زواج على بن ابى طالب من فاطمة بنت رسول الله

زواج على بن ابى طالب من فاطمة بنت رسول الله

0 المراجعات

🌴 هذا الحبيب الحلقة «147»🌴
السيرة النبوية العطرة (( زواج علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنهما / الجزء الثاني ))  
__ 
 . . . و تم الإيجاب
والقبول، و دُفع المهر 
، وبذلك تم عقد الزواج، ثمّ قال - صلى الله عليه وسلم - : يا علِيُّ، إِنه لا بد للعروسِ من وليمةٍ، فقال سعد : عندِي كبشٌ، وجمعَ لَهُ رهطٌ من الأنصارِ أصوُعاً من ذُرَةٍ، فلما كانتْ ليلَةُ البناءِ، قال عليه الصلاة
والسلام لعلي : لا تُحْدِثْ شيئاً حتى تلقانِي، فدعا رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - بماءٍ فتوضَّأَ فيه، ثُمَّ أفرغَهُ على علِيٍّ، وقال : اللهم بارِكْ فيهما، وبارِكْ لهما في بنائِهِما . 
    مضى زواج علي من فاطمة، وهنا لا بد أن يكون بين الزوجين، أي زوجين في الدنيا شيء من الخلاف خاصة في بداية الزواج، فإن الناس خلقهم الله بطباع وأمزجة وعقول، تتفق أحياناً وتختلف أحياناً، {{ وإن كانت العروس فاطمة بنت محمد، وإن كان الزوج علي بن أبي طالب }}.
      يُروى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زار ابنته فاطمة في بيتها يوماً، فلما رأى فاطمة علم أن هناك خلافاً بينها وبين علي، فقال لفاطمة : أين ابن عمك ؟؟ قالت : كان بيني وبينه شيء، فغاضبني وخرج، فلم يُقِل عندي.[[ يعني تزاعلت معه، وخرج ولم يقِل، أي لم ينم القيلولة في وسط النهار عندي ]]، فخرج - صلى الله عليه وسلم - وقال لأحد أصحابه : انظر أين هو علي ؟ فجاءه قائلاً : يا رسول الله، هو في المسجد [[ نائم ]]، فجاء إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقِّه [[ أي جانبه ]]، فأصابه التراب [[ لأن أرضية المسجد النبوي من تراب ]]، فجلس عليه الصلاة و السلام بجانبه، وأخذ يمسح التراب عنه وهو يقول لعلي : " قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ" ، فنظر علي فإذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فوق رأسه يبتسم في وجهه، ثم تركه النبي ومضى. ففهم الرسالة علي، وانطلق ودخل إلى بيته، وتصالح مع فاطمة.
[[ ما أجملها من رسالة !!  مسح عنه التراب !! أنت يا علي زوج ابنتي، وتعتبر بمنزلة ولدي، خلص بيكفي زعل ،، قم يا أبا تراب ؛ يمازحه - صلى الله عليه وسلم - ليرجع  إلى بيته ]]. 
ورُوي أنّ علياً – رضي الله عنه – كان يقول : ما كانَ لِي اسْمٌ أحَب إلَيّ مِن أبِي تُرَابٍ، وإنْه كانَ يَفْرَحُ إذا دُعي به . 
   تأمّلوا معي يا إخوتي، كيف يُعالج الأب مشاكل ابنته مع زوجها !! إنها الحكمة والتروّي والبعد عن الغضب، لاحظوا معي أن النبي لم يدخل في دائرة سبب الخلاف بينهما، حتى لا تتّسع؛ [[ أنا قلت له ، هو قال لي ، ... ]] ، وأيضاً فاطمة – رضي الله عنها – كتمت سرّ بيتها [[ وما عملت قصة كبيرة وصياح وبكاء، لتستميل قلب أهلها وتقسّي قلوبهم على زوجها كما تفعل بعض النساء ]]، ففي نهاية المطاف يجب أن ترجع الأمور إلى نصابها، ومن الحكمة أن الأب يتعامل مع زوج ابنته بلطف وإحسان، وعدم المعاتبة مما يجعل زوج البنت يخجل من عمه لأنه يحبه ويحترمه ويشعر أنه بمقام والده. 
    وفي رجوع علي – رضي الله عنه – إلى بيته مباشرة وعدم استمرار الغضب والزعل تصرف رجولي، هكذا هم الصحابة – رجال في كل موقف – [[ ما ركب رأسه مثل بعض الأزواج اليوم ويقول : ما برجع إليها غير تيجي هي وأهلها أذلاء عند قدمي !! ]]، فالرجولة أن تحفظ بيتك وأولادك من الضياع، وما حالات الطلاق الكثيرة اليوم، 
وتشتت الأبناء والبنات إلا من وراء العناد وقسوة القلوب من الزوجين والأهل.

هذا هو الهدي النبوي في التعامل مع المشاكل الأسريّة، وهكذا كانت علاقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناته وأزواجهن، علاقة قائمة على الحب والحنان والاهتمام والمودة، 
وزيارتهن، والاطمئنان عليهنّ وعلى أزواجهنّ، دون التدخل في أسرار بيوتهنّ.

        اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم -  في جنّات النّعيم
_
✍️يتبع بإذن الله ….

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

5

followers

6

followings

0

مقالات مشابة