قصه اصحاب الكهف

قصه اصحاب الكهف

0 المراجعات

يطلعوا مين أصحاب الكهف اللي بنقرأ سورتهم يوم الجمعة؟!

خليني اقول لك وقبل ما ابدأ إن سورة الكهف من السور اللي مليانة قصص مبهرة، طول ما إنتَ بتقرأ في الآيات بتعدي على قصص وعبر بتخليك تفكر وتبحث وتدور علشان تعرف.

السورة اتسمت على اسم قصة فيها.
والقصة فيها معجزة بتبين عظمة الخالق.
وأنا جايب لك القصة وجاي احكي لك تفاصيلها، وإيه حصل فيها، علشان تبقى فاهم وإنتَ بتقرأ.

جاهز؟!
يلا بينا.

في زمان ومكان غير معروفين لينا دلوقتي، كانت فيه قرية مُشركة، حاكمها وأهلها كفار بيعبدوا الأصنام.
ورغم إن مفيش أي دليل على ألوهية الأصنام إلا إنهم كانوا بيدافعوا عنها ضد أي شخص يمسها بسوء، وأي شخص يكفــر بيها وميعبدهاش بيعذبوه.

وفي قلب الكفــر والمعصية، ظهرت مجموعة قليلة من الشباب العقلاء، حكِّموا عقلهم ورفضوا السجود لغير خالقهم، ربنا اللي بإيده كل شيء، فتية آمنوا بالله فثبتهم وزاد في هداهم وألهمهم طريق الرشد، (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)) سورة الكهف.

الفتية مكنوش أنبياء ولا رسل، ومكنش واجب عليهم يتحملوا اللي بيتحمله الرسل في دعوة الناس، همَ بس كانوا أصحاب إيمان قوي، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم تقديم أي حُجة على وجود آلهة غير الله، (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)) سورة الكهف.

فقرروا ينجوا بدينهم وبنفسهم ويهاجروا القرية ويروحوا لمكان آمن يعيشوا ويعبدوا ربنا فيه، القرية فاسدة وأهلها كافـرين وكان لازم يخرجوا منها.

خرج الفتية من القرية واتوجهوا لكهف مهجور يستخبوا فيه، وكان معاهم كلبهم، (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)) سورة الكهف.

فيه مفسرين قالوا إن دخولهم الكهف كان للراحة، ومفسرين تاني قالوا إنهم تركوا المدينة واتجهوا للكهف علشان يعيشوا فيه ويتعبدوا فيه. والله أعلى وأعلم إيه الصحيح.

عددهم كان مبهم والقرآن مذكرش عددهم بالظبط، ودا بسبب اختلاف اليهـود ولأنهم كان هدفهم تشتيت سيدنا (محمد) -صلى الله عليه وسلم- بكلامهم فربنا نزل الآية علشان يثبت كذبهم وقال إن عددهم علمه عند الله وحده، (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)) سورة الكهف.

والأساس إن سبب نزول قصة "أصحاب الكهف" و"يأجوج ومأجوج" إن قريش بعتت لليهـود أسئلة تسألها لسيدنا (محمد) -صلى الله عليه وسلم- كإمتحان له، وقالوا لهم:
"اسألوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض، وعن الروح".

فربنا نزل الآيات وقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)) سورة الإسراء.
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83)) سورة الكهف.
ولما ربنا ذكر أصحاب الكهف قال: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)) سورة الكهف.
يعني أهل الكهف مش عجب عظيم بالنسبة للي أطلعناك عليه من الأخبار العظيمة، والآيات المبهرة والعجائب الغريبة.

 

الفتية ناموا في قلب الكهف، وقعد الكلب على بابه يحرسهم، وهنا حصلت المعجزة الإلهية، غرقوا في نوم عميق (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)) سورة الكهف.
ناموا بالظبط 309 سنة، (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)) سورة الكهف.
وخلال المدة دي الشمس كانت بتشرق عن يمين كهفهم وتغرب من شماله، فمكنتش بتيجي عليهم لا في أول ولا آخر النهار، (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)) سورة الكهف.

وكانوا بيتقلبوا وهمَ نايمين علشان أجسادهم ميصبهاش مرض أو تهترئ، ولو حد شافهم كان بيحس بالرعب بسبب إن شكلهم نايمين ولكن كأنهم صاحيين بسبب كثرة تقلبهم وشكل كلبهم اللي باسط ذراعيه قدامه كأنه قاعد للحراسة، (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)) سورة الكهف.

