صفات نبي الله عيسى كما ذكر في القرن الرابع
من أقدم الصور الوصفية التي حفظت للسيد المسيح صورة تداولها السيحيون في القرن الرابع، وزعم روايتها انها كتبت بقلم ببليوس لنتيولس صديق بيلاطس حاكم الجليل من قبل الدولة الرومانية
انه في هذا الزمن ظهر رجل له قوي خارقة يسمى يسوع، وكان للرجل سمت نبيل وقوامه بين الاعتدال، يفيض وجهه بالحنان والهيبة معا، فيحبه من يراه ويخشاه. شعره كلون الخمر منسرح غير مصقول، ولكنه في جانب الأذن أجعد لماع، وبينه صلت ناعم وليس في وجهه شية، غير انه مشرب بنضرة متوردة، وسيماه كلها صدق ورحمة، وليس في فمه ولا أنفه مايعاب، وعيناه زرقا ان لمعان.
مخيف اذا لام أو أنب، وديع محبب إذا دعا أو علم، لم يره أحد يضحك، ورآه الكثيرون يبكي، وهو طويل له يدان جميلتان مستقيمتان، وكلامه متزن رصين الايميل إلى الإطناب، وملاحته في مرآة تفوق المعهود في أكثر الرجال
وعلى الرغم من أن هذه الرواية مشكوك فيها وفي أسانيدها التاريخية، الا انه لاشك في انه بالتأكيد كانت له خلقة حسنة كسائر الرسل وانه كان محلي بهيبة كسائرهم ايضا ورقة مشاعر طاغية والا ماكانت احد تفسيرات اسمه المسيح انه كان يكثر المسح بيده على أوجه الناس لترق قلوبهم لدعواه
وان ذوق الجمال كان باد في شعوره كما هو باد في تعبيره وتفكيره والتفاته الدائم الي الازهار والجنائن التي يكثر من التشبيه بها في أمثاله
فإنه كان دائم التواجد بين أحضان الطبيعة يرتاد المروج والحدائق مع تلاميذه يرفض ان يكون له بيت الا المساجد
فقد كان في حالة زهد تام ودائم لاتعني له الدنيا شئ إلا الجهاد في توصيل رسالة ربه الي الأنفس الحائرة الضالة التي اتعبها البعد عن الحبيب الأعظم الذي يكمن الحب كل الحب والسعادة كل السعادة في الاكتفاء به
الدنيا بالنسبة لنبي الله عيسى كانت غربة يستأنس فيها بعمله الذي خلق من أجله وبعث من أجله، حقا ما أجمله وما أجمل الصفوة اللذين اصطفاهم الله لنجاتنا
الحمد لك ياالله ان بعثت فينا الأصفياء الأنقياء الأنبياء لنتعرف إليك ونعرف بك أنفسنا، والصلاة والسلام على نبي الله محمد ونبي الله عيسى ونبي الله موسى وسائر رسلك حتى تقوم الساعة
