بداية الوحي و نزول القرأن

بداية الوحي في الإسلام وتأسيس الدين الإسلامي 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن بداية الوحي في الإسلام تعد من أعظم الأحداث التي وقعت في تاريخ الإنسانية. إنها لحظة استقبال النبي محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، لرسالة الله عز وجل عبر الملاك جبريل، أمين الوحي ورسول الله للأنبياء.

قالت عائشة رضي الله عنها ، زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "كان أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم. لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح" (صحيح البخاري 4671).

وفي هذه الرواية، تتضح لنا تفاصيل بداية الوحي في الإسلام. كان النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، يتلقى الرؤى الصادقة أثناء نومه، وكانت تأتيه هذه الرؤى بوضوح وقوة مثل ضوء الصبح الساطع.

بالإضافة إلى الرؤى الصادقة، كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، يحب الخلاء والانعزال في غار حراء بالقرب من مكة المكرمة. كان يقضي ليالٍ طويلة في هذا الغار يتحنث (يتعبد ) .

وفي لحظة مهمة، فجأة وهو في غار حراء، ظهر الملك جبريل للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم. وقال له الملك جبريل: "اقرأ". ورد النبي محمد :"ما أنا بقارئ"، فأخذه الملك جبريل وضغط عليه حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله فقال :"اقرأ" وقال النبي :"ما انا بقارئ" ثم ارسله الثالثة فقال : "اقرأ باسم ربك الذي خلق" سورة العلق (الاية :1,السورة :96)(صحيح البخاري 4671).

فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال : زملوني ، زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع

وبهذا الحدث العظيم، بدأت رسالة الإسلام وانتشار شريعة الاسلام. استمر الوحي بالنزول على النبي صلى الله عليه وسلم  بعد ذلك، وتابع النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بذل الجهود لنشر رسالته ودعوة الناس إلى الإسلام.

هذه الرواية المستندة إلى صحيح البخاري تعتبر مصدرًا مهمًا في فهم بداية الوحي في الإسلام. وتبرز أيضًا دعم زوجته خديجة وثقتها الكاملة بالنبي محمد وبما تلقى من الوحي.

بهذه الرواية، ندرك أن بداية الوحي في الإسلام كانت  الرؤية الصادقة التي تلقاها النبي محمد في النوم، وكانت تلك الرؤى بوضوح شديد. ومن ثم، تلقى النبي الوحي الأول من الملك جبريل في غار حراء. هذا الحدث المهم والوحي الذي تلقاه النبي محمد في غار حراء يعتبر نقطة انطلاق شريعة الإسلام وبداية رسالته المباركة.

ومنذ ذلك الحين، استمر الوحي في التدفق والنزول على النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وتابع الدين الإسلامي انتشاره حتى يومنا هذا. وبفضل الله ، أصبح الوحي مصدر قوة وإلهام للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

إن بداية الوحي في الإسلام هي حقبة مهمة في تاريخ الإنسانية، وتعتبر أساسًا لتشكيل شريعة الاسلام . الوحي الإلهي يعتبر من الأسس الأساسية للإيمان الإسلامي، ويعتبر المصدر الرئيسي للمعرفة الدينية والتوجيه في حياة المسلمين ,نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون هديه وسنة نبينا محمد، وأن يرزقنا فهم وتطبيق كلماته النبيلة في حياتنا. إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.