انظر الى الإعجاز البيانى فى القران الكريم
٠٠٠٠ نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين وقد احتوى على أعذب الألفاظ العربية وأفصحها وأبلغها مما تعرفه العرب
وأسلوب التصوير القرآني بسرعة الانتقال وروعته من معنى إلى معنى أو من حالة إلى حالة انتقالا يحرك النفس ويزيد من متابعة الخيال لهذه الصورة المتتابعة
وهي تنقل من الدنيا إلى الآخرة وترتفع من الأرض إلى السماء
مع الإعجاز البياني في قول الله تعالى (۬فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ﴿100﴾وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿101﴾ )
) لقد أجمع الله في الآية الكريمة شافعين وافرد في الصديق الحميم ٠٠٠٠٠ لان الشافعين من الكثرة بحيث أن الإنسان يجد من يدافع عنه من أناس لا تربطهم به أية صداقة
أما الصديق الحميم فهو عملة نادرة وقلما يعثر الإنسان على ذلك
تعبير القرآن بصيغة المضارع ٠٠٠٠٠٠
انظر إلى دقة القرآن في الأفعال غاية الدقة فانظر الى دقة البيان القرآني
يقول سبحانه وتعالى ( ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) فاطر 3 وأيضا في الآية الكريمة يقول سبحانه وتعالى ( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) الشعراء 77 انظر في الآية الأولى
قال ( خَالِقٍ) اسم فاعل وفى الآية الثانية ( خَلَقَنِي) فعل ماض أما الرزق والهداية فقد عبر عنهما بصيغة المضارع وتلك من دقائق القرآن البلاغية لأن عملية الخلق حدثت في زمن مضى
ولا تزال على حالتها كما يصورها اسم الفاعل في ( خَالِقٍ ) أما عملية الهدايا والرزق فإنها تحتاج الى استمرار الحدث طالما كانت هناك حياه ولذا كان تعبير القرآن بصيغه المضارع ٠
……..
الكفر والصد ٠٠٠٠٠٠
يقول سبحانه وتعالى ( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ) كان من الظاهر أن يقول ٠٠ كفروا وصدوا ٠٠٠ ولكن سبحانه من أنزل القرآن المعجز حيث عبر بدقة متناهية لأن جريمة الفكر
حدثت في الزمن الماضي وحكم الحدث مستمر طالما أن صاحبه لم يصحح معتقده ٠
أما الصد عن سبيل الله فلا يصلح أن يأتي في الماضي حتى لا ينقطع اثره٠ فمثلا لو قلنا ٠٠٠ كفروا وصدوا عن سبيل الله ٠٠٠ فمعناه أنهم صدوا في الزمن الماضي ولكنهم لا يصدون الآن
ومجيء الفعل في المضارع دلالة على أنهم مستمرون في عندهم ومحاربتهم لله ٠
الصدقه٠٠٠٠٠ ويقول الله سبحانه وتعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ِ)
انظر إلى كلمة ( وَأَن تَصَدَّقُواْ ) حذف المفعول به وتلك من عجائب القرآن لأن المفعول به اذا ذكر قد يقصد المعنى
ولو قال ٠٠٠ وان تصدقوا به ٠٠٠لكان لزاما على الدائن ان يتصدق بكل الدين وإلا فلن تكتب له حسنة ولكن القرآن
ترك لك الاختيار لتصدق في بجزء منه او بكلمه أن شئت٠
………
جئتهم ٠٠٠٠
• يقول سبحانه وتعالى ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿88﴾ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا )
لقد جئتم كان من الظاهر أن يقول لقد جاءوا ولكن القرآن التفت لنكتة بلاغية وهي توبيخهم واهانتهم وجها لوجه وهذه المواجهة ابلغ من لو كان الفعل جاء في الماضى٠
حين تنظر في أيات الله التي يحتويها المصحف نجد أن كثيرا من الكلمات التي تتعلق بأخطر الأمور في حياة الإنسان سواء الفانية منها والباقية
قد تراكبت في كتاب الله وفق نظام خاص يكفي ملاحظة وجوده قبل أن يلاحظ إعجازه
. ……
إني آنست نارا ٠٠٠٠
قال سبحانه وتعالى ( فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦۤ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارً۬ا قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّىٓ ءَانَسۡتُ نَارً۬ا لَّعَلِّىٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٍ۬ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ ) القصص ٢٩
لماذا قال سبحانه وتعالى ( انست نارا ) ولم يقل أبصرت او رأيت نارا ؟ وما الفرق بين الايناس والابصار
فعندما سار موسى عليه السلام بأهله من مدين الى مصر ووصل الى الوادي المقدس ( طوى ) وهو الواقع بجانب الطور ولما وصل هناك كان الوقت ليلا
وكان الجو بارداً جدا وضل موسى عليه السلام الطريق ولم يعرف أين يسير وبذلك اجتمع عليه الظلام والبرد والحيرة وبينما هو كذلك إذ أبصر وراي نار مشتعلة بجانب جبل الطور !!
فاستبشر بها خيرا لأنها ستحل المشكلة التي يمر بها حيث رجا أن يجد عندها أحدا يسأله عن الطريق أو ان يأخذ منها جذوه او قبسا من النار ليصطلي أهله عليه ٠٠٠
فاينانس موسى عليه السلام النار هو مع الإنس والاستبشار والطمأنينة والسكينة والرجاء ٠٠٠٠
عينة أبصرت النار وقلبه اطمأن الى النار ونفسه انشرحت إلى النار
ومشاعره واحاسيسه استانيت النار وهذا معانى كلها لا توجد في قوله ( أبصر من جانب الطور ) فكل الناس إبصار وليس كل إبصار إيناسا
فإن رأى الإنسان ما يسره ويستبشر به يأنس اليه يقال إنه وإن رأى ما لا تسره رؤيته ولا يأنس اليه يقال رآه أو أبصره
…….
لغوية للعرب يتحداهم في البلاغة وعلوم اللغة والقرآن تحدى الإنس والجن في اللغة عند نزوله وبمعجزاته
، ولكن لماذا تحدى الجن في اللغة ؟
لان العرب كان كلما ظهر فيهم متفوق في اللغة والبلاغة ، قالوا أن له شيطانا يوحى إليه
ولذلك جاء القرآن ليتحداهم ومعهم الجن.
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) الإسراء.
ومن الغريب ان التحدي بدأ بأن يأتوا بمثل هذا القرآن ثم تنازل التحدي بأن يأتوا بعشر سور مثله، (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ ) هود 13
فلم يستطيعوا ثم تحداهم بسورة واحدة فلم يفعلوا (ۖ ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ يونس38.
الكثير من الأشخاص يجهلون جمال وقيمة القرآن الكريم، فهو نعمة أنعم بها الله عز وجل
وإنّ الحكمة الكاملة من نزول القرآن الكريم
ولكن من المعلوم ... كما أن الكلمة الواحدة وبنفس ضبطها، قد يكون لها معانٍ كثيرة لا تحصى
—-------
فيما معنى كلمة يسألونك كما ذكرت في القرآن الكريم
------ حينما يكون رجل جاهل بالعلم سأل عالم في العلم
كما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأن السؤال من رجل يريد الاستفهام من رجل عالم ( وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم )
كما جاء في القرآن في كلمة يسألونك (
• يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) البقرة 215
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ ۖ ) الأعراف 187
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) الاسراء 85
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ ) البقرة 219
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ ) البقرة 222
أما أذا وجه السؤال من جاهل ألى جاهل لا يقال يسألونك إنما يقال يتساءلون
قال الله تعالى ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴿1﴾عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ، ) النبأ 2
لأن السؤال لم يكن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
—--------
قال الله تعالى ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) الاسراء 24
وكلمة جناح تذكرك بالطائر حينما يخفض جناحية يجمع فراخة تحتهما حنانا منه
ودفعا للإيذاء عنها حماية لها والمعنى أن تحنو على ابويك وتعطف عليهم
وان تكون رفيقا لطيفا ولا تكن جبارا عُتلا
—-------
بعد نجاة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة و السلام من نار الدنيا دعا الله أن يهبه غلام وليس أي غلام
أنما قال ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101)) الصافات 101
وكان القياس يقتضي أن يقول الله فبشرناه بغلام من الصالحين إنما قال الله تعالى سأهبك غلام حليما
ما الفرق بين الصالح والحليم نجد أن الحلم هو الصلاح كله
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كاد الحليم أن يكون نبيا )
والحلم هو الصبر على سفهاء السفهاء
نرجو ان نكون وفقنا نسألكم خير دعائكم ولنا لقاء اخر ان شاء الله