بعد الـ309 سنة ربنا بعثهم مرة تانية، وأول ما فاقوا من سباتهم الطويل، مكنوش عارفين ناموا قد إيه، وكانت آثار النوم الطويل ظاهرة عليهم، فتسائل شخص منهم:
- كم لبثنا؟!
جاوبوه الباقيين:
- لبثنا يومًا أو بعض يوم.
ولكنهم بسرعة تجاوزوا مرحلة الدهشة، مدة النوم مش مهمة، المهم إنهم فاقوا ومحتاجين ياكلوا لأنهم حاسين بالجوع، (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)) سورة الكهف.

خرجوا الفلوس اللي كانت معاهم وطلبوا من واحد فيهم يروح المدينة خلسة ويشتري ليهم أي أكل ياكلوه، ويرجع متخفي علشان ميحسش بيه حد، لأن لو جنود الملك لمحوهم هيعاقبوهم أو الظلمة من أهل القرية لو عرفوا مكانهم، وممكن يخيروهم بين إنهم يشركوا بالله ويعبدوا الأصنام معاهم أو يرجموهم لحد الموت، (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)) سورة الكهف.

الراجل خرج من الكهف ودخل القرية، وفجأة أصابته الدهشة، كل حاجة متغيرة، الناس مش نفس الناس، المباني متغيرة، الفلوس، والبضائع، كل حاجة غريبة، وكان هيُصاب بالجنون ازاي كل دا حصل في يوم وليله، وأهل القرية قابلوه بنفس الاستغراب من دهشته واللبس الغريب اللي لابسه والفلوس اللي افتكروها ورق وهو ماسكها!

المدينة اللي كانت مُشركة آمنت بالله بعد ما خرج منها الفتية، والملك الظالم هلك ومسك مكانه رجل صالح، وأول ما الناس عرفت إن دول الفتية المؤمنين اللي خرجوا من القرية، اتصدموا من المعجزة، ازاي لسه عايشين، وفرحوا بيهم جدًا لأنهم كانوا أول المؤمنين، وهاجروا القرية وحافظوا على دينهم، وقصتهم كانت بتتناقل بين الناس إنهم أول المؤمنين، ودلوقتي رجعوا بعد 309 سنة، أهل القرية اجتمعوا مع الراجل اللي خرج من الكهف وراحوا يشوفوا المعجزة، الناس اللي عايشة كل السنين دي ولسه شباب زي ما همَ!

وبعد ما شافوهم، وثبتت المعجزة، معجزة إحياء الموتى، وبعد ما تيقنت قلوب أهل القرية من قدرة الله -سبحانه وتعالى- على بعث الأموات، وشافوا مثال واقعي وملموس قدامهم، ربنا خد أرواح الفتية.

لكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت، فاختلف أهل القرية، فيه منهم ناس قالت نبني بنيان عظيم على كهفهم، ومنهم اللي قال نبني مسجد، والفئة التانية هي اللي غلبت بقولها، وفعلًا نفذوا الأمر وبنوا مسجد على الكهف، (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)) سورة الكهف.

لحد دلوقتي بنجهل حاجات كتير متعلقة بأصحاب الكهف.
هل كانوا قبل زمن سيدنا (عيسى) -عليه السلام- أو بعده؟!
هل آمنوا بربهم من نفسهم ولا حد من الحواريين دعاهم للإيمان؟!
هل كانوا في بلد من بلاد الروم، ولا فلسطـ* ـين؟!
هل كانوا تلاتة رابعهم كلبهم، ولا خمسة سادسهم كلبهم، ولا سبعة تامنهم كلبهم؟!

كل الحاجات دي ما زالت مجهولة، ولكن ربنا -سبحانه وتعالى- نهانا عن الجدال فيها، وأمرنا بإرجاع علمها لله، لأن العبرة مش في العدد ولكن في القصة نفسها والمعجزة اللي فيها، مش مهم كانوا أربعه ولا سبعة، المهم إن ربنا بعث روحهم بعد 309 سنة، علشان يعرفوا الناس اللي كانوا في عصرهم قدرة ربنا على بعث من في القبور، وتتناقل الأجيال فيما بعد خبر المعجزة جيل بعد جيل.
(قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)) سورة الكهف.

-
وآخرًا كلها اجتهادات من العلماء في تفسير كتاب الله، والله أعلى وأعلم.
-

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

6

followers

0

followings

1

مقالات مشابة