مكانة المرأة في الإسلام، فطرة المرأة التي جُبِلت عليها
تسعى المرأة العصرية في وقتنا الحالي بكل جهدها أن تكون كالرجل في كل شيء، أكثر ما أتعجب له سعيهن نحو ذلك!
كأن مكانة الرجل هي حلمهن الذي يردن بلوغه، كأن كونهم مثل الرجال أسمى غايتهن.
أرى في حربهم الشرسة أنهم لا يحاربون الرجل بل يحاربون كونهم إناث.
يحاربون أنوثتهم ورقتهم وفطرتهم التي جُلبن عليها.
ولهذا أطرح عليكم هذا السؤال لعله ينير في عقلك إجابة تنهين به حروب روحك.
ماذا لو تجاهل الله الفرق بين النساء والرجال؟
تجاهل طبيعتهم المختلفة وسوى بينهم.
فطلب من المرأة الجد والعمل وبذل الجهد للمشاركة بالإنفاق فكان إجباريًا عليها مثل الرجل؟
ماذا لو ساوى بين الرجل والمرأة في كل شيء كما تطلب بعض النساء؟
فتجاهل كونها رقيقة البدن والمشاعر،
طلب منها الجهاد، تجاهل كونها أم وعلى عاتقها مسؤولية عظيمة وولاها مهام أكثر كإدارة شئون البلاد مثلا؟
ماذا لو لم يُعلم الله الرجال أن النساء أضعف منهن قوة وبدنًا وأن مشاعرهن أرق؟
ماذا لو لم يوص الرسول أكثر من مرة بالنساء؟
هل ترى الرجل يبارز المرأة؟ رغم أنها لا تضاهيه قوة، تضربه ويضربها؟! تصحبه في الحرب أو تكن له عدوًا على الطرف الثاني؟
ربما ما زلت ترين أنه لا بأس في كل ذلك لكن كيف برجل يجلس في البيت بينما تعمل هي، كأن يكون أسبوع لها وأسبوع له؟
يتركها تتعرض للمضايقات والمعاكسات لأنها قادرة للدفاع عن نفسها؟
أترضى النساء العاملات بشقائها بالبيت وخارجه؟
أن تخرج فتنفق على نفسها بل يتوسع الأمر لتنفق على زوجها وأولادها ثم تأتي للمنزل فتعود لمهامها كأنثى!
كم تشقى المرأة العاملة ولو أني لا أعارضها فالحياة التي نعيشها اليوم تتطلب الشقاء من الجميع.
لكن معرفة المرأة أن هذا اختيار حتى وإن كان إجباريًا من الظروف لا من الدين أو من الرجل الذي تسكن تحت ظله؛ يشعرها بالراحة.
أنها يمكن أن تتخلى لا يحاسبها أحد إن لم تعمل وتنفق، لا تكون كرجل لا يعمل وينفق على أهل بيته فتذهب قوامته.
لأن لها دورا آخر أعظم.
أي امرأة مهما بلغت قوتها؛ رقة مشاعرها تجبرها على الاحتياج لرجل يحميها، يقف خلفها وجوارها كسد منيع ضد متقلبات الدنيا.
رجلًا يغار عليها من عيون متلصصة!.
أي امرأة لا تحتاج لأبيها؟ أو أخيها أو زوجها أو ابنها؟
المرأة التي تعيش دون رجل ذي حمية في حياتها، في بلاءٍ شديد!
كيف لا تعش في كنف رجل وإن كان ابنها الصغير!
ينفق عليها، يغار، يدافع عنها يخبرها أنه رجلها فعلًا لا قولًا؟
كما تكون حياة الرجل فارغة دون المرأة،
حياة رمادية اللون لا مذاق لها دون أم أو أخت أو ابنة أو زوجة، حتى وإن كانت الجنة، ولنا في آدم أسوة وعظة كان آدم في الجنة وحيدًا، في الجنة التي فيها ما لذ وطاب لكنه لم يستطع دون حواء!
