أتباعهم أن يؤمنوا به عند بعثه.. أو ألا يكتموا ما في كتبهم وإلا يغيروه
.. وأن لا يعبدون الله وحده.. و يؤمنون بالتوراة وبموسى نبيا.. وهو الذي سيبين لك طريق العبادة الصحيحة. وبدون هذه الشروط الثلاثة لا تستقيم عبادة بني إسرائيل. الا بما وضح الله لنا في هذه الآيات الاحسان. وكلمة (إحسانا) معناه زيادة على المفروض. لأنك قد تؤدي الشيء بالقدر المفروض أما الإحسان هو الزيادة عن المفروض على الوالدين وهو عمل المزيد من الخير اولا الإحسان للوالدين وَذِي القربى. واليتامى..والمساكين فعرفنا أن المسكين قد يملك. ولكنه لا يملك ما يكفيه.. وهذا نوع من التكافل الإجتماعي لابد أن يكون موجودا في المجتمع.. حتى يتكامل المجتمع كله.. فأنت إن كنت فقيرا أو مسكينا وقول الكلمه الطيبة للناس وكل هذا هو كل فعل جميل يعود على النفس والمجتمع بالخير وإقامة الصلاة وما وهي الركن الذي لا يسقط أبدا عن وَآتُواْ الزكاة.. لنحس جميعا أننا نعيش في بيئة إيمانية متكاملة متكافلة..
وبعد كل هذا الخير ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ اى رفضتم امر الله بالخير لكم إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ: {إِلاَّ قَلِيلاً}.. لأن الحق جل جلاله يتكلم بإنصاف الخالق للمخلوق.. لذلك لم يقل {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} بل قال إلا قليلا.لأن منهم القليل الذي اتبع المنهج