ويخرُّون للأذقان سجدًا

ويخرُّون للأذقان سجدًا

0 reviews

 

من تأمَّل الصلاة التي أكرم الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم سوف يجد أنَّها قسمت قسمين, قسمٌ يصل بالنية الصالحة إلى الله تعالى وهو الذي يعبر عن التَّسليم والإذعان والقبول والمحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , والجزء الثاني هذه الحركات في الصلاة والتي هي في مصلحة العبد.

فالصلاة إذًا لابد وأن تؤدى بهذين الوصفين التَّسليم التَّام والقبول التَّام والإذعان التَّام والمحبة الخالصة لله تعالى, وبالكيفية التي سنَّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذا تمت الصلاة بهذه الطريقة فسوف يجد العبد من الرَّاحة والسكينة وقرة العين كما كان يجد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم, ولذلك فقد وصف الله عبده المؤمن بأنَّه العبد الذي خشع في الصلاة : قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی صَلَاتِهِمۡ خَـٰشِعُونَ , فدلت الآية على أنَّ المؤمن هو الذي يخشع في الصلاة ودلت كذلك على أنَّ من خشع في الصلاة فذلك المؤمن.

والصلاة بقسميها إن سقط منها قسم سوف تكون كبيرةً وثقيلةً على هذه المصلي والسِّر في ذلك أنَّ العبد أدى الصلاة حركات فقط ولم يصلِ بسر الصلاة الأعظم وهو الإذعان والتسليم والقبول والمحبة التي تترجم إلى خشوعٍ في الصلاة أقل ما يقال فيه أنَّ العبد يعي ما يقول من الآيات والتسابيح والدعاء.

وإذا أراد أن يصل إلى معنى العبودية التَّامة في الصلاة فعليه أن يتأمل ويتدبر ويتفكر في الآيات التي يتلوها في هذه الصلاة, والله تعالى يفتح على العبد في هذه التِّلاوة من أسرار القرآن الكريم الذي وكأنه لم يقرأ هذه الآيات إلا في هذه الصلاة فقط مع أنَّه قرأها الأيام الكثيرة.

وعلى هذا ندخل في الصلاة ونحن نبرهن على العبودية التامة لله تعالى, وقد فُتح لنا من أسرار هذه الآيات البينات, وقد خشعت لنا القلوب في الصلاة, وقد حققنا الغاية من هذه الصلاة, ثم تأتي اللحظات التي يتأمل فيها العبد آيات الله تعالى فتقع في قلبه موقعًا يبكي على إثر القراءة وهو لا يدري من أين فاضت عيناه بالبكاء وتكون لحظة فريدة بأن يذكر قول الله تعالى : وَیَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ یَبۡكُونَ وَیَزِیدُهُمۡ خُشُوعࣰا

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles