1000من قصص الصالحين جـ2
1-لوح الخشب
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:" إن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله وكيلا، قال: صدقت، قال: فدفعها إليه إلى أجلٍ مسمى، فخرج إلى البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه ثم جز موضعها ثم أتى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني سلفت فلاناً، ألف دينار، فسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله وكيلاً، فرضي بك وسألني شهيداً، فقلت: كفى بالله شهيداً فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه بالذي له فلم أجد وإني أستودعكها! فرمى بها إلى البحر، حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يتلمس مركباً يعود به إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطباً، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فاتى بالألف دينار، وقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي شيئاً؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه، فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت بالخشبة، فانصرف بالألف دينار راشداً".
2-الدليل والبرهان
اتى شيخ كبير إلى الإمام الشافعى، ففال له يا امام: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله عز وجل.
فقال له الشيخ: ماذا بعد؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأله الشيخ مرة اخرى: وماذا أيضا؟ قال له الامام الشافعي: اتحاد الأمة.
قال الشيخ: من أين قلت اتحاد الأمة؟ فسكت الامام، وقال له الشيخ: سأمهلك اربعة أيام، انصرف الامام الشافعي إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في هدا الأمر. وبعد اربعة أيام اتى الشيخ إلى مجلس الامام الشافعي، فسلم على الحضور ثم جلس، فقال له الامام: قرأت كتاب الله في كل يوم والليلة الرابعة مرات عديدة، حتى هداني ربي إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن عصى ما تفاهَم واجتمع على أَمْره علماء المسلمين من غير برهان ودليل صحيح أدخله الله تعالى النار، وساءت مصيرا، فقال الشيخ: صدقت.
3-أبو ذر الغفاري
عندما كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في طريقه إلى تبوك كان أبو ذر الغفاري-رضي الله عنه-ضمن أفراد الجيش ولكن عيره أبطأت بسبب العطش فحاول جاهداً أن يحثها على المشي لكنه لم يستطع، وتأخر عن الجيش حتى لم يعد يستطيع أن يراهم، فاخذ متاعه على ظهره وأخذ يحث الخطى حتى يلحق بالجيش، وقد لاحظ بعض الصحابة اختفاء أبو ذر فأخبروا رسول الله، فقال:" إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد اراحكم الله منه".