الأعمى الذي ينكر وجود الشمس
قصة مقالة
* الأعمى الذي ينكر وجود الشمس*
(مناظرة بين أمي وعارف)
قال أحد العارفين لمناظره االأُمّيّ : أنا لا أؤمن بوجود إله لا أراه . !
الأُمّيّ : وهل دليل عدم الروية كاف لتنفي وجود الإله الخالق..؟؟
العارف : العلم لا يسلم بالخرافات .. فهل من دليل مادي على وجود الإله الذي تدعي أنت وجوده ؟؟
الأُمّيّ : عدم رؤية الشيء لا تعني بالضرورة أنه غير موجود، فهناك أشياء لا نراها ولا نلمسها ولكننا نجد أنفسنا مرغمين على التصديق بها والإيمان بوجودها.
العارف : وما هي الأشياء التي لا نراها ونحن مرغمون على التصديق بوجودها على حد قولك ؟؟
الأُمّيّ : هل تستطيع أن تثبت أن عقلك موجود ؟؟ ...فأنا حقيقة لا أراه ...وإذا كان موجودا فما شكله وما مكانه من جسدك ... ؟؟
العارف : سؤال إذا طرحته على طفل صغير في طور التعلم فالأكيد أنه سيسخر من غبائك..! العقل مكانه في الجمجمة وهو الدماغ والمخ جزء منه.
الأُمّيّ : ولكن لا يمكن أخذ كلامك على إطلاقه... لأن هناك جدلا كبيرا حول موطن الحس ومركز الإدراك ...هل هو الدماغ كما تفضلت أم أنه القلب ؟؟ ولكن لا بأس ...وماذا عن النفس ؟؟ ..فهل ستنكر وجودها هي الأخرى بداعي عدم الرؤية ؟؟
العارف : قد نشأ علم لدراستها وفهمها ...صحيح أننا لا نراها ولكن العلم أثبت وجودها....
الأُمّيّ : هناك أشياء نراها ولا نسمعها كوميض البرق وشعاع الشمس،وأشياء نسمعها ولا نراها كدوي الرعد وهزيز الرياح ،وأشياء نراها ونسمعها كصور الناس وكلامهم....وأشياء لا نراها ولا نسمعها، فهل أنت ترى نفسك ؟؟ هل تسمعها ؟؟ هل تلمسها ؟؟
الجواب قطعا لا ...فلا نحن نراها بأعيننا ولا العلم يراها بأحدث المجاهر والعدسات..!!.ورغم انتمائها لعالم غيبي لا يتيح لنا رؤيتها إلا أننا نسلم بكينونتها ونستشعر وجودها.....
العارف : العلم أثبت وجود النفس بدلائل علمية ، بل ونشأ علم قائم بذاته خلص لاستنتاجات دقيقة تؤكد صحة فرضية وجودها ....بينما لا يوجد ما يدل على وجود خالق للكون ولكل شيء كما يزعم المؤمنون بالتخاريف والأساطير القديمة...
الأُمّيّ : المنطق الذي يُسْتَدَلُّ به على وجود النفس هو نفس المنطق الذي لا يستطيع ان ينفي بالقطع احتمالية وجود اله خالق ومدبر لهذا الكون.
العارف : أرني إلهك لأراه وكفاني سفسطة ،فأنا لا أرى له وجودا في الطبيعة
الأُمّيّ : طيب ...و هل تؤمن بوجود الشمس في الطبيعة ؟؟
العارف : وهل يجادل في هذا إلا أحمق أو سفيه
الأُمّيّ : إن لي أخا ولدته أمي بصيرا وكان يرى الشمس ويستشعر دفئها عندما كان صغيرا..!! ولكن طرأ طارئ فأصيب بالعمى وصار من أشد المنكرين لوجودها ! وقد أرهقني بلجاجته وجحوده، فهلا أقنعته بوجود نور الشمس وسيكون من اليسير علي إقناعك بوجود الله نور السماوات والأرض يقول الله تعالى في سورة النور ﴿ ۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.
انسحب الأعمى من المناظرة، و هو مصر على عدم وجود الشمس التي تراها أنت وتؤمن بوجودها.
بقلمي : ذ.محمد ابو الفضل سحبان