تلك فطرة المرأة التي يحاربونها كأنها عيبًا بها لا ميزة!
وتلك مكانة المرأة في الإسلام التي يسيئون لصورتها ووالله مهما حاولوا أن يطفئوها سيضيئها الله لمن يتدبرون!
كيف تطالب بعض النساء بمساواتها بالرجل وقد تكفل الله بالعدل بينهما؟
أنتِ مختلفة، هو لا يشبهك.
حتى في قواعد اللغة العربية هناك فرق بين هو وهي!
أليس الخالق أعلم بخلقه، كوننا في أرق الصور وأضعفها؟ كيف يطلب منا ما لا نطيقه؟
بل قد طلب من الرجل وقد أعطاه قوة عنا أن ينفق علينا، يرأف بنا، يعاشرنا بالمعروف ويحسن إلينا.
أخبر النبي أصدقائه "إنما النساء شقائق الرجال" كأنه يقول لا تقللن منهن!
أي نحن مثلهم لا أقل ولا أكثر أشقاء لهم، حملنا نفس الرحم، لكن بيننا اختلافات كثيرة.
كما لا ننكر أن للرجل أفضلية لا تعيبنا في شيء ولا تعليه هو في شيء.
أفضلية في قوة الجسد ومنطقية التفكير.
فبما أعطاه من أفضلية طلب منه الكثير كونه أب لك أو أخ أو زوج!.
"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا..."
ينفق عليك، يصبر عليك، يتحملك بكل هرموناتك!
حتى أنه أمره على لسان نبينا الكريم أن يحب فيك الحلو ويتغاضى عن القبيح! بل يدافع عنك، يحميك!
فيما أنت تنعمين في ظله بالستر، الحنان إن كان رجلًا.
بينما أعطاكِ أنت قلبًا رقيقًا محبًا حنونًا لتكوني أمًا!
عونًا للرجل وسعادة لقلبه سواء كان أبوك أو أخوك أو زوجك!
وازن بين نعومتك كأنثى وخشونته كرجل.
فكيف بالله تطلبن التساوي؟ وهي صفة ليس فيها من العدل شيء!
دع عنك الرجال الأغبياء من تجاهلوا كل ذلك!.
دع عنك مجتمعًا مريضًا بذكوريته!
يسلب المرأة أقل حقوقها! يعرضها للظلم ويقهرها متخذًا من الدين ستارًا لأهوائه والدين بريئا منه.
لا تدع رجل لا يعرف من الإسلام شيئا يشكك في دينك بإهانته لك!
لو كان الإسلام أهانك ما أخبرهم الرسول أننا شقائق الرجال.
وما كانت آخر وصاياه أن يستوصوا بنا خيرًا وكأنه عرف ضعفنا وقلة حيلتنا مع دناءة بعض الرجال.
لو أن الإسلام أهانك لما نزلت سورة باسمك يوضح فيها الله كيفية تعامل الرجال مع النساء!
لو أن الإسلام أهانك ما نزلت تلك الآية من سورة الأحزاب، حين سألت أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن!
فأجابها الله عز وجل! مدركة قدرك عنده؟
(إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [سورة الأحزاب: 35].
لو أن الإسلام أقل من قدرك لما سمعنا عن سورة المجادلة التي نزلت في امرأة تجادل في زوجها! فقال الله " قد سمع قول التي تجادلك في زوجها..." أي سعادة أحست بها تلك المرأة بإجابة الله لشكواها عن رجلها الذي أخبرها أنها عنده كأمه.
حين طلب منه الله تكفير ذنبه وحرم فعلته.
لو أن الإسلام أهانك لسوى بينك وبين الرجل حقًا.
عندما تتحدثين عن مكانة المرأة في الإسلام، ارفعي رأسك عاليًا واشعري بالفخر فما من شريعة كرمت المرأة كما فعل دين الإسلام.