أنواع الشرك  التي يقع فيها الناس

أنواع الشرك التي يقع فيها الناس

0 المراجعات

أنواع الشرك 

 بسم الله الرحمن الرحيم 

أنواع الشرك

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه :

أما بعد:

  • النوع الأول: شرك الدعوة :

قال الله تعالى -:{أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة يهم أقرب و يرجون رحمته ويخافون عذابه كان محذورا} وقوله تعالى-:{قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله يملكون مثقال ذرة في السموات والأرض ومالهم فيهما من شرك ومالهم فيهما من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي  الكبير}

وقوله تعالى-:{ومن أضل من يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعاهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} 

شرك الدعوة

والدعاء هو العبادة ويجب صرف الدعاء لله سبحانه فلا يدعى إلا الله ولا يستغاث إلا بالله ولا يستعان  ولا يستعاذ إلا بالله فيجب صرف الدعاء لله وحده وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"الدعاء هو العبادة ".ثم قرأ قوله تعالى-:{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} 

و في حديث أخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ليس شيئا أكرم على الله من الدعاء ".والله سبحانه يحب أن يدعى وأن يسأل وهذه عباده يحبها الله عز وجل فمن دعى الأولياء أو أصحاب القبور فقد أشرك في الله عز جل في هذه العبادة التي يجب أن تكون خالصة لله وحده لا شريك له.

وقد كان المشركون في القديم إذا ركبوا في البحر وهاج عليهم البحر واضطرب بهم وظنوا أنهم غارقون أخلصوا العبادة لله وحده ودعوا الله مخلصين له الدين.

وجاء أن عكرمة ابن أبي جهل رضي الله عنه أنه فر من النبي صلى الله عليه وسلم وقد أهدر النبي صلى الله عليه وسلم ستة من الناس أربعة من الرجال وامرأتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم أينما وجدتموهم فاقتلوهم حتى ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فهرب فركب البحر فهاج عليهم البحر فقال أنه لا ينجيكم إلا إخلاص الدعاء لله عز وجل فقال: عكرمة إذا كان الله عز وجل ينجيني في البحر فهو ينجيني في البر كذلك لله علي عهد لئن أنجاني الله تعالى لأتين محمدًا  فأبايعه فنجاه الله عز وجل فأتاه فبايعه وأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه.

وقال الله تعالى-:{ فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون} 

وقال الله تعالى-:{إذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم و كان الإنسان كفورا} يعني: مشركا يكفر بالله سبحانه  و يعبد معه غيره.

فعباده الدعاء يجب أن تخلص الله عز وجل فلا يدعو الأنبياء ولا الأولياء ولا الصالحين ولا  أصحاب القبور والغائبين فمن صرف عبادة الدعاء لغير الله وهو مشرك الكافر .

  • النوع الثاني : شرك النية:

وقد قال الله تعالى-:{ من كان يريد الحيواة الدنيا وزينتها نوفي إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الأخرة إلا النار وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون} 

  • وشرك النية ينقسم إلى قسمين: 
  • النوع الأول:  شرك أكبر:

فمن كان يعمل العمل لا يريد الثواب الأخرة إطلاقا فهذا الشرك أكبر هو الشرك المنافقين وهم كفار في الباطل وشرك النية لا يأتي من المؤمن في كل في كل أعماله ربما يأتي في عمل أو اثنين أو ثلاثة لكن لا يأتي في كل أعماله ربما يقع في الرياء ويقع في العمل لغير الله عز وجل لكن ليس الغالب عليه وشرك النية في كل الأعمال لا يأتي من المؤمن مطلقا .

شرك النية

لأن هذا من أعمال المنافقين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" قال الله تعالى: أنا أغنى الشركآء عن الشرك فمن عملا أشرك فيه معه غيري تركته وشركه". 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه". وشرك النية على نوعين نوع من الشرك الأكبر وهذا في المنافقين الذين لا يريدون ثواب الأخرة لانهم لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر وهذا شرك أكبر ولا يأتي من مؤمن.

  • النوع الثاني : شرك الأصغر:

وهذا يقع في المؤمنين والمسلمين لكن المؤمن الغالب عليه أنه يأتي بأعماله خالصة - بإذن الله تعالى- وهذا الغالب عليه أنه يأتي بأعمال خالصة لأنه يؤمن بالله اليوم الآخر ويرجوا ثواب الله في الآخرة.

وقوله تعالى -:{من كان يريد الحياة الدنيا وزنتها نوفي إليهم أعمالهم} الآية هذه منسوخه بقوله في سوره الإسراء قال الله تعالى-:{ من كان من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموم مدحورا} يعني: من كان يريد الدنيا خالصة بأعماله نعجل لهم فيها يعني نعطيه أعماله ثوابا في الدنيا بأن نمتعه وهذا لمن نريد فيها ثم نصله جهنم نحرقه بها ملوما بالتوبيخ والذم مطرودا عن رحمة الله عز وجل وهذا للكافر .

  • النوع الثالث : شرك الطاعة:

يجب أن تخلص لله عز وجل في الأوامر والنواهي التي شرعها الله عز وجل فما أمر الله ورسوله من الأوامر يجب طاعته ولا يجوز مخالفته ولا يعني أن شرك طاعة يعني: أنهم عبدوا غير الله عز وجل بأن عبدوهم وركوا وسجدوا لهم و ذبحوا ونذروا لهم بل أطاعوهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال ،كما قال الله تعالى -:{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا الها واحدا لا إله الا هو سبحانه وتعالى عما يشركون} 

وقد جاء عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية-:{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم }الآية فقلت: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم قال:" أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحلونه قال: بلى قال :" فتلك عبادتهم". رواه الترمذي وهو صحيح.

وهذا في اليهود والنصارى فكان اليهود يتخذون الأحبار من دون الله عز وجل فييحلون لهم ما حرم الله عز وجل ويحرمون ما أ حل الله عز وجل وكذلك النصارى في الرهبان والعباد فهذه عبادة وشرك في الطاعة .

شرك الطاعة

  • الشرك في الطاعة على نوعين:
  • النوع الأول: يكون شركا أكبر :

وهذا إذا اعتقد أن في تحليل الحرام أنه حلال أو في تحريم الحلال أنه حرام فهذا من الشرك الأكبر ينقل عن ملة الإسلام.

  • النوع الثاني: يكون شركا أصغر:

وهو إذا أطاع العلماء و العباد في تحليل الحرام وتحريم الحلال ويكون اعتقاده فيها حلال ويعتقد أنه حلال لكنه عصى ويعتقد أنه حرام لكنه خالف وعصا فهذا ليس شرك أكبر لأنه نوع من أنواع المعصية مثل الزنا وشرب الخمر مثل الذي يشرب الخمر يشرب الخمر ويزني ويعتقد أنه حرام فهذا عاصي وليس مشرك شركا أكبر.

  •  النوع الرابع:  شرك المحبة:

فالمحبة يجب أن تخلص لله عز وجل ولا يجوز لاحد أن يحب أحدا أكثر مما يحب الله سبحانه فمن أحب شيئا أكثر من حبه لله عز وجل فهذا وقع في الشرك الأكبر وهو الشرك المحبة.

والعبادة هي: كمال المحبة مع كمال الذل .

فمن أحب شيئا أكثر من محبة الله سبحانه فهذا وقع في الشرك الأكبر كمن يحب الأصنام والأوثان والأنداد و الأولياء والصالحين محبة خضوع وذل فهذا من الشرك الأكبر كما قال الله تعالى -:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله} الآية قيل: في هذه الآية أن المشركين يحبون الله عز وجل ويسجدون له ويعبدونه وينذرون له يذبحون له لكن يصرفون هذه المحبة والعبادة مع أندادهم فيحبون الله عز وجل ويشركون هذه المحبة مع أندادهم.

شرك المحبة

والذين أمنوا أشد حبا لله لأن محبة الذين أمنوا خالصة لله عز وجل ليس فيها شرك والمشركون شاركوا الأنداد الآلهة في هذه المحبة مع الله عز وجل فكانت ضعيفة ولم تكن خاصة مثل محبة المؤمنين لربهم عز وجل  أما المشركون قد أشركوا الأنداد مع الله عز وجل في المحبة فكانت محبة الذين أمنوا أشد حبا لله عز وجل لأنها محبة خالصة والمشركون محبة الله سبحانه أشركوا معه الأنداد فكان ضعيفة وليست خالصة.

وقيل: في هذه الآية : إن الذين أمنوا أشد حبا لله سبحانه من المشركين لأندادهم لأن المشركين لا يحبون الله عز وجل محبة خالصة .

 ويجب محبه الله سبحانه وصرف هذه العبادة لله وحده لا شريك له ولا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يعطي إلا لله ولا يمنع إلا لله ولا يوالي إلا لله ولا يعادي إلا لله أما المحبة الطبيعية كحبه الزوجة والأولاد والمال والمسكن والمتاع فهذه محبه طبيعية ولا تضر ولا تضر التوحيد شيئا بل هي محبة طبيعية ولا يلام عليها وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"حبب إلى من الدنيا ثلاث: النساء و الطيب وجعلت عرة عيني في الصلاة". إنما يلام على المحبة التي تكون مع الذل والخضوع والعبادة وهذا هو الشرك الأكبر هو الشرك المحبة الذي لا يغفر.

فهذه أنواع الشرك وهي مع هذا التفصيل منه ما هو شرك أكبر ومنه ما هو شرك أصغر ويجب على المسلم أن يعلم ذلك ويحذر من الشرك الأكبر والشرك الأصغر ويعلق قلبه بالله عز وجل وحده ويعلم أن الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه. 

والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة