غزوة مؤتة غزوة الشهداء أول معركة بين المسلمين والروم من الفتوحات الإسلامية

غزوة مؤتة غزوة الشهداء أول معركة بين المسلمين والروم من الفتوحات الإسلامية

0 المراجعات

لقد عرف  المسجد القدس بانه المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ، ولهذا كله ارتبط بيت المقدس بالاسلام منذ الأيام الاولى  ، وكان اول مكان هفت له أفئدة المسلمين  ، وتطلعت إليه الأبصار خارج الجزيره العربية ، حتى ان غزوتين من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم  ، صارت نحو بيت المقدس  ، كانت غزوه مؤته ثم غزوه تبوك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ،  اتجه الى بيت المقدس  ، إن مؤته تقع الآن داخل المملكه الأردنيه وقد صارت مدينه كبيره  ، وقامت فيها جامعه من الاساتذه والطلاب اسمها جامعه مؤته  ، وقد احسنت حكومه الاردن باطلاق اسم الغزوه الاسلاميه على جامعه من الاساتذه والطلاب  ، فتتذكر الاجيال وتندبر مغزى هذا التحرك الاسلامي  ، صوب القدس ،   تقع  تبوك في اقصى الجزيره العربيه الى الشمال على مشارف الشام و ، هي تواجه قريه نويبع المصريه التي تقع قريبا جدا من الحدود بين مصر وفلسطين .

ان هاتين الخطوتين لم تكون في مواجهه قبيله من قبائل العرب ،  بل في مواجهه الرومان وهم امبراطوريه جبارة ،  لهم جيش جرار  ، فلم يقف المسلمون ، بل صاروا شمال لمواجهه الرومان  ، وكان الرومان يحكمون الشام  في ذلك العهد ، و اطلق عليهم فيما بعد اسماء فلسطين والاردن وسوريا ولبنان  ، عندما نرى ان المسلمون  في غزوه مؤته ، وهي في الجزء الملاصق للجزيره العربيه ،  من ارض الشام  إلى فلسطين  ، وفيها بيت المقدس ، كانت  قريه مؤته التي سميت الغزوه باسمها تقع اقصى الشمال على الطريق الممتد من الجزيره الى فلسطين. يحيط بها الاعداء الاشداء من كل جانب  .

لقد صار المسلمون  يقصدون إلى قتال الروم الذين كانوا يومئذ اقوى قوه في الأرض ،  فان كتاب السيره والتاريخ قديما وحديثا يقولون ان تلك الغزوه  ، كانت انتقاما من قيصر الروم هرقل لان احد اولاد اولاده  ، قتل رجلا جاء اليهم وفد من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم  ، ولكن هل يعقل ان يشن  المسلمون ويدخلوا  في حرب مع امبراطوريه الروم  ، لان واحد منهم قتل ،  بينما حدث في الوقت نفسه انه بعث الرسول ب 50 رجلا الى قبيله بني سليم  ، يدعونا الى الاسلام فقتلت القبيله الرجال الخمسين جميعا  ، لم ينجوا إلا رجل واحد مع ذلك لم يرفع المسلمون سلاحا في وجه القبيلة ،  ولم يشنون حربا على اعداء الله انتقاما للخمسون مسلم ،  والمفترض ان المسلمون يعرفون ان ليس في انفسهم القدره  ، على ان يحاربو امبراطوريه كبيره قويه ،  وكان من الممكن ان يحاربوا  الفرس بدلا من ان يحاربوا الروم ،  فعندما بعث الرسول عليه الصلاه والسلام  ، برسائله الى الملوك والحكام يدعوهم الى الاسلام  ، تلقي قيصر الروم الرساله و قراها و استمع اليها في ادب واحترام ورد عليه رد رقيق مهذب  ، وحمل من جاء في الرساله بعض الهدايا .

 

اما امبراطور  فارس فقد استشاط غضبا و مزق الرساله ، وارسل الى أحد الرجل في الحجاز  وطلب برأس سيدنا محمد ، فلو كان المسلمين يومئذ ان يحاربوا خارج الجزيره العربيه  ، وان يحاربوا من أجل  الاساءه او اتقاء لشر ضدهم او غزوه خارجيه  ، يتوقعون ان يقتحم بلادهم فقد كان طبيعي ان تكون حملتهم موجهه الى الفرس  ، لا الى الروم  ، فلم يكن الفرس اقوى واشد باس من الروم ،  كان الامر على النقيض من هذا  ، فبعد  ان انتهت  الحروب بين الفرس والروم انتهت  بهزيمه الفرس وغلبه الروم ،  كما جاء بالقران الكريم من قبل  ، ” غلبت الروم في ادنى الارض  ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون ” ، وكان المسلمون يتعاطفون مع الروم في حروبهم مع الفرس ،  وقد تـثأروا وعندما انتصر الفرس ، ومن الروم بالهزيمه اول الامر  ، فبشر القران الكريم  ، بان الروم سيكسبون الحرب اخر الامر  ، و من اسباب هذا التعاطف مع الرومان  ، هم كانوا قد اعتنقوا المسيحيه .

و ساروا من اهل الكتاب ، ام الفرس كانوا  من الكفار ، والمجوس  وكان عدائهم الى المسلمين والعرب عامه ،  اشد واعمق من عداء الروم  ، فلماذا يبدا المسلمون اول معركه لهم خارج بلادهم بمحاربه الروم المنتصرين  ، وكان ايسر عليهم ان يحارب الفرس المهزومين ،  لابد ان سببا قويا وعظيم  وهدفا كبير ا ،  ما جعل المسلمين علي ان تكون اول حرب يقودونها خارج الجزيره العربيه هي حربهم مع الروم ، وان يكون اول قطر يسيرون اليه عبر الصحارى ،  هو أرض فلسطين التي كانت تحكمها الروم ، ولا سبب اقوى ولا اعظم ولا هدف اكبر واهم من القدس الشريف ،  لما له من مكانة العزيزه عند الرسول عليه الصلاه والسلام والمسلمين  ، واعد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثه الاف رجل  ، وصغر حجم هذه الكتيبه الصغيره  ، يدل على ان المسلمين لم يقصدوا الى مواجهه  اشتباك معهم في معركه حربيه  لا تعادل فيها ولا تقارب بين القوتين في العتاد والسلاح فلم تكن غزوات الرسول ، ومغامراته عسكريه بلا ظابط ولا حساب ، ولم يحارب المسلمون في ذلك العهد حربا واحده  ، خارج الجزيرة العربية ، فلقد كانت فئاتهم الصغيره ، تغلب الفئات الكبيره باذن الله  ، فان ما كان هذا بعد وضع الخطه محكمه واعداد طويل  ، وبعد ان يوجة المسلمون  الى الدفاع عن انفسهم  .

ولقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الكتيبه والغزورة  ثلاثه افراد ،  زيد بن حارثه قائد للحمله ، فإن أصيب زايد ،  خلفه جعفر بن ابي طالب  ، فان أصيب  يخلفه  عبد الله بن رواحه  ، وصار الرسول الكريم مع الجيش حتى نهاية  المدينه واوصاهم وصيه  ، حتى يومنا هذا ارقى من نصوص القانون الدولي ،   اوصي الرسول صلى الله عليه وسلم  ، رجاله وقال لهم لا لايقتلوا  النساء والاطفال ولا الصبيان ولا الضعاف ولا المكفوفين  ، وان لا يهدموا المنازل وان لا يقطعوا الاشجار ،  و ان يترك المنقطعين الى العبادة الى ما هم فيه  ، ودع الرسول صلى الله عليه وسلم  ، المودعون من وراء هذا الجيش الصغير ودعى لهم ، صار الجيش حتى بلغ مشارف  فلسطين  ، وهناك سمعوا ان هرقل ملك الروم ، حشد جيش من مئه الف مقاتل وقيل انه من مائتي الف مقاتل .

وسمع ان قيصر الروم هرقل يقود الجيش بنفسه ، وقيل ان اخاه تيودور هو الذي يقود الجيش ، وكان نصف الجيش من الجنود الرومان ، والنصف الاخر من قبائل العرب في تلك المنطقه ، ومن اليونان الذين كانوا يحترفون في تلك الايام مهنه الجنود المرتزقه في الجيش الروماني ، ومن قبل هذا في الجيش المصري ،  بلغ المسلمون امر هذا الجيش الجرار ،  فماذا يصنع ولم يكن عدد كتيبهم إلا  من ثلاثه الف ،  قال قائل منهم نرسل  الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونخبره بعدد الجيش الذي حدده الرومان  ، ونطلب منه مددا كبيرا من الرجال ، او يامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، بامر فنفضي اليه ،  و كادوا يتفقون على هذا الراي ، إلا أن صاح  عبد الله بن رواحة فيهم بكلماته مثيره ، قائلا  يا قوم والله ان الذى تكرهون للتي خرجتم  له تطلبون الشهاده  ، نعم فلقد خرج المسلمون اليوم  ويطلبون الاستشهاد في سبيل الله ،  فهل يخافون وينقصون  عهدهم لرسول الله ، عندما جاء ساعه الاستشهاد كان الاستشهاد في سبيل الله ،  ودفاعا عن دين الله احد الهدفين امام المسلمين في غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم  ، و في حروبهم في صدر الاسلام وكان هدفهم يتعادل ،  ويكون عندهم وعند اهلهم اعز واقرب من هدف الغلبه والانتصار  .

 

ثم قال ابن رواحه ما نقاتل الناس بالقوة ولا بدم ، وما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به فانما هي احدى الحسنيين ،  اما نصر واما شهاده وانطلق حتى  وصلوا قريه مؤته ، ودار القتال بين ثلاثه الاف من المسلمين  ، وبين مئه الف او اكثر من الروم ، وكانت حرب المسلمون لينتصروا على الاعداء  وطلب للشهاده  ، وكان زيد بن حارثه ،  قائد الجيش يحمل الرايه التي سلمها له رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  ويندفع وسط الرماح بصدره ، وسرعان ما تم فقده واستشهد في سبيل الله ،  بعد ذلك اخذ الراية  جعفر بن ابي طالب  ، وهو شاب في الثالث والثلاثين ، وكان وسيما وبليغ بقدر ما كان باسل ، وهو الذي قاد المهاجرين المسلمين الى الحبشه  ، ووقف امام النجاشي يشرح له مبادئ الاسلام ويطلعه عليها ويقرا سوره مريم من القران الكريم  ، فسالت  دموع النجاشي .

 

فقطعته سيوف الأعداء قطعت يمينه الى التي يحمل بها الراية حملها بشمالة فقطعته ، و قطع جسمه الى نصفين  ومات ، واخذ عبد الله بن رواحة الراية  و تقدم وقاتل حتى قتل واستشهد الثلاثه الذين اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  ،  فأختار الجيش خالد بن الوليد يقودهم في تلك الساعه العصيبه ،  فكانت هذه هي اول معركه ، يظهر فيها مواهب العسكريه التي جعلت منه في المعارك الكبرى  ، فيما بعد واحدا من اعظم قبل التاريخ في المناورات العسكريه  ، وفي تحرك الجيوش واستطاع القائد الشاب ان يكون بحركة ماهرة وان يحدث ضيق  في معسكر المسلمين فتوهم الرومان ،  ان بدات أمدادات  كبيره قد وصلت الى المسلمين  ، فراحوا يوزعون الجنود وترتيبهم ، ويوزعون توزيع جديد ،  بينما هم منشغلون أمر  خالد بن الوليد ان ينسحب الجيش المتبقي ،  ويتجه  الى المدينه قبل ان يصل الجيش الى المدينه .قبل ان تصل انباء معركه المدينه  ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، فيما رواه انس بن مالك واخرجه البخاري يدعي الى الناس من استشهد من المسلمين  ، وعيونه تذرف الدمع  وهو ينعي من استشهد ويذكرهم ، ويقول ثم اخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد  ، من غير امر فتح الله تعالى ،  تقدم خالد الى القياده الصدار مع انه لم يكن معين لها ، وفتح الله له  لقبه الرسول الله صلى الله عليه وسلم باللقب  ، الذي اطلق  عليه لقب عظيم هو سيف الله  ، وعاد الجيش الى المدينه واستقبلهم الناس وعاملوهم معاملة سيئة ،  سيئه بل كانوا يحيطون التراب على العائدين ويصحون فررتم من اعداء الله ، واخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يهدئ من غضب الناس ويقول ليس بالفرار ولكنهم الكرار باذن الله  ، لقد  تنبا الرسول صلى الله عليه وسلم  بالجهاد في هذا الطريق ،  وان المسلمون سوف يقدرون مره اخرى  ويعودون الى هذا الهدف البعيد  ، وقد كرروا الغزوة  مره ثانيه  حتى فتح الله لهم دخلوا القدس الشريف .
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

28

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة