الفصل بين الفرق في المعني بين السيرة النبويه والسنه

الفصل بين الفرق في المعني بين السيرة النبويه والسنه

0 reviews

هناك الكثير من المسلمين لايعرف الفرق بين السيرة النبوية والسنه لذا وجب عليا ان يكون اول مقالي هو توضيح للفرق بين السيره النبويه والسنه فنبدأ بسم الله .

من اسباب الخطأ والاضطراب في الفقه الخلط بين السيره والسنه ، فالسنه هي مصدر التشريع والتوجيه في الاسلام بجوار القران الكريم فالقران هو الاصل والاساس والسنه هي البيان والتفسير والتطبيق .

ولكن الخطأ الذي يقع فيه البعض لمعرفه الفرق بين السيرة والسنه هنا انه يضع السيره موضع السنه ويستدل بأحداث السيرة النبوية علي الإلزام كما يستدل بالسنه والقرآن .

فالسيره النبويه ليست مرادفه للسنه ؛فمن السيرة ما لايدخل في التشريع ولا صلة له به، ولهذا لم يدخل الاصوليون السيره في تعريف السنه بل قالوا؛ السنه ما صدر عن النبي صلي الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير ولم يجعلوا منها السيرة.

أما المحدثون فهم الذين اضافوا الي القول والفعل والتقرير الوصف الخلقي (بفتح الخاء) والخلقي (بضم الخاء)والسيرة؛ لانهم يجمعون كل ما يتعلق به مما لاعلاقه بالتشريع وما لاعلاقه له به؛ فيروون من حياته ما قبل البعثه من المولد والرضاع والنشأه والشباب والزواج الي غير ذلك …. 

ويروون اوصافه الخلقيه (بكسر الخاء) والخلقيه (بضم الخاء) ويروون كل ما يتصل بحياته ووفاته.

وهنا ملاحظتان في غايه الاهميه .

الأولي/ان في السيره كثيرا من الوقائع والأحداث مرويه بغير السند المتصل الصحيح، فقد كانوا يستاهلون في روايه السيرة ما لا يتساهلون في روايه الحديث والاحاديث المتعلقه بالاحكام وأمور الحلال والحرام.

الثانيه/ ان السيره تمثل الجانب العملي من حياة النبي صلي الله عليه وسلم ،اي تمثل قسم الفعل من السنه غالبا.

والفعل لايدل علي الوجوب والإلزام وحده إنما يدل على الجواز فقط،اما الوجوب فلا بد له من دليل آخر.

صحيح اننا مطالبون بالاقتداء بسنه النبي صلى الله عليه وسلم:

فقد قال الله تعالي في سورة الاحزاب 

(لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا) الآيه رقم 21 .

ولكن الايه تدل علي استحاب التأسي والإقتداء به لا علي وجوبه.

علي ان اتخاذ الأسوة من سيرته إنما يكون في الاخلاق والقيم والمواقف العامة لا في المواقف التفصيليه. 

وحتي اذيل الابهام من كلامي اضرب مثالا, فليس من الضرورى ان نقتدي به بالبدء بالدعوه سرا اذا كان الجهر ميسورا ومصرح به.

وليس من الضرورى أن نهاجر كما هاجر المصطفي صلي الله عليه وسلم اذا لم يكن لدينا ضروره للهجره بأن كنا آمنين في أوطاننا متمكنين من تبليغ دعوتنا ليل نهار.

ولهذا لم تعد الهجره إلي المدينه فرض علي كل مسلم بعد فتح مكه المكرمه ،ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،(لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)متفق عليه.

واذا اهتممنا اليوم بالعدالة الاجتماعيه او الشورى والحريه از بالقدس والمسجد الأقصى فليس ذلك مخالفة للهدي النبوي الذي لم يهتم بهذه الامور الا في المدينه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة في مجتمع جاهلي مشرك بالله ومكذب برسالة محمد صلي الله عليه وسلم فكانت المعركه الاولي معه حول التوحيد والرسالة .

بخلاف مجتمعنا اليوم فقد آمن بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا وان كان فيه ما فيه من المعصية والإنحراف عن شرع الله عز وجل 

في نهايه حديثي ارجو ان أكون حققت اكبر قدر من الاستفادة والمعرفة عن موضوع المقال وهو الفرق بين السيرة والسنه وارجو من الله ان اكون وفقت في شرح المعني والفرق وانتظروني في مقالات قادمة بحول الله ومددة.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

5

متابعهم

12

مقالات مشابة